أنقل لكم اليوم مقالا يعرفنا بفن الموشح ... لعله يمدنا بمعرفة هذا الفن الشعرى
وقد كتبته الكاتبة السعودية أمواج ... بارك الله فيها على هذا المد المعرفى
أتمنى إن ينفع القارىء والمهتم
نشوء الموشحات :
ظهر هذا الفن في بلاد الأندلس, ضرب من ضروب الشعر فن مستحدث كان الدافع منه الخروج, والثورة على نهج, ونظام القصيدة العربية القديمة.
أسهم في تكوين هذا الفن عددا من المؤثرات الاجتماعية, والإقليمية, والأدبية, والغنائية.
كان لحياة اللهو, والمجون, والترف, وانتشار مجالس السمر, والغناء في الأندلس أثرا في اختراع هذا الفن وظهوره كونه مادة للغناء.إذ كانت النهضة الغنائية من دواعي ظهور هذا الفن.
لعبت الطبيعة الجديدة سواء كانت خاصة بالأندلس, أو بما يحيط بها, وبما يعتريها من أصداء أثرا في اختراعه.
هذا الفن إنما هو نتاج أندلسي بحت حتى وإن اختلفوا في مخترعه, إلا أنهم اتفقوا على أنه اختراع أندلسي.
يقال إن مخترعه هو مقدم بن معافى القبري, وقلده فيما بعد لابن عبد ربه الأندلسي لكنهما لم يبرعا في هذا الفن كما برع فيه المتأخرين.
تعريف الموشح :
أجزاء الموشحات :
تتعدد أجزاء الموشحة التي يتركب منها, ولكل جزء من هذه الأجزاء اسم يميزه عن غيره وهي :
- المطلع أو المذهب :
هو البيت الأول للموشحة, وقد يكون من قسمين أو أكثر.
- الأقفال أو المركز :
أجزاء مؤلفة يلزم أن يكون كل قفل منها متفقا مع بقيتها في وزنها, وقوافيها, وعدد أجزائها. والقفل يتركب من جزأين فأكثر إلى ثمانية أو عشرة, وقد يصل إلى أحد عشر.
- الأبيات :
هي أجزاء مؤلفة مفردة أو مركبة يلزم في كل بيت منها أن يكون متفقا مع بقية أبيات الموشح في وزنها, وعدد أجزائها لا في قوافيها.
والبيت نوعان :
1- بسيط : وهو ما تألف من أجزاء مفردة: يتألف عادة من ثلاثة, أو أربعة, أو خمسة أجزاء.
2- مركب : وهو ما تألف كل جزء منه من فقرتين, أو أكثر.
- الغصن :
هو كل قسم من أقسام المطلع أو الأقفال, وتتساوى الأقفال مع المطلع في عدد الأغصان وترتيب قوافيها.
- الدور :
هو القسم الذي يأتي بعد المطلع, وبعد الأقفال, ولا يشترط للموشح عدد محدد من الأدوار وإن كان في العادة لا يتعدى خمسة أدوار.
- الخرجة :
هي الاسم الذي يتميز به آخر قفل في الموشح, وقد تكون عامية, أو معربة, أو أعجمية ويفضلها الوشاحون أن تكون عامية لبعث الهزل, والظرف في الموشحة. وقد تكون معربة بشرط أن تكون ألفاظها غزلة جدا, هزازة ساحرة خلابة بينها, وبين الصبابة قرابة.
ويجعل الوشاحون عادة الخرجة على ألسنة الصبيان, والنسوان, والسكارى, أو على ألسنة الحيوانات.
أوزان الموشحات :
كانت الموشحات ثورة على الأوزان التقليدية للشعر العربي, وهي تنقسم إلى قسمين :
القسم الأول : ما جاء على أوزان أشعار العرب.
هذا القسم يعد من النسيج المرذول المخذول, وهو بالمخمسات أشبه منه بالموشحات.
القسم الثاني : ما لاوزن له فيها, ولا إلمام له بها.
- لقد اعتمد الوشاحون في هذا القسم إلى حيل كثيرة ليخرجوا بها موشحاتهم عن مشابهة الأوزان المألوفة كأن يقحموا كلمة أو يضيفوا في نهاية البحر تعبيرا يخرج به الوزن عن المألوف.
- لجأ الوشاحون كذلك إلى التنويع في الأوزان في الموشحة الواحدة مع مراعاة أن الأوزان التي يختارونها غالبا ما تكون من البحور الرشيقة الخفيفة, والمهجورة.
أغراضها ومعانيها :
- نُظم الموشح في أكثر أغراض الشعر المعروفة, ولأن الأصل في اختراع الموشح كان في سبيل الغناء كان من الطبيعي أن تنظم بشكل كبير في الأغراض التي تناسب هذا الفن – كالغزل, ووصف مجالس اللهو, والخمر, ووصف الطبيعة.
