إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سَاءَتْ الأَجْوَاءُ فِي قَلْبِي...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أعترفُ ليسَ لأعترف
    وإنما لأتنفّس
    :
    أَعترفُ ليسَ لأنني أُريد الاعتراف فحسب!
    وإنما لأرتاح
    :
    أعترفُ ليسَ لأنها مَحضُ إرادة!
    بل لأني أُريد السفر
    :
    أَعترفُ لكِ يا عُصفورتي بأنني لا أُريد الاعتراف
    لأنني أُريد أن أفتح باباً قَديماً
    بل أعترف لأنني سائرٌ
    :
    أعْترفُ لأنّ من لا يعترِف
    تعترفُ جوارِحَهُ
    لأن الجوارحَ لا تعرفُ الاعتراف
    تعرف قول الحقيقة فقط.
    :
    أَعْترفُ بأنني أنهيت الحُبّ
    عند الصَّدمة الأولى..
    فما بعدَ ذلِك
    ليسَ حُباً
    :
    !
    !
    ...

    تعليق


    • هُنالِكَ أُنثى
      أحبَّتني..فكرهتني..فأحبتني..
      وأحبَّتْ أنها تُحبّني..
      فَعَادت تَكرهني..
      وكرهت أنها كانتْ تُحبّني..
      فرجعتْ تُحبّني..
      وكرهتْ أنها كانتْ تكرَهُني..
      هذهِ الأُنثَى تُدعى :
      { غَلطة }
      !
      ...

      تعليق


      • أكْتُب أنا لأصرخَ
        حَتى لا أبدو مَجنوناً عاشقاً
        مُتيّماً بِحُبِّ الصراخ!
        :
        أَكتُبُ أنا لأهمُسَ
        للحروفِ حُباً يَليقُ
        بالحقيقة!

        !
        ...

        تعليق


        • تَأتينَ إلى عَزائِي
          فَتَقلبينه إلى مُنَاسبةٍ للرقص
          فكمْ تَمنيتُ لو للرقصِ أصْحَبُكِ
          وكم تَنهيدةَ خَرجت من صدرٍ كانَ يحَويكِ
          !
          ...

          تعليق


          • أشْعرُ بأنَّ ثَمَّةَ شاعرٌ في دَاخلي.!
            !
            ...

            تعليق


            • أشعرُ بِأنَّ ثَمَّةَ إحْسَاسٌ يَنْتَابُني عندما أُحسُّ بِأنَّ ثَمَّةَ شُعُورٌ يُخَالِجُني

              " لِعميقي التفكيرِ فقط"
              !
              ...

              تعليق


              • نَسَمَاتٌ على قلبي تَهبُّ فانفثهنَّ
                أَدخِنةُ الحُب تَتَصاعدُ من على سَفحِ قَلبي
                أُطفي قَلْبيَ المُشتعل بماءِ التَّجاهُلِ
                !
                ...

                تعليق


                • مَنْ أنا.؟!
                  هَلْ أَنا مُتوحدٌ.؟!
                  أَنا لا اعرِفُ مَنْ أنا.!
                  الانعزِالُ جُزءٌ مني..
                  لا يَضيرُني إنْ بَقيْتُ وَحِيدَاً لأيّام وأيّام..
                  لا اشعُر بالضَّجَرِ..
                  لا اشتاقْ..
                  لا وُجودَ للحَنِينِ بَيْنَ ذوَاتي..
                  لا اعرف من أكون.؟!
                  أكونُ مَنْ انا؟!
                  :
                  أُهانُ ولا أشعر بالإهانةِ.!
                  أُنغَزُ بِنَغَزَاتٍ فاحسبُها مَدْحاً لي.!
                  مَنْ أنا من؟
                  اشعُر بالفوْزِ عندما اتوحّدُ بنفسي.!
                  هل أنا مُتوحدٌ فعلاً.!؟
                  اهوَى المَشيَ وَسطَ الظّلامِ وَحيداً..
                  أَنا والسُّرْحَان..كالرملِ والشُّطآن..والسجنِ والسجَّان
                  مَلجأً لا هَربَاً
                  احتواءً لا نُفوراً
                  حِينَ اكونُ و نَفسيَ الحائِرة..
                  :
                  انا لَستُ منِّي
                  ولستُ انا هو مَن كُنتُ انا
                  أنا هو أنا الآنَ
                  !
                  ...

