تفتتح بدار الأوبرا المصرية بالقاهرة وبمشاركة واسعة من الكتاب والأدباء العمانيين
الجمعية العمانية للكتاب والأدباء تحيي الأيام الثقافية العُمانية في القاهرة والإسكندرية
تحتضن دار الأوبرا المصرية الجديدة "المركز الثقافي القومي" بالقاهرة حفل الافتتاح الرسمي للأيام الثقافية العمانية التي تنظمها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بالتعاون مع سفارة السلطنة بجمهورية مصر العربية في الحادي عشر من شهر نوفمبر القادم؛ في تمام الحادية عشرة صباحاً، وذلك تحت رعاية وزير الإعلام المصرية معالي صلاح عبدالمقصود بحضور سعادة الشيخ خليفة بن علي بن عيسى الحارثي سفير السلطنة المعتمد لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، وأرباب الثقافة والفكر والسياسة والإعلام، والمهتمين بالنشاط الثقافي في مصر والعالم العربي.
تأتي إقامة هذه الأيام من منطلق التبادل الثقافي و التعاون الفكري والحضاري الذي يعبر عن مدى عمق أواصر ووشائج الصداقة بين الشعبين الشقيقين ، و تأتي كذلك امتدادا لنهج الجمعية الذي استنته منذُ البداية في إيصال صوت المثقف والكاتب العماني في مختلف العواصم والبلدان الثقافية في الأوطان العربية والغربية، وهي تعتبر ثاني الأيام الثقافية العمانية التي نظمتها الجمعية ، إذ سبقها قبل أربعة أشهر الأيام الثقافية العمانية التونسية وقد لاقت نجاحاً وكتبت عنه بعض الصحف والمجلات المتخصصة.
الحضارة العُمانية
يشتمل حفل الافتتاح على فيلمٍ وثائقي يبرز منجزات السلطنة في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة على مختلف الأصعدة المحلية والدبلوماسية والثقافية والسياسية، مع التركيز على نهج السلطنة الرامي لبناء الإنسان واعتباره المكون الحقيقي في الرقي بأي مجتمعٍ كان، إذ تم رفع شعار "الإنسان هدف التنمية ووسيلتها" منذ الأيام الأولى للنهضة العمانية المباركة، وعليه نال الإنسان العماني التعليم ، فعمدت الحكومة إلى "استزراع" المدارس في كل حقلٍ من الحقول العمرانية في السهول والجبال والأودية والقرى والولايات، فتحولت البلاد إلى حقل تعليمٍ ذي حركةٍ مشبوبةٍ لا تهدأ. الفيلم أيضا سيتطرق إلى تماشي تطوير كافة القطاعات والخدمات الأخرى، ومن أهمها وسائل النقل والاتصالات، التي أكملت سير بناء حركة التعمير والبناء والحضارة، وسهلت آلية الانفتاح على العالم الآخر والتواصل معه بيسرٍ وسهولة، عوضاً عن تنامي قطاع الإسكان والصحة، فالأخيرة حققت المركز الأول كخدماتٍ صحية على مستوى العالم في السنوات الفائتة، والواقع ذاته في التطور في شتى المجالات، غير أن الحفاظ على الهوية العمانية خالصةً من أية شائبة هي أحد ملامح نجاح الحضارة العمانية وتميزها، والتي سيشير إليها الفيلم غير متناسٍ واقع الثقافة والحركة الأدبية والنسائية والرياضية والاقتصادية في السلطنة.
350 لوحة تجسد معالم الحياة في عُمان
المعرض الفوتغرافي الذي يبرز الحياة العمانية بتقاسيم الجمال والبيئة والمناخ والإنسان، هو أحد الفعاليات المقامة في ركن المعارض بدار الأوبرا يوم الافتتاح، إذ يتم عبره عرض أكثر من 350 لوحة تجسد معالم الحياة والطبيعة العمانية، التقطتها عدساتٌ حاذقة وبتقنياتٍ متطورة لفنانين عمانيين. من المتوقع أن يحظى المعرض باهتمامٍ كبير من قبل الزوار لما يحمله من تفاصيل دقيقة لطرائق المعيشة ومتنفسات الحياة والتفاصيل البيئية والمعمارية والحضارية للسلطنة، كما يقام ضمن هامش حفل الافتتاح أيضا معرض عُمان للكتاب، يحوي الكثير من الإصدارات العمانية في مختلف مجالات الكتابة؛ الشعرية منها والسردية والنقدية والانطباعية والمتخصصة في التراث والتاريخ والمعمار والسياسة و الأدب و العلوم وغيرها، مع التركيز قليلاً على الإصدارات الشخصية ذات البعد الوجداني والعمق الكتابي المتميز، وهو الخط البياني الذي ينتهجه أغلب كتّاب الجمعية، فالمعرض يقدم بجلاء المستوى الفكري المتطور للكاتب والباحث والدارس العماني، والكثير من تفاصيل الخصوصية العمانية.