- نظم كذلك في المدح بغية التكسب لما يجده الشاعر في قصور الخلفاء, والأمراء التي ينظم بها مجالس الغناء فرصة لإيصال مدحه إلى آذان الأمير عن طريق الغناء؛ فتزداد نشوة الممدوح, وهو في طربه فيزيد إغداقه, وكرمه.
- خُلقت الموشحات لتصف حياة الدعة, والأنس, والهناء, ولا سيما عندما تتعرض لوصف الطبيعة بقصورها, وألوانها, وطيورها, وبلابلها, وأزهارها..وبهذا يتجلى لنا حب الأندلسي لوطنه ,واختلاط الطبيعة بروحه . كما أن الطبيعة ملتقى العشاق, وساحة اللهو, والطرب, ومبعث السلوان, والحنين.
نظرة عامة لفن الموشحات خصائصها, ومعانيها :
- لا نجد في معاني الموشحات جدة, وعمق إنما هي لطيفة حلوة بالرغم من ابتذالها.
- المعاني تافهة يسترها طلاء خارجي مستمد من ضروب البيان والبديع, فالوشاح لم يكن همه البحث عن معنى مبتكر إنما هو فقط خلق أجواء الحب, وإثارة عواطف الحنين, وشطحات الخيال بعبارات ساذجة لينة تحيط بها موسيقى تصويرية حينا, ومرقصة لاهية حينا آخر تطرب لها الأرواح تثير النشوة, والروح.
- هذه المعاني الساذجة إن عبرت عنها موسيقى ناجحة فإنها لم تحوها قوالب متينة من الألفاظ والعبارات فاللغة يغلب عليها الضعف, والركاكة.
- كان للموشحات أثرا كبيرا في ظهور الشعر الشعبي العامي المسمى ( الزجل ) الذي ساهم في انتشاره اللهجات العامية على ألسنة الناس, واستساغتها من قبل العامة.
- لا مراء أن الموشحات قد لاقت لدى ظهورها رواجا, وانتشارا سريعين لاعتمادها على الغناء فمثلت بذلك العصر الذي نشأت فيه, والأرض التي ترعرعت تحت سمائها لكن لا يمكننا القول إن الموشحات قد مثلت وجه الشعر العربي المزدهر.
- عدت ظاهرة انتشار الموشحات من ظواهر الانحطاط إذ إنها في أوج ازدهارها في بلاد الأندلس لم تبلغ قوة الشعر التقليدي, ولا صفاء خياله, وعمق معناه, وقوة لغته كان ذلك نتيجة للحرية التي جاء بها الموشح.
- أعتبر هذا الفن فنا ضعيفا, وظاهرة من ظواهر الانحطاط الأدبي, ومحاولة للتحرر من قيود الوزن, والقافية إلى جانب أثره الضار على اللغة كونه ظهر في عصر الانحطاط.
- كان للتجديد الذي جاءت به الموشحات تجديدا ناجحا حيث لا يمكننا أن نجحد المجال الرحب الذي فتحه هذا الفن أمام الشعر العربي.
وقد كتبته الكاتبة السعودية أمواج ... بارك الله فيها على هذا المد المعرفى
أتمنى إن ينفع القارىء والمهتم
عنوان المقال ( فن الموشح )
نشوء الموشحات :
ظهر هذا الفن في بلاد الأندلس, ضرب من ضروب الشعر فن مستحدث كان الدافع منه الخروج, والثورة على نهج, ونظام القصيدة العربية القديمة.
أسهم في تكوين هذا الفن عددا من المؤثرات الاجتماعية, والإقليمية, والأدبية, والغنائية.
كان لحياة اللهو, والمجون, والترف, وانتشار مجالس السمر, والغناء في الأندلس أثرا في اختراع هذا الفن وظهوره كونه مادة للغناء.إذ كانت النهضة الغنائية من دواعي ظهور هذا الفن.
لعبت الطبيعة الجديدة سواء كانت خاصة بالأندلس, أو بما يحيط بها, وبما يعتريها من أصداء أثرا في اختراعه.
هذا الفن إنما هو نتاج أندلسي بحت حتى وإن اختلفوا في مخترعه, إلا أنهم اتفقوا على أنه اختراع أندلسي.
يقال إن مخترعه هو مقدم بن معافى القبري, وقلده فيما بعد لابن عبد ربه الأندلسي لكنهما لم يبرعا في هذا الفن كما برع فيه المتأخرين.
