إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ألحان عذبة [مختارات شعرية]

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    شرطي الإنصاف لو قيل اشترط [البحتري]

    شَرْطِيَ الإنْصَافُ، لوْ قِيلَ اشترِطْ // وعدوي مَنْ إذا قال قَسَطْ
    أدَعُ الفَضْلَ، فَلا أطْلُبُهُ // حَسْبِيَ العَدْلُ من النّاسِ فقَطْ
    وَسَطُ الاخْوَانِ لا يَدْخُلُ لي // في حِسابٍ، وَأخو الدّونِ الوَسَطْ
    وَالمُعَنّى مَنْ تَمَنّى، خالِياً // نَقْلَ أخْلاقي منْ بَعْدِ الشّمَطْ
    أيّهَا الحُرُّ الّذي شِيمَتُهُ // صِحّةُ الرّأي، إذا الرّأيُ اختلَطْ
    شَطَطٌ أعوَجَ ما كَلّفْتَني // ومِنَ الجَوْرِ تكالِيفُ الشّطَطْ
    ليْسَ لي عَتْبٌ على حادِثَةٍ // هَبْني النّجْمَ عَلا، ثُمّ هَبَطْ
    لَسْتُ بالمَرْءِ إذا أسْقَطْتَهُ // منْ عِدادٍ في مُرَجّيكَ، سقطْ
    عَادَةُ الأيّامِ عِنْدي غَضّةٌ // خِلّةٌ تَصْدُفُ، أوْ دارٌ تَشُطّ
    لكم اللحظة والدنيا لنا // ولنا الفردوس طابت سكنا
    ولنا في كل صبر نشوة // ولكم في كل بؤس حزنا
    تطلب الحب فلا تبصره // وطلبناه فجائتنا المنى
    إنما الإنسان شئ باهر // إن تحدى باليقين الوهنا
    ولنا كالطير في أسرابه// أغنيات تتمنى الوطنا
    يا رفيق الدرب لا يشغلني // غير أن تمتد فينا زمنا



    عمـــــــــان.............وأنا بعد

    تعليق


    • #17
      ابن الخياط

      أحتى إلى العلياءِ يا خطبُ تطمحُ // وحَتَّى فُؤادَ المَجْدِ يا حُزْنُ تَجْرَحُ
      أَكُلُّ بقاءٍ للفَناءِ مُؤَهَّلٌ // وكُلُّ حياة ٍ للحِمامِ تُرَشَّحُ
      سَلَبْتَ فَلَمْ تَتْرُكْ لِباقٍ بَقِيَّة ً // فيا دَهْرُ هلاَّ بالأفاضِلِ تسمحُ
      تجافَ عنِ المعروفِ ويحكَ إنَّهُ // لِما يُجْتَوى مِنْ فَاسِدٍ فِيكَ مُصْلِحُ
      إذا كنتَ عنْ ذِي الفضلِ لستَ بصافحٍ // فَواحسْرَتا عَمَّنْ تَكُفُّ وَتصْفَحُ
      خَلِيليَّ قَدْ كانَ الَّذِي كانَ يُتَّقى فما // عُذْرُ عينٍ لا تَجُودُ وتَسْفَحُ
      قِفا فاقضِيا حقَّ المعالِي وقَلَّما // يَقُومُ بِه دَمْعٌ يَجُمُّ وَيطْفَحُ
      فمنْ كانَ قبلَ اليومِ يستقبحُ // البُكا فَقَدْ حَسُنَ اليَوْمَ الَّذِي كانَ يَقْبُحُ
      فلا رُزْءَ مِن هذا أعمُّ مُصِيبة ً // وَلا خَطْبَ مِنْ هذا أمَرُّ وأفْدَحُ
      مُصابٌ لَوَ کنَّ اللَّيْلَ يُمْنَى بِبَعْضِ مَا // تَحَمَّلَ مِنْهُ المَجْدُ مَا كانَ يُصْبِحُ
      وحُزنٌ تساوى الناسُ فيهِ وإنَّما // يَعُمُّ مِنَ الأحْزانِ ما هُوَ أبْرَحُ
      تَرى السَّيْفَ لا يَهْتزُّ فِيه كآبَة ً // وَلا زاعِبِيَّاتِ القَنَا تَتَرَنَّحُ
      فيا للمعالِي والعَوالِي لهالِكٍ // لهُ المجْدُ باكٍ والمَكارِمُ نُوَّحُ
      مَضى مُذْ قَضى تِلْكَ العَشِيَّة َ نَحْبَهُ // وَما كُلُّ مغْبُوقٍ مِنَ العَيْشِ يُصْبَحُ
      لغاضَ لَهُ ماءُ النَّدى وهوَ سائحٌ // وضَاق بهِ صَدْرُ العُلى وَهْوَ أفْيَحُ
      ظَلِلْنا نُجِيلُ الفِكْرَ هَلْ تَمْنَعُ الرَّدَى // كتائِبُهُ واليومَ أرْبَدُ أكلحُ
      فَما مَنَعتْ بُتْرٌ مِنَ البِيضِ قُطَّعٌ // ولا كَفَّ معروفٌ منَ الخيرِ أسجَحُ
      وهيهاتَ ما يَثْنِي الحمامَ إِذا أَتى // جِدَارٌ مُعَلّى ً أوْ رِتاجٌ مُصَفَّحُ
      وَلا مُشْرعاتٌ بالأسِنَّة ُ تَلْتَظِي // ولا عادِياتٌ في الأَعنَّة ِ تضْبَحُ
      وَلا سُؤْدَدٌ جَمٌّ بهِ الخَطْبُ يُزْدَهى // وَلا نَائِلٌ غَمْرٌ بهِ القَطْرُ يُفْضَحُ
      فَياللَّيالِي كَيْفَ أنْجُو مِنَ الرَّدَى // وَخَلْفِي وقُدَّامِي لَهُ أيْنَ أسْرَحُ
      أأرجُو انتصاراً بعدَ ما خُذِلَ النَّدى // وآمُلُ عِزّاً والْكُرامُ تُطَحْطَحُ
      أرى الإلفَ ما بَيْنَ النُّفُوسِ جَنى لَها // جَوانِحَ تُذْكى أوْ مَدامِعَ تَقْرَحُ
      فَيا وَيْحَ إخْوانِ الصَّفَاءِ مِنَ الأسى // إذا ما اسْتَردَّ الدَّهْرُ مَا كانَ يَمْنَحُ
      ومَنْ عاشَ يوماً ساءَهُ ما يسُرُّهُ // وَأحْزَنَهُ الشَّيْءُ الَّذِي كانَ يُفْرِحُ
      عَزاءً جَلالَ المُلْكِ إنَّكَ لَمْ تَزَلْ // بفضلِ النُّهى في مقفلِ الخطب تفتَحُ
      فذا الدَّهرُ مطوِيٌ علَى البُخْلِ // بَذْلُهُ يَعُودُ بِمُرِّ المَذْقِ حِينَ يُصَرِّحُ
      يُساوِي لدَيهِ الفضْلَ بالنَّقْصِ جهلُهُ // وسيَّانِ للمكفوفُ مُمْسى ً ومُصْبَحُ
      وَمِثْلُكَ لا يُعْطِي الدُّمُوعَ قِيادَهُ // ولوْ أنَّ إدْمانَ البُكا لكَ أرْوحُ
      ولوْ كانَ يُبْكى كلُّ ميتٍ بقدرِهِ // إذاً عَلِمَتْ جَمَّاتُها كَيْفَ تُنْزَحُ
      لَسالَتْ نُفُوسٌ لا دُمُوعٌ مُرِشَّة ٌ // وَعَمَّ حِمامٌ لا سقَامٌ مُبَرِّحُ
      وما كنتَ إذْ تلْقى الخُطُوبَ بضارِعِ // لها أبداً أنّى وحلْمُكَ أرجَحُ
      وَكَمْ عَصَفَتْ فِي جانِبَيْكَ فَلَمْ تَبِتْ // لهَا قلِقاً والطَّوْدُ لا يتزحزَحُ
      وأيُّ مُلِمٍّ فِي علائِكَ يَرْتَقِي // وأيُّ الرَّزايا في صفاتِكَ يقدَحُ
      لكم اللحظة والدنيا لنا // ولنا الفردوس طابت سكنا
      ولنا في كل صبر نشوة // ولكم في كل بؤس حزنا
      تطلب الحب فلا تبصره // وطلبناه فجائتنا المنى
      إنما الإنسان شئ باهر // إن تحدى باليقين الوهنا
      ولنا كالطير في أسرابه// أغنيات تتمنى الوطنا
      يا رفيق الدرب لا يشغلني // غير أن تمتد فينا زمنا



