السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى أن أجد مكانا يتبنى مدونتى
سأدون هنا ... ما أجده فابعا بداخلى كأنسان ظهر فى الحياة ويأتى يوم يختفى

ذاك الطفل الذى يلتصق بى منذ اليقظة الاولى يعاتب ذاكرتى لانها إلتفتت بإتجاه يخالف موطنه الحالى وتخطت وجوده وأتجهت نحوى .
هذا الطفل يؤكد حضوره حيث أنا الان ... أسمعه يخاطبنى ... أنا من أتيت بك هنا .. لمَ أنت الاخر تتجاهلنى ... دعنى أظهر قبلك أيها البالغ فى الزمن عمرا ...
لك ما شئت ... ولكن ماذا أقول عنك ... هل أخرجك كما أنت تريد أم كما أتيت ... أتركنى مخيرا ... سأحاول أنصافك ما أستطعت ... لن أترك نفسى تجر الحديث عنك بأنفاسها بل عقلى أوكله نيابة عنى أؤمن به كثيرا يكفلك كما أنت كفلته يوما ما . هو عراب سيرتك الان .
هذا الطفل المتخفى من سنين هنا .. ولد فى زمن ما ولادة طبيعية جدا وفق ما ساد الحياة فى تلك الفترة حيث قدم هذه الدنيا على يد قابلة فى زاوية كوخ من صفائح القصدير على ارض مستأجره أعدت ( غاتو ) لاسرة فقيرة كان هو أول بشائر الانجاب بها ... أسرة قبضت عليها الظروف المرة كما قبضت على غيرها من الاسر . فالاب مُشغل بدالة ( عامل تلفونات ) والام ربة بيت وفر الفقر الكثير من تعبها .
نما وترعرع حيث البؤس والمرض والجهل والفقر هم أنفاس الناس. يعيش على رمق الحلم ويطارد الامنيات بين اكواخ الصفيح ويلعب حافى القدمين يمارس فى جوف وقته البراءة
طفل عادى لم يكلف أهله تعبا ولا تربية ... أظن الفقر يسهم فى التربية ... يشكل الاطفال بالقناعة ويدفع عقولهم نحو النجاح .. لم يك شقيا أو كسولا .. بل جاء هكذا طفلا يغازل نفسه ويرتمى فى حضنها ويشعر بإنها واسعة تحتاج وقته كله حتى يلعب بداخلها أو يتنزه فيها حتى وهو يمارس هواية اللعب مع أترابه .. طفل يحمل ملامح قلبه فى وجهه .
الايام تتناسل وهو ويتناسل فيه العمر يتمدد طفولة يصقله امل هناك فوق سطح كوخ اسرته .. أمل تعاهده بالرفقة والصحبة والرعاية من بعيد ...

نكمل الحديث لان له بقية

ع.ع