إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

النصوص الفائزة فى مسابقة الوطن للإبداع الأدبي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النصوص الفائزة فى مسابقة الوطن للإبداع الأدبي

    حلم ....... صالح بن سعيد بن محمد الرئيسي

    البارحة والسما تقرا لي نجومي كنت أشعل الشمع. . أتنفس بدخانهالبارحة والسما دخانها غيومي كنت أكتب الشعر. . أتظلل بأغصانه البارحة والعمر مكفوف في يومي مر بعيوني وأنا أنسج له أكفانهتصحى الثلاثين أول. . أول حلومي قلت اَخذ الحزن وأترك كل ريحانهمن صادفتني وأنا مذبوح ب/همومي يمره الحزن فصلٍ ذابل ألوانهبنت اسرقتني أعز الحلم من نومي ( أسوارة من ذهب ) وعيونها دانةقلت اَاَخذ الشط. . تاخذ مني علومي وأترك لها مع سفين البحر. . شطاَنه ناديتها : هالسواحل من ظمأ : قومي . . يفداك هالبحر وأنتي أجمل أوطانهقامت تجدف وأنا خانتني عزومي ما تدري إني البحر ويديه ربانهأومت على الموج قبل فراقها يومي وقالت: (لك البحر مالي فيه أي خانه)لمت الثلاثين يا مريم وأنا لومي إن الظما نابتة بالصدر. . غدرانه من يومها والفضا ما ياسع نجومي طيرٍ نأى بالفراق و فل جنحانه

    القصيدة الفائزة ب المركز الاولى في الشعر الشعبي
    أعلى


    معيدا نبوتة الغابرة عائشة محمد السيفي

    قريباً يُغادرُك الحُلمُ
    غضّاً كأشيائك المتعبة
    يُضرّجُ فيك سماواته بالمدى
    و. . المدى عالقُ فيك كي تكتُبه
    تجيءُ بأسمائنا ياصديقي وتفتحُ كُلّ مناقيرها
    ثُمّ تُعلنُ
    ( حيّ على الهاربين إليها )
    نبيُ أعار التّمائم للرّوح واختار يوماً بأن تُنجبه
    نجيئُك تستنطقُ الوحي
    حتّى استطال فُؤادُك عنّا
    أما ملّ منهُ الحنينُ وقد أورق الحُزنُ عُشباً على
    أضلُعه
    هُناك نراك تمارس ُ بعض الأفُول
    تُلطّخُ حُزنك بالعاشقين . . والعشقُ ثالوثُك
    المرتجى يا صديق
    ثلاثُ أقانيم تنظُرُ نحوك . . تجلُو فُؤادك عن غيّه
    تغسّل عنك مُكاشفة العابرين إليك
    تُفرّغُ قامُوسك المنتهي من ضلال الخليقة
    ثُمّ تلهثُ خلف الرؤى المُرهقة
    تُعدّ طُقُوسك للبدء قبل انتزاع الرّسالة من
    أبجديّات شعرك
    مخاض ُ / عُبُورُ / عُروجُ
    وتصهلُ بين
    رحيلين
    لا شيء يبقى سوى أن تمُرّ على الغيب كي يخلدك
    مسيحُ على الأرض تنتظرُ الموت أن يصلبك !
    وأنت تُرتّبُ فينا عُبُورك . . . نلمحُ كُلّ الجنازات
    تأوي إليك
    وكُلّ الجهات
    وتُسرجُ فينا المنافي / غُبار الأهلّة / وجهاً رقيقا
    نراك تُرتّبُنا كالشّمُوع
    احترقت / احترقنا
    أضأت / أضأنا
    وفيك وُجُوهُ القصائد مشحُونةُ بالحكايا
    فليتك يا غائباً في احتشادك تُعطي لكُلّ غريبٍ
    حكاياته المغلقة
    تلقّنُهُ مُستشيراً دماءك . . . غياباً بحرفيّةٍ مغرقة
    وتمنحُنا فُرصةً للقيامة كي تمنح الصّمت حجماً
    أخيرا
    لذلك نُصليك حُبّاً وأنت على دهشتين تكسّرت
    بوحا
    ( رفاقي مهلاً . . سأر تجلُ الشّعر حتّى أصالح منهُ القصيدة ! )
    يا سيد العابرين شبعناار تجالاً واَن لاَنية الرّوح
    أن تُسرجك
    اَن أن تمنح الشّعر أسماءهُ والمدى
    يا رفيق
    ُ تمهّل قليلاً هُنالك في الأُفق من يحرُسُك
    هُنالك لملم تفاصيلنا . . . لا تخُنها نُبُوءتك العابرة
    تقُو لُ . .
    ( رمادُ هُو الموتُ دُوني
    ولكن نُبُوّته قاصرة ! ! )
    صديق الجنازات
    غريبُ على القلب أن تُوصده
    فراود مخاضك عن نفسه
    في انتظارك قافية سافرة
    وليتك تُدركُ يا أيّها النّبوي
    ّاصطفاءك منّا
    لتأخُذ شكلاً أخيراً لطقسك
    عُبُوراً وجسراً إلى الاَخرة ! !


