التاريخ: 11 مارس 2011
الحدث: زلزال عنيف بقوة 8.8 درجات يعقبه تسونامي يخلف اضرارا جسيمة
قالت هيئة المسح الجيولوجي الاميركية في باديء الامر ان قوة الزلزال 7.9 درجة على عمق 1,15 ميل وعلى بعد 81 ميلا شرقي سنداي في هونشو لكنها رفعت قوتهبعد ذلك الى 8.8 درجة.
قراءة شدة الزلزال على مقياس ريختر...
وأصدرت السلطات اليابانية تحذيرا من أمواج مد ارتفاعها عشرة امتار بعدوقوع الزلزال الذي يعد الاقوى في سبع سنوات.
واهتزت المباني في العاصمة طوكيو وعرضت هيئة الاذاعة والتلفزيوناليابانية لقطات تظهر أعمدة الدخان تتصاعد من مبنى في ضاحية بطوكيو وأوقفت القطاراتالفائقة السرعة المعروفة باسم " الطلقة" المتجهة الى شمال البلاد.
وقفة مع الحدث:
روى البخاري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( لاتقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل وحتى يكثر فيكم المال فيفيض ) .
سئل شيخ الإسلام عن أسباب الزلازل فأجاب رحمه الله: ( الحمد لله رب العالمين الزلازل من الآيات التي يخوف الله بها عباده كما يخوفهم بالكسوف وغيره من الآيات والحوادث لها أسباب وحكم، فكونها آية يخوف الله بها عباده هي من حكمه سبحانه وتعالى، وأما أسبابه فمن أسبابه انضغاط البخار في جوف الأرض كما ينضغط الريح والماء في المكان الضيق فإذا انضغط طلب مخرجا فيشق ويزلزل ماقرب منه من الأرض ( .
وقال ابن القيم: ( ولما كانت الرياح تجول فيها ( أي الأرض ) وتدخل في تجاويفها وتحدث فيها الأبخرة وتخفق الرياح ويتعذر عليها المنفذ، أذن الله سبحانه لها في الأحيان بالتنفس فتحدث فيها الزلازل العظام فيحدث من ذلك لعباده الخوف والخشية والإنابة والإقلاع عن معاصيه والتضرع إليه والندم ) .
وظهور الزلازل وعيد من الله لأهل الأرض، قال تعالى في سورة الإسراء ( وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ). ويقول قتادة في بيان معنى هذه القاعدة القرآنية:"إن الله يخوف الناس بما شاء من آية لعلهم يعتبرون، أو يذكرون، أو يرجعون".
ولما رجفت الأرض في الكوفة . قال ابن مسعود: ( أيها الناس إن ربكم يستعتبكم فاعتبوه ) . أي يطلبكم الرجوع عن الإساءة واسترضائه فافعلوا.
أيها الأخوة هذه الزلازل تذكرنا بيوم الزلزلة الكبرى، يوم القيامة، قال الله تعالى: ( يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ) .
أيها الأخوة ،، قال كعب ( إنما تزلزل الأرض إذا عمل فيها بالمعاصي فترعد فرقا من الله جل جلاله أن يطلع عليها ) .
نعم والله ماكانت الزلزلة إلا عن شيء أحدثناه وما أكثر المحدثات والمخالفات، إن ذنوبا جسيمة جلبت علينا الكوارث والمحن والمصائب والويلات التي تهددنا وتهدد العالم أجمع بالخراب .
فاحذروا الذنوب احذروا الربا احذروا الزنا احذروا ترك الصلاة احذروا الغناء احذروا الظلم وبخس المكاييل والموازيين احذروا خذلان أخوانكم المسلمين في كل مكان ..
أيها الأخوة ،، قال شيخ الإسلام ( السنة في أسباب الخير والشر أن يفعل العبد عند أسباب الخير الظاهرة والأعمال الصالحة مايجلب الله به الخير وعند أسباب الشر الظاهرة من العبادات مايدفع الله به عنه الشر ) ..
ومن ذلك الصلاة عند الزلازل ،، قال ابن قدامه: يصلى للزلزلة كصلاة الكسوف .
وصلى ابن عباس للزلزلة بالبصرة . رواه البيهقي بسند صحيح.
ولكن لاتشرع لها الجماعة ولكن تصلى فرادى .
ومن ذلك التوبة والندم .إن ربكم يستعتبكم فاعتبوه .
ومن ذلك،، الذكر والدعاء والاستغفار ،، قال القسطلاني: ويستحب لكل أحد أن يتضرع بالدعاء عند الزلازل ونحوها كالصواعق والريح الشديدة والخسف .
قال السيوطي: ( ومما يستحب عند الزلزلة ( الدعاء والتضرع ) . ومما يشرع الصدقة .
))إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ((