[سمير عطا الله - الشرق الأوسط
عندما عملت وسافرت في بلدان الخليج في الستينات، كان هناك الكثير من العمانيين. وكانوا في معظمهم «منفيين» على نحو ما. وعمل بعضهم في الصحافة وقلة عملت في التعليم والأكثرية الساحقة لم تلق، أو لم تكن تعرف سوى الشاق من الأشغال. وكان بعضهم موضع عطف وبعضهم موضع تندر، لكنهم جميعاً كانوا يعيشون معزولين في مجتمعهم المغلق أو المبعد. ففيما كان معظم أهل الخليج يتعرفون على معطيات الحياة الحديثة ومنافع الثروة، كان العمانيون يبدون وكأنهم شعب بلا أمل.
وربما كان علينا جميعا أن نعترف أن أكثرنا لم يكن قد سمع بعمان، ومن سمع لم يكن يهمه الأمر فهي دولة تعيش في الأسطورة، لها باب يغلق عليها في المساء، وتدور حولها الحكايات. ثم بدأنا نسمع عن أن ثورة قامت في الجبال، وان الناس هناك تنتظر نزول غيفارا وكاسترو وبقية الرفاق.
ما نزال لا نسمع الكثير عن عمان. ولكن حين تذكر في جلسة يتحدث الحاضرون، جميعا، عن أنظف المدن والطرقات. ويتحدثون عن انضباط مجتمعي غريب. وعن دولة متواضعة تحقق الكثير ولا تذيع شيئاً. وعن حاكم يجول في القرى والأرياف والمقاطعات طوال السنة ويتربع على الأرض. وعن دولة لها علاقات حسنة مع الجميع. ومؤسسة سياسية ليست لها مشاكل مع أحد. وعن سياسة خارجية متوازية وموزونة وبعيدة النظر. وعن واقعية مليئة بالتواضع وخالية من الادعاء.
لا ادري ما هي مناسبة الكتابة عن عمان. فلم أقم بزيارتها منذ سنوات. لكن عندما يأتي ذكر عمان في جميع دول الخليج يكون هناك إجماع غريب حول دولة استثنائية وشعب كان مشردا في الديار ثم انضوى في هدوء تحت قيادة رجل يسمى السلطان ويمضي معظم عامه متربعاً على الأرض.
عمان تجربة نادرة في بناء الدول. بلد عربي ولكن في نظافة سنغافورة. بيوت كبيرة أو صغيرة أو عتيقة ولكنها جميعا مرتبة ونظيفة وعلى شبابيكها زهور. ولا تشكو عمان من الأمراض والجراثيم التي تشكو منها بقية الدول العربية، كمخالفة قوانين السير والاعتداء بالسرعة بدل مدافع الهاون. ولعل الأسواق في مدنها هي الوحيدة التي تغسل شوارعها في نهاية النهار. ولا أعرف ولا يهمني أن اعرف إن كان ذلك كله من صنع السلطان ورجل واحد أم هو أيضاً من صنع أولئك الذين كانوا منفيين ومشردين قبل وصوله. لكنني أعرف أن ثمة إنجازا تحقق على بحر العرب.
وهذه بعض التعليقات التي وردت ب - الشرق الأوسط - :
محمد الشامي، «الولايات المتحدة الامريكية»، 18/03/2007
اسرار الكون كثيرة ومتعددة ولله في خلقه ما يريد. وقد اراد سبحانه ان يمنح عمان هذا العملاق العربي الاصيل الذي ربط الليل مع النهار وعمل كما قلت سيدي الفاضل في هدوء وفي صمت لا اذاعات ولا بينات ولكن انجازات كبيرة وعظيمة في كل المجالات وصلت بهما سمعة عمان وشعبها الى مشارق الدنيا ومغاربها واصبحت في فترة ليست بالكبيرة الدولة التي ينحني لها الكبار وعندما تنحني ترد بتواضع وثقة بان بناء الامم يقوم على العدل والعمل الدؤوب المخلص والاستثمار الانساني وقهر الجهل والمرض. هذه هي عمان ادامها الله وادام اهلها حكاما ومحكومين.
هلال الكلباني، «قطر»، 18/03/2007
ٍسيدي سمير عطا الله: كم تدهشي نباهتك؟ أنت تنقب حيث يتوقف الاخرون..
nagat hamada، «مصر»، 18/03/2007
نعم عمان الهدوء والنظافة لقد عشت فيها 8 سنوات من عمري كست بيت لزوج يعمل هناك. أعتقد أن عمان الدولة الخليجية الوحيدة التي يقوم أهلها بأي عمل من سائق تاكسي الى بياع في محل.