                  تعليق


                  • تُنسى وكأنّكَ لم تَكُن..
                    !
                    ...

                    تعليق


                    • إن لم أكن أنا المُخطط أو مع المُخططين..
                      فلن أقبل العَمل على مُخطط غيري..
                      !
                      ...

                      تعليق


                      • الحمدلله..
                        !
                        ...

                        تعليق


                        • الحمدلله أصبحتُ ذلك المَخلوق الذي إذا ما أسدل ستار عينيهِ نام..
                          !
                          ...

                          تعليق


                          • العلاقةُ بين الهواءِ والزواج هو أنه لابد أن تحصل عليهما في الوقت المُناسب

                            #مُقتبس من فيلمٍ هندي
                            !
                            ...

                            تعليق


                            • بعض الرجالِ يخافُونَ من الزواجِ لأنهم يظنونَ أنهم لن يستطيعوا فعل ما تعوّدوا عليه.
                              !
                              ...

                              تعليق


                              • نَسائِمٌ من عَبقِ الحنين


                                جَلسَ على الأريكةِ أمام التلفاز,أمسَكَ بجهاز التحكّمِ عن بعد, فبدأَ يُحملقُ عليه ويقلبه على راحةِ يده, مُتأملاً في معانيه, وزوجته التي مضت في عصمتهِ أربعةً وعشرون ساعة, لاتزال بأحلى الملابسِ تنظرُ إليه من على عتبة الباب مُتكةً عليها تُراقبه كيف يُقلّب الجهاز رأساً على عقب بصورةٍ تُثير الاستغراب.مسكَ الجهاز بإحكام وكأنه يَمْسُك سيفاً, فكبس زر الإشغال,ثم تتلووها بكبسات تُقلب القنوات الفضائية فبدأ يكبس أزرار الجهاز بعشوائية حتى تشوّش التلفاز فانطفأ فسقط الجهاز من على يده فتبعثرت البطاريات منه!.
                                اقتربت زوجتهُ الحسناء إليه, ممشوقةُ القوام تجرُّ خلفها أذيال العطور والبخور,تنزل لتلتقطَ الجهاز والبطاريات من على السجاد الثمين, وتعيد البطاريات إلى مكانها فتُسلّمُ الجهاز لزوجها قائلةً: هاكَ حبيبي الجهاز امسكه هكذا,وأزرارُ تغيير القنوات من هُنا وأكملت تشرحُ له كيفية استخدام الجهاز وهو يدققُ بعينيهِ في وجهها, كحلها,خطوط أعينها وأحمر الشفاه وخصلاتُ شعرها الناعمة المُنسدلة على جفنها الأيسر.
                                تتوقف عن الشرح فتلاحظ أن عيناهُ تلْمَعان تُحدقان إلى عينيها الساهِيتين, فتحمرُّ وجنتاها خجلاً وضًعفاً من نظرةِ عينيه فترمي الجهاز في حضنهِ وتضعُ يدها على خصرِها وتشدُّ إحدى زوايا فمِها وترفع أحد حواجبها للأعلى فتقول بصوتٍ يمْلئُه الدلال: ألم تُكن مُنتبهاً؟
                                يَبتسِمُ ويومئُ لها بالنفي فتحاول الفرار منهُ فيمْسِكها من يدها ليُقعِدها بجانبهِ.
                                تلْتفُّ ذراعه حولَ كتفها ليُحتويها فيهمس قُرب أذنها:" أنا أُحبكِ, فافهميني إن استطعتِ".
                                أهُناكَ حُبٌ لا يُفهم يا زوجي؟ يُجيبها برفعِ كتفيهِ للأعلى نفياً.
                                يرفعُ الجهاز إلى مرأى عينيه ,انظري إلى الجهاز, صغيرٌ حجمه, ويتحكّم بأكبر منهُ حجماً.
                                ما بِكَ حبيبي!, لطالما عرفنا بأن هذا اختراع وظيفته التحكم بالتلفاز وما بداخله من أنظمة, فأينَ العَجب في ذلك!؟
                                لاشيء, انا جائعٌ. وانا كذلك حبيبي, لنخرجَ إلى مطعمٍ فاخر يطلُّ على شاطئِ البحر, ما رأيك؟
                                لا أُريد الخروج,مُرهق قليلاً حبيبتي, أتستطيعين الخروج لإحضار العشاء من المطعم القريب من منزلنا؟
