يزدحم تاريخنا العربي والإسلامي بقصص مئات الحكاّم والرؤساء وولاة الأمور الذين كانت حرفتهم الوحيدة نكاح الإماء والجواري والحسان , بل إنّ بعضهم جمع بين نكاح الجواري والغلمان على حد سواء .
ومنذ أن أزاح الدهاة و العصاة من الحكّام والأمراء المتقين و العارفين بالله من دوائر القرار فإنّ فنّهم الوحيد كان في إشباع الغرائز و الشهوات حتى بات الواحد منهم خبيرا في الجواري من مختلف الجنسيات العربيات والروميات والفارسيات و الهنديات , بل إنّ بعضهم لم يكن يكتف بالواحدة فكان يضمّ إلى مخدعه عشرات النساء فواحدة تدلّك وأخرى تحرك وثالثة تسقي خمرا وهلمّ جرّا , و لا يخلو كتاب تاريخي أو أدبي من كتب السلف الصالح إلاّ ويحوي سيرّا مجونية بكاملها لحكام أودوا بالأمة العربية و الإسلامية إلى الهاوية وتسببوا في معظم النكبات التي حلّت بأمتنا في وقت مضى .
وحتى الفرنجة أدركوا ولع حكّام العرب والمسلمين بالجواري الحسان فراحوا يصدرّون لهؤلاء الحكام ذوات العيون الزرقاء و البشرات البيضاء واللائي قمن بدور كبير في إغراء حكامنا وإصطياد معلومات جبّارة في دوائر القرار والتي كانت تصل تباعا إلى عواصم الفرنجة .
وفي الوقت الذي كان حكامنا الأوائل يشبعون شهواتهم كانت القلعة تلو القلعة في الجغرافيّا الإسلامية تتهاوى , و كانت هذه الجغرافيا تتناقص وتتقلّص , والأدوار تتراجع , وكثيرا ما كانت أكؤس الصبابة وصوت القياّن تحول بين الحاكم العربي و سماع سنابك خيول الفرنجة وهيّ تمزّق رقعنا الجغرافيا وتستبيح مدائننا الواحدة تلو الأخرى .
وحكام العرب والمسلمين اليوم لا يختلفون قيد أنملة عن النماذج التي جئنا على ذكرها بل زادوا على الأوائل في التفنن في ممارسة الرذيلة والقبح مع تصعيد سقف الرذيلة والفسق إلى ذروتهما مع وجود الحبّة الزرقاء و غيرها من الأدوية التي تتعاطى – بضمّ التاء – بشكل خاص بين كبراء القوم والتي لا يصل إليها العوام .
والقصص التي سأوردها تتعلقّ بحكام عرب مازالوا على قيد الحكم في سدّة صناعة القرار وصورهم تملأ الدنيا والفضائيات ولا نريد أن نأتي على ذكر أسمائهم حتى لا يتعفنوا أكثر من عفونتهم وهؤلاء الرؤساء العرب هم من المغرب العربي والمشرق العربي على السواء .
لقد حلى لرئيس عربي مرموق أن يدعو إلى مخدعه مطربة عربية مشهورة – نصف المطربات يعملنّ في الدعارة الرسمية مع رؤساء وملوك وأمراء – وقد نجح مدير مخابراته في جلبها له , وقد لبّت الدعوة مسرورة بإعتبار أنّ المقابل سيكون كبيرا وأثناء قيامه بعملية تحرير القدس – تجاوزا – أصيب بأزمة قلبية نقل على إثرها إلى المشفى العسكري فيما غادرت المطربة إياها قصره حتى لا تتضخّم المسألة .
و عندما قام رئيس عربي آخر بزيارة أمريكا إصطحب معه لدى عودته إلى بلاده فتاة شقراء جميلة فطالبته زوجته بتطليقها وكان لها ما أرادت لأنّها أصبحت خارج الخدمة , و نفس هذا الرئيس كانت هوايته بأن يضغط على نهود القاصرات وكان هناك شخص مكلّف بجلب عشرات القاصرات إليه .
