إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشيخ أبو مسلم البهلاني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشيخ أبو مسلم البهلاني

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ترجمة حياة العلامة أبي مسلم البهلاني

    الشيخ ناصر بن سالم بن عديم الرواحي

    شاعر العلماء وعالم الشعراء

    شاعر زمانه وفريد أوانه

    حسان عمان

    مقدمة

    الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وبالعمل بطاعته تطيب الحياة وتنزل البركات ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، أما بعد ،،،،

    فهذه نبذة عن حياة الشيخ العلامة أبي مسلم البهلاني ـــ رحمه الله تعالى ـــ الذي يعتبر أحد الشعراء والعلماء العمانيين المشهورين في عمان وزنجبار .

    (( لا يصدق الدين الا من يناصحه ولا يتم بغير النصح ايمان ))

    (( تلكم وصيــة حســـان لكم ثبتــت فانني اليوم للاسلام حسان ))

    ( أبو مسلم )

    اسمه ونسبه :

    هو شاعر العلماء وعالم الشعراء شاعر زمانه وفريد أوانه الشيخ العلامة أبو مسلم ناصر بن سالم بن عديم بن صالح بن محمد بن عبد الله بن محمد البهلاني الرواحي العماني ، و (أبو مسلم) هي كنيته التي اشتهر بها ويكنى أيضا على قله بـ (أبي المهنا ) والده وهو الشيخ القاضي سالم بن عديم البهلاني كان واليا وقاضيا على نزوى عند الامام عزان بن قيس البوسعيدي وهو تلميذ العلامة المحقق سعيد بن خلفان الخليلي ، وأمه هي أسماء بنت حمود بن عبد الله من أل مشرف .



    وأبو مسلم فتى سالم نا ** صر الريحي ابن التقاة

    الرواحي من لبهلان أيضا ** ينتمي نسبه لذا الحبر تأتي

    هو علامة وبـر أديب ** خيرمستنهـض وخير الدعاة

    قد تجلت لنا قصائده الغر ** فكـادت تكون كالمعجـزات

    وتباهي مقصورة ابن دريد ** عنه مقصورة من الشذرات

    (( قصيدة سموط الجمان بأسماء شعراء عمان ))





    مولده :

    ولد الشيخ العلامة أبو مسلم البهلاني في قرية ( محرم ) أكبر قرى ( وادي بني رواحة ) ، ويقع في المنطقة الداخليه لسلطنة عمان ، وقد تضاربت الآراء حول تاريخ ولادة الشيخ ، وهناك ثلاث روايات هي :

    1 ـ الرواية الاولى : لسالم بن سليمان البهلاني ، تذكر أن ولادة الشيخ كانت عام ( 1373 هـ / 1867 م ) .

    2 ـ الروايه الثانية : لابن الشيخ ( المهنا بن ناصر البهلاني ) تذكر أن ولادة الشيخ كانت عام ( 1277 هـ / 1860 م ) .

    3 ـ الرواية الثالثة : لسالم البهلاني أيضا تذكر أن ولادة الشيخ كانت عام ( 1284 هـ / 1867 م ) .

    ويبدو واضحا تذبذب سالم البهلاني في تحديد سنة ولادة الشيخ ، مما يدل عدم ضبطه لهذا الامر كما أن روايته الثانيه لا تستقيم مع اشارة الشيخ نفسه حول تحديد سنه ففي قصيدتة ( العينيه ) يشير أنه بلغ الستين من العمر :

    وأي رجاء بعد ( ستين حجة ) *** لعيش وهل ماضي من العمر راجع

    ذلك يعني أن الشيخ قد وصل الستين ، وعلى رواية سالم البهلاني الثانية تكون وفاة الشيخ وله من العمر خمس وخمسون سنه ، اذ كانت وفاة الشيخ عام ( 1920 م ) ونحن نرجح رواية ولده المهنا لقربه من والده ولقرينه تتصل بختان الشيخ ، فكما يذكر سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي أن ابا مسلم ختن بنزوى لما كان والده الشيخ سالم بن عديم البهلاني قاضيا وواليا على نزوى زمن الامام عزان بن قيس ، وقد فتحت نزوى عام ( 1286 هـ / 1869 م ) وذالك يتناسب مع السن الذي يختن فيه الولد .



