في سماء الحزن والهم ، والاكتئاب والغم ، والنكد والألم يخطب القلبُ يدَ السعادة والفرح ويلتمس وداد الإثارة والأنس ؛ ليعيش حالة هلامية شبيهة بحالة أهل الجنة في الجنة نفسِها لا نصبَ ولا وصبَ بل ولا تأففٍ وتنهد ٍ وتوجع وهو يعلم أن ذلك ضرب من الخيال وما دمتَ تراني فأنا أرائي . هناك دار مأوى لمن لا ظلة له تقيه الشمس أو مظلة تحميه من المطر ، هذا المطر الذي يحبه كلُّ أحد ويهرب منه محبوه تماما كفرار آبائنا منا وفرارنا منهم في يوم القيام بدلا أن نقف معهم أحسن قيام ، وهذا المطر هو الذي ينهض معه الشعر وتهطل القصيدة من غمامها وما أجملَ الشعر ! والغمام ما أجملَه ! وقد أنبئنا أهل الصنعة أن بداية الكون تجسدت في النور والغمام ونقل لنا عن أهل الفن في العلم أن لغة 1 – 0 هي لغة الدنيا ، فيا ليت شعري هل نتيجتنا من هذه الدنيا والحب 1 أم أنها سلبية كالعادة .
وفي نسمات هذا الصباح أشرقت شمسي قبل شروق الشمس ، وسمعت أذان ضحكتها قبل أذان ديك شهريار وسلامة شهرزاد ، فمنهما لمست أن الشهر في أواخره كبدايته نظيفٌ جيبا ومتسخٌ دَيْنا فلذلك لا غروَ إن سميت حبيبته شهرٌ قد زادَ فأدركتُ أن النورَ والغمامَ أصلٌ ولغة الأرقام فرعٌ لبعضِ أرباب الخيال والعلاقة نفسها طردية لرجال المال . وبعد ارتداء الشمس البحار جال في نظري هذا المنظر ولمعت لعينيَّ تلك اللوحة الفسفورية الجبين فسهوتُ ويدَ ابنتي ضاغطة على أصبعي بأغنية كم جميلٌ لو بقينا أصدقاء .
لا وجود للمطر ولكن شهقات الأغنية دافئة الزفير في مرعىً جميلٍ يترقرق العشب كترقرق الماء ؛ فهيا لنسقه . إن لم نسقه صبرا وطول بال هجمت عليه آفة التصحر ، فها أنا أحاورك حواء مع حروف أستاذتنا سعاد الصباح لتأثري البالغ بها بنسبة تدخلني كلية الطب بل الطب نفسه وإن لم اجتازه ، ولينقلب السحر على الساحر بإدراجي إياها
أصدقاء من الصدق أم من الخلة لا أدري ، ولماذا لا أدري ؟ لست أدري بل لا يهمني أن أدري وأما الذي أعلمه علم اليقين فأنَّ الشاعرة الأميرة عندما كتبت سيمفونيتها فعَّلت دور الزوج الصديق والصديق الزوج . وآه لو كانت العلاقات بين كل زوجين علاقة صداقة فأوصدت الأبواب دون الأخدان لا سيما الصديقة المتزوجة ناهيك عن الصديقة العزباء أوالصديقة الورهاء . ولكن هل حقيقة أم من نسج الخيال قولهم : إذا لم يكن للمرأة زوج فإن رغبتها في كف صديق لم تزل قائمة على أًصولها؟!.
