[COLOR="Purple"]
رحلتي الباهرة إلى دولة الكويت الزاهرة
د . عدنان جواد الطعمة
الأبراج رمز الشموخ و العزة
تربطني والكويت العزيز روابط الإخوة و الصداقة و العلاقات الطيبة الحميمية منذ الطفولة لحد الآن حيث كنت أزور الكويت والعوائل الكويتية الصديقة مع المرحومين والدي الكريمين عدة مرات في السنة ، كما عشت مع شقيقتي الكبرى سنتين في الشعيبة و كنا نسافر إلى العاصمة الكويتية في نهاية الأسبوع ونحل ضيوفا عند العوائل الكويتية الصديقة المختلفة . وهكذا نمت و توثقت المحبة في نفسي لدرجة اصبحت الكويت بالنسبة لي وطني الثاني بعد العراق من الدول العربية ، بدون مجاملة أو نفاق .
وقد واكبت تطور الحياة الإجتماعية و العمرانية والثقافية في الكويت منذ زمن المرحوم الشيخ عبد الله السالم الصباح الذي كنت أكن له كل المحبة الإحترام .
و حسب ما اطلعت في رحلة النمساوي ماكس رايش إلى الكويت عام 1952 أن المرحوم الشيخ عبد الله السالم الصباح كان يريد أن يصنع من الكويت جنينة للعالم العربي والعالم ، وكان مشروعه الجليل بأن يشتري من الحكومة العراقية آنذاك نصف مياه شط العرب التي كانت تصب في الخليج ، لكن حلمه و مشروعه الكبير لم يتحقق للأسف بسبب تغيير الحكم الملكي في 14 تموز عام 1958 .
[IMG][
مديرة دار الآثار الإسلامية الكويتية الشيخة حصة الصباح
برغم الظروف السياسية المختلفة و فتور العلاقات الديبلوماسية والتجارية و الإقتصادية بين العراق و الكويت لكن علاقتي بأصدقائنا و إخواننا من العوائل الكويتية لم تنقطع لا قبل الغزو الصدامي الوحشي البربري للكويت ولا بعد التحرير . بل أنها اتسعت و ازدادت و توثقت وخاصة في أشهر الغزو العراقي ، حيث كانت إتصالاتي بالأصدقاء و الإخوان الكويتيين مستمرة في ألمانيا و عن طريق الإخوان العرب في أوروبا و المملكة العربية السعودية . وكنت أساهم بدور متواضع في الدفاع عن الكويت و الكويتيين في جامعة مدينتنا وخاصة في نادي طلبة الجامعة ، حيث كانت تدور مناقشات حادة بيني و بين الطلبة العرب حتى أن أحد الإخوة الفلسطينيين كان يعتبرني كويتيا و يقول أتى الدكتور عدنان الكويتي ، يا للجهل .
سمو الشيخة حصة الصباح
كنت ألتقي بالإخوة السعوديين و اليمنيين الذين كانوا يستعدون لكتابة أطروحاتهم للحصول على شهادة الدكتوراة في إختصاصاتهم المختلفة في نادي الطلبة أو في بيتي عندما كنت ادعوهم . وهؤلاء الإخوة كانوا يؤيدون مواقفي الطبيعية في حين أن بعض الطلبة العرب الآخرين كانوا فرحين باحتلال الكويت .
و عندما كنت أنشر مقالاتي بالعربية في مختلف المواقع والمنتديات العربية كانت تصلني ردود و مشاركات أغلبها مؤيدة لما كتبت من الأعماق و بصورة موضوعية ، لأن الكويت ظلمت و ما حل بالكويت و بالإخوة الكويتيين سيبقى لطخة عار تلاحق النظام البعثي المخلوع و كل مؤيدي الإحتلال إلى يوم القيامة .
معالي الأستاذ الدكتور عبد الله يوسف الغنيم رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية
فلو كان موقف الكويت غير عادل تجاه العراق ، فإن موقفي كان يختلف ، و هذه هي الحقيقة . وشر البلية ما يضحك عندما كنت أقرأ مشاركات بعض الإخوة و الأخوات من الدول العربية لعدم إطلاعهم على حقيقة ما حدث في العراق و الكويت و جهلهم لتطور الأمور التي حدثت قبل الغزو و أثناء الغزو ، فإني كنت أضحك على مشاركاتهم التي أجبتها بكل أدب و طيبة و موضوعية .
معالي الأستاذ الدكتور عبد الله المهنا عميد كلية الآداب الأسبق لدى زيارته لي في الفندق
إتهمني أحد الإخوان بأني آخذ راتب من الكويت شهريا . و قالت إحدى الأخوات أن الكويتيين إشتروا الصحفيين بفلوس نفطهم . وقالت الأخرى حتما أنك متزوج بكويتية . و قال الآخر أنك تريد أن تحصل على جواز سفر كويتي هههههههه .
سمك في مجمع المركز العلمي الكويتي
أجبت الأول أنا لست بحاجة إلى راتب كويتي فراتبي الألماني يكفيني و لله الحمد . و أجبت الأخت التي قالت بأن الكويتيين إشتروني بفلوس نفطهم باعتباري كاتب ، فقلت لها لا يا عزيزتي . لا يمكن لأحد أن يشتريني بفلوسه
وهل من يدافع عن الحق يشترى ؟ أنا دافعت عن الجزائريين عندما كنت طالبا و عن الفلسطينيين أيضا و أدافع عنهم لحد الآن . فهل إشتروني الإخوة الجزائريون بنفطهم أيضا ؟ ما هذا الهراء و التفيكر السقيم ؟
ألسنا نحن عرب و مسلمون ؟
طاووس في مجمع المركز العلمي
أما الأخت التي إدعت بأني متزوج كويتية ، فأجبتها قائلا لو كان هذا الأمر حقيقيا فهذا شرف لي وأعتز به ، لأن هناك صلات رحم بين العوائل الكويتيية و العراقية منذ عشرات السنين ، لكني متزوج بألمانية ، وأن موضوع الزواج يخص شخصين فقط لا دخل لثالث بينهما .
إحدى السفن الشراعية من صناعة البحارة الكويتيين الماهرين أمام مجمع المركز العلمي
أما الأخ الذي قال لي أنك تريد أن تحصل على جواز كويتي ، فأجبته لا يا عزيزي لست بحاجة إلى جواز كويتي مع احترامي إلى الجواز الكويتي ، لأني أملك جوازا ألمانيا أستطيع زيارة كل الدول الأوروبية و أمريكا بدو فيزا و سمة دخول .
هداهم الله و أبعدهم عن مثل هذه الأفكار و الإشاعات الكاذبة المغرضة .