    نشأته :

    نشأ الشيخ رحمه الله على درجه من الوعي والنباهه في بيئة كريمه وتلقى العلامة أبو مسلم تعليمه في بداية الأمر عند والده القاضي سالم بن عديم البهلاني وفي المرحلة المتقدمة تتلمذ على يد الشيخ محمد بن سليم الرواحي الذي كان على جانب من التواضع عارفا بالقاء الدروس على المبتدئ ، وزميله في هذه المرحله الشيخ أحمد بن سعيد بن خلفان الخليلي الذي كان يعنيه في قصيدته النونيه ، عندما قال :

    أرتاح فيها الى ( خل ) فيبهرني *** صدق وقصد ومعروف وعرفان



    رحلاته :

    وقد رحل الشيخ الى زنجبار مرتين :

    الرحله الأولى : وكانت عام ( 1295 هـ / 1878 م ) لاحقا بوالده الشيخ سالم بن عديم وقد عاد من هذه الرحله الى عمان عام ( 1300 هـ / 1882 م ) .

    الرحله الثانيه : وكانت عام ( 1305 هـ / 1888 م ) وقد استمر هناك حتى وفاته ، وتشير بعض الروايات الى أن الشيخ أبو مسلم بعد عودته من زنجبار ناله شئ غير قليل من أذى قومه فلم تسمح له كبرياؤه بالبقاء مع هذا الأذى كما وجد في زنجبار متسعا لأماله العريضه أماله الطامحه كما لقي ترحيبا كبيرا من حكام زنجبار .

    وكانت للشيخ أبي مسلم رحله وحيده خارج عمان وزنجبار الى الديار المقدسه لأداء فريضة الحج سنة 1308 هـ .



    الوظائف التي عمل بها :

    عين الشيخ أبو مسلم لما كان في افريقيا في عهد حمد بن ثويني قاضيا ومستشارا للسلطان حمد بن ثويني ، وبعد ذلك تقلد الشيخ أبو مسلم رئيسا لقضاة زنجبار ، وفي أواخر عمره استقال من مهنة القضاة وانصرف الى التأليف ، كما عمل الشيخ أبو مسلم رئيس تحرير لأول صحيفة عربيه في زنجبار وهي صحيفة النجاح التي ظهر أول عدد لها في شوال ( 1329 هـ / أكتوبر 1911 م ) في أربع صفحات ،واتخذت شعارا لها الأية الكريمه (( ان أريد الا الاصلاح ما استطعت )) ، والحكمة المأثورة (( كل من ثابر على العمل أدرك النجاح )) وقد عمل رئيسا لتحرير هذه الصحيفة بعد الشيخ أبو مسلم الشيخ ناصر بن سليمان اللمكي الذي في عهده اتسع نطاق توزيعها ، لكن لم يكتب لها طول العمر ، اذ احتجبت بنفي محررها اللمكي الى الهند في أول سنة 1332 هـ / يوليو 1911 م .



    تلاميذه :

    كثيرون نذكر منهم : الشيخ عبد الرحمن بن محمد الرواحي والشيخ عبدالله بن محمد الحبيشي والشيخ أبو محمد برهان بن مكلا من ( جزر القمر ) وسيف بن عبد الله الرواحي و ابن اخيه سالم بن سليمان بن سالم بن عديم البهلاني وابنه المهنا بن ناصر البهلاني وحفيده سالم بن سليمان بن عمير الرواحي .



    الحكام الذين عاصرهم :

    عاصر الشيخ أبو مسلم في فتوته أيام دولة الامام عزان بن قيس ( 1285 ــ 1287 هـ ) ودولة السلطان تركي بن سعيد ( 1287 ـ 1305 هـ ) بعمان ، أما زنجبار فقد تعاقب على حكمها في زمانه كل من السلاطين :

    1 ـ برغش بن سعيد بن سلطان ( 1287 ــ 1305هـ ) .