أعجبتني في كلمات هذه الأميرة وهي تصف حاجاتها الماسة الحكمة المتلثمة بنقاب قصيدتها التي اقتطفت ماجدة الرومي بعضها:
وإلى خيمة دفء صنعت من كلمات ..لا إلى عاصفة من قبلات
تبسمتُ ضاحكا طويلا لأمرين : فالمُشَاهَدُ أن الناس بوجه عام والنساء بوجه خاص على منحيين : من يصدق الذئبَ كذبا باسم الحب لأنَّ حبه للشيء يعمي ويصم ، ومن يكذب الذائب صدقا لجهله بالحبِّ العذري والمرء عدو لما يجهل وليس هذا فحسب بل ما ثَمَّ عيبٌ لوحظ على المُحِبِّ سوى أنه إذا أحبَّ من خالص قلبه ولم يأت بمثله أحدُ قبله فإنه في نظر من يهوى كالطوفان نفاق في أسمى درجات إخلاصه. وأما الأمر الثاني الذي جعلني أبتسم ضحكا لا عجبا فمنظر تلك التي تنازلت عن سلطانها لسمو حبها فجوزيت عندما أتى أهلها الرافضين لزواجها بباقات ورد أن يقول لها أمامها : قومي ، أفرغي التمر من الوعاء وضعي ورود أهلك ومن زاوية أخرى آخر باع أهله ليرضى أهلها فكان جزاءه أن أصبح مبتور أهل ومقطوع زوجة ومطرود أهلها . ترك نفسه بالرغم من أنه أراد أن يحلق معها على بساط المحبة والإخلاص إلى جبل ٍ ليس فرارا بل لواذا إلى مكان تتحقق فيه أماني شاعرتنا وهي تقول :
إنني أحتاج أحيانا لأن أمشي على العشب معك
إنني أحتاج أحيانا لأن اقرأ ديوانا من الشعر معك
وأنا – كامرأة – يسعدني أن أسمعك
وكم تساءلت طويلا هل باستطاعة النساء الصمت وليس أزعج منه إليهن ؟ وهل في استطاعتهن أن يتمثلن قول الفيلسوف العربي : (( المرأة الصالحة هي التي تستطيع أن تجعل من زوجها شخصية أعظم منها ))؟ أم أنهن سيجبرننا أن نطبق قول الفيلسوف الغربي : ((المرأة ما هي إلا وعاء للإنجاب)) ! .
يا أيتها العظيمة قدرا ودلالا ويا أيتها الماجدة غنجا وجمالا أذكر بأنهم سألوا كاظم الساهر عن تشهد نزار قباني في أغنيته ((أشهد أن لا امرأة أتقنت اللعبة إلا أنت )) فردَّ مبتسما : هي بالطبع كل امرأة دون تحديد . إذن أغنية شاعرهن المفضل نزار قباني عامة فيهن أصولا وفروعا ! ولكن ما بال هذا الشاعر - وهو شاعرهنَّ - لا يذكر فيهن سوى ظاهرها ولا يرى غير مفاتنها ، ويتناسى جوهرها ويتذكر جورها . أين ذهب كل شي عظيم من أخلاق وآداب وعظمة ٍ عربية لا أفلاطونية ؟ وهي كالجوهرة في خلدي مخبئة في حرزٍ نفاسته قدر نفاستها ، وعلى لسانها ما زالت تتغنى ماجدة - متسائلة - بكلمات شاعرة خالدة :
فلماذا – أيها الشرقي – تهتم بشكلي ؟
ولماذا تبصر الكحل بعيني ..
ولا تبصر عقلي ؟
إلى حواء /
لقد أصبح في ذهن آدم أن حواء لم تعد التفاحة رسول حبه إليك ، فهو الذي بات يعلم بأن الذي يرضيك في عالم المساواة أن يكون سماء لأرضك إذ هو المخاطب بقوله تعالى : يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة صدق الله العظيم ، الجنة ولا شي غيرها ولكن هل يتنازل الشرقي عن دور البطولة ،ولا يهمل البعد الثقافي بينكما ؟ لربما ؛ أقول بتصرف ٍكما قالت : نعم ولكن إذا لم يعتني بتفاصيل الثياب .فعسى يا حواء منك إليه بنظرة فقد تعبت بينكما الرسل .
وأنت يا آدم /
لقد انتهى عصر الحريم ولا تقل كما قال نزار قباني :
بدراهمي لا بالحديث الناعم
حطمت عزتك المنيعة كلها
وبما حملت من النفائس
والحرير الحالم ، فأطعتني .
فلم تعد يا آدم القوامة في عصرنا ضرب سوط ، ولم يعد إرضاءها بإرخاء المئزر بل أصبحت الدنيا امرأة تساوي رجل بعد أن كان الرجل يساوي امرأتين ، فأحضرونا أيها الشهداء فكم شاهدٍ غائب وهكذا لم تعد تضحكنا مسرحية عادل إمام (( شاهد ماشفش حاجة )) ورحم الله القائل : كنا نسأل الله تعالى إماما عادلا فارزقنا عادل إمام .