                                شعرتْ بالسعادة كثيراً لأنه لم يأمرها بالطبخ رغم إجداتها للطبخِ ولأنه أيضاً اعتمدَ عليها و وثق بها في أُولى أيامهم الزوجيّة.
                                بلى, أستطيع حبيبي سأذهب, أين مفاتيحُ سيارتك؟
                                توسَّعت عيناهُ, فاعتدل في جلستهِ ونظر إليها بنظرة غَضب فقال: مفاتيح سيّارتي في الدرج الأيمن من التسرحية, ولكن!. ولكن ماذا حبيبي؟
                                أين سيّارَتُكِ؟ آه نعم لم أُخبرك عن سيّارتي.
                                اقتربت منهُ لتقعد بجانبه لتخبره قائلة: لقد أهْديتُ والدي سيّارتي؛ لأنه يُحبها كثيراً فأبيتُ أن لا أعطيهِ إياها.
                                لاحظت أن قَسماتُ وجهه امتلأت بأماراتِ الغضبِ والزمجرة, فازدردَ ريقُها قلقةً مما يحدثُ في دواخلِ زوجِها وخائفة أن يتبيّن لها بأنهُ منهم أولئكَ الأزواج!
                                فأرادت أن تُهدئه فقررت تسبيبَ إهدائِها السيارة لوالدِها فتَمْتَمَتْ قائلة: أهديتُ أبي لأنه أولاً أبي ولقد ربَّاني ولأنه أيضاً صرفَ عليَّ كَثيراً فرأيتُ أنه يسْتحقُّها فلمْ أمانع من إعطاءهِ إياها, ولأنّهُ ايضاً أبي نعم أنه أبي. فلاحظت أنه يَشدُّ قبضتهُ على الجهاز يكاد أن يكسرهُ, وخدّاهُ يتحركان بسبب مضغ أسنانه لبعضها.
                                أدارَ وجههِ إليها غاضباً وعيناهُ مُحمرتان ليسألها:ماذا عن الأرضِ التي مُنحت لكِ من الدولة؟
                                ارتبكت وكفّاها يَمسحان ببعضهما خائِفة من الإجابة عليه فازدردَت ريقها فَتَمْتَمْت قائلة: أعطيتهُ إياها أيضاً...فأرادت أن تُقنعه مرةً أخرى بفضلِ الأب عليها فقالت: أنت تعلم ان الأب...فقاطَعَها صارخاً: كفى!
                                وقفَ موجهاً لها ظهرهُ و وجههُ ينظرُ إلى الأرضِ فقال بتحسف: أعطيتهُ إياها!, أهديته!, فلم أُمانع!.
                                فتح الباب وقال لها: أخرجي من البيت حالاً.
                                انهمرت دمعة من عينها , ماذا تقول؟هل أنا أحلم؟
                                أنتِ لا تحلمين وكفى تَمثيلاً واخرجي الآن.
                                أخرج؟ أين أذهب؟ لماذا؟ هل امتعضتَ لأنني أعطيتُ أبي سيارتي وأرضي؟ هل هذا ما يهمك يا زوجي العزيز؟
                                خُذي سيّارتي واذهبي إلي بيتِ أبيك, لا أريدكُ معي.
                                وماذا أقولُ لهم؟ بدأت عيناها بذرف الدموع, كيف سأُقابلُ أسئلتهم في هذا الوقتِ المُتأخرِ من الليل؟
                                حَسَناً, سأقترضُ من البنك لأشتري أرضاً أخرى وسيارة جديدة لأجلك, هل ارتحت الآن؟
                                ذهبَ إلى غرفةِ النوم وعاد إليها وناولها مفتاح السيارة فقال لها أذهبي إلى بيت أبيك وسأفكر بتطليقك فيما بعد.
                                جَثتْ على رُكبتيها من هولِ سماع هذه الكلمة,فاختلطَت دُموعها بالكحل, وأحسَّت بأن الأرض رأساً على عقب.
                                زوجي سأفعلُ لك ما تُريد ولكن لا تفعلها أرجوك,سأكونُ لكَ مُطيعةً فيما تأمر وفيما تنهى عنه.
                                ألم تسمعي ما قلتهُ قبل قليل؟ الباب مفتوح فاذهبي الآن.
                                تَشبثتْ بثوبهِ من الأسفل وجهشت باكيةً تتوسل إليه فتقول: أتوسلُ إليك زوجي العزيز ان يحصل هذا بعد أشهرٍ من الآن على الأقل, ماذا سَيقول عني الناس؟ طُلِّقت فلانه في اليوم الثاني من زواجِها؟ إنها فاشلة؟ من حولنا الناس لا يَرحمون.
                                رفعها من كتفيها لتقفَ امامه قائلاً لها: نعم, انا أتفقُ معك أن من حولنا لا يرحمون, لذلك وانتِ تذهبين إلى بيتِ أبيك,أُقصدي صيدلية واشتري أقراص مانعة للحمل؛ لتقضي على ما مَنَحتُكِ إياه قبل قليل.
                                لم تستطع احتمال كلماته فأُغمي عليها وسقطت في حضنهِ فحملها إلى السرير.