    2 ـ خليفه بن سعيد بن سلطان ( 1305 ــ 1307 هـ ) .

    3ـ علي بن سعيد بن سلطان ( 1307 ــ 1310 هـ ) .

    4 ـ حمد بن ثويني بن سعيد ( 1310 ــ 1314 هـ ) . وفي عهده تقلد منصب القضاء ، وأصبح مستشارا له لثقته به ، وكانت بينهما علاقة وطيدة ، ولأبي مسلم فيه مدائح .

    5 ـ حمود بن محمد بن سعيد ( 1314 ــ 1320 هـ ) وقد صاحبه في رحلته بالأقطار الأفريقية الشرقية سنة 1316 هـ وقيد فيها كتيب أسماه ( اللوامع البرقية في رحلة مولانا السلطان المعظم حمود بن محمد بن سعيد بالأقطار الافريقية الشرقية ) .

    6 ـ علي بن حمود بن محمد ( 1320 ـ 1329 هـ ) ، وفي أيامه استقال من مهنة القضاء ، وصرف همته في التأليف وتفرغ له .

    7 ـ خليفه بن حارب بن ثويني ( 1329 ـ 1380 هـ ) .

    ولما قامت دولة الامام سالم بن راشد الخروصي بعمان ( 1331 ـ 1338 هـ ) كان أبو مسلم من أنصارها ومؤيديها من خلال أشعاره الاستنهاضيه ورسائله النثريه التي كان يبعثها من زنجبار وقد أخذ الحنين يشده الى وطنه الام عمان غير أن الأقدار لم تسعفه اذ قضى نحبه بعيدا عنها في أول امامة الامام محمد بن عبد الله الخليلي ( 1338 ــ 1373 هـ ) .



    علاقاته:

    ارتبط الشيخ ابو مسلم بعلاقات عديدة مع علماء عصره ، فمن أهل زنجبار : قاضي الجزيرة الخضراء الشيخ سالم بن احمد الريامي والشيخ سليمان بن سيف اليعربي وفارس الشرفاء سليمان بن حميد بن عبد الله الحارثي وكاتب الحضر السلطانية الشيخ سالم بن محمد بن سالم الرواحي والشيخ يحيى بن خلفان بن ابي نبهان الخروصي والشيخ علي بن محمد بن علي المنذري والشيخ راشد بن سليم بن سالم الغيثي وابنائه الخمسة الاقمار وشيخ الشافعية احمد بن ابي بكر بن سميط العلوي الحضرمي والشاعر ابو الحارث محمد بن علي بن خميس البرواني وعبد الباري العجيزي مدير نظارة المعارف بزنجبار .

    ومن اهل عمان : رفيق الدراسة الشيخ احمد بن سعيد الخليلي وعلامة مصره نور الدين السالمي والامير عيسى بن صالح الحارثي وشيخ البيان محمد بن شيخان السالمي .

    ومن اعيان المذهب الاباضي علامة الجزائر قطب الائمة امحمد بن يوسف اطفيش لقيه بمكة في موسم الحج والشيخ المجاهد سليمان باشا الباروني الليبي والشيخ المفكر قاسم سعيد الشماخي نزيل مصر .

    ومن غيرهم رياض باشا رئيس المؤتمر الاسلامي ، وزعماء الحركة الاصلاحية بمصر .



    آثاره العلمية ومؤلفاته :

    1- العقيدة الوهبية : كتاب في العقيدة صاغ على هيئة حوار بين استاذ وتلميذه باسلوب بديع ومنهج مبتكر .

    2- اللوامع البرقية في رحلة مولانا السلطان المعظم حمود بن محمد بن سعيد بن سلطان في الاقطار الافريقية الشرقية : كتيب صغير سجل فيه مشاهداته حال ملازمته للسلطان في تلك الرحلة بدأه بذكر السياحة والحث على الترحال ثم امتدح الدولة البوسعيدية واثنا على سلاطينها وشرع بعد ذلك في وصف رحلته التي انطلقت بالباخرة من زنجبار يوم السبت 4 رجب 1316 هـ وعادت الى محلها يوم السبت 2 شعبان 1316 هـ .