عٌمان الحاضر الماضي
ثاني الأيام الثقافية العمانية سيكون حافلاً ومشهوداً مع ندوة "عُمان الحاضر الماضي" التي تحتضنها مؤسسة الأهرام الصحفية في الثانية ظهراً من يوم الاثنين، بقاعة إبراهيم نافع تقدم من خلالها خمسة أوراقِ من منابع مختلفة، إذ سيتحدث الكاتب والشاعر الدكتور هلال الحجري رئيس قسم اللغة العربية و آدابها بجامعة السلطان قابوس في الورقة الأولى عن رؤية العالم الآخر لعمان بجغرافيتها المتميزة من بوابة "عُمان في الأدبين العربي و الإنجليزي"، في حين يتناول الدكتور سعيد العيسائي الملحق الثقافي بالقاهرة " لمحات من الأدب العماني"، بيد أن المستشار بمكتب وزير التراث والثقافة المسرحي الدكتور عبدالكريم جواد سيسبر أغوار "المسرح في عُمان، المنجز والتطلعات"، أما القاص والإعلامي هلال البادي فسيتحدث في ورقته عن المسرح في عُمان . الباحث في الشؤون السياسية ورئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء الدكتور محمد العريمي سوف يقدم ورقة بعنوان "الوسطية في النظام السياسي العماني".يدير الندوة الأديب أحمد الفلاحي، الذي سيقدم أيضاً مداخلة معمقة حول تاريخية العلاقات العمانية المصرية وجذور التعاون والمحبة وعلائق الإرث الثقافي والأدبي بين البلدين .
جلسة قصصية
مكتبة الإسكندرية بعراقتها وقاعاتها الست الكبرى ومتاحفها الأربعة وقبتها السماوية ومعارضها الخمسة عشر ومسرحها العملاق الذي يستضيف أكثر من مليون ونصف زائر في العام، سيحتضن الجلسة القصصية العمانية في السابعة من مساء الثلاثاء بمختبر السرديات ، بمشاركة نخبة من القاصين العمانيين من بينهم الروائي الدكتور حسين العبري صاحب رواية "الوخز" و"الأحمر والأصفر"و "اللغز"، والقاص محمد بن سيف الرحبي صاحب رواية "السيد مر من هنا" و"الخشت" و"بوح سلمي" الذي ترجم إلى الروسية والإنجليزية و"بوح الأربعين"، والروائية الدكتورة جوخة الحارثي صاحبة رواية "سيدات القمر" و"منامات"، والمجموعة القصصية "مقاطع من سيرة لبنى إذ آن الرحيل" و"عش للعصافير" و"صبي على السطح" ونصوص في "مديح الحب"، والقاصة "رحمة المغيزوي"صاحبة المجموعة القصصية "سفر المنامات" و"كاذية بنت الشيخ" و"جميلة"، والقاص حمود الشكيلي صاحب المجموعة القصصية "سرير يمتطي سحابة" و"لا أمان في الماء".
