تويت
الخيل فى عمان..رمز عزة وعراقة
يقول الدكتور حسن شحاده وهو استاذ جامعي مقيم في الدنمارك
عمان بلد يزخر بالعديد من الملامح العريقة والأصيلة التى تستوقف كل من يشاهدها للحظات طويلة، يتأمل فيها عظمة التراث والتاريخ وعطاءات أبنائه وارتيادهم لمختلف المهن الحرفية، فضلاً عن ابداعاتهم الفنية والثقافية واهتماماتهم المتعددة التى تعبر فى صميمها عن الوجه الحضارى لعمان.
من هذا المنطلق يأتى الاهتمام بالخيل فى السلطنة كواحدة من تلك الملامح التى يعتز بها العمانيون لما ترمز إليه الخيل من أصالة وافتخار، ولمكانتها وعلو قدرها عند المسلمين فقد ذكرها القرآن الكريم بقوله تعالى: "وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا "1" فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا "2" فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا "3" فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا "4" فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا".
وقد اشتهرت عمان منذ القدم بتربية الخيول وتوليدها واقتنائها والاعتناء بها مما كان لخيلها وهى عربية أصيلة صولات وجولات. يذكر أن أول ما انتشر فى العرب من الخيل هو المسمى "بزاد الراكب". ففى كتاب "أنساب الخيل" للكلبى ذكر أن النبى سليمان عليه السلام أعطى الأزد من أهل عمان فرساً من خيله ، وذكره المسعودى فى مروج الذهب .
وفى كتاب الشيخ سيف بن حمود البطاشى "ارشاد السائل الى معرفة الأوائل" أن "زاد الراكب" هو أول فرس استنتجه العرب، ومنه انجبت خيولها، وهى أول ما انتشر فى العرب من أهل عمان، موضحاً أن من نسله جاء "الأعواج والوجيه وعراب ولاحق وسبل وأشقر مروان" وهى من فحول الخيل المشهورة.
ومن نسب الخيول يتضح جلياً أن العمانيين مولعون بتربية الخيل من زمن بعيد مما ساهم فى تفننهم فى أساليب تربية الخيل وترويضها وتدريبها على شتى أنواع السباقات ورياضات الفروسية المعروفة.
يوجد بالسلطنة حوالى 2000 رأس من الخيل تقريباً منها حوالى 350 من الخيول العربية الأصيلة و150 من الخيول المهجنة الأصيلة و1500 من الخيول العمانية الأصيلة.
وتعد سباقات الخيل من الرياضات المحببة عند العمانيين، حيث تقام سباقات سنوية للخيول مثل سباق الخيل السلطانى الذى تنظمه الاسطبلات السلطانية، وسباق الخيل بالولايات العمانية والذى يقام باستمرار على مدار العام وخاصة فى المناسبات الدينية والوطنية.
ويمارس الفرسان العمانيون سباقات الصولجان والتقاط الأوتاد وسباق خيل العربات وقفز الحواجز والعرض والسير بالعربات.
ويولى السلطان قابوس الجانب المتعلق بتربية الخيل والحفاظ على أصالتها ورياضة الفروسية اهتماماً فائقاً. فقد تم انشاء المديرية العامة للاسطبلات السلطانية التابعة لديوان البلاط السلطانى التى تقوم بالاشراف على تربية الخيل وتوليدها بالأساليب العلمية الحديثة وفقاً للمعايير العالمية، بالاضافة الى تأسيس نادى سباق الخيل السلطانى الذى يتولى مهمة الاشراف على تنظيم وتطوير فنون فروسية الخيل، وتنظيم إقامة مهرجان الفروسية السلطانى الذى يقام كل خمس سنوات . كما أنها تقوم بتوزيع بعض الخيول للمواطنين سنوياً، خاصة فيمن يرى فيهم الاستعداد للاهتمام بالخيل.
هذا بالاضافة الى السباق السلطانى السنوى فى ميدان نادى سباق الخيل السلطانى بمدينة العاديات المجهز تجهيزاً كاملاً للسباقات. ويساهم الاتحاد العمانى للفروسية والهُجن بتنظيم السباقات المستمرة بهدف الحفاظ على هذا التراث الأصيل.
وتملك الاسطبلات السلطانية جل السلالات المعروفة فى العالم من خيول السباق والاستعراض والقفز والصولجان والنشاطات الأخرى، بالاضافة الى أن تكوين فرقة الخيالة هو إحياء لتراث الفروسية العمانى وتشجيع لطرق الامتطاء التقليدية التى تشمل ركض العرضة، الحيروب، والمهذاب والهمبل، وغير ذلك من فنون الفروسية التقليدية.