قبة الفلك الصناعية ( القبة السماوية )
ومن خلال سفراتي الكثيرة تعرفت على شخصيات كويتية مرموقة و إخوان أعزاء لا زلت أذكرهم بالخير و الطيبة . وفي أثناء زيارتي لوزارة الإعلام الكويتية لأحد أقربائي السيد فاضل عباس طعمة الذي كان يعمل في قسم الترجمة مسؤولا عن اللغة الألمانية . أخذني الأخ فاضل إلى شخصيتين مرموقتين وعرفني على الشيخ جابر عبد الحميد الشيخ خزعل ( أبو علي ) حفيد الشيخ خزعل الذي كان أميرا للمحمرة سابقا ، كما عرفني على الكاتب و الأديب عبد الرزاق البصير الذي أهدى لي كتابه في رياض الفكر الذي أشرت إليه في موقع آخر من هذه المقالة .
للأسف الشديد لم أدون كل ملاحظاتي لعشرات الرحلات إلى الكويت العزيز ، لأني أعتمد على الذاكرة أولا و ثانيا لم أتبع اسلوب إعداد الكتاب اليومي .
الكتابة عن كل رحلاتي إلى الكويت الشقيق تحتاج فعلا إلى كتابة كتاب ضخم مفصلا إذا أردت التعريف بكل شاردة و واردة عن الكويت إبتداءا من الغوص و صيد اللؤلؤ أو الإبحار بالسفن الشراعية و البوم إلى العراق و الهند وغيرها من أجل التجارة و نقل المياه العذبة للشرب .
وفي أثناء إبحارنا من البصرة بسفينة شراعية كنت مع والدي الكريمين و أختي على ظهر السفينة الشراعية المكشوفة ، وكان قبطان السفينة شخصا هنديا من السيك . أبحرت االسفينة الشراعية أو المركب الشراعي من البصرة في جو هادئ باتجاه الكويت و عند غروب الشمس هبت رياح و أعاصير شديدة جدا بحيث كانت أمواج البحر تجتاج سطح السفينة و تغطينا بالمياه . أخذت بالبكاء كأي طفل، قامت والدتي المرحومة بتغطيتي بالبطانية
و أخذ كل من والدي الكريمين بتلاوة آية الكرسي و الأدعية و آيات قرآنية . أتى كابتن السفينة الشراعية الذي نسميه النوخذة إلى والدي فقال له إن كان دينكم الإسلامي حقيقيا فاستنجد بالله و بنبيكم لإنقاذنا لأننا سنغرق بعد قليل . قص والدي علينا هذا الحادث عندما كبرت . أخذت والدتي تبكي وتدعو إلى الله بإنقاذنا و كان أبي يتلو آيات كريمة و أدعية . قالت والدتي في ذلك الليل الدامس أخذت الأمواج ترج وتداهم السفينة من كل الإتجاهات ، حيث كانت تصعد عشرات الأمتار و تهبط عشرات المتار ، وكأنها علبة شخاط . قالت والدتي و فجأة ظهر فرس أبيض يمتطيه شخص منير فمسك مقدمة المركب الشراعي و سحبه و بعد دقائق توقفت الأعاصير و الرياح و أصبح البحر هادئا جدا . أتى النوخذة الهندي إلى والدي و قبل يديه و أعطاه مائة روبية و استسلم على يدي والدي المرحوم و قال له أن دينكم الإسلام هو الصحيح ، لذا أريد أن أستسلم .
هذا الحديث سمعته من والدي و والدتي عندما بلغ عمري ما بين الثانية إلى الرابعة عشر سنة .
لا يمكنني أن أنفي أقوال والدي من جهة ولا يمكنني أن أنكر من وجود معجزات من الله سبحانه وتعالي عند الشدة . المهم وصلنا الكويت الشقيق بالسلامة و ذهبنا إلى أقرب بيوت العوائل الكويتية مثل بيت معرفي أو عبد الرسول علي أو بيت شيرين وغيرها من العوائل الكريمة الصديقة .
و في إحدى سفراتي تعرفت على الأديب الشاعر الدكتور خليفة الوقيان الذي رحب بي أجمل ترحيب و أخذني معه بسيارته من فندق فينيسيا الواقع في نهاية شارع فهد السالم لزيارة الأديب الكاتب الأخ محمد الصالح الإبراهيم للإطلاع على الأمسيات الأديبية في ديوانيات الكويت أي في ديوانية الأخ محمد الصالح الإبراهيم حفظه الله .
الأخت دلال جابر الفضلي سكرتيرة الشيخة حصة الصباح
كانت تلك الأمسية من روائع الأمسيات التي تمتعت بها كثيرا . و في اليوم التالي جاء إلي الأخ الأديب محمد الصالح الإبراهيم بسيارته و أخذني معه بسيارته إلى منزله الثاني لكي يريني مكتبته العامرة الحاوية على نفائس المخطوطات العربية . أما في اليوم الثالث زرت بحضور الأخ الأديب الشاعر الدكتور خليفة الوقيان المرحوم الشاعر الكويتي الشهير أحمد العدواني الذي كان في حينه رئيسا للمجلس الوطني الكويتي .
عجبتني قصيدة الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح بعنوان :
بطا قة من حبيبتي الكويت ، التي ترجمتها إلى الألمانية ضمن القصائد الأخرى عام 1995 ، فلنقرأ و إياكم هذه القصيدة الرائعة :
بـطـاقـة مـن حَـبـيـبَـتـي الـكُـوَيـتْ
(1)
نـحـنُ بـاقـونَ هُـنـا . .
نـحـنُ بـاقـونَ هُـنـا . .
هـذهِ الأرضُ مـن الـمـاءِ إلـى الـمـاءِ . . لـَنَـا
و مـن الـقـلـبِ إلـى الـقـلـبِ . . لَـنَـا
و مـن الآهِ الـى الآهِ . . لَـنَـا
كُـلُّ دبـُّوسٍ إذا أدمـى بـلادي
هُـوَ فـي قـلـبـي أنـا
(2)
نـحـنُ بـاقـونَ هُـنـا
هـذهِ الأرضُ هـي الأُمُّ الـتـي تُـرْضِـعُـنـا
و هـي الـخَـيْـمَـةُ ، و الـمِـعْـطَـفُ ، والـمَـلـْجَـأُ ،
و الـثـوبُ الـذي يَـسْـتُـرُنـا
و هـي الـسَّـقْـفُ الـذي نـأوي إلـيـهِ
و هـي الـصَّـدْرُ الـذي يُـدْفـئُـنـا . .
و هـي الـحـرفُ الـذي نـكـتـبُـهُ . .
و هـي الـشِّعـرُ الـذي يـكـتـبُـنـا . .
كـلـمـا هُـمْ أطـلـقـوا سَـهْـمـاً عَـلَـيْـهـا
غـاصَ فـي قـلـبـي أنـا . .
