بعد أن شاء الله ونفذ الاسكتش السابق لي والذي يحمل نفس عنوان المناسبة وغرضها والذي تستطيعون مشاهدته - إن رغبتم - من رابطه في توقيعي أدناه أقدم لكم
سبة ذكرى مولد خير الكائنات
تأليف وإعداد وأشعار : جاسم القرطوبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )
[مرحبا بكم في الاسكتش الشعري الرابع الذي كتبته بمناسبة ذكرى مولد سيد الكائنات ، فكرة النص بسيطة تقوم على مشهدين كل مشهد تتخلله أناشيد فيصبح الناتج أربعة مشاهد قصيرة معبرة تحمل في طياتها فكرة وعظة إن شاء الله . أما الأول تبين الإرهاصات التي سبقت مولد النبي صلى الله عليه وسلم والتي هي مبسوطة في كتب السير وحكيتها ممثلة في انصداع إيوان كسرى ، ثم مشهد ثلاثة أصحاب يتحدثون عن فضائل النبي صلى الله عليه وسلم بشكل مبسط أيضا وإلا فلو كانت البحارُ مدادا لهذا فلن نوفيه حقَّه ، يختمون المشهد بمشهد كيفية الاحتفال ، والله أسأل أن يكلل هذه التجربة بالنجاح ويستفيد منها الكُلُّ ]
الشخصيات : أ - ممثلون يجسدون أدوار كسرى و وزرائه ومرازبته .
ب - منشدون
ينشدون الأناشيد بعد أن توزع عليهم الأبيات بشكل يقتل الرتابة .
ج - ثلاثة أصحاب ويكون دورهم نثريا بالإضافة إلى الإلقاء للقصائد .
[المشهد الأول الإرهاصات ]
[ مشهد من إيوان كسرى الذي سقط منه لولادة النبي صلى الله عليه وسلم أربع عشرة من شرفاته الشامخة ]
[ يفتتح المشهد بظهور كسرى وهو يرتجف متأثرا باهتزاز إيوانه ، ولما تهدأ الزلزلة يدور الحوار الآت ].
كسرى مرعوبا : ماذا هذا .. ماذا حدث .
[ يعود لكرسيه وآثار الهلع باد عليه ، يلبس تاجه ثم ينادي الحارس].
كسرى : يا حارس أدخل كبير وزراءنا فورا. [ يدخل كبير الوزراء ويحيي كسرى]
كبير الوزراء : أبيت اللعن .
كسرى : بل لك سيؤولُ إيجابا ً إن لم تجبني ماذا حدث . [ يرفع كسرى صوته ] : قل لي ماذا حدث ما تفسيره.
كبير الوزراء متلعثما : لم يفتني الأمر يا مولاي . وأما ماذا حدث فقد زلزل إيوانكم المتين وسقطت أربعة عشر من شرفاته العلية .
[ يقوم كسرى من عرشه ، ينظر لوزيره والدهشة واضحة كالسطر على صفحة وجهه ،ثم قال لوزيره]
كسرى : - ماذا .. زلزلة تصدع إيواني ، وما تفسير ذلك .
كبير الوزراء : يا مولاي لا أدري .
كسرى : لا تدري ، ومن يدري ائتني بمن يدري ، ائتني بالموبذان .
كبير الوزراء : يا حارس أدخل الموبذان .
[ يدخل الموبذان ومعالم الحيرة والقلق واضحة ٌ في وجهه يحيي كسرى ]
كسرى : ماذا حدث يا رئيس الكهنة الأكبر .
الموبذان : إن أعطاني مولاي فقط الأمان .
كسرى [ مُوميا بإذنه ] : قل .
[ يدخل فجأة الحارس بسرعة لاهثا ]
كسرى : ويحك ماذا بك أنت الآخر ؟
الحارس : عذرا يا مولاي ولكن البريدُ يقف بالباب بنبأ مستعجل جدا .
كسرى : ماذا لديه أيها الحارس ؟
الحارس : أنه خبر انطفاء النار العظيمة .
كسرى [ مذهولا ] : ماذا ، كيف تطفئ النار التي مرَّ عليها ألفُ عام ٍ وهي متقدة ٌ ونحن لها عابدون ؟! .
[ يزدادُ كسرى غمّا إلى غمه الكل يلاحظ هذا ، فيقطع الموبذان ذلك بقوله : ]
الموبذان : وأنا قد رأيت في هذه الليلة رؤيا رأيت إبلاُ صعاباً تقود خيلاً عراباً وقد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها .
كسرى : وعلى ماذا تدلُّ رؤياك هذه ؟
الموبذان : لا أراه إلا حدث في أرض العرب.
كبير الوزراء : إن إذن لي الملك فإني أقترح أن نبعث كتابا إلى النعمان بن المنذر ليوجه إلينا رجلاً عالماً بما نريد أن نسأله عنه .
كسرى : فليكن ذلك ....