وبتوجيه من السلطان قابوس أنشئت دائرة توليد الخيول فى صلالة حيث يتم التركيز على انتاج أحسن السلالات خاصة العربية منها. وتملك الاسطبلات السلطانية أعداداً كبيرة متنوعة من أحسن سلالات الخيل مثل العربى الأصيل والمؤصل والمهجن "عربي/انجليزي".
وتتواجد الخيول بالاسطبلات السلطانية فى كل من محافظة مسقط فى مدينة العاديات، وصافنات الأراك بالرميس، وصافنات الساحل بالرميس، مرابط الوطية، وفى محافظة ظفار فى مرابط القادحات ومزرعة أرزات.
والاسطبلات السلطانية عضو نشط فى المنظمة العالمية للخيول العربية الأصيلة "واهو" w.a.h.o.، وكذلك تتعاون مع الهيئة الأمريكية لتسجيل الخيول العربية الأصيلة "أهرا" a.h.r.a. وغيرها من المنظمات الدولية .
للسلطان قابوس علاقة عريقة مع الفروسية حيث يقول: "منذ طفولتى كانت لدى هواية ركوب الخيل، فقد وضعت على ظهر حصان وأنا فى الرابعة من عمري، ومنذ ذلك الحين وأنا أحب ركوب الخيل".
كلمات معدودات تصهل بها ذاكرة السلطان التى تشتعل وهجاً كواحدة من القيم التى ترسل وضاءتها فى ثنايا المجتمع: زينة وكبرياء ومهارة وخيلاء وفن واقتدار وإقبال وإدبار وكرّ وفرّ ونواص معقود عليها الخير.
إنها قيمة تحمحم بأغلى وأعز القيم الانسانية وأعرقها منذ بدء الخليقة.
ومهما تترقى أساليب التكنولوجيا تظل الفروسية معنى إنسانياً نبيلاً.
ولسوف يتوقف التاريخ الرحيم طويلاً أمام التجليات التى يفيض بها السلطان قابوس على عالم الفروسية والفرسان من منطلق ذاتى شخصى ومن رؤية إنسانية موضوعية يوم أن أعاد الى عمان أمجادها فى الفروسية التاريخية المشهورة التى عرفت بها عبر القرون الغابرة منذ فجر التاريخ .
عمان بلد يزخر بالعديد من الملامح العريقة والأصيلة التى تستوقف كل من يشاهدها للحظات طويلة، يتأمل فيها عظمة التراث والتاريخ وعطاءات أبنائه وارتيادهم لمختلف المهن الحرفية، فضلاً عن ابداعاتهم الفنية والثقافية واهتماماتهم المتعددة التى تعبر فى صميمها عن الوجه الحضارى لعمان.
من هذا المنطلق يأتى الاهتمام بالخيل فى السلطنة كواحدة من تلك الملامح التى يعتز بها العمانيون لما ترمز إليه الخيل من أصالة وافتخار، ولمكانتها وعلو قدرها عند المسلمين فقد ذكرها القرآن الكريم بقوله تعالى: "وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا "1" فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا "2" فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا "3" فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا "4" فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا".
وقد اشتهرت عمان منذ القدم بتربية الخيول وتوليدها واقتنائها والاعتناء بها مما كان لخيلها وهى عربية أصيلة صولات وجولات. يذكر أن أول ما انتشر فى العرب من الخيل هو المسمى "بزاد الراكب". ففى كتاب "أنساب الخيل" للكلبى ذكر أن النبى سليمان عليه السلام أعطى الأزد من أهل عمان فرساً من خيله ، وذكره المسعودى فى مروج الذهب .
وفى كتاب الشيخ سيف بن حمود البطاشى "ارشاد السائل الى معرفة الأوائل" أن "زاد الراكب" هو أول فرس استنتجه العرب، ومنه انجبت خيولها، وهى أول ما انتشر فى العرب من أهل عمان، موضحاً أن من نسله جاء "الأعواج والوجيه وعراب ولاحق وسبل وأشقر مروان" وهى من فحول الخيل المشهورة.
ومن نسب الخيول يتضح جلياً أن العمانيين مولعون بتربية الخيل من زمن بعيد مما ساهم فى تفننهم فى أساليب تربية الخيل وترويضها وتدريبها على شتى أنواع السباقات ورياضات الفروسية المعروفة.
يوجد بالسلطنة حوالى 2000 رأس من الخيل تقريباً منها حوالى 350 من الخيول العربية الأصيلة و150 من الخيول المهجنة الأصيلة و1500 من الخيول العمانية الأصيلة.
