بكَاءُ المصَابيحْ..

كالزهر.. أوكار الضياء توزعت في الانتظامْ..
أشباهُ أروحً لَها لكنها من ألف عام..
تحكي.. وما تحكيه تقتلهُ عصافيرُ الظلام..
فمداره المحدودُ ممتدٌ على كفِ العمود..
لكن أضواء الأنينِ توزعت في كل عود..
حيث الانينُ حكايةٌ تروى على ضوءِ البنود..
فالضوءُ أصواتٌ تعذب في الخفاء..
حيث الكراتُ البيضُ سجنٌ في الهواء..
مسكونةٌ بالجن، حيث الجنُ أفواج من السفهاء
حمقى لا يعو غيرَ الهراء..
يلقيهم الليل البغيضُ وفي اشارات القميص..
شارات سُيّاف من النوعِ المعفن والرخيص..
يتنفسون القتلَ والأجرامَ في الليل البهيم..
فتضيء أصواتُ المصابيحِ المضاءة في الجحيم..
تبكي وما يجدي البكاء..
فأنا أراهم دائما يتسللونَ إلى العمود بلا رداء..
ها هم أمامي يبدؤون بضربها.. نور المصابيح المضاءة في ازدياد..
فكلما زاد البكاء.. زاد العويل من الضياء..
وكلما زاد الضياء.. شعت على طرقات قريتنا مصابيح العذاب..
وأهيم حيرانا أفكرُ.. كيف إنا نستضيء بنورها من دون قصد تارة أو دون باب..
وهم السراة المنهكونَ من العذاب..
الجاثمون على شوارعنا يضيئونَ التراب..
بعذابهم أضحى السبيل ممهدًا للأولياء..
بعذابهم أضحى التسول في الطريق.. تحت المصابيح المشعة بالضياء..
بعذابهم أضحى الضياء كما الهواء..
لا شيء أسهلُ من إنارة شارعٍ.. بعذابهم كل الشوارعِ في مدينتنا مسالك للولاء..
ومررت من جنبِ المصابيحِ المنيرةِ في الظلام..
لأقول ما في خاطري، يأسٌ تسلل باحترام:
لا شيء يسكتُ هذي الأضواء عن قول البكاء..
لا شيء يلقي في حَواجبها تعاويذَ المنام..
لكهنا ترمي بحكمتها وتُضمي للختام:
هذي المصابيحُ المضاءةُ سوف يسكتها الضياء..


خلفان بن علي الكندي