(3)
سـنـدبـادٌ . كـان بـَحَّـارًا خـلـيـجـيّـاً عـظـيـمـاً . . مـن هُـنـا
و الـذيـن اشـتـركـوا فـي رحـلـةِ الأحـلامِ ، هـم أولادُنـا
و الـمـجـاديـفُ الـتـي شـقَّـتْ جـبـالَ الـمَـوْجِ كـانـتْ مـن هُـنـا . .
إنـنــا نـعـرفُ هـذا الـبـحـرَ جـداً . . مـثـلـمـا يـعـرفـُنـا . .
فـعـلـى أمـواجِـهِ الـزُّرقِ وُلِـدْنـا
و مـع الأسْـمـاكِ فـي الـبـحرِ سَـبَـحْـنـَا
و مـع الـصـبـيـانِ فـي الـْحَـيِّ . . لـعـبـنـَا . . و سـهـرنـا . . و عَـشِـقـنـَا . .
(4)
هـذه الأرضُ الـتـي تُـدعـى الـكُـوَيـْتْ
هِـبَـةُ الـلّـه إلـيـنـا . .
و رضـاءُ الأبِ والأُمِّ عـلـيـنـا . .
كـم زرعـنـا أرضَـهـا نـخـلاً و شِـعْـرا
كـم شـردنـا فـي بـواديـهـا صـغـارا
و نـَخَـلـْنـَا رمـلـهـا شِـبْـراً فـشِـبْـرا
و عـلـى بِـلَّـورِ عَـيْـنَـيْـهَـا جَـلـَسْـنـَا نـتـمـرَّى
(5)
هـذه الأرضُ الـتـي تـدعـى الـكُـوَيْـتْ
بَـيْـدَرُ الـقـمـحِ الـذي يُـطْـعِـمُـنـا . .
نِـعْـمَـةُ الـرَّبِّ الـذي كَـرَّمَـنـَا
و يـدُ الـلّـهِ الـتـي تـحـرُسـنـا
قـد عـرفـنـا ألـفَ حُـبٍّ قَـبْـلـَهَـا . .
و عـرفـنـا ألـفَ حُـبٍّ بَـعْـدَهـا . .
غـيـرَ أنـَّا
مـا وجـدنـا امـرأةً أكـثـرَ سِـحْـرا
مـا وجـدنـا وطـنـاً
أكـثـرَ تـحْـنـانـاً ، ولا أرْحَـمَ صَـدْرا
هـذه الأرضُ الـتـي تـُدْعـى الـكُـوَيْـتْ
هـي مِـنَّـا . . و لـَنـَا
كُـلُّ دبـُّوسٍ إذا أوْجَـعَـهـا . . هـو فـي قـلـبـي أنـا . .
(6)
هـذه الأرضُ الـتـي تُـدعـى الـكُـوَيـْتْ
نـحـنُ مـعـجـونـونَ فـي ذَرَّاتـِهـا
نـحـنُ هـذا الـلـؤلـؤُ الـمـخـبـوءُ فـي أعـمـاقِـهـا
نـحـنُ هـذا الـبَـلـَحُ الأحـمـرُ فـي نـَخـْلاتـِهـا
نـحـنُ هـذا الـقَـمَـرُ الـغـافـي عـلـى شُـرْفـاتـِهـا .
هـذه الأرضُ الـتـي تُـدعـى الـكُـوَيْـتْ . .
هـي عـطـرٌ مُـبْـحِـرٌ فـي دَمِـنـا
و مـنـاراتٌ أضـاءتْ غَـدَنـا
و هـي قـلـبٌ آخَـرٌ فـي قَـلـبِـنَـا .
(7)
الـكُـوَيْـتِـيُّـونَ بـاقـونَ هُـنـا
الـكُـوَيْـتِـيُّـونَ بـاقـونَ هُـنـا
و جـمـيـعُ الـعـربِ الأشـرافِ بـاقـونَ هُـنـا
الـكُـوَيْـتِـيُّـونَ بـاسْـمِ الـلّـهِ . . بـاسْـمِ الـسَّـيْـفِ
بـاسْـمِ الأرضِ ، و الأطـفـالِ ، والـتـاريـخِ
بـاقـونَ هُـنـا
نَـلْـثُـمُ الـثَّـغْـرَ الـذي يـلـثـمـنـا
نـقْـطَـعُ الـكَـفَّ الـتـي تـضْـربُـنـا
و في إحدى الرحلات إلى الكويت عام 1977 زرت جامعة الكويت لغرض الإطلاع على مكتبة جامعة الكويت التي كان يترأسها المرحوم سليمان الكلندر ( القلندر ) آنذاك و تعرفت في المكتبة على الأخت عواطف خليفة العذبي الصباح التي كانت تعد دراسة عن الشعر الكويتي الحديث . كما تعرفت على أحد الإخوان الأعزاء المرحوم عبد المجيد المحميد الذي كان يعمل في المكتبة باحثا علميا الذي توطدت علاقتي معه و صلاتي به بعد ذلك اللقاء . وكنت أستأنس برسائله و مراسلاتنا .
قسم المخطوطات في مكتبة الشيخ جابر الأحمد المركزية
[B][CENTER][FONT="Times New Roman"][SIZE="5"]
كما زرت بعض المكتبات الأهلية في شارع فهد السالم الصباح مثل المكتبة العربية كان صاحبها الأخ حيدر على ما أذكر الذي اشتريت منه عدة كتب مختلفة إستمرت علاقتي معه في شراء الكتب لفترة طويلة و في منطقة بنيد القار كان صاحب إحدى المكتبات الحاج المرحوم محمد باقر معرفي الذي اشتريت منه بعض فهارس المخطوطات العربية .
زيارتي لمدير مكتب الدكتورة سعاد الصباح الأستاذ الشاعر محمد خالد القطمه
و بتاريخ 10 / 6 / 1977 أهدى لي الأستاذ الدكتور عبد الله يوسف الغنيم كتابه القيم الذي حقق مخطوطة كتاب :
جزيرة العرب من كتاب الممالك و المسالك لأبي عبيد البكري و كتب عنه دراسة مفصلة .
صورة الحاج محمد باقر معرفي صاحب إحدى المكتبات في بنيد القار أردت شراء بعض الكتب من المكتبة
و في سنة 1978 زرت جامعة الكويت في العطلة الربيعية و في ذلك الحين قررت مغادرة العراق بسبب مضايقات و تهديدات النظام البائد لي ، إما أن أنتسب إلى البعث أم أصبح عدوا للبعث، ومن يصبح عدوا للبعث يقتل حسب تفكير هذا الحزب . لا يمكن أن يعمل أحد في ظل نظام البعث دون الإنتماء إلى هذا الحزب ، وهذه هي المصيبة التي جناها البعث على آلاف من أبنائنا و إخواننا العراقيين الذين اضطروا بالإكراه إلى الإنتماء لهذا الحزب الرهيب وفلسفته : إما أنت معنا أو ضدنا !!!