جيولوجي /محمد شاكر محمد صالح، «المملكة العربية السعودية»، 18/03/2007
انني لم ازر عمان ولكن كل من يذهب اليها يمتدحها ويشكر فيها كبلد وكشعب ايضا وانني اعتقد ان النظام السياسي في عمان له دخل كبير فيما عمان فيه من نظافة ودماثة اخلاق اهلها وذلك انطلاقا من مبدأ القدوة خير مثال لتغير الناس فهل حاولت دول اخرى السير على نفس الطريق.
هاشم ابراهيم، «المملكة العربية السعودية»، 18/03/2007
إنجازات حضارية يفخر بها كل العرب على الخليج العربي. وبالطبع عمان تسير في نفس الاتجاه الحضاري والحفاظ على التراث وطابعها المميز.
بلقيس قبلاوي، «الامارت العربية المتحدة»، 18/03/2007
عمان الطيبون والطيبات. زرت عمان يومين فقط العام الماضي وكانت من أجمل التجارب في حياتي، فمن المطار تستشف التواضع وروح الفكاهة والألفة. العمانيون شعب يتعب في سبيل عيشه. شوارع منظمة رغم انها ليست بعرض الطرق السريعة ولكن نسبة الحوادث قليلة. فتياتها لطيفات ونشيطات وشبابها عامل وكادح وسعيد. يشجعون على العمل وقريبون من القلب. عمان تجربة هادئة وناجحة نتمنى لهم المزيد من النجاح فهم اهل كرم وعلم وعمل.
احمد السلمان، «المملكة العربية السعودية»، 18/03/2007
الشعب العماني شعب راقٍ جداً ومؤدب، وطوال فترة حياتي قابلت اشخاصاً عمانيين كثيراً لم اشاهد اي احد منهم سيئ، ولكنهم طيبون جداً وهم مثال للأخلاق الطيبة، كنت اتمنى لو ان 50% فقط من الشعوب العربية تكون مثلهم وأتمنى انا أيضاً لو انني كنت من عمان، مع جزيل الشكر للكاتب المبدع الذي ذكرنا بعمان
طوبى لاهل عمان بهذا المديح والتقدير من الجميع فمن ذا الذي يزور عمان فلا يقع في عشقها ومن ذا الذي يعرف العماني فلا يغرم
http://www.asharqalawsat.com/leader....article=411044
عندما عملت وسافرت في بلدان الخليج في الستينات، كان هناك الكثير من العمانيين. وكانوا في معظمهم «منفيين» على نحو ما. وعمل بعضهم في الصحافة وقلة عملت في التعليم والأكثرية الساحقة لم تلق، أو لم تكن تعرف سوى الشاق من الأشغال. وكان بعضهم موضع عطف وبعضهم موضع تندر، لكنهم جميعاً كانوا يعيشون معزولين في مجتمعهم المغلق أو المبعد. ففيما كان معظم أهل الخليج يتعرفون على معطيات الحياة الحديثة ومنافع الثروة، كان العمانيون يبدون وكأنهم شعب بلا أمل.
وربما كان علينا جميعا أن نعترف أن أكثرنا لم يكن قد سمع بعمان، ومن سمع لم يكن يهمه الأمر فهي دولة تعيش في الأسطورة، لها باب يغلق عليها في المساء، وتدور حولها الحكايات. ثم بدأنا نسمع عن أن ثورة قامت في الجبال، وان الناس هناك تنتظر نزول غيفارا وكاسترو وبقية الرفاق.
ما نزال لا نسمع الكثير عن عمان. ولكن حين تذكر في جلسة يتحدث الحاضرون، جميعا، عن أنظف المدن والطرقات. ويتحدثون عن انضباط مجتمعي غريب. وعن دولة متواضعة تحقق الكثير ولا تذيع شيئاً. وعن حاكم يجول في القرى والأرياف والمقاطعات طوال السنة ويتربع على الأرض. وعن دولة لها علاقات حسنة مع الجميع. ومؤسسة سياسية ليست لها مشاكل مع أحد. وعن سياسة خارجية متوازية وموزونة وبعيدة النظر. وعن واقعية مليئة بالتواضع وخالية من الادعاء.
لا ادري ما هي مناسبة الكتابة عن عمان. فلم أقم بزيارتها منذ سنوات. لكن عندما يأتي ذكر عمان في جميع دول الخليج يكون هناك إجماع غريب حول دولة استثنائية وشعب كان مشردا في الديار ثم انضوى في هدوء تحت قيادة رجل يسمى السلطان ويمضي معظم عامه متربعاً على الأرض.