      عمـــــــــان.............وأنا بعد

      تعليق


      • #18
        أكاد أشك في نفسي لاني// أكاد أشك فيك وانت مني

        يقول الناس إنك خنت عهدي // ولم تحفظ هواي ولم تصني

        وانت مناي أجمعها مشت بي // إليك خطى الشباب المطمئن

        وقد كان الشباب لغير عود // يولي عن فتى في غير أمن

        وها أنا فاتني القدر الموالي// باحلام الشباب ولم يفتني

        كأن صباي قد ردت رواه // على جفني المسهد أو كأني

        يكذب فيك كل الناس قلبي // وتسمع فيك كل الناس أذني

        وكم طافت علي ظلال شك // أقضت مضجعي واستبعدتني

        كأني طاف بي ركب الليالي // يحدث عنك في الدنيا وعني

        علي اني اغالط فيك سمعي // وتبصر فيك غير الشك عيني

        وما أنا بالمصدق فيك قولا // ولكني شقيت بحسن ظني

        وبي مما يساورني كثير// من الشجن المورق لاتدعني

        تعذب في لهيب الشك روحي // وتشقي بالظنون وبالتمني

        أجبني إذ سالتك هل صحيح // حديث الناس خنت ؟؟؟ ام لم تخني ؟؟؟؟
        لكم اللحظة والدنيا لنا // ولنا الفردوس طابت سكنا
        ولنا في كل صبر نشوة // ولكم في كل بؤس حزنا
        تطلب الحب فلا تبصره // وطلبناه فجائتنا المنى
        إنما الإنسان شئ باهر // إن تحدى باليقين الوهنا
        ولنا كالطير في أسرابه// أغنيات تتمنى الوطنا
        يا رفيق الدرب لا يشغلني // غير أن تمتد فينا زمنا



        عمـــــــــان.............وأنا بعد

        تعليق


        • #19
          أيها الفرسان رواد السماء لـ جبران

          أيها الفرسان رواد السماء // إننا قوم إلى المجد ظماء
          خبرونا وانقعوا غلتنا // كيف جو السائدين العظماء
          كيف جو الفتح فيما سخرت // من قرى الدنيا عقول العلماء
          كيف جو العبقريات وقد // شالت الأطواد فيه كالهباء
          خفقت ألوية الغرب ولم // يك بالأمس لنا فيه لواء
          فلنا اليوم به أجنحة // ولنا أبطالنا والشهداء
          هبط النسر بفرخيه وما // كان صيادهما غير القضاء
          أي سطر في المعالي كتبا // بالزكي الحر من تلك الدماء
          قتلا في حب مصر ولها // كلنا بالمال والروح فداء
          نحن في دار الأسى نبكيهما // وهما في الخالدين السعداء
          شرف لو بذلك المرء به // عمره لم يكن العمر كفاء
          بين من يرثي ومن يرثى له // أكثر الأحياء أولى بالرثاء
          أيها السرب الموافي وبه // عن فقيدته العزيزين عزااء
          هات نسمنا نسيما طاهرا // لم يكدر بقذى منه الصفاء
          خالصا من أثر السم الذي // يفسد الذل به طلق الهواء
          ما شعور المرء في تلك العلى // حين يرقى وله ملك الفضاء
          أيرى في الشامخ المنداح من // دونه كيف مآل الكبرياء
          أيرى والبحر مردود إلى // ملتقى حديه ما حد البقاء
          أيرى الضدين من خفض ومن // رفعة صارا إلى شيء سواء
          جولة للمرء إن يسم بها // فبها كل الرضى قبل الفناء
          نزل الأسطول في أعيننا // منزل القوة منها والضياء
          وتلقته الحنايا هابطا // مهبط اليقظة منها والرجاء
          فرح الأحياء في مصر به // فرحا لم ينتقص من مراء
          واستقرت من منى مقلقة // ملثاويها بقايا القدماء
          شرفا سرب لا يكرثك في // عزة الفوز نكير السفهاء
          هل تنال الصائل الجائل في // فلك النسر سهام من هواء
          قسم العيش وأدنى قسمة // فيه للمستسلمين الضعفاء
          منذ أزمعت مآبا وعدت // دونه الأخطار في تلك الجواء
          كل نفس وجمت من خشية // وأحست ما تعاني من بلاء
          إنما البعد عن القلب نوى // ليس من ينأى عن العين بناء
          من تراه يصف الوجد الذي // وجدوه إن دنا يوم اللقاء
          ألقوا السمع إلى الغيب وقد // حبسوا الأنفاس حتى قيل جاء
          فتمثلت لهم في صورة // ما رأت أروع منها عين راء
          مصر في الوجهين شطرا مهجة // خفقت للعائدين البسلاء
          وتملت غبطة ضاعفها // باعث العجب وداعي الخيلاء
          لكم اللحظة والدنيا لنا // ولنا الفردوس طابت سكنا
          ولنا في كل صبر نشوة // ولكم في كل بؤس حزنا
          تطلب الحب فلا تبصره // وطلبناه فجائتنا المنى
          إنما الإنسان شئ باهر // إن تحدى باليقين الوهنا
          ولنا كالطير في أسرابه// أغنيات تتمنى الوطنا
          يا رفيق الدرب لا يشغلني // غير أن تمتد فينا زمنا



          عمـــــــــان.............وأنا بعد

          تعليق


          • #20
            أيا الشاكي وما بك داء[ الرائع: إيليا أبو ماضي]

            أيـهـا الـشاكي و ما بـك داء // كـيـف تغدو إذا غدوت عليـلا
            إن شـر الجناة في الأرض النفس // تـتـوقـى قـبل الرحيل الرحيلا
            تـرى الشوك في الوردة تعمى // أن تـرى فـوقـها الندى إكليـلا
            هـو عـبء عـلى الحيـاة ثقيل // مـن يـظن الحيـاة عبئا ثقيـلا
            و الـذي نـفـسـه بغير جمـال // لا يـرى فـي الوجود شيئا جميلا
            لـيس أشقى ممن يرى العيش مرا // و يـظـن الـلـذات فيه فضولا
            أحـكـم الـناس في الحياة أناس // عـلـلـوهـا فأحسنوا التعليـلا
            فـتـمـتـع بالصبح ما دمت فيه // لا تـخـف أن يزول حتى يزولا
            و إذا مــا أظـل رأسـك هـم // قـصـر البحث فيه كي لا يطولا
            أدركـت كـنـهها طيور الروابي // فـمـن الـعار أن تظل جهـولا
            مـا تـراها و الحقل ملك سواها // تـخـذت فـيـه مسرحا و مقيلا
            تـتـغـنى و الصقر قد ملك الجو عـلـيـهـا ، و الصائدون السبيلا
            تـتـغـنى و قد رأت بعضها يؤ خـذ حـيا، و البعض يقضي قتيلا
            تـتـغـنى و عمرها بعض عـام // أفـتـبـكي و قد تعيش طويـلا
            فهي فوق الغصون في الفجر تتلو // سـور الـوجـد و الهوى ترتيلا
            هـي طورا على الثرى واقعات // تـلـقـط الـحب أو تجر الذيولا
            كـلـمـا أمسك الغصون سكـون // صـفـقـت للغصون حتى تميلا
            فـإذا ذهَّـب الأصـيل الروابـي // وقـفـت فـوقها تناجي الأصيلا
            فـاطـلب اللهو مثلما تطلب الأط يـار عـنـد الـهجير ظلا ظليلا
            تـعـلـم حـب الطبيعـة منها // و اتـرك الـقال للورى و القيـلا
            فـالـذي يـتـقـى العواذل يلقى // كـل حـين في كل شخص عذولا
            أنـت لـلأرض أولا و أخـيـرا // كـنـت مـلكا أو كنت عبدا ذليلا
            لا خـلـود تـحـت السماء لحي // فـلـمـاذا تـراود الـمستحيـلا
            كـل نـجـم إلـى الأفول ولكن // آفـة الـنـجـم أن يخاف الأفولا
            غـايـة الورد في الرياض ذبول // كـن حـكيما و اسبق إليه الذبولا
            و إذا مـا وجدت في الأرض ظلا // فـتـفـيـأ بـه إلى أن يحـولا
            تـوقـع إذا الـسـماء اكفهرت // مـطرا في السهول يحيي السهولا
            قـل لـقـوم يـستنزفون المآقي // هـل شـفـيتم مع البكاء غليـلا
            مـا أتـيـنـا إلـى الحياة لنشقى // فـأريـحوا أهل العقول العقـولا
            كـل مـن يـجمع الهمـوم عليه // أخـذتـه الـهـموم أخذا وبيـلا
            كـن هـزارا فـي عشه يتغنـى // و مـع الكبـل لا يبالي الكبـولا
            غـرابـا يطارد الدود في الأر ض // و بوما في الليل يبكي الطلولا
            كن غديرا يسير في الأرض رقرا قـا // فـيـسقي من جانبيه الحقولا
            تـسـتحـم النجـوم فيه و يلقى // كـل شـخص و كل شيء مثيلا
            لا وعـاء يـقـيـد المـاء حتى // تـسـتـحـيل المياه فيه وحـولا
            كـن مـع الفجر نسمة توسع الأز هـار شـمـا، وتـارة تـقـبيلا
            لا سـمـوما من السوافي اللواتي // تـمـلأ الأرض في الظلام عويلا
            مـع الـلـيل كوكبا يؤنس الغا بـات // و الـنهر و الربا و السهولا
            لا دجـى يـكـره الـعوالم و النا س // فـيُـلـقي على الجميع سدولا
            أيـهـذا الـشـاكي و ما بك داء // كـن جـميلا ترى الوجود جميلا
            لكم اللحظة والدنيا لنا // ولنا الفردوس طابت سكنا
            ولنا في كل صبر نشوة // ولكم في كل بؤس حزنا
            تطلب الحب فلا تبصره // وطلبناه فجائتنا المنى
            إنما الإنسان شئ باهر // إن تحدى باليقين الوهنا
            ولنا كالطير في أسرابه// أغنيات تتمنى الوطنا
            يا رفيق الدرب لا يشغلني // غير أن تمتد فينا زمنا



