أهلاً وسَهلاً ومرحبَاً بِعاشقِ وادِي المَعَاولِ وعليكَ سلامُ اللهِ ورحمتُهُ وبركاتُهُ

مُسمَّاكَ أشجَانِي وَلامسَ منِّي ذكرياتٍ مُبكيةً طُوِيَت في رُكامِ الماضِي ، وأستذكرُ لحَظاتٍ أوَّاهُ من لِحَظاتٍ شرِبنا فيهَا لذائذَ الطفولةِ العذبةِ نتأرجحُ حولَ ضِفافِ الوادِي أطياراً بيضَاءَ ترقُصُ ونايُ المحبَّةِ يصدحُ بأجملِ الألحَانِ ، يا ابنَ بلادِي أجئتَ تبعثُ الأحزَانَ من رُفاتِ الذَّاكرَة أم جئتَ تُشعلُ الحريقَ في الرَّمادِ يا أيُّها العاشِقُ المتلهِّف ؟!

قَبلَ أيَّامٍ كُنتُ هُناكَ ولمَّا دخلتُ بيتَنا القدِيمَ بكيتُ وفاضَ من لسانِي شَيءٌ من الشِّعر تحنَاناً لأطلالٍ طَمسَتها الأيَّام ، ولتبكِ السَّماءُ عليهَا فإنَّ في كُلِّ بقعةٍ منهَا صدَىً يتردَّدُ من أفواهِ آبائنا وأجدادِنَا وفِي كلِّ بقعةٍ منهَا لَمسةٌ ناعمَة من لَمَسَاتِ أمهاتِنا وأخَوَاتِنا ، طُوبَى لأرضٍ تضمَّخت بأرواحٍ طاهرَةٍ كأرضِنا طُوبَى ثمَّ طُوبَى .

وإذَا مرَرتَ بالوادِي فاخلَع عليهَا خالِصَ حُبِّنا وأرسِل عليهَا سلامَنَا وهدهِد منهَا الرُّوحَ والقلبَ ، مَرحَى مرحَى ومَا أسعَدَ صَبَاحَ الرُّواق بَقَلمٍ كقلمِكَ ، أفِضْ علينَا المَاءَ لعلَّ أفواهاً ظامئةً تترطَّبُ بما يُنعشُ فيها الحيَاة .

وَلِي عليكَ مُلاحَظَة فتقبَّلهَا وهيَ أنَّ الشَّمسَ قَد طلَعَت منذُ أن تسرَّبَ الإسلامُ العظِيمُ إلى بلادِنا كَما يتسرَّبُ النورُ من الشبابِيكِ كُلَّ صَبَاحٍ ، منذُ أن آمنَ أهلُ عُمانَ بوحيِ السَّماءِ وصدَّقُوا رسالةَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، منذُ أن رحَّبَ آباؤُكَ المعاوِلُ ملوكُ عُمانَ آنذاكَ بالدَّعوةِ الإسلاميَّةِ وأشرعُوا لهَا الأبوابَ ومهَّدُوا لها الدرُوبُ .

حينذاكَ أشرقَت الشَّمسُ وبزغَ الضِّياءُ وكَان ميلادُ الثَّورةِ وانبجاسُ النَّبع وقوةُ التحريرِ وشعلةُ التنوِير ، فلنجَعل المُسمياتِ في أشيائِها / بُوركَ فيكُم وتحيَّةً طيِّبةً لكُم

شكراً على الكلام الاكثر من رائع يا "وحي اليراع"
وشكرا ع الملاحظة وسوف أكون أكثر حذرا في المرات القادمة...
تحياتي لك