السرد والشعر
أما رابع الأيام فتم تخصيصه لأمسية "السرد والشعر"، التي ستقام في اتحاد كتاب مصر بالقاهرة، بمشاركة القاص يحيى بن سلام المنذري الفائز مؤخراً بجائزة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء لأفضل إصدار قصصي للعام 2012 عن مجموعته "الطيور الزجاجية"، والقاص خليفة بن سلطان العبري صاحب المجموعة القصصية "على الباب طارق" و "عزف على وتر القلب" و"فنجان عند سوق مطرح" و"يوم على تخوم الربع الخالي"، والشاعر أحمد بن هلال العبري صاحب ديوان "عباءات الفراغ"، والشاعر خميس قلم صاحب إصدار " مازال تسكنه الخيام " والشاعر إبراهيم بن أحمد الهنائي الحائز مؤخرا على المركز الأول في الملتقى الأدبي الثامن عشر في صور 2012م . والقاص محمود الرحبي صاحب المجاميع القصصية "اللون البني" و"بركة النسيان" و"لا تمزح معي" و"ساعة زوال" "وأرجوحة فوق زمنين" ورواية "خريطة العالم"، والشاعرة الإعلامية بدرية الوهيبية، ، والباحث عن المغامرة الشاعر إبراهيم السالمي، وسابري أغوار لواعج البادية بكل جمالياتها وتفاصيلها الشاعرين حمود بن وهقة وفيصل الفارسي.
يوم عٌمان المفتوح
ساقية الصاوي؛ أول المراكز الثقافية الخاصة في مصر وأوسعها انتشارا، ويعد أنموذجاً مثالياً للكيانات الثقافية في عصر ما بعد الثقافة الحكومية الكائن بجزيرة الزمالك بالقاهرة، سيشهد احتضان فعاليات "يوم عُمان المفتوح" بالتعاون مع الملحقية الثقافية لسلطنة عمان بالقاهرة. تنطلق الأحداث في الحادية عشرة صباحاً ويمتد إلى التاسعة ليلاً، وهو أشبه ما سيكون بكرنفالٍ ومهرجانٍ وطني ، تقدم من خلاله الكثير من الفقرات الوطنية، من بينها محاضرة للقاص والإعلامي هلال البادي يتحدث فيها عن المسرح في عمان . إضافةً إلى عددٍ من القراءات الشعرية والقصصية والنقدية يقدمها نخبة من الشعراء والقاصين العمانيين ، وسيضم كذلك معرضاً للصور، ومعرضاً للكتب، ومعرضاً للتراث تقدمه الملحقية الثقافية بالقاهرة ، كما ستقدم الناقدة والكاتبة المسرحية آمنة الربيع والفنانة التشكيلية بدور الريامية فناً أدائياً، يحمل عنوان "صلاة من الربع الخالي"، وهو عملٌ ينتقل بين عدةٍ أزمنةٍ ويستحضر بعضاً من الأماكن في انتقاليةٍ حركيةٍ تقنية، عبر استخدام خاصية "الفيديو آرت"، من خلاله تسعى الفنانتان إلى طرق ومعالجة بعض القضايا الاجتماعية، عبر بعض "الإسقاطات" الفنية الأدبية.
من الاسم يتبين أن رمزية الصحراء ورغبة الإنسان في البحث عن الأمل والحلم والخيال الآمن والحب والجمال ستكون حاضراً في العرض، مزج المسرح مع خاصية "الفيديو آرت" سيجعل من المسرح يشهد ارتحالاتٍ وتغيراتٍ متسارعة، مع وجود الإنسان المكون الحقيقي لنماء الأرض في جميع الأزمنة والأمكنة، في إشارة إلى أن الصحراء هي "النفس" الداخلية للإنسان والقرار المتأجج بداخله، غير أن البيد تظل نقيض الإنسان والوجود البشري، فالصلاة كما تشير الريامية هي "الأمل"، كما أن انتظار الماء بعد الضوضاء دعوة للأمن والرجوع الإنساني، كل العناصر البصرية مستخدمة من بيئة السلطنة، إذ تم التصوير فوق رمال صحراء الربع الخالي بالسلطنة، عوضاً عن استخدام الموسيقى العمانية والرقصات الشعبية والأهازيج الخاصة بالسلطنة، العرض في مجمله هو رحلة فنية من خلال لوحة مسارحية بديعة عمادها الرؤية البصرية والأداء الشعري.
الرحبي والعامري ضيفا شرف
سيحل الشاعران الكبيران سيف الرحبي وهلال العامري ضيفي شرفٍ للأيام الثقافية العمانية في القاهرة والإسكندرية، وهما اسمان لامعان في عالم الشعر، وأضحيا علمين عربيين يشار إليهما بالبنان كلما ذكر الأدب والشعر، وهي فرصة مواتية للاحتفاء بهما والاعتزاز بما وصلا إليه من مكانة مرموقة وناصعةٍ في جبين الأدب العربي.