            عمـــــــــان.............وأنا بعد

            تعليق


            • #21
              داءٌ ألَـمَّ فَـخِـلْـتُ فِيهِ شَفَائِي ** مِـنْ صَـبْوَتِي فَتَضَاعَفَتْ بُرَحَائِي
              يَـا لَـلـضَّعِيفَيْنِ اسْتَبَدَّا بِي وَمَا ** فِـي الـظُّلْمِ مِثْلُ تَحَكُّمِ الضُّعَفَاءِ
              قَـلْـبٌ أَذَابَـتْهُ الصَّبَابَةُ وَالْجَوَى ** وَغِــلاَلَـةٌ رَثَّـتْ مِـنِ الأَدْوَاءِ
              وَالـرُّوْحُ بـيْـنَـهُمَا نَسِيمُ تَنَهُّدٍ ** فِـي حَـالَيَ التَّصْوِيبِ وَ الصُّعَدَاءِ
              وَالـعَـقْـلُ كَالمِصْبَاحِ يَغْشَى نُورَهُ ** كَـدَرِي وَيُـضْعِفُهُ نُضُوبُ دِمَائِي
              هَـذَا الَّـذِي أَبْـقَـيْتِهِ يَا مُنْيَتِي ** مِـنْ أَضْـلُعِي وَحَشَاشَتِي وَذَكَائِي
              عُـمْـرَيْنِ فِيكِ أَضَعْتُ لَوْ أَنْصَفْتِنِي ** لَـمْ يَـجْـدُرَا بِـتَأَسُّفِي وَبُكَائِي
              عُـمْـرَ الْفَتَى الْفَانِي وَعُمْرَ مُخَلَّدٍ ** بِـبـيَـانِـهِ لَـوْلاَكِ في الأَحْيَاءِ
              فـغَدَوْتَ لَمْ أَنْعَمْ كَذِي جَهْلٍ وَلَمْ ** أغْـنَـمْ كَـذِي عَقْلٍ ضَمَانَ بَقَاءِ
              يَـا كَـوْكَـباً مَنْ يَهْتَدِي بِضِيائِهِ ** يَـهْـدِيـهِ طَـالِـعُ ضِلَّةٍ وَرِيَاءِ
              يـا مَـوْرِداً يَـسْقِي الوُرُودَ سَرَابُهُ ** ظَـمَـأً إِلـى أَنْ يَـهْلِكُوا بِظَمَاءِ
              يَـا زَهْـرَةً تُـحْيِي رَوَاعِيَ حُسْنِهَا ** وَتُـمِـيـتُ نَـاشِـقَهَا بِلاَ إِرْعَاءِ
              هَـذا عِـتَـابُكِ غَيْرَ أَنِّيَ مُخْطِيءٌ ** أَيُـرَامُ سَـعْـدٌ فِـي هَوَى حَسْنَاءِ
              حَاشَاكِ بَلْ كُتِبَ الشَّقَاءُ عَلَى الْورَى ** وَالْـحُـبُّ لَـمْ يَبْرَحْ أَحَبَّ شَقَاءِ
              نِـعْـمَ الضَّلاَلَةُ حَيْثُ تُؤْنِسُ مُقْلَتِي ** أَنْـوَارُ تِـلْـكَ الـطَّلْعَةِ الزَّهْرَاءِ
              نِـعْـمَ الـشَّفَاءُ إِذَا رَوِيْتُ بِرشْفَةٍ ** مَـكْـذُوبَـةٍ مِـنْ وَهْمِ ذَاكَ المَاء
              نِـعْـمَ الْـحَيَاةُ إذا قضَيْتُ بِنَشْقَةٍ ** مِـنْ طِـيـبِ تِلكَ الرَّوْضَةِ الغَنَّاءِ
              إِنِّـي أَقَـمْـتُ عَلى التَّعِلَّةِ بِالمُنَى ** فِـي غُـرْبَـةٍ قَـالوا تَكُونُ دَوَائِي
              إِنْ يَشْفِ هَذَا الْجِسْمَ طِيبُ هَوَائِهَا ** أَيُـلَـطَّـف الـنِّيرَانَ طِيبُ هَوَاءِ
              أَوْ يُـمْسِكِ الْحَوْبَاءَ حُسْنُ مُقَامَهَا ** هَـلْ مَـسْـكَةٌ فِي البُعْدِ للْحَوْبَاءِ
              عَـبَـثٌ طَـوَافِي فِي الْبِلاَدِ وَعِلَّةٌ ** فِـي عِـلَّـةٍ مَـنْـفَايَ لاِسْتشْفَاءِ
              مُـتَـفَـرِّدٌ بِـصَـبَـابَتِي مُتَفَرِّد ** بِـكَـآبَـتِـي مُـتَـفَرِّدٌ بَعَنَائِي
              شاكٍ إِلى البَحْرِ اضْطَرابَ خَوَاطِرِي ** فَـيُـجِـيـبُـنِي بِرِيَاحِهِ الهَوْجَاءِ
              ثـاوٍ عَـلَى صَخْرٍ أَصَمَّ وَلَيْتَ لِي ** قَـلْـبـاً كَهَذِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ
              يَـنْـتَـابُهَا مَوْجٌ كَمَوْجِ مَكَارِهِي ** وَيَـفُـتُّـهَا كَالسُّقْمِ فِي أَعْضَائِي
              وَالـبَـحْرُ خَفَّاقُ الْجَوَانِبِ ضَائِقٌ ** كَـمَـداً كصَدْرِي سَاعَةَ الإِمْسَاءِ
              تَـغْـشَـى الْـبَريَّةَ كُدْرَةٌ وَكَأَنَّهَا ** صَـعِـدَتْ إِلى عَيْنَيَّ مِنْ أَحْشَائي
              وَالأُفْـقُ مُـعْـتَـكِرٌ قَرِيحٌ جَفْنُهُ ** يُـغْـضِي عَلَى الْغَمَرَاتِ وَالأَقْذَاءِ
              يـا لَـلْـغُـرُوبِ وَمَا بِهِ مِنْ عِبْرَةٍ ** لـلِـمْـسْـتَـهَامِ وَعِبْرَةٍ لِلرَّائي
              أَوَلَـيْـسَ نَـزْعـاً لِلنَّهَارِ وَصَرْعَةً ** لِـلـشَّـمْـسِ بَيْنَ مَآتِمِ الأَضْوَاءِ
              أَوَلَـيْـسَ طَـمْساً لِلْيَقِينِ وَمَبْعَثاً ** لـلِـشَّـكِّ بَـيْنَ غَلاَئِلِ الظَّلْمَاءِ
              أَوَلَـيْـسَ مَحْواً لِلْوُجُودِ إِلى مَدىً ** وَإبَـادَةً لِـمَـعَـالِـمِ الأَشْـيَاءِ
              حَـتَّـى يَـكُونَ النُّورُ تَجْدِيداً لَهَا ** وَيَـكـونَ شِبْهَ الْبَعْثِ عَوْدُ ذُكَاءِ
              وَلَـقَـدْ ذَكَـرْتُكِ وَالنَّهَارُ مُوَدِّعٌ ** وَالْـقَـلْـبُ بَـيْنَ مَهَابَةٍ وَرَجَاءِ
              وَخَـوَاطِـرِي تَبْدُو تُجَاهَ نَوَاظِرِي ** كَـلْـمَى كَدَامِيَةِ السَّحَابِ إزَائِي
              وَالـدَّمْعُ مِنْ جَفْنِي يَسِيلُ مُشَعْشَعاً ** بِـسَـنَى الشُّعَاعِ الْغَارِبِ المُتَرَائِي
              وَالـشَّمْسُ فِي شَفَقٍ يَسِيلُ نُضَارُهُ ** فَـوْقَ الْـعَـقِيقِ عَلى ذُرىً سَوْدَاءِ
              مَـرَّتْ خِـلاَلَ غَـمَامَتَيْنِ تَحَدُّراً ** وَتَـقَـطَّـرَتْ كَـالدَّمْعَةِ الحَمْرَاءِ
              فَـكَـأَنَّ آخِـرَ دَمْـعَةٍ لِلْكَوْنِ قَدْ ** مُـزِجَـتْ بِـآخِـرِ أَدْمُعِي لِرِثَائِي
              وَكـأَنَّـنِـي آنَـسْتُ يَوْمِيَ زَائِلاً ** فَـرَأَيْـتُ فِي المِرْآةِ كَيْفَ مَسَائي
              لكم اللحظة والدنيا لنا // ولنا الفردوس طابت سكنا
              ولنا في كل صبر نشوة // ولكم في كل بؤس حزنا
              تطلب الحب فلا تبصره // وطلبناه فجائتنا المنى
              إنما الإنسان شئ باهر // إن تحدى باليقين الوهنا
              ولنا كالطير في أسرابه// أغنيات تتمنى الوطنا
              يا رفيق الدرب لا يشغلني // غير أن تمتد فينا زمنا