[ يدخلُ الآن المنشدون ويتم تقسيم الأبيات الآتية عليهمــ كما أسلفنا ]
صلى الله على محمد
صلى الله عليه وسلم
ازهقوا روح الجدال = زلزلوا قيد الليالي
وابشروا نلنا المعالي = بسنا خير الرجال
أشرق البدر علينا = فنما السعد إلينا
وأجبنا فاهتدينا = فهْــوَ حُبُّ المتعال ِ
اسمُهُ هادي الأنام = كفـُّهُ همْعُ الغمام
مدحُهُ يـُذكي غرامي = وجهُهُ بدْرُ الكمال
أيها القوم فصلوا = بحمى الهادي تملوا
ليس في الإسلام ذلُّ = فتحلوا بالخصال
مولد الهادي تجلى = رانَ هذا القلب جَــلـى َّ
قـَزَحٌ عنا تخلى = مذ عبدنا ذا الجلال
بحبيبِ الله أحمدْ = كلُّ مَنْ في الكون يسعد
وبذكراهُ نجددْ = مجدَ أيام ٍِ خوال ِ
وبذكراهُ نعلـِّمْ = ما به علمُ المُعلـِّمْ
فعليهِ صلِّ سلـِّمْ = ما بدا بدر الكمال
وعلى آل ٍ وصحبِ = واحفظ اللهمَّ قلبي
وبلادي وحمانا = سيدي مولاي ربي
[ عودة لنفس المشهد يأتي الحارس لكسرى ]
الحارس : مولاي إن العربي ابن عمرو الغساني مبعوث النعمان في الباب ينتظر .
كسرى : قد ائذنا له بالدخول ، ادخله .
[ يدخل مبعوث النعمان ويحيي كسرى ]
المبعوث : عمت صباحا .
كسرى : أنبأناك سابقا عن أمرنا ً فقلتَ : لا علم لي ولكن علم ذلك عند خال لك يسكن في مشارف الشام اسمه سطيح.. فقل ما قال .
المبعوث : نعم ، أتيته . وقد أشرف على الموت فسلمتُ عليه وحيَّته فلم يحر جواباً فأنشأت أقولُ: أصم أم يسمع غطريف اليمن وأنشدته سبعة أبيات من الشعر ثم قال لي ..
كسرى : ثمَّ ماذا ؟ أكمل ثم ماذا قال لك ؟ .
المبعوث : قال لي قبل أن يقضي نحبه مباشرة.. (( إذا كثرت التلاوة , وبعث صاحب الهراوة , وفاض وادي السماوة , وغاصت بحيرة ساوة , وخمدت نار فارس , فليست الشام لسطيح شاماً – ثم تابع كلامه قائلا : يملك منهم ملوك وملكات , على عدد الشرفات , وكل ما هو آت آت)) .
كسرى: إلى أن يملك منا أربعة عشر ملكاً كانت أمور أمور.
[ يدخل المنشدون وينشدون هذه القصيدة وتوزع الأدوار عليهم ]
هلَّ الحبيبُ ونوره متوردُ = فكأنَّ رمْــلَ الأرض ِ فينا عسجدُ
والأنسُ ضَوَّعَ والبلابلُ غردت = وُلـِدَ الحبيبُ الهاشِمِيُّ مُحَمَّدُ
ولدَ الحبيبُ ومثله لا يولد = كلا ولا بشرٌ كأحمدَ يُوْجـَــــــــــدُ
غاضت بُحيرَة ُ ساوة ٍ ومفازةٌ = بسماوة ٍ فاضت وتلك المَوْرِدُ
هذا سراجُ الكون ِ خيرُ أرومة ٍ = هذا عظيم القدر هذا أحمدُ
خيرُ الورى نورُ الهدى كنزُ الغنى = في حبِّهِ نارُ المشاعِـرِ توقد
أخلاقُه آيُ المثــــاني إنها = أبــــــــدا بمعناها لنا تتجددُ
أسرت لباب اللب حتى أشرقت = من غربها كُــتُـبٌ لأحمدَ تشهدُ
سلني أجبك عن القليل ولا تلمْ = إني بحبَّات الحَــــيَا أتبددُ
ضمَّ الإلهُ اسْم النبيِّ إلى اسْمهِ = إن قال في الخمس المؤذنُ أشهدُ
شملت سجاياهُ الوجودَ بأسره = ما تُحْسِنُ الشعراءُ إنْ هُمُ أنشدوا
هو باعثُ الآمال ِ للنفس التي = بين َالخناق وهمِّها تــــتردَّدُ
هو ناشرُ المطويِّ من صفحاتها = في كاغدِ الآفاق ِ وهْــوَ السؤددُ
بشرى لنا نلنا المنى بمحمد = زال العنا شعَّ الهنا فبِــهِ اسْعدوا
فتخـــــلـقوا بصــفاتِــهِ وفعـــالِهِ = فبهديه المولى المهيمنُ يُعْـــبُد ُ
يا خاتمَ الرسل الكرام ألوكة ً = من خُنْــدُبٍ فيه الأسى يتمــــددُ
فسَل ِ الغفورَ له يُجِبْكَ تفضلا= ولأمةٍ صارت بها الأنا تـَرْعُــدُ
اُدعو الرحيمَ بهـــا لها من فيضهِ = جذباتِ نور ٍ بالتـــقى تـتــلبدُ
ولسوفَ يعطيك المَلِيكُ إلاهنا = فضلا فترضى فارض ِ مَنْ يتوددُ
لولا الودادُ بمهجتي وحشاشتي = ما قمتُ في بحرِ المكارم أُنشدُ
صلى عليك الله يا خير الورى = ما مقرئٌ في صاد شـُكرا يسجدُ
والآل والأصحاب ما مُزْنٌ همى = وسلامُهُ يغشاكَ حيثُ الموعدُ
[ المشهد الثاني شخصياته الأصحاب الثلاثة ،وتكون الأبيات التي على ألسنتهم كما أسلفت إلقاءً ، يستهل المشهد بهم وهم قد فرغوا من الصلاة ]
الأول : الحمد لله الذي وفقنا على أداء هذه الصلاة ، ونسأله أن يتقبل منا ما قبلها من صلوات ويعيينا على ما بعدها ..
[ ثم يلتفت لهما فيقول الثاني ]
الثاني: قرأتُ وأنا داخل المسجد أن هناك احتفالا بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف . وأنا سعيد ٌ جدا فالحديث عن هذا النبي الكريم شئ جميل بل أجمل من الجمال نفسه ، كم نحن بحاجة إلى معرفة نبينا الكريم الاقتداء بسنته والتخلق بأوصافه، فالله تعالى يقول : " أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ.
الثالث: صدق الله العظيم وقال في حقه سبحانه وتعالى أيضا : " لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ "
الأول : صدق الله العظيم وقال عن نفسه صلى الله عليه وسلم : أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى عليهما السلام ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام . وقد قصد صلى الله عليه وسلم بوصفه نفسه أنه دعوة أبيه إبراهيم ما جاء في قوله تعالى :
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .
الجميع : صدق الله العظيـــــــــــمــ
[ثم يلقون القصيدة التالية ]
الأول : مُحَمَّدٌ درّة الخلجان ِ والدِّيَــم = مُحَمَّدٌ صدَفُ الإحسان ِ والكرم ِ
مُحَمَّدٌ بهْجَة ُ الدنيا وضرَّتِها = مُحَمَّدٌ خيرُ خـــــــلق اللهِ كلِّهِــم ِ
مُحَمَّدٌ منبَعُ الإخلاص والورع = مُحَمَّدٌ خالص الإيمان والشِّيَم
مُحَمَّدٌ واضحُ البرهان ِ أبلجَهُ = مُحَمَّدٌ زاكيَ الأخلاق والهـمـمِ
الثاني :
مُحَمَّدٌ ملهمُ الأشعار ِ والقلم ِ = مُحَمَّدٌ أعذبُ الإنشاد ِ والنَّغَـــم ِ
مُحَمَّدٌ لفظُهُ ميما الحنـان لنا = مُحَمَّدٌ أفصحُ الأعراب والعجم ِ (1)
مُحَمَّدٌ حُبُّهُ نورٌ لمقلَتِـــــــنا = مُحَمَّدٌ بلسَمٌ يشفي مِـــنَ السَّقــم ِ
الثالث :
مُحَمَّدٌ رفرفت بالحقِّ رآيتُهُ = مُحَمَّدٌ في الوغى كالأُسْدِ في الأجم ِ
مُحَمَّدٌ شافعٌ للخلق ِ قاطبة ً = مُحَمَّدٌ دِيْمَة ٌ تروي فؤادَ ظـــمي
مُحَمَّدٌ بَدْرُ تِمٍّ ساطع كضحى = مُحَمَّدٌ كوكبُ الإشراق في الظلم
مُحَمَّدٌ أهدبُ الأشفار ِ ذو دَعَج ٍ = مُحَمَّدٌ فخرُ أهل الحِلِّ والحرم ِ
مُحَمَّدٌ أحمدُ الماحي وقائدنا = مُحَمَّدٌ رحمَة ٌ عمّت على الأمم ِ
الأول :
صلى وسلَّمَ ربي دائما كرما = عليه ما صدحَ العصفورُ في الهرم ِ
عدَّ الذرى والدجى والنور ِ والنّعم ِ = والوحش ِ والرمل ِ والأنفاس والنّسم ِ
الثاني :
والآل والصحب ثمَّ التابعين لهم = أهل الهدى والندى والجود والذَّمم ِ
والحمدُ لله مُولي الخير ِ والنّعم = والشكر يزدانُ في بدء ٍ وفي ختم
[ تدخل المجموعة الإنشادية وتنشد هذه الأنشودة وتوزع الأبيات عليهم أيضا ]
{نسيم الغرام في مدح مصباح الأنام}
صلاة ٌ سلامْ = بدون انصرام ْ
على النور طه = نبيِّ الإمام ْ
سما بي الغرامُ = فطر يا حمامْ
وبلّغ سلامي = لأهل المقام ْ
رسولُ السلام ِ = وخير الأنامْ
مثيرُ الغرام ِ= ومعنى الهيامْ
عليه الصلاة ُ = عليه السلامْ
قوافي القريض ِ = عروسُ الكرامْ
تسمَّعْ نشيدي = وقلْ يا سلامْ
فمدحُ الطبيبِ = شفاءُ السقامْ
وصحبُ الرسولِ = نجومُ الظلامْ
عليهِـمُ أثنى الــ = ــجليلُ السلامْ
فلسنا للهو = ولا للخِـصامْ
فنسألك الل= ــهُ حسنَ الختامْ
إذا ما ذكرنا = تركنا المَلامْ
ودارت كؤوس = وليست مُـدامْ
صلاتك ربي = وألف سلام
على طِـبِّ قلبي = وآل ٍ كرامْ
وصحبٍ وقــطب ٍ = وشيخ ٍ همام
وأهل التجلي = وضيف المقام
[ مشهد الختام الأصحاب الثلاثة مرة أخرى]
الأول : أنحتفل .