    3- النشأة المحمدية في مولد خير البرية : كتيب في المولد النبوي انشأه على طريقة السجع وضمنه سيرة النبي الاعظم صلوات الله وسلامه عليه في قالب ادبي بارع .

    4- النور المحمدي : لا نعلم عنه شيئا سوى ما يذكر من كون ( النشأة المحمدية ) مقتبسة منه وهو اصل لها .

    5- ألواح الانوار وارواح الاسرار : وصفه ابن اخيه الشيخ سالم بن سليمان بقوله ( وهو كتاب شريف ذو قدر منيف في طريقة الذكر على احسن اسلوب ) .

    6- النور الوقاد في علم الاعتقاد : ارجوزة لم تتم في علم العقيدة .

    7- السياسة بالايمان : كتاب في السياسة الشرعية ألفه قبيل امامة سالم بن راشد الخروصي 1331 هـ وكان ينوي طباعته الا ان الاقدار لم تسعفه وقد ارسل الى الامام نسخة منه منقوله من مسودته التي بخط يده ولا نعلم مصير هذا الكتاب الان .

    8- رسالة الى امام المسلمين سالم بن راشد الخروصي : حررها بتاريخ 14 ربيع الاخر 1333هـ واودعها نصائح ومواعظ وضمنها آراء نيرة وافكار ثاقبة اشار بها على الامام يتجلى من خلالها ابو مسلم سياسيا محنكاً ومجرباً ذا نظر بعيد وأفق واسع .

    9- الكنوز الصمدية في التوسل بالمعاجز المحمدية : هو عبارة عن ادعية يتوسل فيها بمعجزات الرسول r ولا يزال مخطوطاً في 60 صفحة بخط مؤلفه فرغ من نسخه بتاريخ 13 محرم 1337هـ .

    10- نثار الجوهر في علم الشرع الازهر : موسوعة علمية واسعة في التوحيد والفقه واصوله شرح فيه جوهر النظام لنور الدين السالمي واودعه خلاصة اجتهاده وثمرة ابحاثه الطويلة ورتبه ترتيبا دقيقا واعتنى به عناية فائقة اما مصادره فشتى سواء من كتب الاباضية او غيرهم ومناقشاته الفقهية تنبئ عن حدة ذهن وتفتح على جميع المذاهب الاسلامية شرع في تأليفه آخر عمره توقف عند آخر كتاب الجنائز فكملت منه بذلك ثلاثة اسفار الا يسيرا بعد ان كانت امنيته ان يجعله اثنين وعشرين جزءا تم السفر الاول منه يوم 24 ربيع الاول 1336هـ وتم الثاني يوم 24 شوال 1337هـ نشر الكتاب مصورا عن نسخة المؤلف بخطه الرائع على نفقة الشيخ حمد بن سالم الرواحي حتى طبع مؤخرا طبعة انيقة في خمسة مجلدات سنة 1421هـ - 2001م .

    11- اجوبة وفتاوى : يذكر انها جمعت بعنوان ( السؤالات ) وكان موجودا في الجزيرة الخضراء بعد وفاة ابو مسلم غير انه فقد ولم يعثر عليه .

    12- مقالات : نشر بعضها في صحيفة النجاح وبعضها في الصحف المصرية .

    13- ديوان شعر : ويعتبر ديوان ابي مسلم اول ديوان لشاعر عماني يتم طباعته يضم عشرات القصائد في اغراض متفرعة .



