أراني اليوم وأنا أمشط أرفف مكتبتي الصغيرة لإعادة ترتيب ما بها من كتب، قد خرجت بعدد لا بأس به من كتب البحوث العلمية التي تصدرها جامعة السلطان قابوس والتي لم أدفع فلساً للحصول عليها وقد يكون ذلك سبباً للعزوف عن قراءتها فهي دائماً ما توزع مجاناً في المعارض أو الفعاليات المختلفة، وهي نفس الكتب التي تجدها على طاولات المسئولين المخصصة للضيوف فيتسلى الزائر بتصفحها دون أن يعيرها أهمية فقط تجذبه الصور والرسوم التوضيحية والبيانية.. لكن فضولاً دفعني لتصفح أحد تلك الكتب واكتشاف مكنوناتها وكنوزها الثمينة والتي تتعدى كونها كتبا فكل كتاب من تلك الكتب مكتبة بحثية تختصر ما يدور في مختبرات الجامعة ومعاملها وفي عقول مجتمعها باختلافه في عدد من الأوراق، وما وصل إليه العقل العماني من نضج وتعمق في البحث، قفزت بعد ذلك الاعتكاف الذي تعدى اليومين إلى جهاز الحاسوب وكتابة هذا المقال الذي سيكون ضيفاً جديداً في هذه المساحة.. وللتكفير عن ذنبي ككاتبه في الابتعاد عن هذا الجانب كغيري من الزملاء الذي لهم أقلامهم أيضاً..
هنا تذكرت نقطة نقاش داخلية (داخل أروقة جامعة السلطان قابوس)، تجد مكاناً لها عند الاقتراب بالاحتفال بيوم الجامعة وهو يوم الثاني من مايو من كل عام، وهي لماذا يخصص الاحتفال الرئيسي بهذا اليوم للبحث العلمي سواء كان الحفل الرئيسي لهذه المناسبة الذي تخصص له مادة فلمية عن البحوث العلمية بأرقى مستويات الإنتاج التلفزيوني تعد قبل أشهر أو المعرض البحثي إضافة إلى الإعلان عن أسماء البحوث الفائزة بالمكرمة السامية السنوية المخصصة للبحث العلمي والتي تبلغ خمسمائة ألف ريال عماني، وإن كانت من فعاليات أخرى فهي تبقى مصاحبة.. فهل هناك ما لا يستحق الاهتمام به في الجامعة غير البحوث، وان كان يوم الجامعة هو يوم للاحتفال بزيارة صاحبة الجلالة الأولى والخطاب التاريخي الذي كان شاملاً ولم يخصص للبحث العلمي فقط.. ولماذا خصصت المعارض عند زيارة صاحب الجلالة للجامعة لتركز على البحث العلمي... وهل وهل.. وباختصار هو تكريماً للعقول التي كرست جزءاً كبيراً من حياتها للبحث العلمي منذ إنشاء الجامعة وتشجيعاً للبحث الذي به تنهض الأمم باعتباره الدليل على التطور وعدم ركود العقول، ولهذا فليس من المستغرب أن يلمح هذا الجانب تطور متسارع وملحوظ فالباحثون في ازدياد لما يحظون به من دعم وتشجيع، والمراكز البحثية وصل عددها حتى الآن إلى تسعة مراكز بحثية وتخدم كل أنحاء السلطنة للوصول بها إلى مؤسسات بحثية متكاملة، كما أن البحوث المُحكّمة تزداد سنوياً فمنذ افتتاح الجامعة حتى عام 2009م، نشر أكثر من خمسمائة بحث باللغة الانجليزية حسب مجلة (سكوبوس)، من غير البحوث التي تصدرها الكليات الإنسانية باللغة العربية.
لكن أين هي هذه البحوث من أرض الواقع لماذا لا تُرى نتائجها في المجتمع لماذا تحصر في أوراق المجلات العلمية المُحكّمة، إذن هناك حاجة إلى تفعيل ما بعد البحوث (النتائج والتوصيات) والخروج بها من الأوراق لتعم الفائدة على المجتمع المحلي قبل أن يستغلها المجتمع الخارجي، من خلال جذب فئة الشباب من طلاب الجامعة لتحويل تلك الطاقات الشبابية لصياغة مرحلة جديدة تنقل المجتمع من مجتمع مستفيد ومستهلك علمياً إلى منتج بحثياً، وللوصول إلى الشباب لا بد من مواكبة الجامعة لعقول الاي فون والاي باد والفيس بوك، بحيث تكون هناك موجة تبث عن طريق تلك الوسائل توعي بأهمية البحث العلمي سواء من خلال قسم يُعنى بالتواصل الإلكتروني يستهدف عقول الجيل الحالي، وبذلك خلق جيل واع بشكل أكبر بأهمية البحث العملي وتكملة هذا المشروع البحثي الضخم الذي تبنته الجامعة منذ إنشائها باعتباره هدفاً أساسياً من ضمن أهدافها الأربعة والمؤسسة البحثية الرئيسية في البلاد، وتعيد للشباب ثقته في القدرة على العطاء وقبل من ذلك التفكير والبحث والخروج بالحلول التي تخدم المجتمع، ليس فقط داخل الجامعة بل إعطاء الفرصة لكل شاب أو طفل ليكون له دوره في البحث العلمي فالإمكانات متوفرة والبيئة البحثية متاحة لكن تبقى مسألة توجيه المجتمع من خلال الأسر ومؤسسات التربية والتعليم للحث لسلك طريق البحث.. أليس أحمد زويل إنساناً يملك عقلاً بنفس مواصفات عقول البشر لكنه وجد المقومات والمساندة ليرى نوبل بين يديه..