تعريف الموشح :
كلمة التوشيح تدل على التنميق, والترصيع, والتزيين, والتناظر, والصنعة؛ فكأنهم شبهوه بوشاح المرأة المرصع باللؤلؤ, والجوهر. وقيل : هو كلام منظوم على وزن مخصوص.
يتألف في الأكثر من ستة أقفال, وخمسة أبيات ويقال له التام. وفي الأقل من خمسة أقفال, وخمسة أبيات ويقال له الأقرع، فالتام – ما بدأ بالأقفال. والأقرع – ما بدأ بالأبيات.
يتألف في الأكثر من ستة أقفال, وخمسة أبيات ويقال له التام. وفي الأقل من خمسة أقفال, وخمسة أبيات ويقال له الأقرع، فالتام – ما بدأ بالأقفال. والأقرع – ما بدأ بالأبيات.
أجزاء الموشحات :
تتعدد أجزاء الموشحة التي يتركب منها, ولكل جزء من هذه الأجزاء اسم يميزه عن غيره وهي :
- المطلع أو المذهب :
هو البيت الأول للموشحة, وقد يكون من قسمين أو أكثر.
- الأقفال أو المركز :
أجزاء مؤلفة يلزم أن يكون كل قفل منها متفقا مع بقيتها في وزنها, وقوافيها, وعدد أجزائها. والقفل يتركب من جزأين فأكثر إلى ثمانية أو عشرة, وقد يصل إلى أحد عشر.
- الأبيات :
هي أجزاء مؤلفة مفردة أو مركبة يلزم في كل بيت منها أن يكون متفقا مع بقية أبيات الموشح في وزنها, وعدد أجزائها لا في قوافيها.
والبيت نوعان :
1- بسيط : وهو ما تألف من أجزاء مفردة: يتألف عادة من ثلاثة, أو أربعة, أو خمسة أجزاء.
2- مركب : وهو ما تألف كل جزء منه من فقرتين, أو أكثر.
- الغصن :
هو كل قسم من أقسام المطلع أو الأقفال, وتتساوى الأقفال مع المطلع في عدد الأغصان وترتيب قوافيها.
- الدور :
هو القسم الذي يأتي بعد المطلع, وبعد الأقفال, ولا يشترط للموشح عدد محدد من الأدوار وإن كان في العادة لا يتعدى خمسة أدوار.
- الخرجة :
هي الاسم الذي يتميز به آخر قفل في الموشح, وقد تكون عامية, أو معربة, أو أعجمية ويفضلها الوشاحون أن تكون عامية لبعث الهزل, والظرف في الموشحة. وقد تكون معربة بشرط أن تكون ألفاظها غزلة جدا, هزازة ساحرة خلابة بينها, وبين الصبابة قرابة.
ويجعل الوشاحون عادة الخرجة على ألسنة الصبيان, والنسوان, والسكارى, أو على ألسنة الحيوانات.
أوزان الموشحات :
كانت الموشحات ثورة على الأوزان التقليدية للشعر العربي, وهي تنقسم إلى قسمين :
القسم الأول : ما جاء على أوزان أشعار العرب.
هذا القسم يعد من النسيج المرذول المخذول, وهو بالمخمسات أشبه منه بالموشحات.
القسم الثاني : ما لاوزن له فيها, ولا إلمام له بها.
- لقد اعتمد الوشاحون في هذا القسم إلى حيل كثيرة ليخرجوا بها موشحاتهم عن مشابهة الأوزان المألوفة كأن يقحموا كلمة أو يضيفوا في نهاية البحر تعبيرا يخرج به الوزن عن المألوف.
- لجأ الوشاحون كذلك إلى التنويع في الأوزان في الموشحة الواحدة مع مراعاة أن الأوزان التي يختارونها غالبا ما تكون من البحور الرشيقة الخفيفة, والمهجورة.
أغراضها ومعانيها :
- نُظم الموشح في أكثر أغراض الشعر المعروفة, ولأن الأصل في اختراع الموشح كان في سبيل الغناء كان من الطبيعي أن تنظم بشكل كبير في الأغراض التي تناسب هذا الفن – كالغزل, ووصف مجالس اللهو, والخمر, ووصف الطبيعة.
- نظم كذلك في المدح بغية التكسب لما يجده الشاعر في قصور الخلفاء, والأمراء التي ينظم بها مجالس الغناء فرصة لإيصال مدحه إلى آذان الأمير عن طريق الغناء؛ فتزداد نشوة الممدوح, وهو في طربه فيزيد إغداقه, وكرمه.
- خُلقت الموشحات لتصف حياة الدعة, والأنس, والهناء, ولا سيما عندما تتعرض لوصف الطبيعة بقصورها, وألوانها, وطيورها, وبلابلها, وأزهارها..وبهذا يتجلى لنا حب الأندلسي لوطنه ,واختلاط الطبيعة بروحه . كما أن الطبيعة ملتقى العشاق, وساحة اللهو, والطرب, ومبعث السلوان, والحنين.