    القصيدة الفائزة بالمركز الاول في الشعر الفصيح



    أعلى

    الرخصة هلال البادي
    أخبرني سعيد عن أخيه ياسر قال : '' كان رأسي يحمل بعض الوجع جراء الحادث الذي أدى إلى انقلاب السيارة (1)ولكنني كنت قادرا على أن أعي ما حولي ، لذا فلا غرابة أن يصدر الطبيب تقريره بعد فحص سريع مشيرا إلى أني بألف خير ، وأني سليم معافى بلا أي جروح أو حروق أو كدمات كبيرة أو كسور . .
    الشرطة بدورها أيدت كلام الطبيب ، وفتحت ملف التحقيق ، والذي بفضله دخلت الحبس . . سألني ضابط الشرطة المناوب ليلتها عن كيفية وقوع الحادث ؟ فأجبته بأن السيارة قد انقلبت بي ، وحدث ما حدث ! - ولماذا انقلبت السيارة ؟ ( قال ) - كان الطريق مظلما ، وليس هناك أي عمود إنارة . . سوى واحد قرب منزل أحدهم ممن لا يحتاجون إلى أعمدة إنارة حكومية ! ( أجبته وأنا أعاند وجع رأسي ) - وهل كان الظلام هو السبب ؟ ألم تقل إن عمود إنارة كان موجودا هناك ؟! ! - لكنك تعرف أكثر مني أن الطريق ، من المفترض بأنه مسفلت ، ولكنه كان مليئا بالحفر. . ألن تقع الحوادث جراء الظلمة والحفر ؟! كان متشاغلا بالأوراق التي في يديه ، وأظنه لم يستمع إليّ جيدا . . نظر إليّ وقال : - ليست لديك رخصة قيادة ، والسيارة ليست لك أيضا . . هكذا ننتهي من هذه القضية ! ولم يزد على ذلك . . أمر كاتب محضر التحقيق بأن يتم حجزي لمدة ثمانية وأربعين ساعة لعدم قيادتي برخصة ، وبأن تحجز سيارة أخي مدة أسبوع ( كان هو ذلك القانون الذي يجب أن يطبق عليّ ! ) وكوني مرتكب الحادث وضحيته الأولى ، وكوني لا أملك رخصة قيادة كانت قاب قوسين أو أدنى مني في امتحان الرخصة التاسع ، لولا أن الممتحن كان متثائبا يومها وضجرا ، وحريصا على أن يعكس حالته الداخلية على أمثالي ممن رسب ثماني مرات في اجتياز اختبار السياقة فقد تم توقيفي بتهمة قيادة سيارة دون رخصة قيادة ، وأضاف الضابط المناوب بأني شاب مصاب بالرعونة ، وهذه مخالفة أخرى تحرر ضدي . .
    ورغم أن أخي سعيدا حاول في الضابط مرارا وتكرارا بأن يتغاضى عن هذه المخالفة ، كون أن لا متضرر منها سواي ; إلا أنه لم يكن يسمع . . ولا عندما شرح له سعيد بأن مخالفتي كانت تحت وطأة ظرف قاهر يتمثل في ضرورة إحضار دواء الضغط لوالدي المتعب ، من الصيدلية الوحيدة في البلدة التي تبعد حوالي الثلاثة كيلومترات ، إلا أنه لم يكن يستمع له . .
    ولم تفد أي محاولة لإقناعه بإخراجي ، ولا أنني طالب يجب أن يذاكر دروسه قبيل الامتحانات المقبلة ، لذا تم إيداعي الحبس لمدة يومين . .