                                استيقظت على زقزقة العصافير, وخيوط نور الشمسِ الدافئة على وجهها الملائكي الناعم, فجلست من نومها لترى الفُطور جاهزٌ أمامها, وزوجها يجلسُ على كُرسي ينتظرُ استيقاظها و وجههُ تملؤهُ البشاشة, فأيقنت تماماً بأن ما حدثَ بالأمسِ هو مجردُ أضغاثُ أحلام ففرحت كثيراً فقالت لزوجها: ولمَ كلّفتَ على نفسكَ إعداد الفَطور؟ كنتُ سأعدّهُ بنفسي, فأنا المرأةُ في هذا البيت.
                                فاقترب منها على السرير, فتناول كأسُ الحليب فوضعهُ على شفتيها المُتوردين لتشرب من يدهِ وقال لها: لا فرق بين الرجل والمرأة في الواجبات.
                                هكذا عهدتكَ حبيبي,واثقةٌ بأنك أفضل الرجال, انت من تعبدهُ أحاسيسي. كفاكِ ثرثرة وخذي حبة الزيتون هذه, وخذي أيضاً هذه خُبزة مُحلاة بالجبنِ والعسل, هيّا تناولي, جيّد ,فتاةٌ مُطيعة.تناولي قليلا من القشطة ,اكتفيتُ حبيبي,ناولني كأس الحليب, هيا خُذ اشرب أنت أيها الفتى الجميل.
                                وريثما هي تُناوله الكأس كان ينظرُ إلى عينيها الجميلتين كيف هي تنظر إلى فمهِ عندما يشرب الحليب.
                                أخذَ الكأسَ وفطورها و وضعهُ جانباً, هيّا لقد جهزتُ لكِ حماماُ دافئاً لتستحمي وتستعيدي نشاطكِ. فما استطاعت التعبير عن سعادتها فاحتضنتهُ, فحملها بذراعيه من على السرير, ويداها مُلتفتان حول عنقه, وفي طريقهما إلى الحمام قامت بمسح آثار الحليب من على شفتيه وتنظرُ إلى عينيه الواسعتين المُمتلئتين بالحُب والحنان, تركها لتستحم وذهب إلى غرفة المعيشة ينتظرها.

