بلا مقدمات
-----------
( زنزانة و حارس )
بينما كنت منهمكا بالتفكير فيما يكون او لا يكون
ادركت لحينها أني في بركان الهم الأكبر
ولم أجد نفسي سوى في غرفة شديدة الظلمة
لا تعرف ليلا ولا نهارا
ذات فتحة ضيقة ب ثلاثة قضبان قد انهكها تآكل الصدأ
وفي جوانب تلك الغرفة قد رُسمت مشنقة الموت
ومن خلف ذاك الجدار المتآكل تتهادي لنفسي أنفاس رجل قد علاه الشيب
وعبثت به الحياة
يستر جسده بدلة حارس قد أبلاها الدهر وجار عليها الزمن
ولا اري منه سوي قسمات وجهه الجامدة
ويداه المرتعشتان وهي تمتد ب كسرة خبز لا تكاد تُبلع
وكوب ماء ليروي ضمأي بمآسي الحياه
*****
تسآءلت نفسي ما الذي دفعني لهذه الزنزانه
أهي النزوة أم حب التسلط أم هو ظلم الحياه
ما الذي اقترفته يداي حتي ألقي بها في دوامة الهلاك
مهما كانت الاسباب فالنهاية قد تحتمت
وصارت واضحة أمام عيني كوضوح الشمس
لم يبقي على موعدي مع اللحد سوي دقائق معدودة
ووالله إنها لتمر مرور السنين الطوال
لا مجال للنواح ولا الأنين
و إني لأرى ملك الموت قد أمسك بقبضته
لا يمنعه من نزع روحي سوي إشارة "قدر"
ووالله أني لأود أن ينزعها في لحظتي هذه
لعلي أجد سلواي بموتي ولعلي أختصر من عمري دقائق لا تزيدني إلا ألما وحرقة
*****
مقيدة هي أنفاسي بسلاسل من حقد أسود
فلا أقوي حراكا ولا صراخا
وروحي تُنتزع في اللحظة ألف مرة ومرة
وتسقي ب سم الحياة لتموت ببطء تلك الثواني المتبقية
ولا زلت أتساءل
ولا زال الألم بداخلي يستصرح بوجه ذلك الحارس
لماذا؟ والي متي؟
ألاجل كبريائك ذبحتني
أم لأجل رضا الناس بعتني
قل لي بالله عليك اوتنزع روحي في مهدها
أم تهوي علي عنقي بسيف غرورك وجشعك
ها أنا ذا أقف صامدا أمام مشنقتك الباردة
وقد تلألأت بعيني دمعة حنين للقاءها
لعل قطرات دمي تغفر ما كان من خذلاني لها
وهاهي أنفاسي الحانقة تزفر بأعلى صوتها بتمتمات الأسي
"لا تسلبني حريتي يا حارس"
==============================
وعذري موصول لكم إذ أطلت عليكم
-----------
( زنزانة و حارس )
بينما كنت منهمكا بالتفكير فيما يكون او لا يكون
ادركت لحينها أني في بركان الهم الأكبر
ولم أجد نفسي سوى في غرفة شديدة الظلمة
لا تعرف ليلا ولا نهارا
ذات فتحة ضيقة ب ثلاثة قضبان قد انهكها تآكل الصدأ
وفي جوانب تلك الغرفة قد رُسمت مشنقة الموت
ومن خلف ذاك الجدار المتآكل تتهادي لنفسي أنفاس رجل قد علاه الشيب
وعبثت به الحياة
يستر جسده بدلة حارس قد أبلاها الدهر وجار عليها الزمن
ولا اري منه سوي قسمات وجهه الجامدة
ويداه المرتعشتان وهي تمتد ب كسرة خبز لا تكاد تُبلع
وكوب ماء ليروي ضمأي بمآسي الحياه
*****
تسآءلت نفسي ما الذي دفعني لهذه الزنزانه
أهي النزوة أم حب التسلط أم هو ظلم الحياه
ما الذي اقترفته يداي حتي ألقي بها في دوامة الهلاك
مهما كانت الاسباب فالنهاية قد تحتمت
وصارت واضحة أمام عيني كوضوح الشمس
لم يبقي على موعدي مع اللحد سوي دقائق معدودة
ووالله إنها لتمر مرور السنين الطوال
لا مجال للنواح ولا الأنين
و إني لأرى ملك الموت قد أمسك بقبضته
لا يمنعه من نزع روحي سوي إشارة "قدر"
ووالله أني لأود أن ينزعها في لحظتي هذه
لعلي أجد سلواي بموتي ولعلي أختصر من عمري دقائق لا تزيدني إلا ألما وحرقة
*****
مقيدة هي أنفاسي بسلاسل من حقد أسود
فلا أقوي حراكا ولا صراخا
وروحي تُنتزع في اللحظة ألف مرة ومرة
وتسقي ب سم الحياة لتموت ببطء تلك الثواني المتبقية
ولا زلت أتساءل
ولا زال الألم بداخلي يستصرح بوجه ذلك الحارس
لماذا؟ والي متي؟
ألاجل كبريائك ذبحتني
أم لأجل رضا الناس بعتني
قل لي بالله عليك اوتنزع روحي في مهدها
أم تهوي علي عنقي بسيف غرورك وجشعك
ها أنا ذا أقف صامدا أمام مشنقتك الباردة
وقد تلألأت بعيني دمعة حنين للقاءها
لعل قطرات دمي تغفر ما كان من خذلاني لها
وهاهي أنفاسي الحانقة تزفر بأعلى صوتها بتمتمات الأسي
"لا تسلبني حريتي يا حارس"
==============================
وعذري موصول لكم إذ أطلت عليكم