الثاني : نعم ... ولكن .
الثالث : ولكن ماذا .
الثاني : كيف نحتفل وهناك من ينكر مثل هذه المحافل .
الأول : وأنا أنكرُها أيضا بشدة إذا لم نخرج منها بشئ مفيد ، وعظة تحجزنا عن محارم الله ، وحبٌّ يغرقُ الأكوان ودا .
الثاني : إذن لا نختلف فلنترك الشكليات ولنحافظ على المضمون فالدين النصيحة.
الثالث : نعم لا نختلف ويجبُ علينا أنْ نستغل نفس هذه المناسبة للنصيحة والحث على المواظبة على ما دعاء إليه خير الكائنات .
الأول : ويجب علينا أن نطلق من مثل هذه المناسبات والمحافل لننشد أناشيد الالتزام والحثُّ على التمسك بسنة رسول الله ، ولنجعل قوله تعالى : " قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "
الثاني :
الثاني : قد أخرج اللهُ الناسَ بواسطة هذا النبي الكريم من عاداتٍ ذميمة كثيرة ، فأنار البصر والبصيرة ، ومضى أصحابُه الصِّيْدُ الكرام على نهجه . وأما اليومَ فنرى منا نحن خاصة ً الشباب إفراطٌ وتفريط . ولنسعد النبي الكريم بأن نكون ممن يباهي بهم الأمم يوم القيامة ، ونكون بذلك نواة خير تسعد الأوطان والأزمان .
الثالث : نعم ، والله لولا لم يكن في هذه المحافل سوى اجتماعنا للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وحث القلوب للتمسك به حبا وعملا وقولا والاستماك بالشريعة والأخلاق الحميدة لكفى، فإن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ.
ِالأول :
تناهى فخــــر خير المرسلِينْ = على الأَرْضين والأفــــق المبينْ
إمامُ الأنبيــاء ومنتقـاهم = حبيـــب الله وابــن الأكرمِيــن
وتنبئ عن فضائلــه المثــــاني = وفلقة وجهه باهـــي الجبين
الثاني :
وفي العرصات يحمــد في مقام = تقاصر عنه جمـــع المرسلين
فواويل لقوم كذبـوه = وقدما لقـّـــبوه بالأمــــــــين
وواخسرى لقـوم قد جفوه = وقد ألفَـتــه وحش العالمين
الثالث :
وإنَّ المصطفى خُــلـُقٌ عظيم = وقد زكاه خـــير الشاهدين
شمائله معارج نبض قلب = تقـَـلـّب في مديح الساجدين
فوأسفي على جيل ٍ أضاعوا = فروض الدين ِ والهَدي المبين
الأول :
عن الأذكار والذكرى تعاموا = وأغرى عقلهم صوت الحنين
فيا رباه أحيي أرضَ بور ٍ ٍ = بقلب الجيل ِ واهْد ِ الآثمين
لترجعَ قوّة الأبطال فينا = ونُرْجِعَ مجدَ يوم الفاتحين
الثاني :
وصلِّ على حبيبك ثمَّ سلّم = صلاة ً ما شدا صوتٌ حَزِيْن
وآل المصطفى والصحبِ طرا = كرام القوم تاج المتقين
الثالث [ يدعو بصوت جميل مؤثر ] : اللهم أمتنا على حبه وسنته ، واجعلنا من العلماء العاملين الذين تحيا بهم كلُّ أرض ينزلون بها ، واحفظ أوطاننا وسلطاننا ، واهد شبابنا ، وأعد على بلاد الإسلام والمسلمين الأمن والإيمان يا ذا الجود والكرم والإحسان .
