إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

____ ذاتَ رفضٍ صَحى مُؤخرًا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ____ ذاتَ رفضٍ صَحى مُؤخرًا

    ذاتَ رفضٍ صَحى مُؤخرًا
    قصة قصيرة


    أمامَ مرآة ناعمة , لَعنَت العبثْ, حين أبصَرَتْ يأساً خلقَهُ الحزنَ ,في ما تبقى من وجهها !
    أزاحتْ ثوبُ الزِّفافِ , أبيضٌ هو كبياضِ القطنَ.. تمنَّت أن يُحسِنَ ذويها –هذه المره- إختيارَ المُسنَّ الثريّ, من عليها أن تعيدَ له شبابهُ بما يدفعُ من مهرٍ ومالٍ !. تمنَّت أن يكون لدى الداخلُ بعد قليلٍ قلبٌ أبيض.

    على طرف السرير جَلستْ , استنشَقتْ رائحةُ الزهورِ بين يَديها. تشمُّ رائحةَ الرِّضا , أباها راضٍ وأخاها و زوجَتهُ وأبناءهُ راضون. هي بذلك , كأنها في جنةٍ عَرضُها مصالحُ أبا وأخا وجذورهما ! , تنَهدتْ حُزناً...
    وَضَعتْ باقةُ الزهرِ جانباً. أرختْ رأسَها فوق الوِسادةُ , تَسقطُ بعضَ الدموعِ نحو حُمرةِ شفاهٍ جافةْ.
    مالحةُ تلكَ الدموعِ كـ البحرِ حينَ يموت. ساخنة كصفعةِ والدٍ متزمت , حارقةٌ كـ سخريةِ الماضي حينَ ينشُرُ غسيل التضحِياتْ.

    أحدهم يدقُّ البابَ , تنهضُ من على السريرِ , تمسحُ دموعَها سريعاً , تعيدُ رسْمَ الإبتسَامةْ ,موهوبةً في رسم الإبتساماتِ . كأن التكرَارَ علّمها. تفتحُ البابَ , تَدخلُ زوجةَ أخيها على عجالةٍ:
    - لفت إنتباهي طقمُ الألماس , أعجبني . هيا أديري ظهرك نحوي , سآخذه قبل أن يدخل زوجك ,, أبا الخير وعمه وشيخ كل قبائله!
    لم تنبسْ ببنت شفه , لا تتشبثُ بالشكلِياتِ كما تتشبثُ بـ رِضاهُم . ابتسمتْ وأدارتْ ظهرها.
    - شكرا لكِ يا عروسة, أقسمُ أنني أغبطكِ على هذه النعمة .مع السلامة , احرصي على رضى زوجكِ .
    في سهوٍ باسِمٌ , حرَّكت راحةَ يدها مُوِّدعةًّ .. تركتْ البابَ مفتوحاً للقادِم بعدَ قليل.
    عادتْ إلى حيث يجبُ أن تنتظرْ . جَلسَتْ وأقدَامِ الإنتظارِ تعزِفُ لحناً مُعقّدا , كـ أنغامٍ من عصرِ البارُوك. كَـ لوحةٍ سيرياليةٍ لا تعكسُ حقيقةَ ما يُرى.

