إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خليط الدرّاق ( بقلمي)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خليط الدرّاق ( بقلمي)

    قد تكون حاسة الشم خالقاً لحاسة اللمس، التذوق ، البصر والسمع!! )))
    Naughty Sugar




    " خليط الدراق"


    عيد مولدي الثاني والعشرين مختلف!! اذ انني غدوتُ إمرأة تبصر جمال ما حولها بعين واحدة ، وتتجنب النظر الى كل قبيح حولها بعدم استخدام عينها اليسرى .
    كم كنت اتمنى إن اختار القدر لي فقدان يدي اليسرى أو اذني اليسرى بدلاً من تعليق عيني اليسرى في مكانها وتحريم استخدامها!! يا له من حــــال!!
    كنت قد اعتدتُ ابراز عينيّ بالكحل العربي الأسود ، وها انا اليوم ارمي خصلاتي وأسدلها لتغطي ملامح مقلتي اليسرى ؛ لعلني استطيع إخفاء تشوهات كانت نتيجة ذاك اليوم.


    كنت وابتسامتي معاً في حفلتي هذه . احب حفلات الميلاد البسيطة التي تقيمها اسرتي لنا جميعاً، سواء لأخي تركي أم أخي جابر أم أنا ابرار- وحيدتهم من الإناث-
    فاجأني عمي أحمد عندما تقدّم وأبعد خصلاتي عن عيني اليسرى ووضع نظارة شمسية لي هديةً لميلادي . لم أعلم أأفرح بما فعل أم أجدد شعوري القديم بالعجز ؟!
    " لا بأس... لقد فحصت أم نرجس النظارة وقالت إنها لن تؤثر على دواء الدرّاق الذي تضعينه لعينك " قالها عمي احمد وهو يمسح على شعري الذي حضن ظهري واستقر في آخر سطر منه.


    نام مذاق كعكة اليقطين التي صنعتها جدتي في جوفي ، وذهبتُ لأستلقي على شبكتي التي رُبطت بين شجرتيّ العنب وأغمضتُ عيني .
    " لا ، ليس مجدداً ، سأهرب هذه المرة " كنت أراه قادماً يركض بإتجاهي وتركض معه شراهته لإلتهامي وكنت اررد: " لا لا ". كان هذا الفهد الذي ارتمى ليلتهمني ذات يوم ولم يحالفه الحظ سوى بعلامات محاولاته راقدة على عيني اليسرى .
    هاهو مرة اخرى يتجه اليّ ، يقترب بسرعة البرق الى خطوات احاول الجري بصحبتها ، الى ان رأيتُ نفسي في نهر معبأ بثمار الدرّاق ، وحيدة اسبح باناملي لأبلغ اليابسة وأراني اتشبث بساق لم استطع التعرف الى صاحبها ؛ حيث انني استيقظت من حلمي على صوت عصافير القرية.


    ربطتُ ظفيرتي على عجالة وجلبتُ سلة الدرّاق الثقيلة. اعتدتُ اخذ ثلاث حبات يومياً من الدرّاق والضغط على نعومتها لتلين؛ فأبلل ليونتها وذوبانها بين اصابعي بكوب حليب ابيض وأملس ، واضيف لبياضه زعفران وماء ورد وأبدأ بمسح الخليط على جرحي البليغ في عيني اليسرى اولاً ثم ابعثر الخليط على اذني وفي بقعة ما من عنقي.
    في بداية الأمر كنتُ احصل على الخليط في وعاء كُتب عليه: ( دواء أم نرجس طبيبة القرية ) بلون احمر وبخط مهزوز لا يسر الناظر بتاتاً .
    ووفرت علي صديقتي ندى عناء النظر الى ذاك الخط البشع عندما علمتني خلطة الدواء ؛ كونها عملت لفترة عند ام نرجس.


    كان كل من يشتّم رائحة الخليط يعلم انه على بُعد خطوات من محل الأخشاب الذي يملكه والدي والذي ترعرعت على الإعتناء بخشيباته والإبتسام لزبائنه الأوفياء!! بينما كانا اخواي تركي وجابر يعتنيان بتجارة الدرّاق التي تسكن نباتاته بقرب نوافذ منزلنا الصغير.