الجميع : آمـــــــــــــــــــــــــــــــــين
---- انتهى وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالميـــــــــــــــن --
تأليف وإعداد وأشعار : جاسم القرطوبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )
[مرحبا بكم في الاسكتش الشعري الرابع الذي كتبته بمناسبة ذكرى مولد سيد الكائنات ، فكرة النص بسيطة تقوم على مشهدين كل مشهد تتخلله أناشيد فيصبح الناتج أربعة مشاهد قصيرة معبرة تحمل في طياتها فكرة وعظة إن شاء الله . أما الأول تبين الإرهاصات التي سبقت مولد النبي صلى الله عليه وسلم والتي هي مبسوطة في كتب السير وحكيتها ممثلة في انصداع إيوان كسرى ، ثم مشهد ثلاثة أصحاب يتحدثون عن فضائل النبي صلى الله عليه وسلم بشكل مبسط أيضا وإلا فلو كانت البحارُ مدادا لهذا فلن نوفيه حقَّه ، يختمون المشهد بمشهد كيفية الاحتفال ، والله أسأل أن يكلل هذه التجربة بالنجاح ويستفيد منها الكُلُّ ]
الشخصيات : أ - ممثلون يجسدون أدوار كسرى و وزرائه ومرازبته .
ب - منشدون
ينشدون الأناشيد بعد أن توزع عليهم الأبيات بشكل يقتل الرتابة .
ج - ثلاثة أصحاب ويكون دورهم نثريا بالإضافة إلى الإلقاء للقصائد .
[المشهد الأول الإرهاصات ]
[ مشهد من إيوان كسرى الذي سقط منه لولادة النبي صلى الله عليه وسلم أربع عشرة من شرفاته الشامخة ]
[ يفتتح المشهد بظهور كسرى وهو يرتجف متأثرا باهتزاز إيوانه ، ولما تهدأ الزلزلة يدور الحوار الآت ].
كسرى مرعوبا : ماذا هذا .. ماذا حدث .
[ يعود لكرسيه وآثار الهلع باد عليه ، يلبس تاجه ثم ينادي الحارس].
كسرى : يا حارس أدخل كبير وزراءنا فورا. [ يدخل كبير الوزراء ويحيي كسرى]
كبير الوزراء : أبيت اللعن .
كسرى : بل لك سيؤولُ إيجابا ً إن لم تجبني ماذا حدث . [ يرفع كسرى صوته ] : قل لي ماذا حدث ما تفسيره.
كبير الوزراء متلعثما : لم يفتني الأمر يا مولاي . وأما ماذا حدث فقد زلزل إيوانكم المتين وسقطت أربعة عشر من شرفاته العلية .
[ يقوم كسرى من عرشه ، ينظر لوزيره والدهشة واضحة كالسطر على صفحة وجهه ،ثم قال لوزيره]
كسرى : - ماذا .. زلزلة تصدع إيواني ، وما تفسير ذلك .
كبير الوزراء : يا مولاي لا أدري .
كسرى : لا تدري ، ومن يدري ائتني بمن يدري ، ائتني بالموبذان .
كبير الوزراء : يا حارس أدخل الموبذان .
[ يدخل الموبذان ومعالم الحيرة والقلق واضحة ٌ في وجهه يحيي كسرى ]
كسرى : ماذا حدث يا رئيس الكهنة الأكبر .
الموبذان : إن أعطاني مولاي فقط الأمان .
كسرى [ مُوميا بإذنه ] : قل .
[ يدخل فجأة الحارس بسرعة لاهثا ]
كسرى : ويحك ماذا بك أنت الآخر ؟
الحارس : عذرا يا مولاي ولكن البريدُ يقف بالباب بنبأ مستعجل جدا .
كسرى : ماذا لديه أيها الحارس ؟
الحارس : أنه خبر انطفاء النار العظيمة .
كسرى [ مذهولا ] : ماذا ، كيف تطفئ النار التي مرَّ عليها ألفُ عام ٍ وهي متقدة ٌ ونحن لها عابدون ؟! .
[ يزدادُ كسرى غمّا إلى غمه الكل يلاحظ هذا ، فيقطع الموبذان ذلك بقوله : ]
الموبذان : وأنا قد رأيت في هذه الليلة رؤيا رأيت إبلاُ صعاباً تقود خيلاً عراباً وقد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها .
كسرى : وعلى ماذا تدلُّ رؤياك هذه ؟
الموبذان : لا أراه إلا حدث في أرض العرب.
كبير الوزراء : إن إذن لي الملك فإني أقترح أن نبعث كتابا إلى النعمان بن المنذر ليوجه إلينا رجلاً عالماً بما نريد أن نسأله عنه .
كسرى : فليكن ذلك ....