    ابو مسلم شاعرا وعالمًا :

    ملك ابو مسلم نواصي البيان نثرا وشعرا وشهد له اهل العلم بحسن اقتداره في هذا الجانب فسماه النور السالمي ( شاعر العرب ) ولقبه قطب الائمة ( شاعر العصر) يروى انه رأى في منامه وهو صغير نمل ابيض يخرج من فمه فاخبر الشيخ احمد بن خلفان الخليلي فقال له سيفتح الله لك باب الشعر على مصراعيه ، وقد بدأ يهتف بالنظم ولما يبلغ العشرين من عمره واوتي نفسا رحمانيا في الشعر وخاصة بما يتعلق بالاذكار والسلوكيات وتتجلى في ابتهالاته صورة الناسك المتعبد المتبتل اما في الفقه فهو محقق مدقق قوي المأخذ عميق التأصيل وفي علم التوحيد متكلم ضليع واثاره تنطق سعة افقه وبعد نظرته وحسن سياسته وتفتحه على هموم امته ما يجعله بجدارة احد رواد النهضة الاصلاحية في عصره .



    كراماته : ـ
    يروى عن الشيخ ابي مسلم كثير من الامور الخارقه للعادة والتي تشيع لدى المتصوفه والزهاد والعلماء ، ومن بين الامورالتي تروى عنه : ـ
    1 ـ الرواية الاولى : تنسب الى الشيخ ابي مسلم كثير من الكرامات منها اخباره بالمغيبات فقد كتب الى الامام سالم بن راشد الخاروصي قصيدة يذكر فيها انه سيقتل والذي سيقتله اعرابي فاقد لبعيره وبان الذي سيخلفه على الامامه الامام محمد بن عبدالله الخليلي ، مطلع هذه القصيدة :
    مولاي ابشر لن تزال مجيدا **** حفظ الإله مقامك المـحـمودا
    اقبال دهرك بالبشائر مؤذنٌ **** تزجي جدودا اشرقت وسعودا
    2 ـ الرواية الثانية : اخبر ابومسلم صديقه محمد بن علي البرواني انه سوف يتزوج ولم يكن المذكور على نية لذلك الامر اما الابيات التي تشير الى ذلك : ـ



    اخال فيك اموراً سوف يظهرها ***** في صفحة الدهر من معقولك العطم
    فان بقينا شكرناها اذا ظـهرت ***** اولا فخذ سلفا ان ضـمنا العـطم
    مصيدةً بيد التوفيـق تدركــها ***** يسوقها الله اذ يجري بها القلم
    قال سالم بن سليمان البهلاني: ( قوله مصيده كناية على قرينة اقترن بها هذا الممدوح بشره بها الوالد قبل ان يلم بها ، وكثيرا ما كان يخبر عن المغيبات قبل وقوعها فتقع ) .
    3 ـ الرواية الثالثة : يروي الشيخ سالم بن حمد الحارثي انه كان لابي مسلم ناصر بن سالم البهلاني غرفة خاصة يخلو فيها ، ولا احد يعلم ما يدور هناك . وذات يوم سبقه الشيخ عبد الله بن سليمان الحارثي الى تلك الغرفة ليستجلي ماذا يحدث هناك ، وانزوى في ركن من الغرفة فدخل ابومسلم وجلس يتلو اذكارا معينة ثم ارتمى الشيخ عبدالله عليه فادرك نفسه مع الحجيج في ( منى ) وكان في زنجبار.

    2 ـ الرواية الرابعة : وأخبر الشيخ سعيد بن حمد الحارثي حفظه الله أن حفيد الشيخ أبي مسلم يقول: أن خادم الشيخ يقول أن في ليلة وفاة الشيخ كان قائما الليل يتهجد وكان يدعوا الله أن يخلصه من دينه –وكان على الشيخ ديونا – ولما توفاه الله وذهب به الى مثواه الأخير ودفنوه في مقابر المسلمين أتاهم رجلا لا يعرفونه وكان معه كيس من المال وورقه فيها الأسماء فصاح فيهم

    وقال : من كان لديه دين على الشيخ فليأتي يآخذه

    فجاء الأشخاص الذين أقرضوا الشيخ وأخذوا أموالهم واحدا تلوا الآخر إلى أن نفذ الكيس الذي به المال وكذلك نفذ الرجال ثم ذهب الرجل وهم لا يعرفون من هو ومن أين جاء والى أين ذهب ، فسبحان الله ...