شجرة اللبان شعار الأيام الثقافية العُمانية
اللوحة التي صممت لكي تكون "شعاراً" للأيام الثقافية العمانية في الإسكندرية والقاهرة، جمعت بين رموز ومعالم الثقافة والحضارة في البلدين، إذ تلتقي شجرة اللبان بتمدد فروعها وإشراقها على الشمس مع الأهرامات الثلاثة الشهيرة في الجيزة الحاملة أسماء ملوك الفراعنة الثلاثة خوفو وخفرع ومنقرع التي تعود إلى الأسرة الرابعة نحو 2613 قبل الميلاد.
الشعار عبارة عن لوحة فنيةِ كونية، تتمثل في الانفتاح والتواصل، عبر "بوابة مسقط" المستقبلة للآخر بكل حب، والشارعة أبوابها المفتوحة للاتصال والتواصل الداخلي والخارجي، كما أن البوابة أبرزت معالم الهندسة المعمارية العمانية التي ظلت محافظةً على نمطها التاريخي رغم تداول الأيام وتعدد الخيارات الهجينة والواردة من ثقافاتٍ شتى وأمزجةٍ متباينة، غير أن العمارة العمانية مع مرِّ الأيام تزداد بهاءً وسنىً وجمالا، وفي البوابة ملامح كثيرة من التوهج المعماري والاعتزاز بالإرث والهوية.
المنطقة الفاصلة في الفضاء "الفني" للشعار، تُظْهِر صورةً مألوفةً ومعبرةً للتواصل الحضاري، ولرحلات الإنسان العماني عبر "ناقته" في القوافل التاريخية القديمة، التي امتدت إلى شرق البسيطة وغربها، وسجل المؤرخون العرب والأجانب تلكم الصلات المبكرة، وهي تبرز عمق الحضارة العمانية القديمة، فالعماني على ظهر ناقته وهو يقود قوافل "اللبان" والتجارة قد صافح البابليين والآشورين والكنعانيين والكلدانيين والفراعنة والفينيقين والإغريق، وهو ماضٍ مشرق نفتخر بحضارته وإرثه وقدمه، هو ما شكل سمات القوة والنضج في الشخصية العمانية.
اللبان منذ عصور قديمةٍ استخدم لتعطير الكنائس والمعابد، كما أنه كان هدايا الملوك الفخمة من عُمان إلى الفراعنة ، مثلما يرد باستفاضة في الكتابات الفرعونية والمسيحية، كما تكثر المصادر ويتعدد الرواة حول عثور أحد علماء الآثار في عام 1971م على معبدٍ أثري في شمال روسيا، يقترب إلى حدٍ كبيرٍ من ملامح المعابد الفينيقية القديمة المندرسة في ظفار، فالتاريخ يذكر أن الفنيقيين قد استوطنوا عمان إبان محاولاتهم للظهور في شرق البحر المتوسط، كما تدلل على ذلك بعض المصادر إلى كونهم آساد المحيط الهندي، وغزوهم لشمال إفريقيا، وجلب الذهب وريش النعام لظفار، فقام العمانيون بنقلها إلى جنوب العراق وفلسطين، ويقول السالمي: بأن الآشوريين استولوا على عٌمان وطالبوا بدفع الجزية عينا باللبان الذي كانوا يقدمونه لأحد آلهتهم المسمى مردوخ. كما أشار البروفسور " نيكسون " إلى أن اللبان كان جملة السلع التي كانت تحمل إلى الملك الآشوري سرجون الأكدي وذلك عام 750ق.م مع الخيول والجمال من الجزيرة العربية، إضافة إلى الأنسجة التي تستوردها عمان من الهند، ثم تنتقل إلى العراق وإلى الفراعنة ومصر، وقد استهــــوى اللبان في أوفير (ظفار) الإسكندر المقدوني أثناء حملته إلى الشرق؛ فبعث إلى الكـــــاهن الأعظم في أثينا بكمية من اللبان، وأوصاه بالاقتصاد في استعمالها ريثما يتم احتــــــــلال ظفار ويبعث إليه بالمزيد من هذا البخور المقدس، إلا أن الاسكندر توفي قبل أن يحقق هذا الهدف.