عمان تجربة نادرة في بناء الدول. بلد عربي ولكن في نظافة سنغافورة. بيوت كبيرة أو صغيرة أو عتيقة ولكنها جميعا مرتبة ونظيفة وعلى شبابيكها زهور. ولا تشكو عمان من الأمراض والجراثيم التي تشكو منها بقية الدول العربية، كمخالفة قوانين السير والاعتداء بالسرعة بدل مدافع الهاون. ولعل الأسواق في مدنها هي الوحيدة التي تغسل شوارعها في نهاية النهار. ولا أعرف ولا يهمني أن اعرف إن كان ذلك كله من صنع السلطان ورجل واحد أم هو أيضاً من صنع أولئك الذين كانوا منفيين ومشردين قبل وصوله. لكنني أعرف أن ثمة إنجازا تحقق على بحر العرب.
وهذه بعض التعليقات التي وردت ب - الشرق الأوسط - :
محمد الشامي، «الولايات المتحدة الامريكية»، 18/03/2007
اسرار الكون كثيرة ومتعددة ولله في خلقه ما يريد. وقد اراد سبحانه ان يمنح عمان هذا العملاق العربي الاصيل الذي ربط الليل مع النهار وعمل كما قلت سيدي الفاضل في هدوء وفي صمت لا اذاعات ولا بينات ولكن انجازات كبيرة وعظيمة في كل المجالات وصلت بهما سمعة عمان وشعبها الى مشارق الدنيا ومغاربها واصبحت في فترة ليست بالكبيرة الدولة التي ينحني لها الكبار وعندما تنحني ترد بتواضع وثقة بان بناء الامم يقوم على العدل والعمل الدؤوب المخلص والاستثمار الانساني وقهر الجهل والمرض. هذه هي عمان ادامها الله وادام اهلها حكاما ومحكومين.
هلال الكلباني، «قطر»، 18/03/2007
ٍسيدي سمير عطا الله: كم تدهشي نباهتك؟ أنت تنقب حيث يتوقف الاخرون..
nagat hamada، «مصر»، 18/03/2007
نعم عمان الهدوء والنظافة لقد عشت فيها 8 سنوات من عمري كست بيت لزوج يعمل هناك. أعتقد أن عمان الدولة الخليجية الوحيدة التي يقوم أهلها بأي عمل من سائق تاكسي الى بياع في محل.
جيولوجي /محمد شاكر محمد صالح، «المملكة العربية السعودية»، 18/03/2007
انني لم ازر عمان ولكن كل من يذهب اليها يمتدحها ويشكر فيها كبلد وكشعب ايضا وانني اعتقد ان النظام السياسي في عمان له دخل كبير فيما عمان فيه من نظافة ودماثة اخلاق اهلها وذلك انطلاقا من مبدأ القدوة خير مثال لتغير الناس فهل حاولت دول اخرى السير على نفس الطريق.
هاشم ابراهيم، «المملكة العربية السعودية»، 18/03/2007
إنجازات حضارية يفخر بها كل العرب على الخليج العربي. وبالطبع عمان تسير في نفس الاتجاه الحضاري والحفاظ على التراث وطابعها المميز.
بلقيس قبلاوي، «الامارت العربية المتحدة»، 18/03/2007
عمان الطيبون والطيبات. زرت عمان يومين فقط العام الماضي وكانت من أجمل التجارب في حياتي، فمن المطار تستشف التواضع وروح الفكاهة والألفة. العمانيون شعب يتعب في سبيل عيشه. شوارع منظمة رغم انها ليست بعرض الطرق السريعة ولكن نسبة الحوادث قليلة. فتياتها لطيفات ونشيطات وشبابها عامل وكادح وسعيد. يشجعون على العمل وقريبون من القلب. عمان تجربة هادئة وناجحة نتمنى لهم المزيد من النجاح فهم اهل كرم وعلم وعمل.
احمد السلمان، «المملكة العربية السعودية»، 18/03/2007
الشعب العماني شعب راقٍ جداً ومؤدب، وطوال فترة حياتي قابلت اشخاصاً عمانيين كثيراً لم اشاهد اي احد منهم سيئ، ولكنهم طيبون جداً وهم مثال للأخلاق الطيبة، كنت اتمنى لو ان 50% فقط من الشعوب العربية تكون مثلهم وأتمنى انا أيضاً لو انني كنت من عمان، مع جزيل الشكر للكاتب المبدع الذي ذكرنا بعمان
طوبى لاهل عمان بهذا المديح والتقدير من الجميع فمن ذا الذي يزور عمان فلا يقع في عشقها ومن ذا الذي يعرف العماني فلا يغرم
http://www.asharqalawsat.com/leader....article=411044
تعليق