سوق الغربلي
و في هذه الرحلة الجميلة زرت كافة أقسام الجامعة و كان الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور عبد الله المهنا عميدا للكلية و رئيسا للقسم العربي آنذاك . شرحت للأستاذ الكريم الوضع فذهبنا سوية إلى رئيس قسم التاريخ للإستفادة من خدماتي في الترجمة ، إلا أن رئيس القسم إعتذر . و مررنا بمكتبة الجامعة وزرنا المرحوم الأستاذ سليمان كلندر الذي قال لقد وصلنا قبل أيام من سمو الشيخ المرحوم أحمد الجابر الصباح أمر أميري بتخصيص ميزانية ضخمة لتصوير و فهرسة المخطوطات الموجودة في مكتبات العالم و جلبها إلى مكتبة الكويت .
من هذين البائعين اشترى محمود السمك بسعر معتدل
قال السيد كلندر ان الأمر يحتاج إلى بعض الوقت إلى أن تصلنا تفاصيل المشروع التراثي وأننا سنتصل بك .
و في زيارتي لقسم الجغرافية في الكلية تعرفت على الأخ الكريم الأستاذ الدكتور عبد الله يوسف الغنيم الذي كان في حينه رئيسا لقسم الجغرافية و أهدى لي فهرسه بعنوان : المخطوطات الجغرافية العربية في المتحف البريطاني
كاتب السطور يتحدث مع بائع الأسماك
و قبيل مغادرتي الكويت الشقيق إلى ألمانيا قررت بمقابلة مدير وكالة الأنباء الكويتية ( كونا ) السيد برجس حمود البرجس لغرض تعييني مترجما للغة الألمانية في الوكالة .
ذهبت إلى مكتبه و طلبت مقابلة سيادته . دخلت السكرتيرة عليه و سمح بمقابلته .
طبخة الهامور و الكرم الكويتي الأصيل
تحدثت معه بكل موضوعية و شرحت له الإمكانيات التي يمكن أن تطور و تدعم وكالة الأنباء الكويتية عند ترجمة ما تنشره الصحافة الألمانية يوميا . رحب السيد برجس حمود البرجس بعرضي هذا ، فقال سأدرس هذا الموضوع مع المختصين في الوكالة و سوف أخبرك غدا بالنتيجة . شكرته و خرجت من الوكالة .
الأكلة اللذيذة الهامور الكويتية
وفي اليوم الثاني ذهبت إليه مجددا فاعتذر لي عن عدم وجود درجة فارغة و تمنى لي التوفيق . و على ضوء هذه المقابلة قررت السفر إلى ألمانيا بعد أن ذهبت إلى السفارة الألمانية للحصول على تأشيرة الفيزا التي تأخرت يومين . فوصلت ألمانيا في نفس العام .
صديقي العزيز المرحوم الأخ صالح العجمي
قمت في مطلع عام 1983 برحلة إلى الكويت مع صديق ألماني ميكانيكي بدعوة من وزارة المعارف الكويتية – التعليم الخاص للقيام بالترجمة لنصب و تشغيل مطبعة خاصة بكتابة برايل للمكفوفين أقمنا في فندق ماريوت على البحر لمدة أسبوع .
محمد صالح العجمي مع إبنته مراحب و إبنه صالح
و في أثناء زيارتي لوزارة الإعلام الكويتية تعرفت على الأديب و الكاتب الكويتي الشهير المرحوم عبد الرزاق البصير فأهدى لي كتابه بعنوان : في رياض الفكر ، المذيل بإهدائه و توقيعه في يوم 5 / 1 / 1983 .
شرب حليب الناقة مع أكل التمر جلسة لطيفة و جميلة
و بعد عودتي إلى ألمانيا راسلت صحيفة االوطن الكويتية حول التعليم الخاص و شرحت لها خبرا عن إستحداث جهاز ألكتروني يحتوي على لوحتي مفاتيح الكتابة العادية و كتابة برايل البارزة ، إلا أن الصحيفة نشرت الخبر بتاريخ 13 سبتمبر 1983 صفحة 19 بعنوان : فرص عمل جديدة للمكفوفين ، حيث نسبت لي بالخطأ للأسف إختراع جهاز يحتوي على لوحتي مفاتيح الكتابة العادية و الكتابة البارزة باللغة العربية التي تظهر على الشاشة في آن واحد . وقد راسلت الصحيفة في حينه بأني لم اقل بأني مخترع الجهاز ، بل شرحت لهم وجود مثل هذا الجهاز الحديث .
و في أوائل عام 1987 دعاني الأستاذ الجليل أبو وائل مدير المدرسة الإنكليزية السيد محمد جاسم السداح لمدة اسبوعين لدراسة موضوع تأسيس فرع لشركة له في ألمانيا أقوم بالإشراف عليه و تزويد الشركة الرئيسية بالمواد و الأدوية و الأجهزة المختبرية . و بعد عشرة أيام سكنت عند إبنة أختي لمدة أربعة أيام قمت في خلال تلك الفترة بالإتصال بالمرحوم الأستاذ عبد المجيد المحميد وزرناه في منزله لغرض أن تتعرف عائلته الكريمة على إبنة أختي وكان اللقاء رائعا جدا .
صورة الحداد
وهكذا استمرت علاقاتي بالكويت و توطدت أكثر فأكثر ولله الحمد .
كانت السفارة الكويتية تقيم عدة إحتفالات ثقافية في السنة وكنت أحضر معظمها و خاصة الحفلات التي أقامها معالي السفير الكويتي الأخ عبد العزيز الشارخ في بون و منها حفلة رائعة جدا عن كنوز دار الآثار الإسلامية و خاصة مجموعة آل صباح التي تشرف عليها السيدة الفاضلة الشيخة حصة الصباح التي حضرت الحفلة و تعرفنا زوجتي وأنا على سيادتها . و قد ألقى الباحث الفلكي البريطاني ديفيد كنج محاضرة قيمة عن علماء الفلك العرب والمسلمين . استمرت إتصالاتنا لحد الآن ، حيث ترسل لي مشكورة ، دار الآثار الإسلامية باستمرار نشرتها الشهرية و مطبوعاتها القيمة .
صورة بائع و مصلح الأسلحة النارية
وعندما أقامت دار الآثار الإسلامية معرضا لمجموعة آل صباح في فرانكفور حصلت على دعوة كريمة من الشيخة حصة ألصباح لزيارة المعرض .