    كم سمعنا أن جارنا ابا فؤاد يمتلك ابناً في مقتبل العشرينيات ولكنه يواصل دراسته في المدينة ولا يأتي إلى القرية. وكم تعجبا أخواي بهيئته عندما قدم لأول مرة في ذاك الأسبوع . كانا يخبراني بأنه ابيض البشرة محمراً ويرتدي ألبسة تبدو باهضة الثمن وبدا هو لهما متعجرفاً ، جافاً ومغرورا.


    كنت قد استيقظتُ متأخرة ذاك الصباح وسحبتُ سلة الدرّاق وعدة الدواء كاملة معي لمحل الأخشاب ؛ لأعدّها هناك قبل ان يأتي الزبائن.
    أعطيتُ الباب ظهري وبدأتُ في خلط الدواء بعجالة. إقترب فؤاد من الباب واستوقفه انشغالي بتحريك محتويات الدواء واكتفى بمراقبتي.
    أغلق فؤاد افئدة عينيه السوداء واخذ يستلذ في هدوء باستنشاق رائحة الدواء الآخاذة ، عندما قاطعه ضجيج تحرك وعاء الدواء إلى طرف الطاولة ووقوعي بقوة على الأرض


    ركض إليّ فؤاد وأنا ملقاة على ارضية المحل ، وصلت خطواته الى مكاني واخذ يبحث بعينيه المكثفتان بالرموش عن جرح قد اصابني وقال : "هل انتي بخير آنستي ؟" . جلستُ بصعوبة وأجبته : "نعم، شكراً لك".
    كاد يلمس خصلاتي النائمة على عيني اليسرى عندما قال: "انكِ تنزفين من هنا" و أزحت يده بشدة وبصوت صارخ دفعته وقلت : "لا". صوتي الصارخ وردة فعلي الغامضة اوقعت بفؤاد ارضاً وأوقعت وعاء الدواء الذي كان يسكن طرف الطاولة مكسوراً على راس فؤاد.
    وقفتُ حاضنة يداي أتامل عينا فؤاد المغمضتين والدماء التي لوّنت وجنته.
    اقتربتٌ احاول افاقته من كتفه الأيمن وأنا اتمتم بجملة صغيرة: "ياهذا" برفقة انين يفرزه صوتي ان كنتُ في مصيبة ما!!

    عدتُ الى المنزل شاحبة وأنا اتذكر خصلاته المكسوّة بالدماء وجسده الراقد بلا حراك امام مرأى عيناي . كان جسد مغطى بجينز برونزي وقميص اصفر بتضاريس صماء.
    أخذتُ نفسي لأم نرجس لعلّي احصل على دواء لجروح مشابهة لجرح فؤاد وأفتش عن عنوانه بعدها لأعطيه اياه كتعبيراً لاسفي .
    " افضّل ان اظل مع نزيفي هذا بدلاً من اتبع تعاليم تلك القروية الجاهلة " سمعت صوته. انه فؤاد!! يصرخ بتلك الجملة المتكبرة ورأيتُ ابا فؤاد بعدها ينادي بأعلى صوته : "فؤاد بربك تعال لأجلي".
    "اذن هذا فؤاد" قلتها في نفسي واقتربتُ لألقي التحية لابا فؤاد ورأيتُ فؤاد يقترب.
    كان مبتسماً وكنت احاول تجاهله و كانت نبضات قلبي ترتجف. آنذاك كان فؤاد جالساً على بُعد اربعة خطوات من مكان جلوسي في دار ام نرجس وكنت اتساءل في نفسي اذا ما كان عليّ الرحيل لانني لا املك سبباً لمتابعة جلوسي ولا املك مرضاً ايضا للبقاء هناك.
    وقفتُ ووقعت شريطتي الحمراء التي اعتدتُ وضعها في نهاية ظفيرتي . التقطها فؤاد لكني لم انتبه وكنتُ قد اختفيت عندما حاول مناداتي ليعيدها اليّ .

    كان فؤاد خجلاً من نفسه ولكنه لم يستطع الكف عن استنشاق ما تحويه شريطتي من فوضى رائحة الدرّاق . كان مغرماً برائحة الدواء العجيبة.
    مرت ستة اشهر على حالنا انا وفؤاد. كان فؤاد فيها قد ادمن رائحة الدواء ؛ فأدمنني بل وعشق ادماني. اذكر نظرته التي كساها استغراب وارتعاد عندما رفعتُ خصلاتي لاريه سري الدفين "عيني اليسرى".
    ترك محل الأخشاب خاصتنا ورحل عني ؛ ليتركني وحيدة ابكي لاجل غير مسمى.