    كانت الرهبة تخالط ألم الرأس الذي ألم بي ، وكان الجو أسود . . هكذا رسمته دون أن أتأكد منه إن كان أسود أو غير ذلك . . الحراس كانوا كأعمدة مطفأة . . عندما دخلت أحسست برعشة تهاجمني . . المكان بارد ومتسع . . عرفت فيما بعد أنها ليست سوى زنزانة مؤقتة تابعة لقسم الشرطة الذي حقق في قضيتي ، وعرفت أن الزنازين الحقيقية أكثر برودة وعتمة من هذه الزنزانة البسيطة ! ! استطعت بعد دخولي أن أتناسى وجع الرأس ومخاوفي والارتعاشة التي أصابتني ، وأن أمد بصري في المكان الذي صرت فيه ، وأستكشفه . .
    رأيت شابا في مثل عمري تقريبا غير أنه أكبر على ما بدا ، طويلا غير أن رأسه كبير وعيناه تلمعان بغرابة في تلك العتمة . . كان وجهه عاديا وغير واضح ، يحملق في النافذة الوحيدة بالزنزانة ، فيما رجل أشيب يستند إلى الحائط قريبا من الشاب مغمضا عينيه كالنائم . . ظننت أنه كذلك لكنه تحرك وقوفا ومط رقبته ثم فتح عينيه . .
    . . ثلاثة هنود يقبعون بخوف في زاوية ضيقة ، ويهزجون بأوردية لا أفهمها - السلام عليكم حييتهم جميعا كي أزيل خوفي وبرودة المكان . . تنحنح الرجل الأشيب وقال للفتى المنزوي بحلمه في جانب النافذة : أخيرا صرنا ثلاثة ! ثم رد تحيتي بسلام مقتضب . . سأل : لفترة طويلة ، أم عابر سبيل ؟! بدت عيناه أكثر وضوحا . . ابتلعت ريقي وقلت : حاشا لله . . مجرد يوم وأخرج . . عدل الشاب من وضعيته ، بدا وقوفا أطول مما تصورت . . مط جسمه وقال : ماذا تريده أن يكون؟ مقيما للأبد ؟ أنت رجل عجوز وهو في أول العمر . . سيخرج ، وربما عاد ! ! قلت : أبدا . . لن أعود . . مجرد حادث لن يتكرر . . انقلبت بسيارة أخي ، وأنا لا أحمل رخصة قيادة . . - أهذا ما حبسوك من أجله ؟ ليست لديك واسطة على ما يبدو ! ! قال الشاب ، ثم نظر إلى الرجل الأشيب وقال موجها الحديث لي : لا مجال لأن تتفاخر إذن . . ( وأشار إلى الرجل ) هذا قتل خمسة في ليلة واحدة . . خمسة رجال مرة واحدة . . خمس رصاصات أطلقها من '' كند '' أبيه القديم ، ولذا فهو الاَن أمام رحلة طويلة ! ! عندما رأى الاندهاش والحذر في عينيّ ; ضحك ثم تبعه الرجل ضاحكا هو الاَخر ، وقال : لن أذهب وحدي . . أنت معي . . ثم نظر إليّ وقال : أتعرف ماذا فعل ؟ كاد أن يقتل عروسه في ليلة الدخلة . . قال إنها لم تكن عذراء، وإنها وأهلها خدعوه . . لكن الشرطة قبضت عليه هو بدلا منهم، والتهمة أنه مدمن ! ! واصل الشاب ضحكته . . كان الهنود صامتين ويودون لو ناموا دون أن يزعجهم هذان الاثنان بضحكاتهم المجلجلة. . أحسست بأمان مفاجئ ، وقد زال الخوف مني ، وانتهى الصداع . . قلت ممازحا : إذن لا مكان لي بينكم، فأنا أحقركم ! ! صمتا برهة ، ثم قال الشاب : اللعينة اختارتني لأنها تدرك ضعفي ، وكانت تريد أحدا يسترها . . لكنني سأخرج يوما لكي أذبحها ابنة ال. . . . .