بائع الحبوب و التمور
رحلتي الباهرة إلى دولة الكويت الزاهرة
د . عدنان جواد الطعمة
الأبراج رمز الشموخ و العزة
تربطني والكويت العزيز روابط الإخوة و الصداقة و العلاقات الطيبة الحميمية منذ الطفولة لحد الآن حيث كنت أزور الكويت والعوائل الكويتية الصديقة مع المرحومين والدي الكريمين عدة مرات في السنة ، كما عشت مع شقيقتي الكبرى سنتين في الشعيبة و كنا نسافر إلى العاصمة الكويتية في نهاية الأسبوع ونحل ضيوفا عند العوائل الكويتية الصديقة المختلفة . وهكذا نمت و توثقت المحبة في نفسي لدرجة اصبحت الكويت بالنسبة لي وطني الثاني بعد العراق من الدول العربية ، بدون مجاملة أو نفاق .
وقد واكبت تطور الحياة الإجتماعية و العمرانية والثقافية في الكويت منذ زمن المرحوم الشيخ عبد الله السالم الصباح الذي كنت أكن له كل المحبة الإحترام .
و حسب ما اطلعت في رحلة النمساوي ماكس رايش إلى الكويت عام 1952 أن المرحوم الشيخ عبد الله السالم الصباح كان يريد أن يصنع من الكويت جنينة للعالم العربي والعالم ، وكان مشروعه الجليل بأن يشتري من الحكومة العراقية آنذاك نصف مياه شط العرب التي كانت تصب في الخليج ، لكن حلمه و مشروعه الكبير لم يتحقق للأسف بسبب تغيير الحكم الملكي في 14 تموز عام 1958 .
[IMG][
مديرة دار الآثار الإسلامية الكويتية الشيخة حصة الصباح
برغم الظروف السياسية المختلفة و فتور العلاقات الديبلوماسية والتجارية و الإقتصادية بين العراق و الكويت لكن علاقتي بأصدقائنا و إخواننا من العوائل الكويتية لم تنقطع لا قبل الغزو الصدامي الوحشي البربري للكويت ولا بعد التحرير . بل أنها اتسعت و ازدادت و توثقت وخاصة في أشهر الغزو العراقي ، حيث كانت إتصالاتي بالأصدقاء و الإخوان الكويتيين مستمرة في ألمانيا و عن طريق الإخوان العرب في أوروبا و المملكة العربية السعودية . وكنت أساهم بدور متواضع في الدفاع عن الكويت و الكويتيين في جامعة مدينتنا وخاصة في نادي طلبة الجامعة ، حيث كانت تدور مناقشات حادة بيني و بين الطلبة العرب حتى أن أحد الإخوة الفلسطينيين كان يعتبرني كويتيا و يقول أتى الدكتور عدنان الكويتي ، يا للجهل .
سمو الشيخة حصة الصباح
كنت ألتقي بالإخوة السعوديين و اليمنيين الذين كانوا يستعدون لكتابة أطروحاتهم للحصول على شهادة الدكتوراة في إختصاصاتهم المختلفة في نادي الطلبة أو في بيتي عندما كنت ادعوهم . وهؤلاء الإخوة كانوا يؤيدون مواقفي الطبيعية في حين أن بعض الطلبة العرب الآخرين كانوا فرحين باحتلال الكويت .
و عندما كنت أنشر مقالاتي بالعربية في مختلف المواقع والمنتديات العربية كانت تصلني ردود و مشاركات أغلبها مؤيدة لما كتبت من الأعماق و بصورة موضوعية ، لأن الكويت ظلمت و ما حل بالكويت و بالإخوة الكويتيين سيبقى لطخة عار تلاحق النظام البعثي المخلوع و كل مؤيدي الإحتلال إلى يوم القيامة .
معالي الأستاذ الدكتور عبد الله يوسف الغنيم رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية
فلو كان موقف الكويت غير عادل تجاه العراق ، فإن موقفي كان يختلف ، و هذه هي الحقيقة . وشر البلية ما يضحك عندما كنت أقرأ مشاركات بعض الإخوة و الأخوات من الدول العربية لعدم إطلاعهم على حقيقة ما حدث في العراق و الكويت و جهلهم لتطور الأمور التي حدثت قبل الغزو و أثناء الغزو ، فإني كنت أضحك على مشاركاتهم التي أجبتها بكل أدب و طيبة و موضوعية .
معالي الأستاذ الدكتور عبد الله المهنا عميد كلية الآداب الأسبق لدى زيارته لي في الفندق
إتهمني أحد الإخوان بأني آخذ راتب من الكويت شهريا . و قالت إحدى الأخوات أن الكويتيين إشتروا الصحفيين بفلوس نفطهم . وقالت الأخرى حتما أنك متزوج بكويتية . و قال الآخر أنك تريد أن تحصل على جواز سفر كويتي هههههههه .
سمك في مجمع المركز العلمي الكويتي
أجبت الأول أنا لست بحاجة إلى راتب كويتي فراتبي الألماني يكفيني و لله الحمد . و أجبت الأخت التي قالت بأن الكويتيين إشتروني بفلوس نفطهم باعتباري كاتب ، فقلت لها لا يا عزيزتي . لا يمكن لأحد أن يشتريني بفلوسه
وهل من يدافع عن الحق يشترى ؟ أنا دافعت عن الجزائريين عندما كنت طالبا و عن الفلسطينيين أيضا و أدافع عنهم لحد الآن . فهل إشتروني الإخوة الجزائريون بنفطهم أيضا ؟ ما هذا الهراء و التفيكر السقيم ؟
ألسنا نحن عرب و مسلمون ؟
طاووس في مجمع المركز العلمي
أما الأخت التي إدعت بأني متزوج كويتية ، فأجبتها قائلا لو كان هذا الأمر حقيقيا فهذا شرف لي وأعتز به ، لأن هناك صلات رحم بين العوائل الكويتيية و العراقية منذ عشرات السنين ، لكني متزوج بألمانية ، وأن موضوع الزواج يخص شخصين فقط لا دخل لثالث بينهما .
إحدى السفن الشراعية من صناعة البحارة الكويتيين الماهرين أمام مجمع المركز العلمي
أما الأخ الذي قال لي أنك تريد أن تحصل على جواز كويتي ، فأجبته لا يا عزيزي لست بحاجة إلى جواز كويتي مع احترامي إلى الجواز الكويتي ، لأني أملك جوازا ألمانيا أستطيع زيارة كل الدول الأوروبية و أمريكا بدو فيزا و سمة دخول .
هداهم الله و أبعدهم عن مثل هذه الأفكار و الإشاعات الكاذبة المغرضة .