[ يدخلُ الآن المنشدون ويتم تقسيم الأبيات الآتية عليهمــ كما أسلفنا ]
صلى الله على محمد
صلى الله عليه وسلم
ازهقوا روح الجدال = زلزلوا قيد الليالي
وابشروا نلنا المعالي = بسنا خير الرجال
أشرق البدر علينا = فنما السعد إلينا
وأجبنا فاهتدينا = فهْــوَ حُبُّ المتعال ِ
اسمُهُ هادي الأنام = كفـُّهُ همْعُ الغمام
مدحُهُ يـُذكي غرامي = وجهُهُ بدْرُ الكمال
أيها القوم فصلوا = بحمى الهادي تملوا
ليس في الإسلام ذلُّ = فتحلوا بالخصال
مولد الهادي تجلى = رانَ هذا القلب جَــلـى َّ
قـَزَحٌ عنا تخلى = مذ عبدنا ذا الجلال
بحبيبِ الله أحمدْ = كلُّ مَنْ في الكون يسعد
وبذكراهُ نجددْ = مجدَ أيام ٍِ خوال ِ
وبذكراهُ نعلـِّمْ = ما به علمُ المُعلـِّمْ
فعليهِ صلِّ سلـِّمْ = ما بدا بدر الكمال
وعلى آل ٍ وصحبِ = واحفظ اللهمَّ قلبي
وبلادي وحمانا = سيدي مولاي ربي
[ عودة لنفس المشهد يأتي الحارس لكسرى ]
الحارس : مولاي إن العربي ابن عمرو الغساني مبعوث النعمان في الباب ينتظر .
كسرى : قد ائذنا له بالدخول ، ادخله .
[ يدخل مبعوث النعمان ويحيي كسرى ]
المبعوث : عمت صباحا .
كسرى : أنبأناك سابقا عن أمرنا ً فقلتَ : لا علم لي ولكن علم ذلك عند خال لك يسكن في مشارف الشام اسمه سطيح.. فقل ما قال .
المبعوث : نعم ، أتيته . وقد أشرف على الموت فسلمتُ عليه وحيَّته فلم يحر جواباً فأنشأت أقولُ: أصم أم يسمع غطريف اليمن وأنشدته سبعة أبيات من الشعر ثم قال لي ..
كسرى : ثمَّ ماذا ؟ أكمل ثم ماذا قال لك ؟ .
المبعوث : قال لي قبل أن يقضي نحبه مباشرة.. (( إذا كثرت التلاوة , وبعث صاحب الهراوة , وفاض وادي السماوة , وغاصت بحيرة ساوة , وخمدت نار فارس , فليست الشام لسطيح شاماً – ثم تابع كلامه قائلا : يملك منهم ملوك وملكات , على عدد الشرفات , وكل ما هو آت آت)) .
كسرى: إلى أن يملك منا أربعة عشر ملكاً كانت أمور أمور.
[ يدخل المنشدون وينشدون هذه القصيدة وتوزع الأدوار عليهم ]
هلَّ الحبيبُ ونوره متوردُ = فكأنَّ رمْــلَ الأرض ِ فينا عسجدُ
والأنسُ ضَوَّعَ والبلابلُ غردت = وُلـِدَ الحبيبُ الهاشِمِيُّ مُحَمَّدُ
ولدَ الحبيبُ ومثله لا يولد = كلا ولا بشرٌ كأحمدَ يُوْجـَــــــــــدُ
غاضت بُحيرَة ُ ساوة ٍ ومفازةٌ = بسماوة ٍ فاضت وتلك المَوْرِدُ
هذا سراجُ الكون ِ خيرُ أرومة ٍ = هذا عظيم القدر هذا أحمدُ
خيرُ الورى نورُ الهدى كنزُ الغنى = في حبِّهِ نارُ المشاعِـرِ توقد
أخلاقُه آيُ المثــــاني إنها = أبــــــــدا بمعناها لنا تتجددُ
أسرت لباب اللب حتى أشرقت = من غربها كُــتُـبٌ لأحمدَ تشهدُ
سلني أجبك عن القليل ولا تلمْ = إني بحبَّات الحَــــيَا أتبددُ
ضمَّ الإلهُ اسْم النبيِّ إلى اسْمهِ = إن قال في الخمس المؤذنُ أشهدُ
شملت سجاياهُ الوجودَ بأسره = ما تُحْسِنُ الشعراءُ إنْ هُمُ أنشدوا
هو باعثُ الآمال ِ للنفس التي = بين َالخناق وهمِّها تــــتردَّدُ
هو ناشرُ المطويِّ من صفحاتها = في كاغدِ الآفاق ِ وهْــوَ السؤددُ
بشرى لنا نلنا المنى بمحمد = زال العنا شعَّ الهنا فبِــهِ اسْعدوا
فتخـــــلـقوا بصــفاتِــهِ وفعـــالِهِ = فبهديه المولى المهيمنُ يُعْـــبُد ُ
يا خاتمَ الرسل الكرام ألوكة ً = من خُنْــدُبٍ فيه الأسى يتمــــددُ
فسَل ِ الغفورَ له يُجِبْكَ تفضلا= ولأمةٍ صارت بها الأنا تـَرْعُــدُ
اُدعو الرحيمَ بهـــا لها من فيضهِ = جذباتِ نور ٍ بالتـــقى تـتــلبدُ
ولسوفَ يعطيك المَلِيكُ إلاهنا = فضلا فترضى فارض ِ مَنْ يتوددُ
لولا الودادُ بمهجتي وحشاشتي = ما قمتُ في بحرِ المكارم أُنشدُ
صلى عليك الله يا خير الورى = ما مقرئٌ في صاد شـُكرا يسجدُ
والآل والأصحاب ما مُزْنٌ همى = وسلامُهُ يغشاكَ حيثُ الموعدُ
[ المشهد الثاني شخصياته الأصحاب الثلاثة ،وتكون الأبيات التي على ألسنتهم كما أسلفت إلقاءً ، يستهل المشهد بهم وهم قد فرغوا من الصلاة ]
الأول : الحمد لله الذي وفقنا على أداء هذه الصلاة ، ونسأله أن يتقبل منا ما قبلها من صلوات ويعيينا على ما بعدها ..