يا آدم هل لمست قولها كما التمست هي أعذارك الواهية وهي ترى الرسائل النسائية في هاتفك أو المقاطع الفاضحة في حاسوبك ، وهل سمعت لها وهي تقول :
اهتماماتي صغيرة
وهواياتي صغيرة
وطموحي .. هو أن أمشساعات. .. وساعات معك
تحت موسيقى المطر
عندما يسكنني الحزن ..
ويبكيني الضجر ..
بقلمي
جاسم القرطوبي
16 - 9 - 2012
وفي نسمات هذا الصباح أشرقت شمسي قبل شروق الشمس ، وسمعت أذان ضحكتها قبل أذان ديك شهريار وسلامة شهرزاد ، فمنهما لمست أن الشهر في أواخره كبدايته نظيفٌ جيبا ومتسخٌ دَيْنا فلذلك لا غروَ إن سميت حبيبته شهرٌ قد زادَ فأدركتُ أن النورَ والغمامَ أصلٌ ولغة الأرقام فرعٌ لبعضِ أرباب الخيال والعلاقة نفسها طردية لرجال المال . وبعد ارتداء الشمس البحار جال في نظري هذا المنظر ولمعت لعينيَّ تلك اللوحة الفسفورية الجبين فسهوتُ ويدَ ابنتي ضاغطة على أصبعي بأغنية كم جميلٌ لو بقينا أصدقاء .
لا وجود للمطر ولكن شهقات الأغنية دافئة الزفير في مرعىً جميلٍ يترقرق العشب كترقرق الماء ؛ فهيا لنسقه . إن لم نسقه صبرا وطول بال هجمت عليه آفة التصحر ، فها أنا أحاورك حواء مع حروف أستاذتنا سعاد الصباح لتأثري البالغ بها بنسبة تدخلني كلية الطب بل الطب نفسه وإن لم اجتازه ، ولينقلب السحر على الساحر بإدراجي إياها
أصدقاء من الصدق أم من الخلة لا أدري ، ولماذا لا أدري ؟ لست أدري بل لا يهمني أن أدري وأما الذي أعلمه علم اليقين فأنَّ الشاعرة الأميرة عندما كتبت سيمفونيتها فعَّلت دور الزوج الصديق والصديق الزوج . وآه لو كانت العلاقات بين كل زوجين علاقة صداقة فأوصدت الأبواب دون الأخدان لا سيما الصديقة المتزوجة ناهيك عن الصديقة العزباء أوالصديقة الورهاء . ولكن هل حقيقة أم من نسج الخيال قولهم : إذا لم يكن للمرأة زوج فإن رغبتها في كف صديق لم تزل قائمة على أًصولها؟!.
أعجبتني في كلمات هذه الأميرة وهي تصف حاجاتها الماسة الحكمة المتلثمة بنقاب قصيدتها التي اقتطفت ماجدة الرومي بعضها:
وإلى خيمة دفء صنعت من كلمات ..لا إلى عاصفة من قبلات
تبسمتُ ضاحكا طويلا لأمرين : فالمُشَاهَدُ أن الناس بوجه عام والنساء بوجه خاص على منحيين : من يصدق الذئبَ كذبا باسم الحب لأنَّ حبه للشيء يعمي ويصم ، ومن يكذب الذائب صدقا لجهله بالحبِّ العذري والمرء عدو لما يجهل وليس هذا فحسب بل ما ثَمَّ عيبٌ لوحظ على المُحِبِّ سوى أنه إذا أحبَّ من خالص قلبه ولم يأت بمثله أحدُ قبله فإنه في نظر من يهوى كالطوفان نفاق في أسمى درجات إخلاصه. وأما الأمر الثاني الذي جعلني أبتسم ضحكا لا عجبا فمنظر تلك التي تنازلت عن سلطانها لسمو حبها فجوزيت عندما أتى أهلها الرافضين لزواجها بباقات ورد أن يقول لها أمامها : قومي ، أفرغي التمر من الوعاء وضعي ورود أهلك ومن زاوية أخرى آخر باع أهله ليرضى أهلها فكان جزاءه أن أصبح مبتور أهل ومقطوع زوجة ومطرود أهلها . ترك نفسه بالرغم من أنه أراد أن يحلق معها على بساط المحبة والإخلاص إلى جبل ٍ ليس فرارا بل لواذا إلى مكان تتحقق فيه أماني شاعرتنا وهي تقول :
إنني أحتاج أحيانا لأن أمشي على العشب معك
إنني أحتاج أحيانا لأن اقرأ ديوانا من الشعر معك
وأنا – كامرأة – يسعدني أن أسمعك
وكم تساءلت طويلا هل باستطاعة النساء الصمت وليس أزعج منه إليهن ؟ وهل في استطاعتهن أن يتمثلن قول الفيلسوف العربي : (( المرأة الصالحة هي التي تستطيع أن تجعل من زوجها شخصية أعظم منها ))؟ أم أنهن سيجبرننا أن نطبق قول الفيلسوف الغربي : ((المرأة ما هي إلا وعاء للإنجاب)) ! .