الجمعية العمانية للكتاب والأدباء تحيي الأيام الثقافية العُمانية في القاهرة والإسكندرية
تحتضن دار الأوبرا المصرية الجديدة "المركز الثقافي القومي" بالقاهرة حفل الافتتاح الرسمي للأيام الثقافية العمانية التي تنظمها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بالتعاون مع سفارة السلطنة بجمهورية مصر العربية في الحادي عشر من شهر نوفمبر القادم؛ في تمام الحادية عشرة صباحاً، وذلك تحت رعاية وزير الإعلام المصرية معالي صلاح عبدالمقصود بحضور سعادة الشيخ خليفة بن علي بن عيسى الحارثي سفير السلطنة المعتمد لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، وأرباب الثقافة والفكر والسياسة والإعلام، والمهتمين بالنشاط الثقافي في مصر والعالم العربي.
تأتي إقامة هذه الأيام من منطلق التبادل الثقافي و التعاون الفكري والحضاري الذي يعبر عن مدى عمق أواصر ووشائج الصداقة بين الشعبين الشقيقين ، و تأتي كذلك امتدادا لنهج الجمعية الذي استنته منذُ البداية في إيصال صوت المثقف والكاتب العماني في مختلف العواصم والبلدان الثقافية في الأوطان العربية والغربية، وهي تعتبر ثاني الأيام الثقافية العمانية التي نظمتها الجمعية ، إذ سبقها قبل أربعة أشهر الأيام الثقافية العمانية التونسية وقد لاقت نجاحاً وكتبت عنه بعض الصحف والمجلات المتخصصة.
الحضارة العُمانية
يشتمل حفل الافتتاح على فيلمٍ وثائقي يبرز منجزات السلطنة في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة على مختلف الأصعدة المحلية والدبلوماسية والثقافية والسياسية، مع التركيز على نهج السلطنة الرامي لبناء الإنسان واعتباره المكون الحقيقي في الرقي بأي مجتمعٍ كان، إذ تم رفع شعار "الإنسان هدف التنمية ووسيلتها" منذ الأيام الأولى للنهضة العمانية المباركة، وعليه نال الإنسان العماني التعليم ، فعمدت الحكومة إلى "استزراع" المدارس في كل حقلٍ من الحقول العمرانية في السهول والجبال والأودية والقرى والولايات، فتحولت البلاد إلى حقل تعليمٍ ذي حركةٍ مشبوبةٍ لا تهدأ. الفيلم أيضا سيتطرق إلى تماشي تطوير كافة القطاعات والخدمات الأخرى، ومن أهمها وسائل النقل والاتصالات، التي أكملت سير بناء حركة التعمير والبناء والحضارة، وسهلت آلية الانفتاح على العالم الآخر والتواصل معه بيسرٍ وسهولة، عوضاً عن تنامي قطاع الإسكان والصحة، فالأخيرة حققت المركز الأول كخدماتٍ صحية على مستوى العالم في السنوات الفائتة، والواقع ذاته في التطور في شتى المجالات، غير أن الحفاظ على الهوية العمانية خالصةً من أية شائبة هي أحد ملامح نجاح الحضارة العمانية وتميزها، والتي سيشير إليها الفيلم غير متناسٍ واقع الثقافة والحركة الأدبية والنسائية والرياضية والاقتصادية في السلطنة.
350 لوحة تجسد معالم الحياة في عُمان
المعرض الفوتغرافي الذي يبرز الحياة العمانية بتقاسيم الجمال والبيئة والمناخ والإنسان، هو أحد الفعاليات المقامة في ركن المعارض بدار الأوبرا يوم الافتتاح، إذ يتم عبره عرض أكثر من 350 لوحة تجسد معالم الحياة والطبيعة العمانية، التقطتها عدساتٌ حاذقة وبتقنياتٍ متطورة لفنانين عمانيين. من المتوقع أن يحظى المعرض باهتمامٍ كبير من قبل الزوار لما يحمله من تفاصيل دقيقة لطرائق المعيشة ومتنفسات الحياة والتفاصيل البيئية والمعمارية والحضارية للسلطنة، كما يقام ضمن هامش حفل الافتتاح أيضا معرض عُمان للكتاب، يحوي الكثير من الإصدارات العمانية في مختلف مجالات الكتابة؛ الشعرية منها والسردية والنقدية والانطباعية والمتخصصة في التراث والتاريخ والمعمار والسياسة و الأدب و العلوم وغيرها، مع التركيز قليلاً على الإصدارات الشخصية ذات البعد الوجداني والعمق الكتابي المتميز، وهو الخط البياني الذي ينتهجه أغلب كتّاب الجمعية، فالمعرض يقدم بجلاء المستوى الفكري المتطور للكاتب والباحث والدارس العماني، والكثير من تفاصيل الخصوصية العمانية.