                                مرت نصفِ ساعة ثم دخل الغرفة ليجدها تقعدُ على كُرسي التسريحة تُمشط شعرها الحريري الطويل, فجاءها من ورائها وأخذ المِشطَ من يدها وراح ينظرُ إليها من مرآة التسريحةِ ويمشط شعرها الجميل ببطئٍ.
                                حبيبي أينَ سنذهبُ اليوم؟ فلم ينبته لسؤالِها ؛لأنه كان سرحاناً واستمر في تمشيط شعرها وهو يبتسمُ لها من المرآه غارقاُ في حُبها كما تراهُ هي من المرآه.
                                أرادت أن تُكرر السؤال حتى ينتبه لها ولكنها تذكرت أن الكابوس الذي راودها في الحلم يتعلق بسيارتها, وخافت بأن يأخذ مشورتها في أي سيارة سنخرج هذا اليوم, ويسألها عن سيارتها ويتحقق الكابوس!.
                                تراجعت عن تكرار سؤالها لهُ فوضعت يدها على يده عند وصول المشط أعلى رأسها, فوقفت وقابلته وجهاً لوجه وتقبّلهُ على خده وقالت له: تمشيطكَ لشعري جميلٌ أحببتهُ كثيراً حبيبي. هيّا لنشاهد فيلماً أجنبياً ,فتذكرت جهاز التحكم في الكابوس, فعدلت عن كلامها فقالت: لا ,لا نشاهد آه متى تنتهي إجازتك حبيبي؟ مسَكَ يدها اليُمنى بيدهِ اليُسرى لُيسلّمها بيدهِ اليُمنى مفتاحُ سيّارتهِ!.
                                لمْ يَكُن حلماً سيّدتي, اذهبي إلى بيتِ أبيك, فلقد حان وقتُ نومي.
                                تجمّدت في مكانها فلم تستطع التفوّه بكلمةٍ واحدة, لم يَكن حلماً, كان يُجهزها لتذهب بيتِ أبيها, فلم ينَم مذ أُغمي عليها.
                                ذهب إلى أريكة غرفة المعيشة واستلقى والتحفَ باللحاف ونام على جانبهِ الأيمن.
                                حملت حقيبتها واحتذت حذاؤها وقبل أن تخرجَ سألته: ماذا أفعل في بيت أهلي؟ أجاب: افعلي الصواب لأجل نفسك.
                                ففهمت منهُ أنهُ يُريد الأرض والسيارة لأجلِ ألا يُطلقها وتسوءُ حياتها في مُقتبل العمر.
                                فراحت تُفكر في اصطناع حججٍ وأكاذيب تستطيع بهن تغطية سبب مجيئها إلى بيتِ اهلها بدون مُرافقة زوجها لها فنجحت في ذلك ولكن شريطةَ أن تتمكّن من استرجاع سيارتها وأرضها من أبيها أو ما يُسمى في قريتها "بالشيخ", فهو فاحش الثراء, والاستيلاء إحدى هواياتهِ, فعندما كانت ابنتهُ تحت ولايتهِ فلم يأبه بأرضها وسيّارتها, ولكن عندما أصبحَ وليّها زوجها, أحسَّ بالجنون بمجرد تفكيره بأن زوجها سيستولي على أرضها وسيّارتها فقام بالاستيلاء على مُلكها .
                                وخلال جلوسها وسط أهلها بعد تناولهم وجبة الغداءِ يشربون الشاي ويتبادلون النّكات والأحاديث السخيفة التي دائماً ما تتعلقُ بالمادةِ , فعماتها وخالاتها وبناتهنَّ يضحكنَ و كلٍ تتباهى بما تملك, ومرت الساعات على هذه الحال فشرد ذهنها غارقةً في التفكير حول زوجها وتتسائلُ مع مكنوناتها النفسية,هل هو يكرهني حقاً؟ إذا لماذا أعدَّ لي الفطور؟ لا يوجد ثمة دليل على كرهِهِ لي!, ولماذا أصر على إبعادي عنه بسبب الأرض والسيارة؟هل هو جشعٌ ويحب الاستيلاء مثلُ أبي أيضاً؟ لا, لا أظن ذلك, فهو لم يهتم عندما عرضت عليه بأن أقترض قرضاً لكي أشتري له أرضاً وسيارة!,مَشطَ شعري! ناولي كأس الحليب! جهّز حماماً دافِئاً وحملني بذراعيه إليه!من أنتَ أيها الإنسان العجيب؟ انا بمن تزوّجت؟ آه تذكرت أمراً مُريباً, لقد قال لي أنه سيفكر في تطليقي ولم يقل سأطلقكِ!! بماذا ترمي أيها الإنسان الغريب؟!! ولكن ما سر القسوة؟ ولماذا أمرني بأن أشتري أقراصاً مانعة للحمل؟ألهذه الدرجة هو لايُريدني؟ مهلاً مهلاً, في الصبحِ لم يصر على تذكيري لشراء الأقراص!! نعم وعندما كان غاضباً لم يكن ينظر إلى عيني إلا عندما أراد أن يسألني عن الأرض! إذا فهو لا يَكرهني ولم يكن غاضباً مني انا!! كل هذا يفسر العبارة الأخيرة التي قالها " افعلي الصواب لأجل نفسك" ولم يقل استرجعي السيارة والأرض!! كم أحبك أيها الأنسان العظيم.
                                فتخرجُ من شُرودها صارخةً تخترق هديرُ أصوات أهلها قائلة: لقد فهمت, لقد فهمتك تماماً نعم فهمت.
                                كل من حولها ينظرُ إليها بتعجب!, سألتها عمتها الكُبرى: ماذا فهمتي؟عن ماذا تتحدثين؟
                                أين أبي يا أمي؟ أباكِ في اجتماع في المجلس, لماذا؟ ماذا بكِ يا ابنتي؟
                                امتطت الأريكة فقفزت مُسرعةً إلى أبيها وفقتحت الباب بقوة أبي أبي أريدك قليلا تعال بسرعة.
                                تفاجأ الجميع بدخولها ولكن لم يتسطيعوا التعبير عن تفاجئهم واستيائهم لأن أباها شيخ.
                                حسناً انا قادمٌ يا ابنتي, أستأذنكم قليلا. ماذا تُريدين؟ولماذا تدخلين بهذه الطريقة أمام الرجال. بابتسامة قالت: انا آسفة ولكنني أريد أن أخبركَ أمراً. أخبريني يا ابنتي ماذا لديك؟
                                أبي أنا أريد أرضي وسيّارتي. تعجّب الأب من طلبها فقال: لماذا, هل أجبركِ زوجك بهذا؟ لا لم يُجبرني ولم يأمرني, ولكنني أريدهم فحسب.
                                حسناً, سأخبر مندوب العائلة لكي يقوم بإجراءات تحويل الملكيات لتصبح الأرض بإسمك والسيارة كذلك, ولكن على ألا يكون زوجك هو من...قاطعته قائلة: زوجي أكبر بكثير من هذا يا أبي.
                                أتمنى ذلك يا ابنتي العزيزة, لكِ ذلك.
                                خرجت مُسرعة عائِدةً إلي بيتها لتُخبر زوجها بكل سرور بأنها نجحت في استرجاع أملاكها. أوقفت السيّارة وهرعت لتفتح الباب بقوة فرأتهُ لا يزال نائم على الأريكةِ, فأرادت أن توقظهُ فتذكرت أنه لم يُزعجها عندما كانت نائمة بل انتظرها لحين أن تستيقظ! فقررت أن تنتظرهُ, فتذكرت أنه أعدَّ لها فطوراً وحماماً دافئاً, فذهبت تُعدُّ العشاء,وجهّزت حماماً دافئاً أيضاً.
                                وراحت تُغني عند إعدادها للعشاء " حبيبي العجيب..حبيبي الفريد..حبيبي الغريب"
                                انتهت من الطبخ وأصبح الحمام الدافئُ جاهزاً, فذهبت لتراه هل استيقظ؟ لا لايزال نائماً, حسنا سأغسلُ الصحون ريثما يصحو من نومه.