أمّا آخر فكان يملك يختا رائعا وكان يتسلى بفض بكارات بنات المستضعفين من عباد الله ظلما وعدوانا , وهناك رئيس عربي تربّى تربية الملوك كانت هوايته أن يدخل على الخادمات و الطباخات و الوجيهات وهن في الحمام الجماعي عاريّات , وكان يتسلى بهنّ وكان يوميّا يفضّ بكارة إحداهن إلى أن إلتقاه رئيس عربي آخر من دولة مجاورة لبلاده فقال له : أما آن لك أن تتزوّج , بمعنى ألا تكتفي بزوجة واحدة وتتقي الله . ((من يقصد؟!! أفتوني!))
وكان أحد الرؤساء وهو في قصر الرئاسة يدخل إلى غرفة خاصة ويضئ المصباح الأحمر في دلالة إلى أنّه مشغول , بينما ينصرف إلى إمتاع شهوته في قصر السيّادة .
وقد نجح رئيس عربي آخر في إقامة علاقة مع فتاة فرنسية شقراء من أصل يهودي وكان يطبّع معها تماما كما طبعّ لاحقا مع الكيان الصهيوني .
و هناك رئيس عربي أصرّ أن يعشق فتاة مراهقة في عمر إبنته وأقسم ثلاثا أن يدخل بها , و إلا فما معنى الولاية على الأمة والرعيّة .
وهناك رئيس عربي كان يجلس على كرسي وثير وهو يتفرّج على نسوة عاريات من مختلف الجنسيات وهنّ يسبحنّ أمام ناظره وبالتأكيد فإنّه كان يحمل مسبحة ويقول : سبحان الذي سخرّ لنا هذا !
وهناك أمير إبن أمير مشهور وخوفا من الإيدز فقد كلف فريقا طبيا كاملا لفحص الزانية الأوروبية قبل شحنها إليه في عاصمة بلاده ولا تحتاج عندها هذه وغيرها إلى كفيل لأنّ الآمر الناهي في هذه الدولة هو الذي طلبها شخصيا , والعجيب أنّ حكّام العرب اليوم يشبهون أجدادهم تماما فمثلما كان أجدادهم يتصيدون الشقراء الرومية والسمراء الفارسية و الشهلاء الهندية و الحوراء العربية فإنّ حكام العرب اليوم لديهم نفس الميول , فهناك أمير عربي نقد زانية إيطالية نصف مليون دولار , و آخر نقد جنية رومية مليون دولار , ومدّ هؤلاء حبالهم إلى كل أسواق العهر , فأصطادوا العاهرات وحتى صحفيات بعض الفضائيات لم يسلمن من تهتكهم وإستباحتهم للأعراض , وصرنا نرى بعض الكبراء في أفخم فنادق ستوكهولم يتصيدون الحسناوات السويديات المعروفات بخاصية الجمال العاليّة , وقد أدرك بعض اليهود هذه الميول لدى حكام العرب والمسلمين فأسسوا نوادي خاصة لمن يرغب من الكبراء في إرخاء العنان لشهوته , وهذه النوادي لا يدخلها أحد وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
والكثير منهم مصوّر في أوضاع مخلّة , وما لا يعرفه كثيرون أنّ بعض الرؤساء العرب وعندما يقومون بجولات لبعض العواصم العربية المعروفة برقصها وخلاعتها فإنّ البرتوكول غير المدوّن يقضي بإمتاع هؤلاء الرؤساء , وبعض أمراء الخليج كرهوا الرئيس العراقي صدام حسين لأنّه كان يصورهم وهم في مشاهد مخلّة بالأدب ويقوم بإبتزازهم بعد ذلك , وهناك رئيس عربي قال له وزيره :
سيدي الرئيس إنّ إبنك المصون إنتهك شرف إبنتي فأجابه الرئيس المصون :
دع إبني يتسلى .
و في حفلة رسمية أقيمت في عاصمة عربية على هامش زيارة وفد إلى هذه الدولة , قام الرجل الأول بإصطحاب زوجة وزير الداخلية في البلد المضيف إلى مخدعه لأنّها كانت جميلة , دون أن ينبس هذا الوزير ببنت شفة , وبالتأكيد فسوف ينتقم من السجناء الأبرياء في اليوم التالي ليثبت أنّه صاحب نخوة وأرومة ومروءة .
وهذا غيض من فيض و نقطة في بحر من عهر حكام أوصلونا إلى ذروة السقوط , وما خفي كان أعظم !!
بقلم / يحي أبوزكريا
تعليق