يا أيتها العظيمة قدرا ودلالا ويا أيتها الماجدة غنجا وجمالا أذكر بأنهم سألوا كاظم الساهر عن تشهد نزار قباني في أغنيته ((أشهد أن لا امرأة أتقنت اللعبة إلا أنت )) فردَّ مبتسما : هي بالطبع كل امرأة دون تحديد . إذن أغنية شاعرهن المفضل نزار قباني عامة فيهن أصولا وفروعا ! ولكن ما بال هذا الشاعر - وهو شاعرهنَّ - لا يذكر فيهن سوى ظاهرها ولا يرى غير مفاتنها ، ويتناسى جوهرها ويتذكر جورها . أين ذهب كل شي عظيم من أخلاق وآداب وعظمة ٍ عربية لا أفلاطونية ؟ وهي كالجوهرة في خلدي مخبئة في حرزٍ نفاسته قدر نفاستها ، وعلى لسانها ما زالت تتغنى ماجدة - متسائلة - بكلمات شاعرة خالدة :
فلماذا – أيها الشرقي – تهتم بشكلي ؟
ولماذا تبصر الكحل بعيني ..
ولا تبصر عقلي ؟
إلى حواء /
لقد أصبح في ذهن آدم أن حواء لم تعد التفاحة رسول حبه إليك ، فهو الذي بات يعلم بأن الذي يرضيك في عالم المساواة أن يكون سماء لأرضك إذ هو المخاطب بقوله تعالى : يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة صدق الله العظيم ، الجنة ولا شي غيرها ولكن هل يتنازل الشرقي عن دور البطولة ،ولا يهمل البعد الثقافي بينكما ؟ لربما ؛ أقول بتصرف ٍكما قالت : نعم ولكن إذا لم يعتني بتفاصيل الثياب .فعسى يا حواء منك إليه بنظرة فقد تعبت بينكما الرسل .
وأنت يا آدم /
لقد انتهى عصر الحريم ولا تقل كما قال نزار قباني :
بدراهمي لا بالحديث الناعم
حطمت عزتك المنيعة كلها
وبما حملت من النفائس
والحرير الحالم ، فأطعتني .
فلم تعد يا آدم القوامة في عصرنا ضرب سوط ، ولم يعد إرضاءها بإرخاء المئزر بل أصبحت الدنيا امرأة تساوي رجل بعد أن كان الرجل يساوي امرأتين ، فأحضرونا أيها الشهداء فكم شاهدٍ غائب وهكذا لم تعد تضحكنا مسرحية عادل إمام (( شاهد ماشفش حاجة )) ورحم الله القائل : كنا نسأل الله تعالى إماما عادلا فارزقنا عادل إمام .
يا آدم هل لمست قولها كما التمست هي أعذارك الواهية وهي ترى الرسائل النسائية في هاتفك أو المقاطع الفاضحة في حاسوبك ، وهل سمعت لها وهي تقول :
اهتماماتي صغيرة
وهواياتي صغيرة
وطموحي .. هو أن أمشساعات. .. وساعات معك
تحت موسيقى المطر
عندما يسكنني الحزن ..
ويبكيني الضجر ..
بقلمي
جاسم القرطوبي
16 - 9 - 2012