قبة الفلك الصناعية ( القبة السماوية )
ومن خلال سفراتي الكثيرة تعرفت على شخصيات كويتية مرموقة و إخوان أعزاء لا زلت أذكرهم بالخير و الطيبة . وفي أثناء زيارتي لوزارة الإعلام الكويتية لأحد أقربائي السيد فاضل عباس طعمة الذي كان يعمل في قسم الترجمة مسؤولا عن اللغة الألمانية . أخذني الأخ فاضل إلى شخصيتين مرموقتين وعرفني على الشيخ جابر عبد الحميد الشيخ خزعل ( أبو علي ) حفيد الشيخ خزعل الذي كان أميرا للمحمرة سابقا ، كما عرفني على الكاتب و الأديب عبد الرزاق البصير الذي أهدى لي كتابه في رياض الفكر الذي أشرت إليه في موقع آخر من هذه المقالة .
للأسف الشديد لم أدون كل ملاحظاتي لعشرات الرحلات إلى الكويت العزيز ، لأني أعتمد على الذاكرة أولا و ثانيا لم أتبع اسلوب إعداد الكتاب اليومي .
الكتابة عن كل رحلاتي إلى الكويت الشقيق تحتاج فعلا إلى كتابة كتاب ضخم مفصلا إذا أردت التعريف بكل شاردة و واردة عن الكويت إبتداءا من الغوص و صيد اللؤلؤ أو الإبحار بالسفن الشراعية و البوم إلى العراق و الهند وغيرها من أجل التجارة و نقل المياه العذبة للشرب .
وفي أثناء إبحارنا من البصرة بسفينة شراعية كنت مع والدي الكريمين و أختي على ظهر السفينة الشراعية المكشوفة ، وكان قبطان السفينة شخصا هنديا من السيك . أبحرت االسفينة الشراعية أو المركب الشراعي من البصرة في جو هادئ باتجاه الكويت و عند غروب الشمس هبت رياح و أعاصير شديدة جدا بحيث كانت أمواج البحر تجتاج سطح السفينة و تغطينا بالمياه . أخذت بالبكاء كأي طفل، قامت والدتي المرحومة بتغطيتي بالبطانية
و أخذ كل من والدي الكريمين بتلاوة آية الكرسي و الأدعية و آيات قرآنية . أتى كابتن السفينة الشراعية الذي نسميه النوخذة إلى والدي فقال له إن كان دينكم الإسلامي حقيقيا فاستنجد بالله و بنبيكم لإنقاذنا لأننا سنغرق بعد قليل . قص والدي علينا هذا الحادث عندما كبرت . أخذت والدتي تبكي وتدعو إلى الله بإنقاذنا و كان أبي يتلو آيات كريمة و أدعية . قالت والدتي في ذلك الليل الدامس أخذت الأمواج ترج وتداهم السفينة من كل الإتجاهات ، حيث كانت تصعد عشرات الأمتار و تهبط عشرات المتار ، وكأنها علبة شخاط . قالت والدتي و فجأة ظهر فرس أبيض يمتطيه شخص منير فمسك مقدمة المركب الشراعي و سحبه و بعد دقائق توقفت الأعاصير و الرياح و أصبح البحر هادئا جدا . أتى النوخذة الهندي إلى والدي و قبل يديه و أعطاه مائة روبية و استسلم على يدي والدي المرحوم و قال له أن دينكم الإسلام هو الصحيح ، لذا أريد أن أستسلم .
هذا الحديث سمعته من والدي و والدتي عندما بلغ عمري ما بين الثانية إلى الرابعة عشر سنة .
لا يمكنني أن أنفي أقوال والدي من جهة ولا يمكنني أن أنكر من وجود معجزات من الله سبحانه وتعالي عند الشدة . المهم وصلنا الكويت الشقيق بالسلامة و ذهبنا إلى أقرب بيوت العوائل الكويتية مثل بيت معرفي أو عبد الرسول علي أو بيت شيرين وغيرها من العوائل الكريمة الصديقة .
و في إحدى سفراتي تعرفت على الأديب الشاعر الدكتور خليفة الوقيان الذي رحب بي أجمل ترحيب و أخذني معه بسيارته من فندق فينيسيا الواقع في نهاية شارع فهد السالم لزيارة الأديب الكاتب الأخ محمد الصالح الإبراهيم للإطلاع على الأمسيات الأديبية في ديوانيات الكويت أي في ديوانية الأخ محمد الصالح الإبراهيم حفظه الله .
الأخت دلال جابر الفضلي سكرتيرة الشيخة حصة الصباح
كانت تلك الأمسية من روائع الأمسيات التي تمتعت بها كثيرا . و في اليوم التالي جاء إلي الأخ الأديب محمد الصالح الإبراهيم بسيارته و أخذني معه بسيارته إلى منزله الثاني لكي يريني مكتبته العامرة الحاوية على نفائس المخطوطات العربية . أما في اليوم الثالث زرت بحضور الأخ الأديب الشاعر الدكتور خليفة الوقيان المرحوم الشاعر الكويتي الشهير أحمد العدواني الذي كان في حينه رئيسا للمجلس الوطني الكويتي .
عجبتني قصيدة الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح بعنوان :
بطا قة من حبيبتي الكويت ، التي ترجمتها إلى الألمانية ضمن القصائد الأخرى عام 1995 ، فلنقرأ و إياكم هذه القصيدة الرائعة :
بـطـاقـة مـن حَـبـيـبَـتـي الـكُـوَيـتْ
(1)
نـحـنُ بـاقـونَ هُـنـا . .
نـحـنُ بـاقـونَ هُـنـا . .
هـذهِ الأرضُ مـن الـمـاءِ إلـى الـمـاءِ . . لـَنَـا
و مـن الـقـلـبِ إلـى الـقـلـبِ . . لَـنَـا
و مـن الآهِ الـى الآهِ . . لَـنَـا
كُـلُّ دبـُّوسٍ إذا أدمـى بـلادي
هُـوَ فـي قـلـبـي أنـا
(2)
نـحـنُ بـاقـونَ هُـنـا
هـذهِ الأرضُ هـي الأُمُّ الـتـي تُـرْضِـعُـنـا
و هـي الـخَـيْـمَـةُ ، و الـمِـعْـطَـفُ ، والـمَـلـْجَـأُ ،
و الـثـوبُ الـذي يَـسْـتُـرُنـا
و هـي الـسَّـقْـفُ الـذي نـأوي إلـيـهِ
و هـي الـصَّـدْرُ الـذي يُـدْفـئُـنـا . .
و هـي الـحـرفُ الـذي نـكـتـبُـهُ . .
و هـي الـشِّعـرُ الـذي يـكـتـبُـنـا . .
كـلـمـا هُـمْ أطـلـقـوا سَـهْـمـاً عَـلَـيْـهـا
غـاصَ فـي قـلـبـي أنـا . .