    كرمه :-

    كان ابومسلم البهلاني كريما منقطع النظير في زمانه ، ولقد عرف عنه انه لم يملك منزلا في زنجبار ، رغم ان النقود انهالت عليه من سلاطين زنجبار ، فلقد كان جوادا لا يبقي على شئ ، فالمال عنده كما قال في المقصوره :

    عقائـــل المال ان اطــلقتهــــا ***** خلــدت الذكرى وانت في الثــرى

    فبقاء المال لا في تكديسه بل في انفاقه على مستحقيه ، وكان الشيخ كثير الابتهال الى الله لينقذه من ضيق ذات اليد ، يقول رحمه الله تعالى :

    ولو شئت ياخلاق انشات لي غنى **** تـسد به من فاقــتي ما تـــخللا

    تشاهد يا رزاق ضـــيق معيشــتي **** فيسر لي اللهم رزقا وســــهلا

    ويروي الشيخ احمد الخليلي عن ابن الشيخ المهنا بن ناصر قصه تعكس مدى كرم الشيخ ابومسلم ، فقد جاءه احد المعلمين واسمه الشيخ حسن وطلب منه جبه ، فامر ولده المهنا باحضار جبه وصفها له ، فلما دخل المهنا المنزل وجد انها افضل الموجود ، فقال في نفسه : ( اعطي الشيخ جبه اقل منها جوده ، واترك هذه الجبه الجيده لأبي ) ، ولما دخل ابو مسلم منزله في المساء وجد الجبة التي امر بها ، فسال ابنه المهنا ، فاخبره بما فعل ، فغضب ابو مسلم عليه وامره ان يحملها الى الشيخ حسن ، وكان الوقت مساءً والمسافه ميلين بالقطار بين المحطتين ، واربعة اميال من المحطه الثانيه الى منزل الشيخ حسن .

    ومن مرويات الشيخ احمد الخليلي مما يدل على كرم الشيخ ابي مسلم البالغ ان السلطان حمد بن ثويني خصص له الى جانب راتبه الشهري مائة روبية تسلم اليه كل جمعة وكان الناس يعرفون ذلك فيأتون اليه منهم من يطلب مساعدة للزواج ، ومنهم من يطلب مساعدة لاسرته وهكذا حتى تنقضي المائة روبيه دون ان يصل شيء الى منزل ابي مسلم .

    وهذا الكرم البالغ هو الذي جعل الشيخ ابومسلم يعاني ضيق ذات اليد ، وتعلوا النبرة الشكائية من هذا الحال في شعره ، لا سيما شعره الديني الذي يبتهل فيه الى الله ان يفك ضيقه ويمن عليه من فضله .





    شعر العلامة البهلاني :

    يعتبر ديوان الشيخ ابي مسلم أول ديوان لشاعر عماني يتم طباعته ، ومن أشهر قصائده القصيد النونيه ( الفتح والرضوان في السيف والايمان ) وعدد ابياتها (383 بيتا تقريبا) وقد أرسل الشيخ ابي مسلم هذه القصيدة الى الامام سالم بن راشد الخروصي ، ويقول الشيخ العلامة ابي مسلم للامام سالم بن راشد الخروصي عن هذه القصيده : (( وهذه القصيدة النونية ارجو منك أن تأمر بالاكثار من نسخها واشهارها مع شيوخ القبائل عساها ان تحرك من عواطفهم وتهز من اريحياتهم ولهذه الغايه وضعناها على هذه الوتيرة سياسة منا للدين وتحريكا لعواطف المسلمين)) ومن أشهر قصائده أيضا القصيده المقصورة وعدد ابياتها (393 تقريبا) والقصيده الميميه ( وطني ) وقصيدة ( الوادي المقدس في اسماء الله الحسنى ) التي بلغ عدد أبياتها ( 1597 بيتا تقريبا) ، وقصائد رائعه كثيره مثل المعرج الاسنى وطمس الابصار عن رؤية ذات الجبار والنفحة الفائحه وقصائد في رثاء علماء عصره 0

    ويروى عن العلامة البهلاني أنه بدأ يهتف بالشعر ولم يتجاوز عمرة العشرين من عمرة فقصيدتة التائية في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم التي من القصائد التي قالها العلامة البهلاني وعمرة لم يتجاوز الثامنة عشر كما قيل تعتبر هذه القصيدة غاية في الروعة فرتب بداية كل بيت على حسب حروف الهجاء .

