شهدت دار الأوبرا المصرية صباح اليوم انطلاق فعاليات "الأيام الثقافية بمصر"، والتي تنظمها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بالتعاون مع سفارة السلطنة بجمهورية مصر العربية، وذلك برعاية معالي صلاح عبد المقصود وزير الإعلام المصري وبحضور سعادة الشيخ خليفة بن علي بن عيسى الحارثي سفير السلطنة المعتمد لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، ونخبة من المهتمين بالشأن الثقافي والإعلامي.
بداية قام راعي المناسبة بافتتاح معرضي الفوتوغرافيا والكتاب العُماني، اللذان اشتملا على صورة عامة عمّا وصلت إليه الحياة الثقافية في عُمان، حيث تم عرض 250 صورة فوتوغرافية لعشرة من المصورين العمانيين البارزين. مثلت واقع الحياة العمانية بزوايا التقاطات مختلفة، تجمع كلوحة متكاملة تقاسيم المجتمع العماني، وتبرزها للآخر بتنوعها واختلافها وجمالها؛ لتضعه بين تضاريسها المختلفة وفنونها التقليدية وطبيعتها الزاخرة بتعدديتها.
كما حوى معرض عُمان للكتاب قُرابة الأربعمائة عنوان؛ من الإصدارات العمانية في مختلف المجالات الأدبيّة والنقديّة والتاريخية والدينية وغيرها، والتي شاركت بها بعض المؤسسات الحكومية كوزارة الإعلام، ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ووزارة التراث والثقافة، والنادي الثقافي وبمشاركة فردية أيضًا من الكتاب والأدباء.
حيث عكس المعرضان صورة واقعية للمشهد الثقافي العُماني، وقدّما صورة متكاملة للحياة الاجتماعية والثقافية العمانية.
بعدها قدم سعادة الشيخ خليفة بن علي بن عيسى الحارثي سفير السلطنة المعتمد لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، كلمة السّفارة موضحا فيها الروابط العميقة والوشائج المتصلة تاريخيا وثقافيا بين الحضارتين، كما ألقى بعد ذلك الدكتور محمد بن مبارك العريمي رئيس الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء كلمة الجمعيّة، تحدث فيها عن جذور العلاقة الراسخة بين الدولتين، والتواصل العميق منذ آلاف السنين.
بعد ذلك تم عرض فيلمٍ وثائقي برزت فيه منجزات السلطنة في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة على مختلف الأصعدة المحلية والدبلوماسية والثقافية والسياسية، مع التركيز على نهج السلطنة الرامي لبناء الإنسان واعتباره المكون الحقيقي في الرقي بأي مجتمعٍ كان، إذ تم رفع شعار "الإنسان هدف التنمية ووسيلتها" منذ الأيام الأولى للنهضة العمانية المباركة، وعليه نال الإنسان العماني التعليم ، فعمدت الحكومة إلى إنشاء المدارس في كل حقلٍ من الحقول العمرانية في السهول والجبال والأودية والقرى والولايات، فتحولت البلاد إلى حقل تعليمٍ ذي حركةٍ مشبوبةٍ لا تهدأ.
تطرق الفيلم أيضا إلى تماشي تطوير كافة القطاعات والخدمات الأخرى، ومن أهمها وسائل النقل والاتصالات، التي أكملت سير بناء حركة التعمير والبناء والحضارة، وسهلت آلية الانفتاح على العالم الآخر والتواصل معه بيسرٍ وسهولة، عوضاً عن تنامي قطاع الإسكان والصحة، فالأخيرة حققت المركز الأول كخدماتٍ صحية على مستوى العالم في السنوات الفائتة، والواقع ذاته في التطور في شتى المجالات، غير أن الحفاظ على الهوية العمانية خالصةً من أية شائبة هي أحد ملامح نجاح الحضارة العمانية وتميزها، والتي سيشير إليها الفيلم غير متناسٍ واقع الثقافة والحركة الأدبية والنسائية والرياضية والاقتصادية في السلطنة.
وفي الختام قدّمت سفارة السلطنة والجمعية العمانية للكتاب والأدباء هدية تذكارية لراعي الحفل، كما قُدّمت أيضا هداية تذكارية لدار الأوبرا المصريّة على احتضانها لحفل افتتاح الأيام الثقافية العمانية. الجدير بالذكر أنّ المعرض الفوتوغرافي، ومعرض عُمان للكتاب سيستمران لمدة ثلاث أيام بدار الأوبرا، بعدها ينتقلان لساقية عبدالمنعم الصّاوي.