(3)
سـنـدبـادٌ . كـان بـَحَّـارًا خـلـيـجـيّـاً عـظـيـمـاً . . مـن هُـنـا
و الـذيـن اشـتـركـوا فـي رحـلـةِ الأحـلامِ ، هـم أولادُنـا
و الـمـجـاديـفُ الـتـي شـقَّـتْ جـبـالَ الـمَـوْجِ كـانـتْ مـن هُـنـا . .
إنـنــا نـعـرفُ هـذا الـبـحـرَ جـداً . . مـثـلـمـا يـعـرفـُنـا . .
فـعـلـى أمـواجِـهِ الـزُّرقِ وُلِـدْنـا
و مـع الأسْـمـاكِ فـي الـبـحرِ سَـبَـحْـنـَا
و مـع الـصـبـيـانِ فـي الـْحَـيِّ . . لـعـبـنـَا . . و سـهـرنـا . . و عَـشِـقـنـَا . .
(4)
هـذه الأرضُ الـتـي تُـدعـى الـكُـوَيـْتْ
هِـبَـةُ الـلّـه إلـيـنـا . .
و رضـاءُ الأبِ والأُمِّ عـلـيـنـا . .
كـم زرعـنـا أرضَـهـا نـخـلاً و شِـعْـرا
كـم شـردنـا فـي بـواديـهـا صـغـارا
و نـَخَـلـْنـَا رمـلـهـا شِـبْـراً فـشِـبْـرا
و عـلـى بِـلَّـورِ عَـيْـنَـيْـهَـا جَـلـَسْـنـَا نـتـمـرَّى
(5)
هـذه الأرضُ الـتـي تـدعـى الـكُـوَيْـتْ
بَـيْـدَرُ الـقـمـحِ الـذي يُـطْـعِـمُـنـا . .
نِـعْـمَـةُ الـرَّبِّ الـذي كَـرَّمَـنـَا
و يـدُ الـلّـهِ الـتـي تـحـرُسـنـا
قـد عـرفـنـا ألـفَ حُـبٍّ قَـبْـلـَهَـا . .
و عـرفـنـا ألـفَ حُـبٍّ بَـعْـدَهـا . .
غـيـرَ أنـَّا
مـا وجـدنـا امـرأةً أكـثـرَ سِـحْـرا
مـا وجـدنـا وطـنـاً
أكـثـرَ تـحْـنـانـاً ، ولا أرْحَـمَ صَـدْرا
هـذه الأرضُ الـتـي تـُدْعـى الـكُـوَيْـتْ
هـي مِـنَّـا . . و لـَنـَا
كُـلُّ دبـُّوسٍ إذا أوْجَـعَـهـا . . هـو فـي قـلـبـي أنـا . .
(6)
هـذه الأرضُ الـتـي تُـدعـى الـكُـوَيـْتْ
نـحـنُ مـعـجـونـونَ فـي ذَرَّاتـِهـا
نـحـنُ هـذا الـلـؤلـؤُ الـمـخـبـوءُ فـي أعـمـاقِـهـا
نـحـنُ هـذا الـبَـلـَحُ الأحـمـرُ فـي نـَخـْلاتـِهـا
نـحـنُ هـذا الـقَـمَـرُ الـغـافـي عـلـى شُـرْفـاتـِهـا .
هـذه الأرضُ الـتـي تُـدعـى الـكُـوَيْـتْ . .
هـي عـطـرٌ مُـبْـحِـرٌ فـي دَمِـنـا
و مـنـاراتٌ أضـاءتْ غَـدَنـا
و هـي قـلـبٌ آخَـرٌ فـي قَـلـبِـنَـا .
(7)
الـكُـوَيْـتِـيُّـونَ بـاقـونَ هُـنـا
الـكُـوَيْـتِـيُّـونَ بـاقـونَ هُـنـا
و جـمـيـعُ الـعـربِ الأشـرافِ بـاقـونَ هُـنـا
الـكُـوَيْـتِـيُّـونَ بـاسْـمِ الـلّـهِ . . بـاسْـمِ الـسَّـيْـفِ
بـاسْـمِ الأرضِ ، و الأطـفـالِ ، والـتـاريـخِ
بـاقـونَ هُـنـا
نَـلْـثُـمُ الـثَّـغْـرَ الـذي يـلـثـمـنـا
نـقْـطَـعُ الـكَـفَّ الـتـي تـضْـربُـنـا
و في إحدى الرحلات إلى الكويت عام 1977 زرت جامعة الكويت لغرض الإطلاع على مكتبة جامعة الكويت التي كان يترأسها المرحوم سليمان الكلندر ( القلندر ) آنذاك و تعرفت في المكتبة على الأخت عواطف خليفة العذبي الصباح التي كانت تعد دراسة عن الشعر الكويتي الحديث . كما تعرفت على أحد الإخوان الأعزاء المرحوم عبد المجيد المحميد الذي كان يعمل في المكتبة باحثا علميا الذي توطدت علاقتي معه و صلاتي به بعد ذلك اللقاء . وكنت أستأنس برسائله و مراسلاتنا .
قسم المخطوطات في مكتبة الشيخ جابر الأحمد المركزية
[B][CENTER][FONT="Times New Roman"][SIZE="5"]
كما زرت بعض المكتبات الأهلية في شارع فهد السالم الصباح مثل المكتبة العربية كان صاحبها الأخ حيدر على ما أذكر الذي اشتريت منه عدة كتب مختلفة إستمرت علاقتي معه في شراء الكتب لفترة طويلة و في منطقة بنيد القار كان صاحب إحدى المكتبات الحاج المرحوم محمد باقر معرفي الذي اشتريت منه بعض فهارس المخطوطات العربية .
زيارتي لمدير مكتب الدكتورة سعاد الصباح الأستاذ الشاعر محمد خالد القطمه
و بتاريخ 10 / 6 / 1977 أهدى لي الأستاذ الدكتور عبد الله يوسف الغنيم كتابه القيم الذي حقق مخطوطة كتاب :
جزيرة العرب من كتاب الممالك و المسالك لأبي عبيد البكري و كتب عنه دراسة مفصلة .
صورة الحاج محمد باقر معرفي صاحب إحدى المكتبات في بنيد القار أردت شراء بعض الكتب من المكتبة
و في سنة 1978 زرت جامعة الكويت في العطلة الربيعية و في ذلك الحين قررت مغادرة العراق بسبب مضايقات و تهديدات النظام البائد لي ، إما أن أنتسب إلى البعث أم أصبح عدوا للبعث، ومن يصبح عدوا للبعث يقتل حسب تفكير هذا الحزب . لا يمكن أن يعمل أحد في ظل نظام البعث دون الإنتماء إلى هذا الحزب ، وهذه هي المصيبة التي جناها البعث على آلاف من أبنائنا و إخواننا العراقيين الذين اضطروا بالإكراه إلى الإنتماء لهذا الحزب الرهيب وفلسفته : إما أنت معنا أو ضدنا !!!
