"…....إلى متـــى؟"
عـندمـا يعـدم الأمـان وتـستبـدل الابـتسـامـة بـدمـوع حـارقة كـادت أن تـحفر مـجراهـا فـي خـدود أطـفـال أبــريـاء ونــساء ضـعيفـات عـايشـوا الظـلم بـأنواعه ، حـينها هـل تـستـمر مـعانـاتـهم فـيصمـدون ؟ أم تـنجـلي تـلك الـغمامـة السـوداء مـن فـوق رؤوسـهم ؟مـنذ أن فتـحت عيـناي عـلى هـذه الـدنيـا وأنـا أرى منـاظـر تـقشـعـر لـها الأبـدان مـن خـلف شـاشة التـلفـاز...
فهنـاك طـفل يحـتظر تـحت أقـدام الصـهاينة المـحتلين ، وأم قلـبها يتقطع وهي ترى طفلها يموت بين يديها وهي غير قادرة على أن تحرك حجراً من مكانه ، ورجل طاعن في السن يتمنى لو عادت به الأيام إلى شبابه وقوته كي يساهم في تحرير بلاده ، وطفل آخر قد أمسك بالحجر ليرمي به أحد جنود المحتليـن ، ولكن هيهـات يقوى ذلك الحجر على حمايته فأولـئك لديهم ما يـخطف حيـاته فـي لـحظـات!!
إلـى متـى ستستـمر معـانـاة هـؤلاء ؟ فهم لأكثر من خمسيـن سنـة محاصرون...أليس من حق أطـفالهم العيش في سـعادة وأمـان؟ ألـيس من حقهم أن يهنئوا بطفولتهم كباقي الأطـفال في شتى أقطار العالم ؟ أين هم العرب من ذلك كله ألا يملكوا الرجولة لخوض مـعركة حاسمة ؟! ألا يملكوا الشجاعة ليدافعوا عن بلد عربي ينتمي لهم ؟! أم أعمت أعينهم تلك الرفاهية الزائلة وحجرت عقولهم مفاهيم غربية باتت تحكم حياتهم ؟!
عجيب أمر العـــــــرب الـيوم أكل ما يـقوون عليه هو الدعـــاء ؟ وكم هو مبـهج لو خـرج الدعاء فـعلاً صـادقاً من قلـوبهم!
فمتى سينعم أحبابنا في فلسطين بالحرية وتأخذ النساء حقها وتعلو كلمة الحق مبددة كل ظلام ؟
اللهم حرر أقصانا وانشر الأمن والأمان في شتى أنحاء البلدان المسلمة وسلط على اعدائك من يهزمهم وارحم مجاهدينا وأعـنهم يا رب العـالمـين.