قالوا علام خرجت قلت لأنـــني .......... حرٌّ سمعت توجع الأحــــرار
وسمعت نوح المسلمات فقمـت كي .......... أفديهم بالنفس والأعمـــــار
ورأيت دمع يتيمة تبكي علـــى .......... فقد الأحبة تحت كل دمــــار
ورأيت أمّاً تحتمي وصغارهــــا .......... في خيمة محروقة بالنــــــار
ورأيت ثكلى فجّعت بوليدهـــا .......... قد مزّقته قذائف الغـــــدار
ورأيت شيخاً قد تحدّب ظهـــره .......... رفع الأكف لواحد قهّـــــار
وبكيت حين رأيت طفلاً خائفــاً .......... عقبيه تدمى لائذاً بفـــــرار
والكل يسأل هل ترى من قومنــا .......... حرٌّ فتي آخذ بالثـــــــار
يا مسلمون ألا تهبوا نصــــرة .......... أوَ تسمعي يا أمة المليـــــار
وقرأت فتوى الله (إلا تنفـــروا) .......... فلتبشروا بالخزي ثم العـــــار
ووعيت قول محمد (فلتنفــــروا .......... يوم النفير) كما رواه بخـــاري
أ وَ بعد هذا هل يطيب العيش فــي .......... هذي اللذائذ أو يقرُّ قــــراري
كلا فإني مسلم بعقيدتـــــي .......... شهمٌ أهب لصيحة استنصـــار
قالوا : تمهّل ، قلت : إن عداتنــا .......... لم يمهلوا إخواننا لنهــــــار
قالوا :استشرت،قلت:أي مشورة ؟! .......... من بعد ربي والنبي المختــــار
قالوا : إذاً متعجّلٌ ، قلت : الـذي .......... سن التعجّل صفوة الأخيــــار
فابن الحمام رمى بتمرات لــــه .......... متعجّلاً لمنازل الأبــــــرار
ثمّ الغسيل هو ابن عامر من دعــى .......... داعي الجهاد فهبّ دون طهــار
فإذا الملائكة الكرام بأمـــر رب .......... العرش تغسله من الأقـــــذار
أما جليبيب الذي قد آثـــر الـ .......... أخرى على الدنيا بدار قـــرار
ترك الزواج تعجّلاً للقاء حـــور .......... العين تحت الظل والأشجــــار
وبمؤتةٍ أكرم بصحب محمدٍ .......... حبُّ الرسول وجعفر الطيـــار
هذا التعجّل في الجهاد وهذه .......... آثاره يا نعمت الآثــــــار
والله قد أمر العباد بـ(سارعــوا) .......... وبـ(بسابقوا) لكرامة الغفـــار
قالوا : عصيت الوالدين ، فقلت : لا .......... لم أعصهم وأطعت ربي الباري
قالوا : أبوك ، فقلت : شهـمٌ عاقل .......... يرضى بما يأتي من الأقــــدار
قالوا : فأمك ، قلت : تلك هي التي .......... غرست بقلبي مبدأ الإصــــرار
قالوا : فزوجك ، قلت : تلك معينتي .......... في الخير رغم تعدد الأخطـــار
قالوا : بنوك ، فقلت : ربي حـافظٌ .......... ولأجله ودّعت كل صغـــاري
قالوا : الوظيفة ، قلت : أي وظيفة .......... ودماؤنا سفكت بلا مقــــدار
قالوا : فتقتل ، قلت : تلك شهـادة .......... ولها خرجت أريد خير جـــوار
قالوا : فتجرح أو تصاب ، فقلت: ذا .......... يوم المعاد لدى الإله فخـــاري
قالوا : فتؤسر ، قلت : يوسف أُسوتي ...... في السجن قضّى زهرة الأعمــار
قالوا : فهل لك قدوة تمشي علــى .......... آثارها من عالم أو قـــــاري
قلت : النبي محمد وصحابــــه .......... بجهادهم سادوا على الأمصـــار
أنا قدوتي ابن الوليد ومصعـــب .......... وابن الر وسائر الأنصــــار
قالوا : فدربك بالمكاره موحــشٌ .......... فعلام تبغي العيش في الأخطــار
قلت : المكاره وصف درب جنانـنا .......... أما النعيم فوصف درب النـــار
قالوا : إذا متحمّسٌ ، قلت : اعلموا .......... أن الحماس مزيّتي وشعــــاري
قالوا وقد يئسوا : فأنت معانـــد .......... قلت : الثبات على الطريق فخاري
يا من عدلتم بالجهاد شبابنــــا .......... كفّوا عن التشهير والإنكــــار
أيلام من عشق الجنان ورَوحهــا .......... وعلى خطى الأصحاب دوماً ساري
أيلام من هجر الحياة ولهوهــــا .......... وبعزم حر هبّ لاستنفـــــار
أيلام من لله أرخص نفســــه .......... يبغي بها الفردوس خير قـــرار
فدعوا الجهاد وأهله من لومكـــم .......... وحذارِ من وصف النفاق حــذارَ
من لم يحدّث نفسه بالغـــزو أو .......... لم يغز مات فميتة الأشــــرار
إن الجهاد هو الطريق لعزّنــــا .......... وبتركه ذلٌّ وعيش صغــــار