عٌمان الحاضر الماضي
ثاني الأيام الثقافية العمانية سيكون حافلاً ومشهوداً مع ندوة "عُمان الحاضر الماضي" التي تحتضنها مؤسسة الأهرام الصحفية في الثانية ظهراً من يوم الاثنين، بقاعة إبراهيم نافع تقدم من خلالها خمسة أوراقِ من منابع مختلفة، إذ سيتحدث الكاتب والشاعر الدكتور هلال الحجري رئيس قسم اللغة العربية و آدابها بجامعة السلطان قابوس في الورقة الأولى عن رؤية العالم الآخر لعمان بجغرافيتها المتميزة من بوابة "عُمان في الأدبين العربي و الإنجليزي"، في حين يتناول الدكتور سعيد العيسائي الملحق الثقافي بالقاهرة " لمحات من الأدب العماني"، بيد أن المستشار بمكتب وزير التراث والثقافة المسرحي الدكتور عبدالكريم جواد سيسبر أغوار "المسرح في عُمان، المنجز والتطلعات"، أما القاص والإعلامي هلال البادي فسيتحدث في ورقته عن المسرح في عُمان . الباحث في الشؤون السياسية ورئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء الدكتور محمد العريمي سوف يقدم ورقة بعنوان "الوسطية في النظام السياسي العماني".يدير الندوة الأديب أحمد الفلاحي، الذي سيقدم أيضاً مداخلة معمقة حول تاريخية العلاقات العمانية المصرية وجذور التعاون والمحبة وعلائق الإرث الثقافي والأدبي بين البلدين .
جلسة قصصية
مكتبة الإسكندرية بعراقتها وقاعاتها الست الكبرى ومتاحفها الأربعة وقبتها السماوية ومعارضها الخمسة عشر ومسرحها العملاق الذي يستضيف أكثر من مليون ونصف زائر في العام، سيحتضن الجلسة القصصية العمانية في السابعة من مساء الثلاثاء بمختبر السرديات ، بمشاركة نخبة من القاصين العمانيين من بينهم الروائي الدكتور حسين العبري صاحب رواية "الوخز" و"الأحمر والأصفر"و "اللغز"، والقاص محمد بن سيف الرحبي صاحب رواية "السيد مر من هنا" و"الخشت" و"بوح سلمي" الذي ترجم إلى الروسية والإنجليزية و"بوح الأربعين"، والروائية الدكتورة جوخة الحارثي صاحبة رواية "سيدات القمر" و"منامات"، والمجموعة القصصية "مقاطع من سيرة لبنى إذ آن الرحيل" و"عش للعصافير" و"صبي على السطح" ونصوص في "مديح الحب"، والقاصة "رحمة المغيزوي"صاحبة المجموعة القصصية "سفر المنامات" و"كاذية بنت الشيخ" و"جميلة"، والقاص حمود الشكيلي صاحب المجموعة القصصية "سرير يمتطي سحابة" و"لا أمان في الماء".