              عمـــــــــان.............وأنا بعد

              تعليق


              • #22
                شاعر ولاجئ [ سلمان العيسى]


                لو تنطق الجُدُر الثخان// لحدثتكِ حديث شاعرْ
                مُلْقىً على خَشب "النظَاره" // في عباب الحُلْم سادرْ
                هو في دمشق .. وتارةً // في الرافدين .. وفي الجزائرْ
                يطوي الغيوب بلمحة // ما بين خاطرةٍ .. وخاطرْ
                مثل الشعاع .. أظله // جفن ، ففرّ من المحاجرْ
                ويعيش "مأساة" ببسمة // لاعبٍ ، وَدُعَاب ساخرْ
                ويضيق حيناً بالسكون // وراعبٌ صمت المقابر !
                أنا بين جدراني الثخان // مشاعرٌ .. تتلو مشاعرْ
                فيها القريض المستجادُ // وبعضها نَفَحاتُ صافرْ
                وإلى جواري قد تمدد // "لاجئ" مثلي مهاجرْ
                قذفت به "حيفا" //مصيراً مفجعاً بين المصائر !
                متلفع "بالحوقلات" // على قضاء الله صابرْ
                وتُلم بي حيناً - زيارةَ عابرٍ - بعضُ الكواسرْ
                بعضُ الصقور الناثرات //على الأذى .. مِزَقَ المرائرْ
                وتُقاد .. طي الصمت .. لا // أدري إلى أي "الحفائر" !

                لا .. لن أقطٍّب حاجبيّ // ولا أنا بالفجر كافر !
                إن الغد العربي ياحوراء // مثل الصبح .. سافرْ
                غدُ أمتي - رغم "النظَارة" - // واسع كالكون .. ساحرْ
                ويقال: وهمٌ أن نعود // وأن تُدَقّ لنا البشائرْ
                وهمٌ أجلْ ! .. ومتى سألنا // غيره .. كرمَ المقادر ؟!
                وهمٌ .. تميد له الحقيقةُ // في دماء الجيل فائرْ
                وهمٌ .. يُقِضّ مضاجعاً // وتُغِصّ ومضتُه حناجرْ
                وهمٌ.. سلي التاريخ يهدِرْ // : إنني أوهام ثائر !
                لكم اللحظة والدنيا لنا // ولنا الفردوس طابت سكنا
                ولنا في كل صبر نشوة // ولكم في كل بؤس حزنا
                تطلب الحب فلا تبصره // وطلبناه فجائتنا المنى
                إنما الإنسان شئ باهر // إن تحدى باليقين الوهنا
                ولنا كالطير في أسرابه// أغنيات تتمنى الوطنا
                يا رفيق الدرب لا يشغلني // غير أن تمتد فينا زمنا



                عمـــــــــان.............وأنا بعد

                تعليق


                • #23
                  الدمعة الخرساء [إيليا أبو ماضي]

                  سمعت عويل النائحات عشية // في الحيّ يبتعث الأسى و يثير
                  يبكين في جنح الظلام صبيّة // إنّ البكاء على الشباب مرير
                  فتجهّمت و تلفّتت مرتاعة // كالظبي أيقن أنّه مأسور
                  و تحيّرت في مقلتيها دمعة // خرساء لا تهمي و ليس تغور
                  فكأنّها بطل تكنّفه العدى // بسيوفهم و حسامه مكسور
                  و جمت ، فأمسى كلّ شيء واجما // ألنور ، و الأظلال ، و الديجور
                  ألكون أجمع ذاهل لذهولها // حتى كأنّ الأرض ليس تدور
                  لا شيء ممّا حولنا و أمامنا // حسن لديها و الجمال كثير
                  سكت الغدير كأنّما التحف الثرى // وسها النسيم كأنّه مذعور
                  و كأنّما الفلك المنوّر بلقع // و الأنجم الزهراء فيه قبور
                  كانت تمازحني و تضحك فانتهى // دور المزاح فضحكها تفكير

                  ...
                  قالت وقد سلخ ابتسامتها الأسى : // صدق الذي قال الحياة غرور
                  أكذا نموت و تنقضي أحلامنا // في لحظة ، و إلى التراب نصير ؟
                  و تموج ديدان الثرى في أكبد // كانت تموج بها المنى و تمور
                  خير إذن منّا الألى لم يولدوا // و من الأنام جلامد و صخور
                  و من العيون مكاحل و مراود // و من الشفاه مساحيق و ذرور
                  و من القلوب الخافقات صبابة // قصب لوقع الريح فيه صفير !

                  ...
                  و توقّفت فشعرت بعد حديثها // أن الوجود مشوّش مبتور
                  ألصيف ينفث حرّه من حولنا // و أنا أحسّ كأنّني مقرور
                  ساقت إلى قلبي الشكوك فنغّصت // ليلي ، و ليس مع الشكوك سرور
                  و خشيت أن يغدو مع الرّيب الهوى // كالرسم لا عطر و فيه زهور
                  و كدميه المثّال حسن رائع // ملء العيون و ليس ثمّ شعور
                  فأجبتها : لتكن لديدان الثرى // أجسامنا إنّ الجسوم قشور
                  لا تجزعي فالموت ليس يضيرنا // فلنا إياب بعده و نشور
                  إنّا سنبقى بعد أن يمضي الورى // و يزول هذا العالم المنظور
                  فالحب نور خالد متجدد // لا ينطوي إلاّ ليسطع نور
                  و بنو الهوى أحلامهم ورؤاهم // لا أعين و مراشف و نحور
                  فإذا طوتنا الأرض عن أزهارها // و خلا الدجى منّا و فيه بدور
                  فسترجعين خميلة معطارة // أنا في ذراها بلبل مسحور
                  يشدو لها و يطير في جنباتها // فتهشّ إذ يشدو و حين يطير
                  أو جدولا مترقرقا مترنّما // أنا فيه موج ضاحك و خرير
                  أو ترجعين فراشة خطّارة // أنا في جناحيها الضحى الموشور
                  أو نسمة أنا همسها و حفيفها // أبدا تطوّف في الذرى و تدور
                  تغشى الخمائل في الصباح بليلة // و تؤوب حين تؤوب و هي عبير
                  أو نلتقي عند الكثيب ، على رضى // و قناعة ، صفصافة و غدير
                  تمتدّ فيه و في ثراه عروقها // و يسيل تحت فروعها و يسير
                  و يغوص فيه خيالها فيلفه // و يشفّ فهو المنطوي المنشور
                  يأوي إذا اشتدّ الهجير إليهما // ألناسكان : الظبي و العصفور
                  لهما سكينتها ووارف ظلّها // و الماء إن عطشا لديه وفير
                  أعجوبتان – زبرجد متهدل // نام تدفّق تحته البلّور
                  لا الصبح بينهما يحول و لا الدجى // فكلاهما بكليهما مغمور
                  تتعاقب الأيّام و هي نضيره // مخضرّة الأوراق ، و هو نمير
                  فالدهر أجمعه لديهما غبطة // فالدهر أجمعه لديها حبور

                  ...
                  فتبسّمت و بدا الرضى في وجهها // إذ راقها التمثيل و الصوير
                  عالجتها بالوهم فهي قريرة // و لكم أفاد الموجع التخدير
                  ثمّ افترقنا ضاحكين إلى غد //و الشهب تهمس فوقنا و تشير
                  هي كالمسافر آب بعد مشقّة //و أنا كأنّي قائد منصور
                  لكنّني لمّا أويت لمضجعي // خشن الفراش عليّ و هو وثير
                  و إذا سراجي قد وهت و تلجلجت // أنفاسه فكأنّه المصدور
                  و أجلت طرفي في الكتاب فلاح لي // كالرسم مطموسا و فيه سطور
                  و شربت بنت الكرم أحسب راحتي // فيها : فطاش الظنّ و التقدير
                  فكأنّني فلك وهت أمراسها // و البحر يطغى حولها و يثور
                  سلب الفؤاد رواه و الجفن الكرى // همّ عرا ، فكلاهما موتور
                  حامت على روحي الشكوك كأنّها // و كأنّهن فريسة و صقور
                  و لقد لجأت إلى الرجاء فعقّني // أما الخيال فخائب مدحور
                  يا ليل أين النور ؟ إنّي تائه // مر ينبثق ، أم ليس عندك نور ؟

                  ...
                  " أكذا نموت و تنقضي أحلامنا // في لحظة و إلى التراب نصير ؟ "
                  " خير إذن منّا الألى لم يولدوا // و من الأنام جنادل و صخور "

                  لكم اللحظة والدنيا لنا // ولنا الفردوس طابت سكنا
                  ولنا في كل صبر نشوة // ولكم في كل بؤس حزنا
                  تطلب الحب فلا تبصره // وطلبناه فجائتنا المنى
                  إنما الإنسان شئ باهر // إن تحدى باليقين الوهنا
                  ولنا كالطير في أسرابه// أغنيات تتمنى الوطنا
                  يا رفيق الدرب لا يشغلني // غير أن تمتد فينا زمنا