ولنحتفي بندوات البحوث العلمية الشبابية ونستبدل تكاليف ندوات ومؤتمرات الأخلاق بندوات البحوث التي توجه العقول وترتقي بها.
هنا تذكرت نقطة نقاش داخلية (داخل أروقة جامعة السلطان قابوس)، تجد مكاناً لها عند الاقتراب بالاحتفال بيوم الجامعة وهو يوم الثاني من مايو من كل عام، وهي لماذا يخصص الاحتفال الرئيسي بهذا اليوم للبحث العلمي سواء كان الحفل الرئيسي لهذه المناسبة الذي تخصص له مادة فلمية عن البحوث العلمية بأرقى مستويات الإنتاج التلفزيوني تعد قبل أشهر أو المعرض البحثي إضافة إلى الإعلان عن أسماء البحوث الفائزة بالمكرمة السامية السنوية المخصصة للبحث العلمي والتي تبلغ خمسمائة ألف ريال عماني، وإن كانت من فعاليات أخرى فهي تبقى مصاحبة.. فهل هناك ما لا يستحق الاهتمام به في الجامعة غير البحوث، وان كان يوم الجامعة هو يوم للاحتفال بزيارة صاحبة الجلالة الأولى والخطاب التاريخي الذي كان شاملاً ولم يخصص للبحث العلمي فقط.. ولماذا خصصت المعارض عند زيارة صاحب الجلالة للجامعة لتركز على البحث العلمي... وهل وهل.. وباختصار هو تكريماً للعقول التي كرست جزءاً كبيراً من حياتها للبحث العلمي منذ إنشاء الجامعة وتشجيعاً للبحث الذي به تنهض الأمم باعتباره الدليل على التطور وعدم ركود العقول، ولهذا فليس من المستغرب أن يلمح هذا الجانب تطور متسارع وملحوظ فالباحثون في ازدياد لما يحظون به من دعم وتشجيع، والمراكز البحثية وصل عددها حتى الآن إلى تسعة مراكز بحثية وتخدم كل أنحاء السلطنة للوصول بها إلى مؤسسات بحثية متكاملة، كما أن البحوث المُحكّمة تزداد سنوياً فمنذ افتتاح الجامعة حتى عام 2009م، نشر أكثر من خمسمائة بحث باللغة الانجليزية حسب مجلة (سكوبوس)، من غير البحوث التي تصدرها الكليات الإنسانية باللغة العربية.
لكن أين هي هذه البحوث من أرض الواقع لماذا لا تُرى نتائجها في المجتمع لماذا تحصر في أوراق المجلات العلمية المُحكّمة، إذن هناك حاجة إلى تفعيل ما بعد البحوث (النتائج والتوصيات) والخروج بها من الأوراق لتعم الفائدة على المجتمع المحلي قبل أن يستغلها المجتمع الخارجي، من خلال جذب فئة الشباب من طلاب الجامعة لتحويل تلك الطاقات الشبابية لصياغة مرحلة جديدة تنقل المجتمع من مجتمع مستفيد ومستهلك علمياً إلى منتج بحثياً، وللوصول إلى الشباب لا بد من مواكبة الجامعة لعقول الاي فون والاي باد والفيس بوك، بحيث تكون هناك موجة تبث عن طريق تلك الوسائل توعي بأهمية البحث العلمي سواء من خلال قسم يُعنى بالتواصل الإلكتروني يستهدف عقول الجيل الحالي، وبذلك خلق جيل واع بشكل أكبر بأهمية البحث العملي وتكملة هذا المشروع البحثي الضخم الذي تبنته الجامعة منذ إنشائها باعتباره هدفاً أساسياً من ضمن أهدافها الأربعة والمؤسسة البحثية الرئيسية في البلاد، وتعيد للشباب ثقته في القدرة على العطاء وقبل من ذلك التفكير والبحث والخروج بالحلول التي تخدم المجتمع، ليس فقط داخل الجامعة بل إعطاء الفرصة لكل شاب أو طفل ليكون له دوره في البحث العلمي فالإمكانات متوفرة والبيئة البحثية متاحة لكن تبقى مسألة توجيه المجتمع من خلال الأسر ومؤسسات التربية والتعليم للحث لسلك طريق البحث.. أليس أحمد زويل إنساناً يملك عقلاً بنفس مواصفات عقول البشر لكنه وجد المقومات والمساندة ليرى نوبل بين يديه..
ولنحتفي بندوات البحوث العلمية الشبابية ونستبدل تكاليف ندوات ومؤتمرات الأخلاق بندوات البحوث التي توجه العقول وترتقي بها.
تعليق