    طالَ الإنتظاْر , بَرُدَ الشَّاي, أنهتْ قراءَة ثمانينَ صفحةٍ من روايةٍ عربيةٍ , تعيشُ لحظاتِها بهدوءٍ, لا تشعُر بالخوف من ليالٍ اعتادت عليها ,, كهذه.
    أدركتْ أنهُ آتٍ حينَ, سَمِعَت همس ٍ قادمٍ نحوَها . لم يَكُن الزوجُ وَحيداً حين دَخلَ عليها, كانت تُمسِكُ بساعدهِ إمرأتَهُ الستينية. اقتربا من تلكَ القابِعة على السرَّير.افتتَحتْ العجوزُ حديثَ الأمنياتِ ببعضِ الدموعَ , ثم حرَّرتْ صوتَها المخنوق:
    - أربعينَ عاماُ و شغفُ الأمومة يقُتلني , أحترقُ غيضا كُلما رأيتُ أماً تحضِنُ طِفلا , أريدُه حتى وإن كان ناقصُ الخِلقة. طفلا يُجمِّل الحياةَ في عيني !
    كانت تتأملُ ملامحَ العجوزَ بصمتٍ . طَلبٌ آخر , هي ليست سوى جسدٌ مُتعِدد الأغْراضْ , يستغله الآخرون في تسيير حياتهم . تذَكرتْ أخاها حينَ أجبرَها على بيع إحدى كليتيها لأحدٍ الأثرياء , تذكرتْ كيفَ أنها ضحكت ذات يوم بجنونٍ , عندما طلبَ منها والدُها أن تَهبُه أسْنانِها , بعد أن ضاقَ ذرعا بأطقم الأسنان المملة !, ولوْلا َغباءَ الطَلبْ , لَما رَفَضَت. لم تعتد الرفضَّ أبدا ,مُهمّشةٌ تبقَى, كَما اعتَادَتْ.

    قطع سَرحاِنها كلاماً:
    - سوفَ نوفرُ لكٍ كلَّ سُبُلَ الراحةِ , كلُّ ما تحلُمِينَ بهِ سيكونُ لكِ , شرطَ أن توافقي على التخلِّي عن حضانة إبنكِ فورَ ولادتِك لهُ ؟
    نظرتْ إليهٍم , نهضَتْ , احتضَنتْ العجوزَ بكلتَا يديهَا, ثمَّ ابتسَمتْ , أرادَتْ أن تثَرثِر , لكنَّ .. ما أصعبَ قول لا , و .. ما أقذركِ يا نَعَم:
    - سوف ترين يا عمتي , أن الحياةَ مهما قسَتْ , تَلينْ.
    - شكرا لك يا ابنتي , أعدتي لنا السعادة من جديد , سنعوضك بكل ما نملك. نعدك
    نظرتْ إلى السماءِ خِلسَةً , هُناك من يَبني أحْلامَهُ تحتِها !
    غادرَ الزوجينَ المَكانْ , و أحدهم ينظر للآخر نظرةً يحدُوها الأملَ.

    ركضتْ نحوَ البابِ باكيةً , أغَلقتهُ مرَّتين , سَقطتْ أسفلهُ , لا تشعرُ بالأمانِ تحتَ هذا البابَ الذي لا يَجلِبُ سوى من يأخُذ ! تركضُ بفزعٍ نحوَ السريرْ...
    هواجسٌ تراودُ العقلَ عن نفسهِ حتى تقعُ الخَطيئَة. تحضُن جسدِها, تتكَّوم , تُغطي أذُنيها بأطرافِ الأصابعَ , تشعُر بألمٍ يجتاحُهما, كأنَّ هُناك من يُبحِرُ عبرَ "قناةِ إستاكيوُس" عائِداً إلى أهلِه . رجالٌ سُمُرٌ يمارسونَ طقوساُ روحِية , يعوٍي أحدُهم كالذئْب ويدُّقُ الآخرَ طبلَة الأذُنِ بإحتراف.
    تُجاهِدُ بألمٍ كيْ تُطْبقَ الأجفاَن , حتى إذا انتَصرَت , تَهاوَت الأيَادي من كلِّ حدبٍ وَصوْب, خَلف أْجفانٍ متجرِّحَة. الكلُّ يشيرُ بيديهِ {هـاتِ ,, هاتِ}.
    ليس بمقدورِها أنْ تضحي بالمزيد , ستموتُ أشدُ يأساً , وأعظمُ وجعاً.
    , شيءٌ ما أفزَع الصَّمتَ , صرخةٌ لم تحتّمِل المكوثُ في جسدٍ مُتهاِلك .
    في منتصفِ المكانْ, كانَ الجسدُ مُعلقاً , تسيلُ منهُ الدِّماءَ .
    لا عَزاءَ لها , كانَ عزاءٌ لأحلاماً رَحَلَتْ حينَ رَحَلَتْ ذاتَ رفضٍ صَحى مُؤخراً ! .


    النهاية
    وفي الجامعة ..
    ليس هناك ما سيبقى لك دوما
    الأروقة دائما ما تخبيء لك شيئا
    والحاضر يجبرك على نسيان الماضي
    إنها مؤامرة زمان ومكان ...



  • #2
    المبدع حمد المخيني
    لَطَـــالَمَـا قَرَأْتُ لَك، أَوْ لَرُبَمَــا حَرَصْتُ عَــلى أَنْ أقْرَأْ لَكْ،،،
    وَلكـــن...)
    هَذِهِ الْمَرَةَ أَنتَ جِدَاً مُخْتَلِفْ!
    فَحَبْكَةُ الْقِصةِ شَيْءٌ رآئع، أَثَارت فُضُولِــــــــــــي لِلواقِعِ الإستسلامي الْذي عَآشَتْهُ البْبَطلة.!!
    قِصةٌ مِلئُهـا الجَمال.
    رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ

    تعليق


    • #3
      مشكـــــــــــــــوراخوي ع لقصه يسلمو
      من تكـــــــــلم عنـــــي بســــــوء تــــــــفداه ذنــــوبي مـــــاتغـــــلا علـــــيه

      تعليق


      • #4
        جميل جدا ومواضيعك صدى الأعجاب
        اخترت في الدنيا ثلاث الستر و انصاف و صـــــــلاح
        و كرهــــــت في الدنيا ثلاث لا و لا يمكن و لن
        حبيت في الدنيا في الدنيا ثلاث الفن و أمي و الصباح
        و حلفت ما اخون الثلاث أنتي و جاري و الوطن

        تعليق


        • #5
          ::
          ::

          المخيني ..!
          هنا كنتَ رائعاً ..
          مدهشة _ رغم ألمها _ هذه القصّة ..
          جعلت من قلوبنا تتوجّس كلما مرّ الوقت ..
          أكاد أجزِم أنني رأيت دماءها تسيل أمامي !!
          .
          .

          ممتعة ٌ رغم الوجع !
          رفضها جاء متأخراً .. فمات !!

          .
          .

          لا شيء كـ هذه تستحق الأعلى ..
          الأعلى !
          .
          .
          تثبّت .. بمسامير دهشة !
          http://upload.omanlover.org/out.php/...ahi8-lamar.jpg
          .
          .
          ثـ ....ــكرا ً " لمــار " بلـــثغةِ الطفل ساعة مطر

          تعليق


          • #6
            حمد
            قصة جميلة
            تحمل وجعا إنسانيا
            وتمتلئ بالجمال
            وانا اقرأ القصة كانت تفاصيل الأحداث ترتسم في مخيلتي
            وهذا يدل موهبتك الفذة
            لا تحرمنا من جديدك
            أمد كفي إلى ماء ليطفئني *** فيشعل الماء جوفي ويحترق

            ابو المؤيد

            تعليق


            • #7
              .. كمــ اسهلكــ يآآ نعم .. وكم انتي بعيده يا لآآ .. كل البعد .. ومآآ بعد الكلـــ
              ترمنآآ بك كثيرا يا نعم .. فاصبحنآ عراة رفض ممددين على الاسفلتــ ~



              ~ يآآه يا حمد ..
              دائما ما ترغمنا على احتضان روعه القصه .. والعيش في خلجاتها ..
              بواقعيتهآآ .. هدفهآآ .. وبروعه التعبيرآت ~

              _____::[~
              دمت للابداع رفيقا يطرب بك كلمآآ عزفت على وتره ..
              _____::[~

              أبِِي | مَرحَبَـــاً بِهَـــذَآ العَــآآلمْ الذي لَــآ يَحتَوِيك !
              أبِِي | مَرحَبَـــاً بِهَـــذَآ العَــآآلمْ الذي لَــآ يَحتَوِيك !
              أبِِي | مَرحَبَـــاً بِهَـــذَآ العَــآآلمْ الذي لَــآ يَحتَوِيك !

              تعليق


              • #8
                قصة جميله اخي.....

                دمتا مبدعا...







                صلي على رسول الله محمد

                لا اله الا الله

                تعليق

                يعمل...
                X