                  عمـــــــــان.............وأنا بعد

                  تعليق


                  • #24
                    البحتري

                    صُنْتُ نَفْسِي عَمّا يُدَنّس نفسي، // وَتَرَفّعتُ عن جَدا كلّ جِبْسِ
                    وَتَماسَكْتُ حَينُ زَعزَعني الدّهْـ ـرُ التماساً منهُ لتَعسِي، وَنُكسي
                    بُلَغٌ منْ صُبابَةِ العَيشِ عندِي // طَفّفَتْها الأيّامُ تَطفيفَ بَخْسِ
                    وَبَعيدٌ مَا بَينَ وَارِدِ رِفْهٍ // عَلَلٍ شُرْبُهُ، وَوَارِدِ خِمْسِ
                    وَكَأنّ الزّمَانَ أصْبَحَ مَحْمُو // لاً هَوَاهُ معَ الأخَسّ الأخَسّ
                    وَاشترَائي العرَاقَ خِطّةَ غَبْنٍ // بَعدَ بَيعي الشّآمَ بَيعةَ وَكْسِ
                    لا تَرُزْني مُزَاوِلاً لاخْتبَارِي // بعد هذي البَلوَى، فتُنكرَ مَسّي
                    وَقَديماً عَهدْتَني ذا هَنَاتٍ // آبياتٍ، على الدّنياتِ، شُمْسِ
                    وَلَقَدْ رَابَني نُبُوُّ ابنِ عَمّي // بَعد لينٍ من جانبَيهِ، وأُنْسِ
                    وإذا ما جُفيتُ كنتُ جديَرّاً // أنْ أُرَى غيرَ مُصْبحٍ حَيثُ أُمسِي
                    حَضَرَتْ رَحليَ الهُمُومُ فَوَجّهْـ ـتُ إلى أبيَضِ المَدائنِ عُنْسِي
                    أتَسَلّى عَنِ الحُظُوظِ، وَآسَى // لَمَحَلٍّ من آلِ ساسانَ، دَرْسِ
                    أذَكّرْتَنيهمُ الخُطُوبُ التّوَالي // وَلَقَدْ تُذكِرُ الخُطوبُ وَتُنسِي
                    وَهُمُ خافضُونَ في ظلّ عَالٍ // مُشرِفٍ يُحسرُ العُيونَ وَيُخسِي
                    مُغْلَقٌ بَابُهُ عَلى جَبَلِ القَبْـ ـقِ إلى دَارَتَيْ خِلاطٍ وَمَكْسِ
                    حِلَلٌ لم تكُنْ كأطْلالِ سُعدَى // في قِفَارٍ منَ البَسابسِ، مُلْسِ
                    وَمَسَاعٍ، لَوْلا المُحَابَاةُ منّي // لم تُطقها مَسعاةُ عَنسٍ وَعبسِ
                    نَقَلَ الدّهرُ عَهْدَهُنّ عَنِ الجِدّ ةِ، حتّى رجعنَ أنضَاءَ لُبْسِ
                    فكَأنّ الجِرْمَازَ منْ عَدَمِ الأُنْـ ـسِ وإخْلالهِ، بَنيّةُ رَمْسِ
                    لَوْ تَرَاهُ عَلمْتَ أن اللّيَالي // جَعَلَتْ فيهِ مأتَماً، بعد عُرْسِ
                    وَهْوَ يُنْبيكَ عَنْ عَجائِبِ قَوْمٍ // لا يُشَابُ البَيانُ فيهم بلَبْسِ
                    وإذا ما رَأيْتَ صُورَةَ أنْطَا كيَةَ ارْتَعْتَ بَينَ رُومٍ وَفُرْسِ
                    والمَنَايَا مَوَاثِلٌ، وأنُوشَرْ وانَ يُزْجي الصّفوفَ تحتَ الدِّرَفْسِ
                    في اخضِرَارٍ منَ اللّباسِ على أصْـ ـفَرَ يَختالُ في صَبيغَةِ وَرْسِ
                    وَعِرَاكُ الرّجَالِ بَينَ يَدَيْهِ // في خُفوتٍ منهمْ وإغماضِ جَرْسِ
                    منْ مُشيحٍ يُهوي بعاملِ رُمْحٍ // وَمُليحٍ، من السّنانِ، بتُرْسِ
                    تَصِفُ العَينُ أنّهُمْ جِدُّ أحيَا ءَ لَهُمْ بَينَهُمْ إشارَةُ خُرْسِ
                    يَغتَلي فيهمُ ارْتِيابيَ، حَتّى // تَتقَرّاهُمُ يَدايَ بلَمْسِ
                    قَد سَقَاني، وَلمْ يُصَرِّدْ أبو الغَوْ ثِ على العَسكَرَينِ شُرْبَةَ خَلسِ
                    منْ مُدَامٍ تظنهَا هيَ نَجْمٌ // أضوَأَ اللّيْلَ، أوْ مُجَاجةُ شَمسِ
                    وَتَرَاها، إذا أجَدّتْ سُرُوراً // وَارْتياحاً للشّارِبِ المُتَحَسّي
                    أُفْرِغَتْ في الزّجاجِ من كلّ قلبٍ // فَهْيَ مَحبُوبَةٌ إلى كلّ نَفْسِ
                    وَتَوَهّمْتَ أنْ كسرَى أبَرْوِيـ ـزَ مُعَاطيَّ، والبَلَهْبَذُ أُنْسِي
                    حُلُمٌ مُطبِقٌ على الشّكّ عَيني // مْ أمَانٍ غَيّرْنَ ظَنّي وَحَدْسي؟
                    وَكَأنّ الإيوَانَ منْ عَجَبِ الصّنْـ ـعَةِ جَوْبٌ في جنبِ أرْعَنَ جِلسِ
                    يُتَظَنّى منَ الكَآبَةِ أنْ يَبْـ ـدُو لعَيْني مُصَبِّحٌ، أوْ مُمَسّي
                    مُزْعَجاً بالفَراقِ عن أُنْسِ إلْفٍ عَزّ أوْ مُرْهَقاً بتَطليقِ عِرْسِ
                    عكَسَتْ حَظَّهُ اللّيالي وَباتَ الـ ـمُشتَرِي فيهِ، وَهو كوْكبُ نَحسِ
                    فَهْوَ يُبْدي تَجَلّداً، وَعَلَيْهِ // كَلكلٌ من كَلاكلِ الدّهرِ مُرْسِي
                    لمْ يَعِبْهُ أنْ بُزّ منْ بُسُطِ الدّيـ ـباجِ وَاستُلّ من سُتورِ الدِّمَقْسِ
                    مُشْمَخِرٌّ تَعْلُو لَهُ شَرَفاتٌ // رُفعتْ في رُؤوسِ رَضْوَى وَقُدْسِ
                    لابسَاتٌ من البَيَاضِ فَمَا تُبْـ ـصِرُ منها إلاّ غَلائلَ بُرْسِ
                    لَيسَ يُدرَى: أصُنْعُ إنْسٍ لجنٍّ // سَكَنوهُ أمْ صُنعُ جنٍّ لإنْسِ
                    غَيرَ أنّي أرَاهُ يَشْهَدُ أنْ لَمْ // يَكُ بَانيهِ في المُلُوكِ بنِكْسِ
                    فَكَأنّي أرَى المَرَاتبَ والقَوْ مَ، إذا ما بَلَغتُ آخرَ حسّي
                    وَكَأنّ الوُفُودَ ضاحينَ حَسرَى// من وقُوفٍ خَلفَ الزِّحامِ وَخُنْسِ
                    وَكأنّ القِيَانَ، وَسْطَ المَقَا صِيرِ، يُرَجّعنَ بينَ حُوٍّ وَلُعسِ
                    وَكَأنّ اللّقَاءَ أوّلُ مِنْ أمْـ ـسِ، وَوَشْكَ الفرَاقِ أوّلُ أمْسِ
                    وَكَأنّ الذي يُرِيدُ اتّبَاعاً طامعٌ في لُحوقهمْ صُبحَ خمسِ
                    عَمَرَتْ للسّرُورِ دَهْراًفصَارَتْ //للتّعَزّي رِبَاعُهُمْ، وَالتّأسّي
                    فَلَهَا أنْ أُعِينَهَا بدُمُوعٍ // مُوقَفَاتٍ عَلى الصَّبَابَةِ، حُبْسِ
                    ذاكَ عندي وَلَيستِ الدّارُ دارِي، باقترَابٍ منها، ولا الجنسُ جنسِي
                    غَيرَ نُعْمَى لأهْلِهَا عنْدَ أهْلِي// غَرَسُوا منْ زَكَائِها خيرَ غَرْسِ
                    أيّدُو مُلْكَنَا، وَشَدّوا قُوَاهُ // بكُماةٍ، تحتَ السّنَوّرِ، حُمسِ
                    وأعَانُوا عَلى كتَائِبِ أرْيَا طَ بطَعنٍ على النّحورِ، وَدَعْسِ
                    وأرَانِي، منْ بَعدُ، أكْلَفُ بالأشْـ ـرافِ طُرّاً منْ كلّ سِنْخٍ وَإسّ
                    لكم اللحظة والدنيا لنا // ولنا الفردوس طابت سكنا
                    ولنا في كل صبر نشوة // ولكم في كل بؤس حزنا
                    تطلب الحب فلا تبصره // وطلبناه فجائتنا المنى
                    إنما الإنسان شئ باهر // إن تحدى باليقين الوهنا
                    ولنا كالطير في أسرابه// أغنيات تتمنى الوطنا
                    يا رفيق الدرب لا يشغلني // غير أن تمتد فينا زمنا