[ ثم يلتفت لهما فيقول الثاني ]
الثاني: قرأتُ وأنا داخل المسجد أن هناك احتفالا بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف . وأنا سعيد ٌ جدا فالحديث عن هذا النبي الكريم شئ جميل بل أجمل من الجمال نفسه ، كم نحن بحاجة إلى معرفة نبينا الكريم الاقتداء بسنته والتخلق بأوصافه، فالله تعالى يقول : " أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ.
الثالث: صدق الله العظيم وقال في حقه سبحانه وتعالى أيضا : " لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ "
الأول : صدق الله العظيم وقال عن نفسه صلى الله عليه وسلم : أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى عليهما السلام ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام . وقد قصد صلى الله عليه وسلم بوصفه نفسه أنه دعوة أبيه إبراهيم ما جاء في قوله تعالى :
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .
الجميع : صدق الله العظيـــــــــــمــ
[ثم يلقون القصيدة التالية ]
الأول : مُحَمَّدٌ درّة الخلجان ِ والدِّيَــم = مُحَمَّدٌ صدَفُ الإحسان ِ والكرم ِ
مُحَمَّدٌ بهْجَة ُ الدنيا وضرَّتِها = مُحَمَّدٌ خيرُ خـــــــلق اللهِ كلِّهِــم ِ
مُحَمَّدٌ منبَعُ الإخلاص والورع = مُحَمَّدٌ خالص الإيمان والشِّيَم
مُحَمَّدٌ واضحُ البرهان ِ أبلجَهُ = مُحَمَّدٌ زاكيَ الأخلاق والهـمـمِ
الثاني :
مُحَمَّدٌ ملهمُ الأشعار ِ والقلم ِ = مُحَمَّدٌ أعذبُ الإنشاد ِ والنَّغَـــم ِ
مُحَمَّدٌ لفظُهُ ميما الحنـان لنا = مُحَمَّدٌ أفصحُ الأعراب والعجم ِ (1)
مُحَمَّدٌ حُبُّهُ نورٌ لمقلَتِـــــــنا = مُحَمَّدٌ بلسَمٌ يشفي مِـــنَ السَّقــم ِ
الثالث :
مُحَمَّدٌ رفرفت بالحقِّ رآيتُهُ = مُحَمَّدٌ في الوغى كالأُسْدِ في الأجم ِ
مُحَمَّدٌ شافعٌ للخلق ِ قاطبة ً = مُحَمَّدٌ دِيْمَة ٌ تروي فؤادَ ظـــمي
مُحَمَّدٌ بَدْرُ تِمٍّ ساطع كضحى = مُحَمَّدٌ كوكبُ الإشراق في الظلم
مُحَمَّدٌ أهدبُ الأشفار ِ ذو دَعَج ٍ = مُحَمَّدٌ فخرُ أهل الحِلِّ والحرم ِ
مُحَمَّدٌ أحمدُ الماحي وقائدنا = مُحَمَّدٌ رحمَة ٌ عمّت على الأمم ِ
الأول :
صلى وسلَّمَ ربي دائما كرما = عليه ما صدحَ العصفورُ في الهرم ِ
عدَّ الذرى والدجى والنور ِ والنّعم ِ = والوحش ِ والرمل ِ والأنفاس والنّسم ِ
الثاني :
والآل والصحب ثمَّ التابعين لهم = أهل الهدى والندى والجود والذَّمم ِ
والحمدُ لله مُولي الخير ِ والنّعم = والشكر يزدانُ في بدء ٍ وفي ختم
[ تدخل المجموعة الإنشادية وتنشد هذه الأنشودة وتوزع الأبيات عليهم أيضا ]
{نسيم الغرام في مدح مصباح الأنام}
صلاة ٌ سلامْ = بدون انصرام ْ
على النور طه = نبيِّ الإمام ْ
سما بي الغرامُ = فطر يا حمامْ
وبلّغ سلامي = لأهل المقام ْ
رسولُ السلام ِ = وخير الأنامْ
مثيرُ الغرام ِ= ومعنى الهيامْ
عليه الصلاة ُ = عليه السلامْ
قوافي القريض ِ = عروسُ الكرامْ
تسمَّعْ نشيدي = وقلْ يا سلامْ
فمدحُ الطبيبِ = شفاءُ السقامْ
وصحبُ الرسولِ = نجومُ الظلامْ
عليهِـمُ أثنى الــ = ــجليلُ السلامْ
فلسنا للهو = ولا للخِـصامْ
فنسألك الل= ــهُ حسنَ الختامْ
إذا ما ذكرنا = تركنا المَلامْ
ودارت كؤوس = وليست مُـدامْ
صلاتك ربي = وألف سلام
على طِـبِّ قلبي = وآل ٍ كرامْ
وصحبٍ وقــطب ٍ = وشيخ ٍ همام
وأهل التجلي = وضيف المقام
[ مشهد الختام الأصحاب الثلاثة مرة أخرى]
الأول : أنحتفل .