وتعد سباقات الخيل من الرياضات المحببة عند العمانيين، حيث تقام سباقات سنوية للخيول مثل سباق الخيل السلطانى الذى تنظمه الاسطبلات السلطانية، وسباق الخيل بالولايات العمانية والذى يقام باستمرار على مدار العام وخاصة فى المناسبات الدينية والوطنية.
ويمارس الفرسان العمانيون سباقات الصولجان والتقاط الأوتاد وسباق خيل العربات وقفز الحواجز والعرض والسير بالعربات.
ويولى السلطان قابوس الجانب المتعلق بتربية الخيل والحفاظ على أصالتها ورياضة الفروسية اهتماماً فائقاً. فقد تم انشاء المديرية العامة للاسطبلات السلطانية التابعة لديوان البلاط السلطانى التى تقوم بالاشراف على تربية الخيل وتوليدها بالأساليب العلمية الحديثة وفقاً للمعايير العالمية، بالاضافة الى تأسيس نادى سباق الخيل السلطانى الذى يتولى مهمة الاشراف على تنظيم وتطوير فنون فروسية الخيل، وتنظيم إقامة مهرجان الفروسية السلطانى الذى يقام كل خمس سنوات . كما أنها تقوم بتوزيع بعض الخيول للمواطنين سنوياً، خاصة فيمن يرى فيهم الاستعداد للاهتمام بالخيل.
هذا بالاضافة الى السباق السلطانى السنوى فى ميدان نادى سباق الخيل السلطانى بمدينة العاديات المجهز تجهيزاً كاملاً للسباقات. ويساهم الاتحاد العمانى للفروسية والهُجن بتنظيم السباقات المستمرة بهدف الحفاظ على هذا التراث الأصيل.
وتملك الاسطبلات السلطانية جل السلالات المعروفة فى العالم من خيول السباق والاستعراض والقفز والصولجان والنشاطات الأخرى، بالاضافة الى أن تكوين فرقة الخيالة هو إحياء لتراث الفروسية العمانى وتشجيع لطرق الامتطاء التقليدية التى تشمل ركض العرضة، الحيروب، والمهذاب والهمبل، وغير ذلك من فنون الفروسية التقليدية.
وبتوجيه من السلطان قابوس أنشئت دائرة توليد الخيول فى صلالة حيث يتم التركيز على انتاج أحسن السلالات خاصة العربية منها. وتملك الاسطبلات السلطانية أعداداً كبيرة متنوعة من أحسن سلالات الخيل مثل العربى الأصيل والمؤصل والمهجن "عربي/انجليزي".
وتتواجد الخيول بالاسطبلات السلطانية فى كل من محافظة مسقط فى مدينة العاديات، وصافنات الأراك بالرميس، وصافنات الساحل بالرميس، مرابط الوطية، وفى محافظة ظفار فى مرابط القادحات ومزرعة أرزات.
والاسطبلات السلطانية عضو نشط فى المنظمة العالمية للخيول العربية الأصيلة "واهو" w.a.h.o.، وكذلك تتعاون مع الهيئة الأمريكية لتسجيل الخيول العربية الأصيلة "أهرا" a.h.r.a. وغيرها من المنظمات الدولية .
للسلطان قابوس علاقة عريقة مع الفروسية حيث يقول: "منذ طفولتى كانت لدى هواية ركوب الخيل، فقد وضعت على ظهر حصان وأنا فى الرابعة من عمري، ومنذ ذلك الحين وأنا أحب ركوب الخيل".
كلمات معدودات تصهل بها ذاكرة السلطان التى تشتعل وهجاً كواحدة من القيم التى ترسل وضاءتها فى ثنايا المجتمع: زينة وكبرياء ومهارة وخيلاء وفن واقتدار وإقبال وإدبار وكرّ وفرّ ونواص معقود عليها الخير.
إنها قيمة تحمحم بأغلى وأعز القيم الانسانية وأعرقها منذ بدء الخليقة.
ومهما تترقى أساليب التكنولوجيا تظل الفروسية معنى إنسانياً نبيلاً.
ولسوف يتوقف التاريخ الرحيم طويلاً أمام التجليات التى يفيض بها السلطان قابوس على عالم الفروسية والفرسان من منطلق ذاتى شخصى ومن رؤية إنسانية موضوعية يوم أن أعاد الى عمان أمجادها فى الفروسية التاريخية المشهورة التى عرفت بها عبر القرون الغابرة منذ فجر التاريخ .
السلطان
تعليق