                    عمـــــــــان.............وأنا بعد

                    تعليق


                    • #25
                      شيخنا المتنبي

                      أَمُعَفِّرَ اللَيثِ الهِزَبرِ بِسَوطِهِ // لِمَنِ اِدَّخَرتَ الصارِمَ المَصقولا
                      وَقَعَت عَلى الأُردُنِّ مِنهُ بَلِيَّةٌ // نُضِدَت بِها هامُ الرِفاقِ تُلولا
                      وَردٌ إِذا وَرَدَ البُحَيرَةَ شارِباً // وَرَدَ الفُراتَ زَئيرُهُ وَالنيلا
                      مُتَخَضِّبٌ بِدَمِ الفَوارِسِ لابِسٌ // في غيلِهِ مِن لِبدَتَيهِ غيلا
                      ما قوبِلَت عَيناهُ إِلّا ظُنَّتا // تَحتَ الدُجى نارَ الفَريقِ حُلولا
                      في وَحدَةِ الرُهبانِ إِلّا أَنَّهُ // لا يَعرِفُ التَحريمَ وَالتَحليلا
                      يَطَءُ الثَرى مُتَرَفِّقاً مِن تيهِهِ // فَكَأَنَّهُ آسٍ يَجُسُّ عَليلا
                      وَيَرُدُّ عُفرَتَهُ إِلى يافوخِهِ // حَتّى تَصيرَ لِرَأسِهِ إِكليلا
                      وَتَظُنُّهُ مِمّا يُزَمجِرُ نَفسُهُ // عَنها لِشِدَّةِ غَيظِهِ مَشغولا
                      قَصَرَت مَخافَتُهُ الخُطى فَكَأَنَّما // رَكِبَ الكَمِيُّ جَوادَهُ مَشكولا
                      أَلقى فَريسَتَهُ وَبَربَرَ دونَها // وَقَرُبتَ قُرباً خالَهُ تَطفيلا
                      فَتَشابَهُ الخُلُقانِ في إِقدامِهِ // وَتَخالَفا في بَذلِكَ المَأكولا
                      أَسَدٌ يَرى عُضوَيهِ فيكَ كِلَيهِما // مَتناً أَزَلَّ وَساعِداً مَفتولا
                      في سَرجِ ظامِئَةِ الفُصوصِ طِمِرَّةٍ // يَأبى تَفَرُّدُها لَها التَمثيلا
                      نَيّالَةِ الطَلَباتِ لَولا أَنَّها // تُعطي مَكانَ لِجامِها ما نيلا
                      تَندى سَوالِفُها إِذا اِستَحضَرتَها // وَيُظَنَّ عَقدُ عِنانِها مَحلولا
                      ما زالَ يَجمَعُ نَفسَهُ في زَورِهِ // حَتّى حَسِبتَ العَرضَ مِنهُ الطولا
                      وَيَدُقُّ بِالصَدرِ الحِجارَ كَأَنَّهُ // يَبغي إِلى ما في الحَضيضِ سَبيلا
                      وَكَأَنَّهُ غَرَّتهُ عَينٌ فَاِدَّنى // لا يُبصِرُ الخَطبَ الجَليلَ جَليلا
                      أَنَفُ الكَريمِ مِنَ الدَنِيَّةِ تارِكٌ //في عَينِهِ العَدَدَ الكَثيرَ قَليلا
                      وَالعارُ مَضّاضٌ وَلَيسَ بِخائِفٍ // مِن حَتفِهِ مَن خافَ مِمّا قيلا
                      سَبَقَ اِلتِقاءَكَهُ بِوَثبَةِ هاجِمٍ // لَو لَم تُصادِمُهُ لَجازَكَ ميلا
                      خَذَلَتهُ قُوَّتُهُ وَقَد كافَحتَهُ // فَاِستَنصَرَ التَسليمَ وَالتَجديلا
                      قَبَضَت مَنِيَّتُهُ يَدَيهِ وَعُنقَهُ // فَكَأَنَّما صادَفتَهُ مَغلولا
                      سَمِعَ اِبنُ عَمَّتِهي بِهِ وَبِحالِهِ // فَنَجا يُهَروِلُ مِنكَ أَمسِ مَهولا
                      وَأَمَرُّ مِمّا فَرَّ مِنهُ فِرارُهُ // وَكَقَتلِهِ أَن لا يَموتَ قَتيلا
                      تَلَفُ الَّذي اِتَّخَذَ الجَراءَةَ خُلَّةً // وَعَظَ الَّذي اِتَّخَذَ الفِرارَ خَليلا
                      لَو كانَ عِلمُكَ بِالإِلَهِ مُقَسَّماً // في الناسِ ما بَعَثَ الإِلَهُ رَسولا
                      لَو كانَ لَفظُكَ فيهِمِ ما أَنزَلَ ال قُرآنَ وَالتَوراةَ وَالإِنجيلا
                      لَو كانَ ما تُعطِيهِمِ مِن قَبلِ أَن // تُعطِيهِمِ لَم يَعرِفوا التَأميلا
                      فَلَقَد عُرِفتَ وَما عُرِفتَ حَقيقَةً // وَلَقَد جُهِلتَ وَما جُهِلتَ خُمولا
                      نَطَقَت بِسُؤدُدِكَ الحَمامُ تَغَنِّياً // وَبِما تُجَشِّمُها الجِيادُ صَهيلا
                      ما كُلُّ مَن طَلَبَ المَعالِيَ نافِذاً// فيها وَلا كُلُّ الرِجالِ فُحولا
                      لكم اللحظة والدنيا لنا // ولنا الفردوس طابت سكنا
                      ولنا في كل صبر نشوة // ولكم في كل بؤس حزنا
                      تطلب الحب فلا تبصره // وطلبناه فجائتنا المنى
                      إنما الإنسان شئ باهر // إن تحدى باليقين الوهنا
                      ولنا كالطير في أسرابه// أغنيات تتمنى الوطنا
                      يا رفيق الدرب لا يشغلني // غير أن تمتد فينا زمنا



                      عمـــــــــان.............وأنا بعد

                      تعليق


                      • #26
                        أغنية حب للكلمات [نازك الملائكة]