السرد والشعر
أما رابع الأيام فتم تخصيصه لأمسية "السرد والشعر"، التي ستقام في اتحاد كتاب مصر بالقاهرة، بمشاركة القاص يحيى بن سلام المنذري الفائز مؤخراً بجائزة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء لأفضل إصدار قصصي للعام 2012 عن مجموعته "الطيور الزجاجية"، والقاص خليفة بن سلطان العبري صاحب المجموعة القصصية "على الباب طارق" و "عزف على وتر القلب" و"فنجان عند سوق مطرح" و"يوم على تخوم الربع الخالي"، والشاعر أحمد بن هلال العبري صاحب ديوان "عباءات الفراغ"، والشاعر خميس قلم صاحب إصدار " مازال تسكنه الخيام " والشاعر إبراهيم بن أحمد الهنائي الحائز مؤخرا على المركز الأول في الملتقى الأدبي الثامن عشر في صور 2012م . والقاص محمود الرحبي صاحب المجاميع القصصية "اللون البني" و"بركة النسيان" و"لا تمزح معي" و"ساعة زوال" "وأرجوحة فوق زمنين" ورواية "خريطة العالم"، والشاعرة الإعلامية بدرية الوهيبية، ، والباحث عن المغامرة الشاعر إبراهيم السالمي، وسابري أغوار لواعج البادية بكل جمالياتها وتفاصيلها الشاعرين حمود بن وهقة وفيصل الفارسي.
يوم عٌمان المفتوح
ساقية الصاوي؛ أول المراكز الثقافية الخاصة في مصر وأوسعها انتشارا، ويعد أنموذجاً مثالياً للكيانات الثقافية في عصر ما بعد الثقافة الحكومية الكائن بجزيرة الزمالك بالقاهرة، سيشهد احتضان فعاليات "يوم عُمان المفتوح" بالتعاون مع الملحقية الثقافية لسلطنة عمان بالقاهرة. تنطلق الأحداث في الحادية عشرة صباحاً ويمتد إلى التاسعة ليلاً، وهو أشبه ما سيكون بكرنفالٍ ومهرجانٍ وطني ، تقدم من خلاله الكثير من الفقرات الوطنية، من بينها محاضرة للقاص والإعلامي هلال البادي يتحدث فيها عن المسرح في عمان . إضافةً إلى عددٍ من القراءات الشعرية والقصصية والنقدية يقدمها نخبة من الشعراء والقاصين العمانيين ، وسيضم كذلك معرضاً للصور، ومعرضاً للكتب، ومعرضاً للتراث تقدمه الملحقية الثقافية بالقاهرة ، كما ستقدم الناقدة والكاتبة المسرحية آمنة الربيع والفنانة التشكيلية بدور الريامية فناً أدائياً، يحمل عنوان "صلاة من الربع الخالي"، وهو عملٌ ينتقل بين عدةٍ أزمنةٍ ويستحضر بعضاً من الأماكن في انتقاليةٍ حركيةٍ تقنية، عبر استخدام خاصية "الفيديو آرت"، من خلاله تسعى الفنانتان إلى طرق ومعالجة بعض القضايا الاجتماعية، عبر بعض "الإسقاطات" الفنية الأدبية.
من الاسم يتبين أن رمزية الصحراء ورغبة الإنسان في البحث عن الأمل والحلم والخيال الآمن والحب والجمال ستكون حاضراً في العرض، مزج المسرح مع خاصية "الفيديو آرت" سيجعل من المسرح يشهد ارتحالاتٍ وتغيراتٍ متسارعة، مع وجود الإنسان المكون الحقيقي لنماء الأرض في جميع الأزمنة والأمكنة، في إشارة إلى أن الصحراء هي "النفس" الداخلية للإنسان والقرار المتأجج بداخله، غير أن البيد تظل نقيض الإنسان والوجود البشري، فالصلاة كما تشير الريامية هي "الأمل"، كما أن انتظار الماء بعد الضوضاء دعوة للأمن والرجوع الإنساني، كل العناصر البصرية مستخدمة من بيئة السلطنة، إذ تم التصوير فوق رمال صحراء الربع الخالي بالسلطنة، عوضاً عن استخدام الموسيقى العمانية والرقصات الشعبية والأهازيج الخاصة بالسلطنة، العرض في مجمله هو رحلة فنية من خلال لوحة مسارحية بديعة عمادها الرؤية البصرية والأداء الشعري.
الرحبي والعامري ضيفا شرف
سيحل الشاعران الكبيران سيف الرحبي وهلال العامري ضيفي شرفٍ للأيام الثقافية العمانية في القاهرة والإسكندرية، وهما اسمان لامعان في عالم الشعر، وأضحيا علمين عربيين يشار إليهما بالبنان كلما ذكر الأدب والشعر، وهي فرصة مواتية للاحتفاء بهما والاعتزاز بما وصلا إليه من مكانة مرموقة وناصعةٍ في جبين الأدب العربي.
