إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"تهريب" صوت المبدع العماني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "تهريب" صوت المبدع العماني

    حتى وقت قريب كانت أنشطة المؤسسات الثقافية المدنية العمانية لا تتعدى حدود مسقط أو الأماكن التي تعمل بها، وكان مد البصر الى خارج حدود ذلك ضربا من الأحلام التي يتم اجهاضها وهي في لحظات تشكلها الأولى ومحاولتها الخروج الى الواقع حيث تواجه صعوبات كثيرة أهمها عدم وجود الدعم المادي، أما المؤسسات الحكومية فكانت بالكاد تقيم نشاطا سنويا أو نشاطين خارج السلطنة، بعد عرّ وجر وإذا ما وسعت خطاها فإنها تقيم أنشطتها داخل ولايات السلطنة بالكثير، وظلت محصورة داخل الحدود، وكان خروج الأدباء العمانيين الى خارج حدود السلطنة يكون عبر الدعوات الشخصية التي تصل إليهم من المهرجانات الخليجية والعربية فكانت تلك الدعوات نوافذ لـ"تهريب" صوت المبدع العماني الى الخارج وكأن هذا الصوت مادة ممنوعة محظورة التداول!!
    وكانت مجلة "نزوى"واحدة من تلك النوافذ التي عرّفت بالإبداع العماني وكذلك الكتب التي طبعت، في بيروت وعمّان ودمشق، ومعظمها على النفقة الخاصة لمبدعين شباب متحمسين أزعجتهم العزلة والإقصاء غير المقصود!
    وظل الحال هكذا حتى وسّعت "سبلة عمان" الخطوة ومدّت البصر بعيدا حتى بلغ "مانشستر" عندما نظمت قافلتها الثقافية الأولى وقدمت مسرحية "الجسر" هناك قبل خمسة أعوام ثم تلتها بقافلة ثانية حملت على أجنحتها الشعر والقصة حينما نظمت جلسات شعرية وقصصية في لندن ومانشستر وأقامت ندوة باللغة الإنجليزية في جامعة كامبردج للتعريف بالأدب العماني، بعد ذلك أضافت في قافلتها الثالثة التشكيل والإنشاد والمسرح، حينما قدم خالد العامري وعبد الحكيم الصالحي عرض "مجرد نفايات" في باريس، ليكون أول عرض عماني يقدم في عاصمة النور وكذلك في لندن ثم سارت القافلة الرابعة إلى باريس بالكتاب العماني حيث أقامت معرضا للكتاب العماني في معهد العالم العربي، وفتحت ركنا خاصا في مكتبته العامرة للأدب العماني.
    هذا الحراك نشّط بقية مؤسسات المجتمع المدني وحفزها وكانت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء أولى المؤسسات التي استهوتها فكرة "تهريب" صوت المبدع العماني إلى الخارج لذا أقامت الأيام الثقافية العمانية في تونس بمشاركة عشرين مبدعا عمانيا خلال الفترة من 25 وحتى 28 يونيو الفائت وشملت الفعاليات معرضا للكتاب والصور العمانية ومحاضرات في المسرح والسينما والفكر وجلسة سردية وأخرى قصصية وعرض 7 أفلام سينمائية قصيرة، فقدمت صورة عن المشهد الثقافي العماني أبهرت من تابع تلك الأنشطة وظن الكثيرون أن تلك الأيام تقف خلفها مؤسسة حكومية لكنها فوجئت حين علمت أنها لم تكن سوى مبادرة لمؤسسة مدنية رأت أن من واجبها إيصال صوت المبدع العماني إلى أبعد نقطة ممكنة فبدأت بتونس التي "خرجت توا من رحم الربيع العربي" كما وصف الكاتب المبدع محمد بن سيف الرحبي ضمن برنامج وضعته بدعم من مؤسسات مصرفية عمانية، وكان ذلك الدعم مشوبا بحذر لكونها الخطوة الأولى والخطوات الأولى غير محسوبة النتائج وكان من الصعب على تلك المؤسسات المصرفية أن تراهن على مجهول.

    عبدالرزاق الربيعي
    جريدة الشبيبة
يعمل...
X