                        فيمَ نخشَى الكلماتْ

                        وهي أحيانًا أكُُفٌّ من ورودِ

                        بارداتِ العِطْرِ مرّتْ عذْبةً فوق خدودِ

                        وهي أحيانًا كؤوسٌ من رحيقٍ مُنْعِشِ

                        رشَفَتْها, ذاتَ صيفٍ, شَفةٌ في عَطَشِ؟

                        **

                        فيم نخشى الكلماتْ؟

                        إنّ منها كلماتٍ هي أجراسٌ خفيّهْ

                        رَجعُها يُعلِن من أعمارنا المنفعلاتْ

                        فترةً مسحورةَ الفجرِ سخيّهْ

                        قَطَرَتْ حسّا وحبًّا وحياةْ

                        فلماذا نحنُ نخشى الكلماتْ؟

                        **

                        نحنُ لُذْنا بالسكونِ

                        وصمتنا, لم نشأ أن تكشف السرَّ الشِّفاهُ

                        وحَسِبنا أنّ في الألفاظ غولاً لا نراهُ

                        قابعًا تُخْبئُهُ الأحرُفُ عن سَمْع القرونِ

                        نحنُ كبّلنا الحروف الظامئهْ

                        لم نَدَعْها تفرشُ الليلَ لنا

                        مِسْندًا يقطُرُ موسيقَى وعِطْرًا ومُنَى

                        وكؤوسًا دافئهْ

                        **

                        فيم نخشى الكلماتْ؟

                        إنها بابُ هَوًى خلفيّةٌ ينْفُذُ منها

                        غَدُنا المُبهَمُ فلنرفعْ ستارَ الصمتِ عنها

                        إنها نافذةٌ ضوئيّةٌ منها يُطِلّ

                        ما كتمناهُ وغلّفناهُ في أعماقنا

                        مِن أمانينا ومن أشواقنا

                        فمتى يكتشفُ الصمتُ المملُّ

                        أنّنا عُدْنا نُحبّ الكلماتْ؟

                        **

                        ولماذا نحن نخشَى الكلماتْ

                        الصديقاتِ التي تأتي إلينا

                        من مَدَى أعماقنا دافئةَ الأحرُفِ ثَرّهْ؟

                        إنها تَفجؤنا, في غَفْلةٍ من شفتينا

                        وتغنّينا فتنثالُ علينا ألفُ فكرهْ

                        من حياةٍ خِصْبة الآفاقِ نَضْرهْ

                        رَقَدَتْ فينا ولم تَدْرِ الحياةْ

                        وغدًا تُلْقي بها بين يدينا

                        الصديقاتُ الحريصاتُ علينا, الكلماتْ

                        فلماذا لا نحبّ الكلماتْ؟

                        **

                        فيمَ نخشى الكلماتْ؟

                        إنّ منها كلماتٍ مُخْمليات العُذوبَهْ

                        قَبَسَتْ أحرفُها دِفْءَ المُنى من شَفَتين

                        إنّ منها أُخَرًا جَذْلى طَروبهْ

                        عَبرَت ورديّةَ الأفراح سَكْرى المُقْلتين

                        كَلِماتٌ شاعريّاتٌ, طريّهْ

                        أقبلتْ تلمُسُ خَدّينا, حروفُ

                        نامَ في أصدائها لونٌ غنيّ وحفيفُ

                        وحماساتٌ وأشواقٌ خفيّهْ

                        **

                        فيمَ نخشى الكلماتْ؟

                        إن تكنْ أشواكها بالأمسِ يومًا جرَحتْنا

                        فلقد لفّتْ ذراعَيْها على أعناقنا

                        وأراقتْ عِطْرَها الحُلوَ على أشواقنا

                        إن تكن أحرفُها قد وَخَزَتْنا

                        وَلَوَتْ أعناقَها عنّا ولم تَعْطِفْ علينا

                        فلكم أبقت وعودًا في يَدَينا

                        وغدًا تغمُرُنا عِطْرًا ووردًا وحياةْ

                        آهِ فاملأ كأسَتيْنا كلِماتْ

                        **

                        في غدٍ نبني لنا عُشّ رؤًى من كلماتْ

                        سامقًا يعترش اللبلابُ في أحرُفِهِ

                        سنُذيبُ الشِّعْرَ في زُخْرُفِهِ

                        وسنَرْوي زهرَهُ بالكلماتْ

                        وسنَبْني شُرْفةً للعطْرِ والوردِ الخجولِ

                        ولها أعمدةٌ من كلماتْ

                        وممرًّا باردًا يسْبَحُ في ظلٍّ ظليلِ

                        حَرَسَتْهُ الكلماتْ

                        **

                        عُمْرُنا نحنُ نذرناهُ صلاةْ

                        فلمن سوف نصلّيها... لغير الكلماتْ?
                        لكم اللحظة والدنيا لنا // ولنا الفردوس طابت سكنا
                        ولنا في كل صبر نشوة // ولكم في كل بؤس حزنا
                        تطلب الحب فلا تبصره // وطلبناه فجائتنا المنى
                        إنما الإنسان شئ باهر // إن تحدى باليقين الوهنا
                        ولنا كالطير في أسرابه// أغنيات تتمنى الوطنا
                        يا رفيق الدرب لا يشغلني // غير أن تمتد فينا زمنا



                        عمـــــــــان.............وأنا بعد

                        تعليق


                        • #27
                          خمرية ابن الفارض

                          لمن شاء أن يقلي السمع غير شهيد

                          شَـرِبْنَا عـلى ذكْـرِ الحبيبِ مُدامَةً // سـكِرْنَا بها من قبل أن يُخلق الكَرْمُ
                          لـها البدرُ كأسٌ وهيَ شمسٌ يُدِيرُهَا // هـلالٌ وكـم يـبدو إذا مُزِجَتْ نَجم
                          ولـولا شـذَاها مـا اهتدَيتُ لِحانِها // ولـولا سَـناها مـا تصَوّرها الوَهْمُ
                          ولـم يُـبْقِ منها الدّهْرُ غيرَ حُشاشَةٍ // كـأنّ خَـفاها في صُدور النُّهى كتْم
                          فـإن ذُكـرَتْ في الحَيّ أصبحَ أهلُهُ // نَـشاوى ولا عـارٌ عـليهمْ ولا إثم
                          ومِـنْ بـينِ أحشاء الدّنانِ تصاعدتْ // ولـم يَـبْقَ منها في الحقيقة إلاّ اسمُ
                          وإن خَطَرَتْ يوماً على خاطرِ امرئِ // أقـامتْ بـه الأفـراحُ وارتحلَ الهمّ
                          ولـو نَـظَرَ الـنُّدْمَانُ خَـتمَ إنائِها // لأسـكَرَهُمْ مـن دونِـها ذلكَ الختم
                          ولـو نَـضحوا منها ثرَى قبرِ مَيّتٍ // لـعادتْ اليه الرّوحُ وانتَعَشَ الجسم
                          ولـو طَرَحُوا في فَيءِ حائطِ كَرْمِها // عـليلاً وقـد أشـفى لـفَارَقَهُ السّقم
                          ولـو قَـرّبُوا من حانِها مُقْعَداً مشَى // وتـنطِقُ مـن ذِكْـرَى مذاقتِها البُكْم
                          ولـو عَبِقَتْ في الشرق أنفاسُ طِيبِها // وفـي الـغربِ مزكومٌ لعادَ لهُ الشَّمُّ
                          ولـو خُضِبت من كأسِها كفُّ لامسٍ // لـمَا ضَـلّ فـي لَيْلٍ وفي يَدِهِ النجم
                          ولـو جُـليتْ سِـرّاً على أَكمَهٍ غَدا // بَـصيراً ومن راووقِها تَسْمَعُ الصّم
                          ولـو أنّ رَكْـباً يَمّموا تُرْبَ أرْضِهَا // وفـي الرّكبِ ملسوعٌ لمَا ضرّهُ السّمّ
                          ولو رَسَمَ الرّاقي حُرُوفَ اسمِها على // جَـبينِ مُـصابٍ جُـنّ أبْرَأهُ الرسم
                          وفـوْقَ لِـواء الجيشِ لو رُقِمَ اسمُها // لأسـكَرَ مَـنْ تحتَ اللّوا ذلك الرّقْم
                          تُـهَذّبُ أخـلاقَ الـنّدامى فـيّهْتَدي // بـها لـطريقِ العزمِ مَن لا لهُ عَزْم
                          ويـكرُمُ مَـن لـم يَعْرِف الجودَ كَفُّه // ويـحلُمُ عـند الـغيظ مَن لا لهُ حِلم
                          ولـو نـالَ فَـدْمُ الـقومِ لَثْمَ فِدَامِها // لأكْـسـبَهُ مَـعنى شـمائِلها الـلّثْم
                          يـقولونَ لـي صِفْهَا فأنتَ بوَصفها // خـبيرٌ أَجَـلْ عِندي بأوصافها عِلم
                          صـفاءٌ ولا مـاءٌ ولُـطْفٌ ولا هَواً // ونـورٌ ولا نـارٌ وروحٌ ولا جِـسْمٌ
                          تَـقَـدّمَ كُــلَّ الـكائناتِ حـديثُها // قـديماً ولا شـكلٌ هـناك ولا رَسم
                          وقـامت بـها الأشـياءُ ثَـمّ لحكمَةٍ // بـها احتَجَبَتْ عن كلّ من لا له فَهْمُ
                          وهامتْ بها روحي بحيثُ تمازَجا اتّــ تِـحـاداً ولا جِـرْمٌ تَـخَلّلَه جِـرْم
                          فَـخَـمْر ولا كـرْم وآدَمُ لـي أب // وكَـرْم ولا خَـمْر ولـي أُمُّـها أُمّ
                          ولُـطْفُ الأوانـي في الحقيقة تابع // لِـلُطْفِ الـمعاني والمَعاني بها تَنْمُو
                          وقـد وَقَـعَ الـتفريقُ والـكُلّ واحد // فـأرواحُنا خَـمْرٌ وأشـباحُنا كَـرْم
                          ولا قـبلَها قـبل ولا بَـعْدَ بَـعْدَهَا // وقَـبْليُّة الأبْـعادِ فـهْي لـها حَـتْم
                          وعَصْرُ المَدى من قَبله كان عصرَها // وعـهْدُ أبـينا بَـعدَها ولـها الـيُتم
                          مـحاسِنُ تَـهدي المادِحينَ لوَصْفِهَا // فَـيَحْسُنُ فـيها مـنهُمُ النّثرُ والنّظم
                          ويَـطْرَبُ مَـن لم يَدْرِهَا عند ذِكْرِهَا // كَـمُشْتَاقِ نُـعْمٍ كـلّما ذُكـرَتْ نُعم
                          وقـالوا شَـرِبْتَ الإِثـمَ كـلاّ وإنّما // شـرِبْتُ التي في تركِها عنديَ الإِثم
                          هـنيئاً لأهـلِ الدّيرِ كمْ سكِروا بها // ومـا شـربوا مـنها ولـكِنّهم هَمّوا
                          وعـنديَ مـنها نَـشْوَةٌ قبلَ نشأتي // مـعي أبـداً تـبقى وإنْ بَليَ العَظْم
                          عـليكَ بها صِرْفاً وإن شئتَ مَزْجَها // فَـعَدْلُكَ عـن ظَلْم الحبيب هو الظُّلم
                          فَـدُونَكَهَا فـي الـحانِ واستَجْلها به // عـلى نَـغَمِ الألـحان فهيَ بها غُنْمُ
                          فـما سـكنَتْ والـهمَّ يوماً بموضع // كـذلك لـم يـسكُنْ مـع النَّغَم الغَم
                          وفـي سـكرةٍ منها ولَوْ عُمْرَ ساعةٍ // تَـرَى الدَّهْرَ عبداً طائعاً ولك الحُكْم
                          فلا عَيْشَ في الدُّنْيا لمَن عاشَ صاحياً // ومَـن لم يَمُتْ سُكْراً بها فاته الحزم
                          عـلى نـفسه فليَبْكِ مَن ضاع عُمْرُهُ //ولـيسَ لـهُ فـيها نَصيبٌ ولا سهمُ
                          لكم اللحظة والدنيا لنا // ولنا الفردوس طابت سكنا
                          ولنا في كل صبر نشوة // ولكم في كل بؤس حزنا
                          تطلب الحب فلا تبصره // وطلبناه فجائتنا المنى
                          إنما الإنسان شئ باهر // إن تحدى باليقين الوهنا
                          ولنا كالطير في أسرابه// أغنيات تتمنى الوطنا
                          يا رفيق الدرب لا يشغلني // غير أن تمتد فينا زمنا