شجرة اللبان شعار الأيام الثقافية العُمانية
اللوحة التي صممت لكي تكون "شعاراً" للأيام الثقافية العمانية في الإسكندرية والقاهرة، جمعت بين رموز ومعالم الثقافة والحضارة في البلدين، إذ تلتقي شجرة اللبان بتمدد فروعها وإشراقها على الشمس مع الأهرامات الثلاثة الشهيرة في الجيزة الحاملة أسماء ملوك الفراعنة الثلاثة خوفو وخفرع ومنقرع التي تعود إلى الأسرة الرابعة نحو 2613 قبل الميلاد.
الشعار عبارة عن لوحة فنيةِ كونية، تتمثل في الانفتاح والتواصل، عبر "بوابة مسقط" المستقبلة للآخر بكل حب، والشارعة أبوابها المفتوحة للاتصال والتواصل الداخلي والخارجي، كما أن البوابة أبرزت معالم الهندسة المعمارية العمانية التي ظلت محافظةً على نمطها التاريخي رغم تداول الأيام وتعدد الخيارات الهجينة والواردة من ثقافاتٍ شتى وأمزجةٍ متباينة، غير أن العمارة العمانية مع مرِّ الأيام تزداد بهاءً وسنىً وجمالا، وفي البوابة ملامح كثيرة من التوهج المعماري والاعتزاز بالإرث والهوية.
المنطقة الفاصلة في الفضاء "الفني" للشعار، تُظْهِر صورةً مألوفةً ومعبرةً للتواصل الحضاري، ولرحلات الإنسان العماني عبر "ناقته" في القوافل التاريخية القديمة، التي امتدت إلى شرق البسيطة وغربها، وسجل المؤرخون العرب والأجانب تلكم الصلات المبكرة، وهي تبرز عمق الحضارة العمانية القديمة، فالعماني على ظهر ناقته وهو يقود قوافل "اللبان" والتجارة قد صافح البابليين والآشورين والكنعانيين والكلدانيين والفراعنة والفينيقين والإغريق، وهو ماضٍ مشرق نفتخر بحضارته وإرثه وقدمه، هو ما شكل سمات القوة والنضج في الشخصية العمانية.
اللبان منذ عصور قديمةٍ استخدم لتعطير الكنائس والمعابد، كما أنه كان هدايا الملوك الفخمة من عُمان إلى الفراعنة ، مثلما يرد باستفاضة في الكتابات الفرعونية والمسيحية، كما تكثر المصادر ويتعدد الرواة حول عثور أحد علماء الآثار في عام 1971م على معبدٍ أثري في شمال روسيا، يقترب إلى حدٍ كبيرٍ من ملامح المعابد الفينيقية القديمة المندرسة في ظفار، فالتاريخ يذكر أن الفنيقيين قد استوطنوا عمان إبان محاولاتهم للظهور في شرق البحر المتوسط، كما تدلل على ذلك بعض المصادر إلى كونهم آساد المحيط الهندي، وغزوهم لشمال إفريقيا، وجلب الذهب وريش النعام لظفار، فقام العمانيون بنقلها إلى جنوب العراق وفلسطين، ويقول السالمي: بأن الآشوريين استولوا على عٌمان وطالبوا بدفع الجزية عينا باللبان الذي كانوا يقدمونه لأحد آلهتهم المسمى مردوخ. كما أشار البروفسور " نيكسون " إلى أن اللبان كان جملة السلع التي كانت تحمل إلى الملك الآشوري سرجون الأكدي وذلك عام 750ق.م مع الخيول والجمال من الجزيرة العربية، إضافة إلى الأنسجة التي تستوردها عمان من الهند، ثم تنتقل إلى العراق وإلى الفراعنة ومصر، وقد استهــــوى اللبان في أوفير (ظفار) الإسكندر المقدوني أثناء حملته إلى الشرق؛ فبعث إلى الكـــــاهن الأعظم في أثينا بكمية من اللبان، وأوصاه بالاقتصاد في استعمالها ريثما يتم احتــــــــلال ظفار ويبعث إليه بالمزيد من هذا البخور المقدس، إلا أن الاسكندر توفي قبل أن يحقق هذا الهدف.