سوق الغربلي
و في هذه الرحلة الجميلة زرت كافة أقسام الجامعة و كان الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور عبد الله المهنا عميدا للكلية و رئيسا للقسم العربي آنذاك . شرحت للأستاذ الكريم الوضع فذهبنا سوية إلى رئيس قسم التاريخ للإستفادة من خدماتي في الترجمة ، إلا أن رئيس القسم إعتذر . و مررنا بمكتبة الجامعة وزرنا المرحوم الأستاذ سليمان كلندر الذي قال لقد وصلنا قبل أيام من سمو الشيخ المرحوم أحمد الجابر الصباح أمر أميري بتخصيص ميزانية ضخمة لتصوير و فهرسة المخطوطات الموجودة في مكتبات العالم و جلبها إلى مكتبة الكويت .
من هذين البائعين اشترى محمود السمك بسعر معتدل
قال السيد كلندر ان الأمر يحتاج إلى بعض الوقت إلى أن تصلنا تفاصيل المشروع التراثي وأننا سنتصل بك .
و في زيارتي لقسم الجغرافية في الكلية تعرفت على الأخ الكريم الأستاذ الدكتور عبد الله يوسف الغنيم الذي كان في حينه رئيسا لقسم الجغرافية و أهدى لي فهرسه بعنوان : المخطوطات الجغرافية العربية في المتحف البريطاني
كاتب السطور يتحدث مع بائع الأسماك
و قبيل مغادرتي الكويت الشقيق إلى ألمانيا قررت بمقابلة مدير وكالة الأنباء الكويتية ( كونا ) السيد برجس حمود البرجس لغرض تعييني مترجما للغة الألمانية في الوكالة .
ذهبت إلى مكتبه و طلبت مقابلة سيادته . دخلت السكرتيرة عليه و سمح بمقابلته .
طبخة الهامور و الكرم الكويتي الأصيل
تحدثت معه بكل موضوعية و شرحت له الإمكانيات التي يمكن أن تطور و تدعم وكالة الأنباء الكويتية عند ترجمة ما تنشره الصحافة الألمانية يوميا . رحب السيد برجس حمود البرجس بعرضي هذا ، فقال سأدرس هذا الموضوع مع المختصين في الوكالة و سوف أخبرك غدا بالنتيجة . شكرته و خرجت من الوكالة .
الأكلة اللذيذة الهامور الكويتية
وفي اليوم الثاني ذهبت إليه مجددا فاعتذر لي عن عدم وجود درجة فارغة و تمنى لي التوفيق . و على ضوء هذه المقابلة قررت السفر إلى ألمانيا بعد أن ذهبت إلى السفارة الألمانية للحصول على تأشيرة الفيزا التي تأخرت يومين . فوصلت ألمانيا في نفس العام .
صديقي العزيز المرحوم الأخ صالح العجمي
قمت في مطلع عام 1983 برحلة إلى الكويت مع صديق ألماني ميكانيكي بدعوة من وزارة المعارف الكويتية – التعليم الخاص للقيام بالترجمة لنصب و تشغيل مطبعة خاصة بكتابة برايل للمكفوفين أقمنا في فندق ماريوت على البحر لمدة أسبوع .
محمد صالح العجمي مع إبنته مراحب و إبنه صالح
و في أثناء زيارتي لوزارة الإعلام الكويتية تعرفت على الأديب و الكاتب الكويتي الشهير المرحوم عبد الرزاق البصير فأهدى لي كتابه بعنوان : في رياض الفكر ، المذيل بإهدائه و توقيعه في يوم 5 / 1 / 1983 .
شرب حليب الناقة مع أكل التمر جلسة لطيفة و جميلة
و بعد عودتي إلى ألمانيا راسلت صحيفة االوطن الكويتية حول التعليم الخاص و شرحت لها خبرا عن إستحداث جهاز ألكتروني يحتوي على لوحتي مفاتيح الكتابة العادية و كتابة برايل البارزة ، إلا أن الصحيفة نشرت الخبر بتاريخ 13 سبتمبر 1983 صفحة 19 بعنوان : فرص عمل جديدة للمكفوفين ، حيث نسبت لي بالخطأ للأسف إختراع جهاز يحتوي على لوحتي مفاتيح الكتابة العادية و الكتابة البارزة باللغة العربية التي تظهر على الشاشة في آن واحد . وقد راسلت الصحيفة في حينه بأني لم اقل بأني مخترع الجهاز ، بل شرحت لهم وجود مثل هذا الجهاز الحديث .
و في أوائل عام 1987 دعاني الأستاذ الجليل أبو وائل مدير المدرسة الإنكليزية السيد محمد جاسم السداح لمدة اسبوعين لدراسة موضوع تأسيس فرع لشركة له في ألمانيا أقوم بالإشراف عليه و تزويد الشركة الرئيسية بالمواد و الأدوية و الأجهزة المختبرية . و بعد عشرة أيام سكنت عند إبنة أختي لمدة أربعة أيام قمت في خلال تلك الفترة بالإتصال بالمرحوم الأستاذ عبد المجيد المحميد وزرناه في منزله لغرض أن تتعرف عائلته الكريمة على إبنة أختي وكان اللقاء رائعا جدا .
صورة الحداد
وهكذا استمرت علاقاتي بالكويت و توطدت أكثر فأكثر ولله الحمد .
كانت السفارة الكويتية تقيم عدة إحتفالات ثقافية في السنة وكنت أحضر معظمها و خاصة الحفلات التي أقامها معالي السفير الكويتي الأخ عبد العزيز الشارخ في بون و منها حفلة رائعة جدا عن كنوز دار الآثار الإسلامية و خاصة مجموعة آل صباح التي تشرف عليها السيدة الفاضلة الشيخة حصة الصباح التي حضرت الحفلة و تعرفنا زوجتي وأنا على سيادتها . و قد ألقى الباحث الفلكي البريطاني ديفيد كنج محاضرة قيمة عن علماء الفلك العرب والمسلمين . استمرت إتصالاتنا لحد الآن ، حيث ترسل لي مشكورة ، دار الآثار الإسلامية باستمرار نشرتها الشهرية و مطبوعاتها القيمة .
صورة بائع و مصلح الأسلحة النارية
وعندما أقامت دار الآثار الإسلامية معرضا لمجموعة آل صباح في فرانكفور حصلت على دعوة كريمة من الشيخة حصة ألصباح لزيارة المعرض .
بائع الحبوب و التمور
تعليق