                          عمـــــــــان.............وأنا بعد

                          تعليق


                          • #28




                            حين يكتب ابن الفارض فاصخ سمعك جيدا فبعضه لك وبعض عليك
                            لكم اللحظة والدنيا لنا // ولنا الفردوس طابت سكنا
                            ولنا في كل صبر نشوة // ولكم في كل بؤس حزنا
                            تطلب الحب فلا تبصره // وطلبناه فجائتنا المنى
                            إنما الإنسان شئ باهر // إن تحدى باليقين الوهنا
                            ولنا كالطير في أسرابه// أغنيات تتمنى الوطنا
                            يا رفيق الدرب لا يشغلني // غير أن تمتد فينا زمنا



                            عمـــــــــان.............وأنا بعد

                            تعليق


                            • #29
                              مخدرات أحمد مطر

                              أنا ليس لي علم الحواة كي أخرج الجبل العظيم
                              من الحصاة
                              وأجر آلاف الفوارس
                              كالأرانب من بطون القبعات
                              أنا ليس لي علم
                              بتعبئة الشجاعة في القناني
                              أو فن تحويل الخروف الى حصان
                              أنا لست إلا شاعرا
                              أبصرت نار العار ناشبة بأرضية
                              الغفاة
                              فصرخت هبوا للنجاة
                              فإذا أفاقوا للحياة ستحتفي بهم
                              الحياة
                              و إذا تلاشت صرختي …وسط
                              الحرائق كالدخان
                              فلأن صرخة شاعر لا تبعث الروح
                              الطليقة في الرفاة
                              أنا شاعر حر أعاني
                              من حرقة الآباء أقتبس المعاني
                              و مداد أشعاري تقاطر من دموع
                              الأمهات

                              فمتى ستوحي بالهوى شفة الهوان
                              ومتى ستطلع وردة الآمال في
                              تلك الدواة
                              شعري عصارة عصركم
                              لا تطلبوا مني اصطناع المعجزات
                              أوطانكم رهن المنية
                              والبقية في حياة الصولجان
                              ورقابكم تحت السيوف
                              وحتفكم فوق اللسان
                              ودماؤكم تجري دراهم فوق أفخاذ
                              الغواني
                              وذواتكم سجادة لنعال أبناء
                              الذوات
                              هذي بذور حياتكم
                              واللافتات هي النبات
                              لا سوق عندي للأماني
                              روحوا اشتروا تلك البضاعة
                              من دكاكين الولاة
                              أنا لا أبيع مخدرات
                              لكم اللحظة والدنيا لنا // ولنا الفردوس طابت سكنا
                              ولنا في كل صبر نشوة // ولكم في كل بؤس حزنا
                              تطلب الحب فلا تبصره // وطلبناه فجائتنا المنى
                              إنما الإنسان شئ باهر // إن تحدى باليقين الوهنا
                              ولنا كالطير في أسرابه// أغنيات تتمنى الوطنا
                              يا رفيق الدرب لا يشغلني // غير أن تمتد فينا زمنا



                              عمـــــــــان.............وأنا بعد

                              تعليق


                              • #30
                                تجليات صوفية[ نزار قباني]

                                عندما تسطع عيناك كقنديل نحاسي،
                                على باب ولي من دمشق
                                أفرش السجادة التبريز في الأرض وأدعو للصلاةْ..
                                وأنادي، ودموعي فوق خدي: مدد
                                يا وحيدا.. يا أحد..
                                أعطني القوة كي أفنى بمحبوبي،
                                وخذ كل حياتي..

                                2
                                عندما يمتزج الأخضر، بالأسود، بالأزرق،
                                بالزيتي، بالوردي، في عينيك، يا سيدتي
                                تعتريني حالة نادرةٌ..
                                هي بين الصحو والإغماء، بين الوحي والإسراء،
                                بين الكشف والإيماء، بين الموت والميلاد،
                                بين الورق المشتاق للحب.. وبين الكلمات..
                                وتناديني البساتين التي من خلفها أيضاً بساتين،
                                الفراديس التي من خلفها أيضا فراديس،
                                الفوانيس التي من خلفها أيضا فوانيس..
                                التي من خلفها أيضا زوايا، وتكايا، ومريدون
                                وأطفال يغنون.. وشمع .. وموالد ..
                                وأرى نفسي ببستان دمشقيّ
                                ومن حولي طيورٌ من ذهبْ..
                                وسماءٌ من ذهبْ
                                ونوافيرُ يثرثرن بصوت من ذهبْ
                                وأرى، فيما يرى النائم، شباكين مفتوحين..
                                من خلفهما تجري ألوف المعجزات..

                                3
                                عندما يبدأ في الليل، احتفال الصوت والضوء..
                                بعينيك .. وتمشي فرحا كل المآذن..
                                يبدأ العرس الخرافي الذي ما قبله عرس..
                                وتأتي سفن من جزر الهند، لتهديك عطورا وشموسا.
                                عندها..
                                يخطفني الوجد إلى سبع سماوات..
                                لها سبعة أبواب..
                                لها سبعة حراس..
                                بها سبع مقاصير.
                                بها سبع وصيفات..
                                يقدمن شرابا في كؤوس قمريةْ..
                                ويقدمن لمن مات على العشق،
                                مفاتيح الحياة السرمديةْ..
                                وإذا بالشام تأتيني .. نهورا.. ومياها..
                                وعيونا عسلية..
                                وإذا بي بين أمي، ورفاقي،
                                وفروضي المدرسيه..
                                فأنادي، ودموعي فوق خدي:
                                مدد!
                                يا وحيدا، يا أحد
                                أعطني القدرة كي أصبح في علم الهوى..
                                واحدا من أولياء "الصالحيه"...

                                4
                                عندما يرتفع البحر بعينيك كسيف أخضر في الظلمات
                                تعتريني رغبة للموت مذبوحا على سطح المراكبْ
                                وتناديني مسافاتٌ..
                                تناديني بحيراتٌ...
                                تناديني كواكبْ..
                                عندما يشطرني البحر إلى نصفين..
                                حتى تصبح اللحظة في الحب، جميع اللحظاتِ..
                                ويجيء الماء كالمجنون من كل الجهاتِ..
                                هادما كل جسوري..
                                ماحيا كل تفاصيل حياتي..
                                يتولاني حنين للرحيل
                                حيث خلف البحر بحر..
                                ووراء الجزر مد .. ووراء المد جزر..
                                ووراء الرمل جنات لكل المؤمنينْ
                                ومنارات..
                                ونجم غير معروف..
                                وعشق غير مألوف ..
                                وشعر غير مكتوب..
                                ونهد .. لم تمزقه سيوف الفاتحين.

                                5
                                عندما أدخل في مملكة الإيقاع، والنعناع، والماء،
                                فلا تسعجليني..
                                فلقد تأخذني الحال، فأهتز كدرويش على قرع الطبولْ
                                مستجيرا بضريح السيد الخضر وأسماء الرسولْ ..
                                عندما يحدث هذا..
                                فبحق الله، يا سيدتي، لا توقظيني.
                                واتركيني..
                                نائما بين البساتين التي أسكرها الشعر، وماءُ الياسمينِ
                                علني أحلُم في الليل بأني..
                                صرت قنديلا على باب ولي من دمشق..

                                6
                                عندما تبدأ في عينيك آلاف المرايا بالكلامْ
                                ينتهي كل كلامْ..
                                وأراني صامتا في حضرة العشق،
                                ومن في حضرة العشق يجاوب؟
                                فإذا شاهدتني منخطف اللون، غريب النظراتِ..
                                وإذا شاهدتني أقرأ كالطفل صلاتي..
                                وعلى رأسي فراشات وأسراب حمامْ..
                                فأحبيني، كما كنت، بعنف وجنونِ..
                                واعصِري قلبيَ، كالتفاحة الحمراء، حتى تقتليني..
                                وعلى الدنيا السلامْ...
                                لكم اللحظة والدنيا لنا // ولنا الفردوس طابت سكنا
                                ولنا في كل صبر نشوة // ولكم في كل بؤس حزنا
                                تطلب الحب فلا تبصره // وطلبناه فجائتنا المنى
                                إنما الإنسان شئ باهر // إن تحدى باليقين الوهنا
                                ولنا كالطير في أسرابه// أغنيات تتمنى الوطنا
                                يا رفيق الدرب لا يشغلني // غير أن تمتد فينا زمنا



                                عمـــــــــان.............وأنا بعد

                                تعليق

                                يعمل...
                                X