    ملك ابو مسلم نواصي البيان نثرا وشعرا وشهد له اهل العلم بحسن اقتداره في هذا الجانب فسماه النور السالمي ( شاعر العرب ) ولقبه قطب الائمة ( شاعر العصر) يروى انه رأى في منامه وهو صغير نمل ابيض يخرج من فمه فاخبر الشيخ احمد بن خلفان الخليلي فقال له سيفتح الله لك باب الشعر على مصراعيه ، وقد بدأ يهتف بالنظم ولما يبلغ العشرين من عمره واوتي نفسا رحمانيا في الشعر وخاصة بما يتعلق بالاذكار والسلوكيات وتتجلى في ابتهالاته صورة الناسك المتعبد المتبتل من خلال قصائد الأذكار الرائعة .......







    وفاته : ـ



    توفي الشيخ العلامة ابي مسلم ناصر بن سالم بن عديم البهلاني بعد حياة مليئة بجلائل الاعمال بتاريخ 1 صفر 1339هـ الموافق 15 أكتوبر 1920م ، وشيع جنازتة الألوف من مختلف الفرق الاسلامية ، وبذلك يكون قد عاش عمرا قدره اثنان وستون عاما ، رثاه حفيده الشاعر سالم بن سليمان بن عمير الرواحي بقصيده مطلعها : ـ

    اليك اليك عني يا دفار **** فانك لست لي ابدا بدار

    الى أن قال :

    أيا رحم المهيمن خير حبر **** دفناه بأرض الزنجبـــــار

    كما رثاه ابن اخيه الشاعر سالم بن سليمان بن سالم البهلاني قصيده مطلعها : ـ

    العلم بعد ابي المهنا مطرق **** وارى القريض شموسه لا تطرق

    رحم الله الشيخ العلامة ابي مسلم رحمة راسعه واسكنه فسيح جنته .



    (( على الله احسان الخواتم انه **** اذا شاء بين العبد والخير جامع ))



    (( ابو مسلم ))



    ********





    الخاتمة

    تم بحمد الله وعونه الانتهاء من هذالبحث

    المتواضع عن حياة أحد علمائا الأجلاء

    وهو حسان عمان العلامة الشيخ

    أبي مسلم البهلاني

    رحمه الله تعالى

    والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين ، وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ،،،،

    أولئك أشياخي فجئني بمثلهم اذا جمعتنا يا جرير المجامع

    (( العلامة أبو مسلم البهلاني ))

    (( رحمه الله ))


    المراجع :
    1ـ الشعر العماني الحديث أبو مسلم البهلاني رائدا ــ الشيخ محمد بن ناصر المحروقي
    2ـ النفس الرحماني في أذكار أبو مسلم البهلاني ـ الشيخ أبو مسلم البهلاني
    3ـ العقيده الوهبيه ـ الشيخ أبو مسلم البهلاني
    4ـ أبو مسلم الرواحي حسان عمان ـ د/ ناصر محمد صالح

  • #2
    شكرا لك على هذه المعلومات القيمة عن شاعر العلماء وعالم الشعراء أبو المسلم البهلاني الرواحي بارك الله فيك ...

    (رحمة الله عليه)

    ومن قصيدة نونية أبو مسلم البهلاني:

    وأين نار الوغى آل المسيب من *** قضاعة وزعيم القوم زهران
    [align=center]تسجيل الخروج[/align]

    تعليق


    • #3
      شكرا أخي / أختي الحياة حلوة على الموضوع الطيب
      الحقيقة لم أقرا الموضوع كاملا بل قرأت بعض المقتطفات منه
      وقد تكون لي عودة لقراءة المزيد

      تحياتي للجميع

      تعليق

      يعمل...
      X