الثاني : نعم ... ولكن .
الثالث : ولكن ماذا .
الثاني : كيف نحتفل وهناك من ينكر مثل هذه المحافل .
الأول : وأنا أنكرُها أيضا بشدة إذا لم نخرج منها بشئ مفيد ، وعظة تحجزنا عن محارم الله ، وحبٌّ يغرقُ الأكوان ودا .
الثاني : إذن لا نختلف فلنترك الشكليات ولنحافظ على المضمون فالدين النصيحة.
الثالث : نعم لا نختلف ويجبُ علينا أنْ نستغل نفس هذه المناسبة للنصيحة والحث على المواظبة على ما دعاء إليه خير الكائنات .
الأول : ويجب علينا أن نطلق من مثل هذه المناسبات والمحافل لننشد أناشيد الالتزام والحثُّ على التمسك بسنة رسول الله ، ولنجعل قوله تعالى : " قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "
الثاني :
الثاني : قد أخرج اللهُ الناسَ بواسطة هذا النبي الكريم من عاداتٍ ذميمة كثيرة ، فأنار البصر والبصيرة ، ومضى أصحابُه الصِّيْدُ الكرام على نهجه . وأما اليومَ فنرى منا نحن خاصة ً الشباب إفراطٌ وتفريط . ولنسعد النبي الكريم بأن نكون ممن يباهي بهم الأمم يوم القيامة ، ونكون بذلك نواة خير تسعد الأوطان والأزمان .
الثالث : نعم ، والله لولا لم يكن في هذه المحافل سوى اجتماعنا للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وحث القلوب للتمسك به حبا وعملا وقولا والاستماك بالشريعة والأخلاق الحميدة لكفى، فإن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ.
ِالأول :
تناهى فخــــر خير المرسلِينْ = على الأَرْضين والأفــــق المبينْ
إمامُ الأنبيــاء ومنتقـاهم = حبيـــب الله وابــن الأكرمِيــن
وتنبئ عن فضائلــه المثــــاني = وفلقة وجهه باهـــي الجبين
الثاني :
وفي العرصات يحمــد في مقام = تقاصر عنه جمـــع المرسلين
فواويل لقوم كذبـوه = وقدما لقـّـــبوه بالأمــــــــين
وواخسرى لقـوم قد جفوه = وقد ألفَـتــه وحش العالمين
الثالث :
وإنَّ المصطفى خُــلـُقٌ عظيم = وقد زكاه خـــير الشاهدين
شمائله معارج نبض قلب = تقـَـلـّب في مديح الساجدين
فوأسفي على جيل ٍ أضاعوا = فروض الدين ِ والهَدي المبين
الأول :
عن الأذكار والذكرى تعاموا = وأغرى عقلهم صوت الحنين
فيا رباه أحيي أرضَ بور ٍ ٍ = بقلب الجيل ِ واهْد ِ الآثمين
لترجعَ قوّة الأبطال فينا = ونُرْجِعَ مجدَ يوم الفاتحين
الثاني :
وصلِّ على حبيبك ثمَّ سلّم = صلاة ً ما شدا صوتٌ حَزِيْن
وآل المصطفى والصحبِ طرا = كرام القوم تاج المتقين
الثالث [ يدعو بصوت جميل مؤثر ] : اللهم أمتنا على حبه وسنته ، واجعلنا من العلماء العاملين الذين تحيا بهم كلُّ أرض ينزلون بها ، واحفظ أوطاننا وسلطاننا ، واهد شبابنا ، وأعد على بلاد الإسلام والمسلمين الأمن والإيمان يا ذا الجود والكرم والإحسان .
الجميع : آمـــــــــــــــــــــــــــــــــين
---- انتهى وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالميـــــــــــــــن --
تعليق