    مرت ثلاثة ايام وانا على حدادي وكأني قد كنت فقدتُ قطعة مني. وهذا ما كان يساويه فؤاد عندي، فؤاد الذي تركني ؛ لأنه لم يحب ما انا عليه حقيقة .
    اخذتُ نفسي الى محل الأخشاب ككل صباح ولكنه لم يكن صباح عادياً ؛ فلم يكن عادياً ان القى ورقة على باب المحل. كانت ورقة صفراء جميلة ، انتزعتها وركزّت عيني عليها محاولةً قراءتها : "كبي عليّ واسكبي روائح عطركِ العذب ، انني عطش ، عطشان وأعطش ولا اشاء سوى من رائحتكِ انا اشربُ ، ما بال من يقول ان لعينا القمر تشويه وعيب ، اوليس القمر قمراً في عينيّ عاشقه وتغيير صورته في قوبعة الغرام صعب؟؟".
    كانت ورقة بلا توقيع ولكن حدسي اخبرني بأنها من فؤاد . نظرتُ حولي لعلي ألقاه امامي او في زواية ما مختبئاً بخلفي ولكني لم اره.

    ولكني آمنت بعودته حتى عاد، ورسمنا من تلك الورقة الصغيرة مستقبلاً صغيراً كانت بدايته علاج عيناي وبعدها تكوين احلام لا متناهية ولن تنتهي ما دمنا معاً

    (((( تمت ))))
    لا أصاحب من هم اقل طولاً من كتفي
    ولا ارافق من يعتلي علو انفي
    جميلة رزينة وأميرة ولن يحملني سوى الموت الى حتفي
    لن تهزني كلمة الحساد ولن اقابل ملامحهم سوى بالشفقة ولمسة من عطفي

  • #2
    رووووعه
    تسلم يمينج خيتووووو
    ونتريا الزود

    دمتي بود
    http://upload.omanlover.org/out.php/i7483_eia.jpg

    تعليق


    • #3
      إبداع ماشاء الله عليك
      http://1m1n.com/up/uploads/64318e76ef.gif

      تعليق


      • #4
        تذكرت رواية العطر
        ولا أعرف لم ، أ لأن للرائحةِ هنا دورٌ في الانتشاء !

        القصّة جميلة ، أحداثها بسيطة ، و لغتها سلسة ، منسابة كـ شعر البطلة المنسدل !

        محاولة جدا جميلة ، أتمنى أن أقرأ لكِ المزيد !

        ثمّة أخطاء إملائية بسيطة ، أتمنى أن يتّسع صدركِ لها

        من يقول ان لعينا القمر تشويه وعيب
        الأصح / لـعينيّ

        كانت بدايته علاج عيناي


        علاج عينيّ
        http://upload.omanlover.org/out.php/...ahi8-lamar.jpg
        .
        .
        ثـ ....ــكرا ً " لمــار " بلـــثغةِ الطفل ساعة مطر

        تعليق


        • #5
          قرأت قصة أبرار هنــاكَ في المنبـر
          رائعة في السرد وفي طرح الفكرة , كما أعجبتني النهاية بمفاجأتها في عودة فؤاد

          في انتظار جديدك
          وفي الجامعة ..
          ليس هناك ما سيبقى لك دوما
          الأروقة دائما ما تخبيء لك شيئا
          والحاضر يجبرك على نسيان الماضي
          إنها مؤامرة زمان ومكان ...


          تعليق


          • #6
            ممتنة لجمال مروركم
            وسعيدة بتصحيح الأخطاء الإملائية
            شكراً لمروركم العطر
            ودمتم بخير
            لا أصاحب من هم اقل طولاً من كتفي
            ولا ارافق من يعتلي علو انفي
            جميلة رزينة وأميرة ولن يحملني سوى الموت الى حتفي
            لن تهزني كلمة الحساد ولن اقابل ملامحهم سوى بالشفقة ولمسة من عطفي

            تعليق

            يعمل...
            X