نظرة عامة لفن الموشحات خصائصها, ومعانيها :
- لا نجد في معاني الموشحات جدة, وعمق إنما هي لطيفة حلوة بالرغم من ابتذالها.
- المعاني تافهة يسترها طلاء خارجي مستمد من ضروب البيان والبديع, فالوشاح لم يكن همه البحث عن معنى مبتكر إنما هو فقط خلق أجواء الحب, وإثارة عواطف الحنين, وشطحات الخيال بعبارات ساذجة لينة تحيط بها موسيقى تصويرية حينا, ومرقصة لاهية حينا آخر تطرب لها الأرواح تثير النشوة, والروح.
- هذه المعاني الساذجة إن عبرت عنها موسيقى ناجحة فإنها لم تحوها قوالب متينة من الألفاظ والعبارات فاللغة يغلب عليها الضعف, والركاكة.
- كان للموشحات أثرا كبيرا في ظهور الشعر الشعبي العامي المسمى ( الزجل ) الذي ساهم في انتشاره اللهجات العامية على ألسنة الناس, واستساغتها من قبل العامة.
- لا مراء أن الموشحات قد لاقت لدى ظهورها رواجا, وانتشارا سريعين لاعتمادها على الغناء فمثلت بذلك العصر الذي نشأت فيه, والأرض التي ترعرعت تحت سمائها لكن لا يمكننا القول إن الموشحات قد مثلت وجه الشعر العربي المزدهر.
- عدت ظاهرة انتشار الموشحات من ظواهر الانحطاط إذ إنها في أوج ازدهارها في بلاد الأندلس لم تبلغ قوة الشعر التقليدي, ولا صفاء خياله, وعمق معناه, وقوة لغته كان ذلك نتيجة للحرية التي جاء بها الموشح.
- أعتبر هذا الفن فنا ضعيفا, وظاهرة من ظواهر الانحطاط الأدبي, ومحاولة للتحرر من قيود الوزن, والقافية إلى جانب أثره الضار على اللغة كونه ظهر في عصر الانحطاط.
- كان للتجديد الذي جاءت به الموشحات تجديدا ناجحا حيث لا يمكننا أن نجحد المجال الرحب الذي فتحه هذا الفن أمام الشعر العربي.
نموذج لموشحة :
أيها الساقي إليك المشتكى قد دعوناك وإن لم تسمعِ
***
ونديم همت في غرته
وبشرب الراح من راحته
كلما استيقظ من سكرته
جذب الزِّقَّ إليه واتكا وسقاني أربعا في أربع
***
ما لعيني عشيت بالنظر
أنكرت بعدك ضوء القمر
وإذا ما شئت فاسمع خبري
عشيت عيناي من طول البكا وبكا بعضي على بعضي معي
***
غصن بان مال من حيث استوى
بات من يهواه من فرط الجوى
خفق الأحشاء موهون القوى
كلما فكر بالبين بكى ويحه يبكي لما لم يقع
***
ليس لي صبر, و لا لي جلد
يا لقومي عذلوا واجتهدوا
أنكروا شكواي مما أجد
مثل حالي حقه أن يشتكى كمد اليأس وذل الطمع
***
كبدي حرى ودمعي يكف
يعرف الذنب ولا يعترف
أيها المعرض عما أصف
قد نما حبك عندي وزكا لا تقل في الحب إني مدَّعِ
***
ونديم همت في غرته
وبشرب الراح من راحته
كلما استيقظ من سكرته
جذب الزِّقَّ إليه واتكا وسقاني أربعا في أربع
***
ما لعيني عشيت بالنظر
أنكرت بعدك ضوء القمر
وإذا ما شئت فاسمع خبري
عشيت عيناي من طول البكا وبكا بعضي على بعضي معي
***
غصن بان مال من حيث استوى
بات من يهواه من فرط الجوى
خفق الأحشاء موهون القوى
كلما فكر بالبين بكى ويحه يبكي لما لم يقع
***
ليس لي صبر, و لا لي جلد
يا لقومي عذلوا واجتهدوا
أنكروا شكواي مما أجد
مثل حالي حقه أن يشتكى كمد اليأس وذل الطمع
***
كبدي حرى ودمعي يكف
يعرف الذنب ولا يعترف
أيها المعرض عما أصف
قد نما حبك عندي وزكا لا تقل في الحب إني مدَّعِ
إنتهى النقل ولنا لقاء مع نقل أخر إن شاء الله
المتمنع
المتمنع