أعـتـرف
بأنني لـم أجــد مفـرا ً من مقصـلة الرقيـب
يـُـشكـل كلمـاتي كيفمــا يُـريد
وحينـما يريد
ويتركنــي انتشي الحزن .. سـاعة خـلوة
وأتكــوم تــارة ..
وأتمـدد تـارة أخـرى
\\
بعـيد عن العـالم
اصـابتني لعـنة الكـتـابة
زلزلة شخصي .. وأبــاحة طعني
أيقضـة في نفسي مـذلة تسمى العـُـروبة
عروبة لا تعـرف غير الاستنـكار وسيـلة ً للرفض
والشجـب وسيـلة لابداء الغضب
فأصـابتني هذه العدوى أيضـا .. وبت أشجب وألعن وأسب
حتى تلاشيت من أمام نفسي .. ولم أعد أرى في نفسي مكـان خال ٍ من اللعن والشجب ..!
\\
دون وجـه حق كنت أتكسـر غضبـا ً عليهـا
دافعـا ً كل ما يستطـيع فمي من كلمات قذرة إليهـا في ثورة غضب غبية
أحـاول أن أوصـل لها في كلمـاتي أنها بـاتت تـلعب بـالنار .. وان الاوان قد حـان لاحراقهـا
فتزلزلت أوصـالي .. وأعددت العـدة لقتـل ردها المنـتـظر
ورسـولها الذي ستبعثــه
وأن أجعـل نفسي أمامهـا قمـة في القسوة .. ولا مجـال للنقـاش
\\
وصـل رسـولها إلي فعـلا ً .. ولكن ..!!
أتى يحمــل رسـالة لم تقتـنع جيوش غروري بهـا حينمــا قـالت لي حبيبي " إني أحبك "
كلمات لا تتعدى الاثنتين .. تحمل في طيـاتها من الرسائل ألفـين ..!
ما أن مرت عيني ّ عليها حـتى بدت تثير مشـاعري المحتجزة قسـرا ً بأمر مني .. والممنوعة علنـا ً من التجمهر والاحتجاج .. وتحريضها على التمرد على قراري في اشعال الحرب عليها وغزو جميع معتقداتي التي يحـاربها الكثيرين من زمن الطفولة في أن نلتقي من جديد
ولـو كنت مـلكا ً او رئيسـا ً لاحدى الدول غير دولة الحب .. لقـرر الشعب بالاجمـاع خلعي
ولقررت جميع هيئـات الزعـل نفي
ولقـرر وزرائي سجني
والحـاشية رد الثـأر مني ..!
ولكن في قلبي المليء بحرية الطرح والتفكير .. عذرت نفسي
وطلبت من نفسي أن أستقيل
وقدمت الى نفسي أوراق استقـالتي .. ووقعتهـا
وخرجت الى شعبي لاعلن لهم أنني استقلت من حبهــا
وكم كـان مدويـا ً هذا الخـبر
فأنا كوني واحدا ً من الشعب هذا .. لم أصدق الخـبر .. ومكثت أنـتـظـر تعليق من جهة رسمية تـؤكد خبر استقـالتي
ومـا ان وصـل الخبر .. وتحول الشك الى يقين ..
قـررت أن أتـرك المكــان .. وأن اسـافر إلى دولة أخـرى
أن أتـرك ورائي كـل أسـاليب الرقـابة المفروضة علي من هنـا وهنـاك
فقطـعت تذكرة الرحيــل .. وأحرقت ما يدينني سـابقـا من خطـاب ٍ أو دليل
وأطـلقت للمرة الأخيرة .. رسـالة مشفرة ..
احبـك ِ انا أيضـا .. ولكن هذه المرة يتوجب الا أكـون هنـا
فلا تنتـظريني بـعـد اليوم
فأنـا بالنسبـة لنفسي مستقيــل
ولكن بالنسبة لشعبي ][ ملكٌ مخـلوع ][
\\
كلما كـان حـكمـنا سـابـقـا ً مجحف وظـالم في حق الغير .. كلما زاد في بنك قلوبهم رصيد الكـره والغضب علينـا .. يـنـتـظرون الوقت ويتحينون الفرصة في رد الدين لنا
ولابد ان يـأتي ذلك اليوم الذي سنغـادر فيه سدة الحكم .. لنترك لهم ما يحكمون به علينـا
][حكمـاً غيـابيـا ][
وســلامي لقـلوبكم
تعليق