إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ظاهرة عجرمية ... وتحفظ علمي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ظاهرة عجرمية ... وتحفظ علمي

    إن كان للمطربة نانسي شهرتها العربية فإنها ازدادت شعبية بين أوساط المجتمع العُماني في الأونة الأخيرة ، فتداول أسمها بين كل فئات المجتمع فتعرف عليها من لم يعرفها بل وقد لجأ البعض إلى القراءة عنها والاطلاع على أعمالها ليكون أكثر ثقافة عن مكانة هذه المغنية اللبنانية وليكن مستعداً لابداء رأيه لأي ظرف قادم ، فرأينا الملتزم دينياً والأكاديمي والمثقف وطالب العلم وصانع القرار كلاً على حد سواء يتداولون الرسائل الهاتفية سواء تخابراً بقدومها أو لإطلاق حملة (لن تطأ نانسي عجرم أرض عُماننا الغالية) ، وهناك من خصص مساحات من النقاش في وسائل التواصل الاجتماعي أو الإعلام الجديد والمنتديات الإلكترونية لتجد المجتمع متفاعلاً مع المواضيع الكثيرة التي طرحت من أجل ظاهرة نانسي ، بسبب مقدمها لعُمان لتقديم أحدى الفقرات في افتتاح مهرجان مسقط السينمائي السابع ، لكن السؤال الذي قد يتبادر لذهن الكثيرين هل قدوم نانسي عجرم هو المشكلة على الرغم من انها أحييت عدة حفلات سابقة في عُمان سواء كانت عامة او خاصة ؟ ولكن هذه المرة أتى وجودها مختلفاً نوعاُ ما وهذا ما جعل المجتمع يثير حولها ويجعل منها ظاهرة أرتبطت بالمهرجان ، يمكن إختصار الإجابة بالمكان فإن إرتباط أسمها بالقاعة الكبرى لجامعة السلطان قابوس هذا الصرح العلمي الأكاديمي سبباً رئيسياً لهذه الضجة والهالة التي تكونت حولها ، فإن المكانة العلمية والبحثية والسمعة المرموقة التي كونتها الجامعة على مدى خمسة وعشرون عاماً لا يمكن أن ترتبط بإستضافة هذا النوع من الفعاليات التي ترتبط بمغنيات (الوجبة السريعة) التي تنعش الجمهور وقت الغناء بالتمايل والكلام الذي ليس له معنى ، فالجامعة ومنذ نشأتها دقيقة الاختيار في من يستضاف أو ما يقام على منشأتها من فعاليات إلا أن غياب المعايير والضوابط للفعاليات التي يجب أن تقام في القاعة الكبرى بالمركز الثقافي للجامعة جعل الباب مفتوحأ دون فلترة تحسب حساب المكان وهدفه .
    إن الغيرة على هذه الجامعة وعلى طلابها الذين يمثلون نخبة المجتمع أثار حفيظة الكثيرين فيها مما جعلهم يعلنون رفضهم لدخول نانسي التي تمثل خط معين من الفن لا يمكن النزول إليه ، فحفاظاً على الأهداف الأساسية للجامعة وعلى ما يقدم بها وعدم الرغبة في تشجيع هذا النوع من الفن الذي يتنافى بما ندين به كعُمانيين بشكل عام من إسلام ، ومن هذا المنطلق بالدرجة الأولى وكمؤسسة علمية أكاديمية بالدرجة الثانية كان ذلك الرفض ، فأنا لا أعتقد بأن ما حدث مع العجرمية سيحدث لو أتت فيروز أو ماجدة الرومي مثلاً واللتان يمثلان فناً راقياً يحترمه الكثيرين، وإن عارضته القلة بسبب الدين وهذا بالفعل ما حدث عندما مجىء (ياني) هذا الموسيقار العالمي الراقي في موسيقاه التي تحمل معاني السلام والإنسانية ، فلم يلاقي رفضاً بل أن القاعة اكتضت بالمستمعين من جميع طبقات المجتمع وقبل أسابيع كانت هناك أمسية الطبول اليابانية وهذا فن أيضاً وغيرها من الحفلات الموسيقية التي تقام في القاعة على مدار العام .إذن الرفض للعجرمية لم يأتي بسبب الفن نفسه بل درجة الفن المقدمة والذي لا تتناسب مع جامعة السلطان قابوس شكلاً ومضموناً ولكنها تناسب لتقدم في مكان آخر .
    إذن الرفض لم يأتي لغرض التشدد الديني كما يقال بل أعتقادنا وإيماننا بالدين الإسلامي هو منطلق للحياة وعلى أساسه نعيش وتنظم الحياة ، أما تقسيم المجتمع إلى طبقات أو تيارات إسلامية يرى أنها تحارب بعض ممارسات المجتمع فهذا القول لا ينطبق في مجتمع إسلامي فنحن جمعياً مسلمين منا من يطبق الإسلام بحذافيره ومنا من يغض البصر عن بعض ما جاء في الدين تماشياً مع رغبات المجتمع والتطور الذي تلزمه العولمة .
    قد يقول البعض وهل كل الأمسيات المقامة في الجامعة ترقى بالمستوى ، بالطبع ليست كل الأمسيات كما يجب أن تكون ونسبة منها دون المرتجى ولكن يعتمد على الطلبة المنظمين لتلك الفعاليات والحضور أيضاً فتجد أحيانا أن مسمى الفعالية في وادي والمضمون في وادي آخر وفي نهاية المطاف تكون أمسيات على نطاق محدود وليس على مستوى المجتمع بشكل عام كما هو الحال في مهرجان السينما ،هذا لا يعني أنه يجب أن نترك المجال مفتوحاً بل يجب الأختيار بعناية حتى تقنن المسألة ليركز على الصالح وترك الطالح.
    ولنكن منصفين لنانسي ، فهي لم تكن وحدها من يجب أن تلاقى بالرفض بل أن المهرجان أحتضن بعض الأسماء الأخرى التي أشتهرت في الأفلام العربية الإباحية لكنها نجت من الرفض وفقدت الشهرة التي حظيت بها نانسي خلال هذه الفترة.
يعمل...
X