                                هيّا بنا صَغيرتي الحلوة لنعود إلى البيت, فقد حلّ الظلام, والشمسُ بدأت بالمغيب, سيقلقُ عليك والديك.
                                ولكن أيتُها الجدة لم تُكملي ماذا حدث بعد غسلِ الصحون؟
                                لا أُحب هذا الجزء من الحكاية لأنه مؤلمٌ قليلاً,
                                لقد اعتراني الفضول وأُريد سماعها إلى النهاية.
                                حسناً يا صغيرتي الحلوة.


                                انتهت من غسل الصحون وعادت إليه هذه المرة لتوقظه ؛لأن الليل قاربَ أن ينتصف.
                                اقتربت منهُ فوضعت يدها على كتفهِ قائلة بصوت ناعم: حبيبي هيا استيقظ, أجلس من نومك,لقد أعددتُ لك العشاء, ولدي خبرٌ سار, سيُسعدكَ انا متأكدة من ذلك.
                                لم يستيقظ ولم يتحرك, وأعادت وضع يدها على كتفه لتهزهُ قليلاً مع ارتفاع صوتها قليلاً, حبيبي الغالي هيّا قُم لتتناول أشهى عشاءٌ أعددته لك , وسيُعجبكَ مذاقه.
                                لم يتحرك ولم يقم بردةِ فعلٍ, فبدأت تشعرُ بالقلق, فقامت بهزهِ بقوة بكلتي يديها وتصرخُ بصوتٍ عالٍ استيقظ حبيبي ما بكَ لا تستيقظ انا قلقةٌ عليك كثيراً قُم قُم, ولم يستيقظ!!
                                جهشت بالبكاءِ وتقول: لقد استرجعتُ الأرض والسيارة أين أنت لا تتركني وحدي, لا تتركني لا تتركني, أعددتُ لك عشاءً فاخراً هيّا لا تتركني وحيده, لم يكن علي تركُ المنزل لماذا تركتكَ وحدك الخطأُ مني ..وتكملُ بُكاءها بمرارة.

                                " لقد مُت يا حبيبتي"
                                رفعتْ رأسها لتجدهُ مُبتسماً يَنظرُ إليها فانهالت عليه بالضربِ لماذا لماذا لماذا ؟وانتهت بحضنه تبكي بكاء الفقدان.

                                وهكذا يا صغيرتي الجميلة أنتهت القصة بأن عاشا في حياةٍ جميلة وهانئة.
                                ولكن ماذا عن الأرض والسيارة, ماذا فعل بهم؟
                                نعم, لم يكن يُريدهما, ولم يكن يوما يهدف لحب المال والاستغلال, أرادَ أن يُعلمها الحرصَ على نفسها وألا تكون مطيّة تحكم أي أحد مهما كان قريباً.
                                وأيقنت أن عبارة " أحبك, افهميني إن استطعتِ" كانت بمثابة المدخل لدروس الحياة ولم تفهمها آنذاك.
                                شُكراً لكِ أيتها الجدة, فالقصةُ أعجبتني كثيرة,هيّا بنا لنذهب إلى البيت.
                                اذهبي أنتِ لوالديك, أما انا سأبقى أُشاهدُ الغُروب الحزين وأرمي الحجرَ على البحر.
                                حسناً إلى اللقاء.
                                سقطت دمعةً واحدة من على عينها وتنفست الصعداء وأكملت رمي الحجارة.
                                أمي أبي لقد حكت لي جارتنا الجدة قصةٌ رائعة أذهلتني كثيراً.
                                نظرَ الأب إلى الأم بحزنٍ وقال لابنتهِ:أكان نهايتها أن عاش الزوج والزوجة بسعادة وهناء؟
                                بلى يا أبي ! ولكن كيف عرفت؟
                                الأم: لم تُبقي أحداً في هذه القرية إلا وحكت له قصتها ذات النهاية الحزينة.
                                نهاية حزينة؟ لم تكن نهاية القصة حزينة!
                                الأب:الزوج لم يستيقظ من نومهِ, فكان ميتاً.

                                أبي,ولمَ قامت بتغيير مجرى القصة في النهاية؟
                                لأنك صغيرة يا ابنتي ولم تكن تريد أن تكوني حزينة.
                                و كيف عرفت أنه مات ولم يستيقظ!؟
                                لأن الجدة هي الزوجة.
                                تمت
                                رشاد البلوشي
                                !
                                ...

                                تعليق

                                يعمل...
                                X