    - لن تخرج . . وربما أعدموك مثلي ! ! نظر الرجل الأشيب إليّ وواصل : سيعدمونني . . أهل المقتولين لن يسامحوا أبدا ، وهذا أمر لا أهتم له . . أتعرف لماذا قتلتهم ؟ رأى التساؤل في عينيّ ، فواصل : هم أخوة خمسة ، وهم الذين سرقوا مزرعتي . . الأكبر منهم قبل خمسة عشر عاما سرق فتاتي وتزوجها . . لقد سرقوا حياتي . . تزوجها رغما عنها ، وماتت بعد عامين من الإهانات لها ولي. . ماتت كمدا ولحسن الحظ لم تنجب منه . . أما أخوه الذي يصغره بعام ، أفتدري ماذا فعل بي ؟ كان يتحدث بحرقة . . واصل يقول : أتم ما فعله أخوه الأكبر ، وغرر بأختي التي ماتت في حادث ، اعتبر قضاء وقدرا ، بينما أسرت والدتي بسرها وقالت قبل أن تموت : قتلوها كي لا تفشي سره ! ! ولم يكن بيدي إلا أن أصمت . .
    الأوسط ، وكان جشعا ، أوحى لأخوته أن يأخذوا ما ورثته عن أبي : مزرعة جميلة وكبيرة . . أتدري ماذا فعل ؟ بعد ليلة واحدة من وفاة أبي أخرج جثته من قبرها وأزاح عنه كفنه ليصل إلى إبهام يده اليمنى التي كان يبصم بها. . جهز مع أخوته مجموعة أوراق ، واستطاعوا أن يسلبوا مني مزرعتي . . طردوني ووضعوا هنودهم ليلعبوا بأشجار أبي ! يمرحون بنخيلها كيف شاءوا ! وأتم أصغرهم فعلته عندما قتل زوجته في ليلة عرسهما ، لأنه كان سكران ! كان يغتصبها فماتت بين يديه . . ولأني كنت الوحيد الذي يزعجهم قرروا إنقاذ أخيهم ، وألصقوا التهمة فيّ . . قالوا إنني خنقتها كي لا تخبر بأني كنت أحاول أن أسرق ! أصبحت أنا السارق وهم المسروقين ! ! وقد نجحوا كي يحكم عليّ بخمسة عشر عاما بينما هم يمرحون بحياتهم . . أليس قتلهم حلالا الاَن ؟! ! زفر بغل . . كان حاجباه معقودين ، وثمة أخاديد تشكلت في جبهته . . واصل حديثه : خرجت من السجن كي يكون لسجني معنى حقيقي ! خرجت لأن صوت أختي وأمي كان يؤنبني ! جثة أبي الممزقة كانت ترعبني . . فتاتي التي تعذبت حتى ماتت غما ، نحيبها يؤلمني . . لم أكن أستطيع النوم ، وفي كل كابوس يهاجمني كانوا خمستهم حاضرين يضحكون بصخب مزرٍ . .
    وجدت بيتنا وقد أحالوه إلى مأوى للوافدين الذين أجروهم مزرعتي . . وجدته خربا بلا أي معنى ، فقررت أن لا يبقى منهم أحد حيا . . ولسوء الحظ أنهم احتفظوا بأشيائي في غرفة خاصة . . كان '' الكند '' لم يصدأ بعد . . حملته قبل أسبوع فقط كي أستريح من العذاب الليلي الذي كان يغزوني ، وعمرته بخمس رصاصات قديمة ، وفعلت ما فعلت كي أرتاح . . ولا أهتم لما سيحدث الاَن ! ! مرت لحظة صمت ، ولم أتبين إن كان صادقا أم أنه يؤلف حكاية كي يسلي نفسه وصاحبه ، ويريدني أن أشترك معهما في لعبة الحكايات . . - هل أنت خائف ؟ سأل الشاب ، ثم أضاف : حالما أخرج ساَخذ '' الكند '' إياه ، وأقتلها . . ولن أكون وقتها في حالة إدمان . . لذا سأتيقن أنها ماتت وأنني أحسنت التصويب ! لن تفلت من يدي ! ! كنت صامتا لا أدري ما يجب أن أقول . . ربما كنت ذهلا أو خائفا أو أن وجع الرأس قد أسكت قدرتي على الكلام حينها ، رغم أنه خفت . . لذا قال الرجل الأشيب وهو يتكئ على زاوية ويسبل عينيه ، عائدا إلى لحظته الأولى عندما دخلت : ربما لن تصدق ما قلناه لك ، لكن بإمكانك أن تسمع حكاياتنا في الخارج ، وهناك بإمكانك أن تصدق أو لا تصدق ! سعل قليلا ، ثم ارتخى وكأنه لم يحك شيئا ، فيما الشاب عاودته حالة النظر إلى النافذة البعيدة التي يطل منها ضوء ليلي خفيف . . تسربت ساعتها ، مجددا ، أوردية الهنود الثلاثة الذين لم يناموا بعد ، والذين كانوا إما فارين من '' أربابهم '' أو أنهم يعملون دون حمل رخصة عمل ، مثلي عندما قدت سيارة أخي بلا رخصة قيادة . .
    في الصباح رأيت بوابة الحبس تفتح . . كنت للتو قد بدأت أنام ، وأتغلب على عدم تعودي على الأماكن البادرة . . رأيت أربعة جنود شرطة يدخلون ويضعون القيود في أيدي الرجلين ، ثم يقتادونهما خارجا . . وبقيت مع الهنود الثلاثة ونمت . . حسبت فيما بعد أنهما طيفان وأني لم ألتق بهما ، وأنهما كانا مجرد نوبة صداع جراء الحادث(2) @@@ بعد اليومين الذين كان يجب أن أقضيهما في الحبس خرجت . . قال لي الملازم : نأمل أن نكون قد ضيفناك ! خذ الرخصة والتزم القانون لئلا تصبح ضيفا دائما . . ثم أعطاني أغراضي المحتجزة وانصرفت ! ! '' (1) قال سعيد بأن أخيه ، بعد أن انتهت قضية مخالفته ، ظل يهذي عددا من الليالي عندما كان يريد أن ينام ، وقد أصابته الحمى بعد ذلك لفترة ثلاثة أيام ، وعندما ذهبوا للمستشفى قال الطبيب إن ياسرا كان قد أصيب في رأسه جراء حادث ما ، وأنه يعاني من تورم بسيط ! ! وعندما سألته : لماذا لم يكتشف الطبيب ذلك الورم بعد الحادث مباشرة ؟ قال سعيد بأن الطبيب قد أخطأ في التشخيص متعللا بأن مئات من هذه الحالات التي تريد تقريرا يعفيها من المثول أمام الشرطة ، خاصة أولئك الذين لا يملكون رخصة في قيادة السيارات ! ! (2) روى سعيد لي بأن سيارته القديمة كانت تعاني بعض العطب ، وأشار إلى أنه كان ينتوي بيعها واقتناء واحدة جديدة ، ولكن لضيق ذات اليدين لم يكن يستطيع ، إضافة إلى أن تعويله على ما سيجنيه من الجمعية التي اشترك فيها قد ذهب أدراج الرياح ، فلا زوجة ولا بيت ولا سيارة ولا شيء . . قال بأن الرجل المسئول عن الجمعية التي تخضل لحيته اَيات الوقار والتدين قد أخذ كل شيء وفر بعيدا إلى حيث لا يعرفه أحد مصطحبا معه فتاة عربية ، كان قد شغلها في متابعة أمور الجمعية ، قيل فيما بعد أنها غررت به كونها جميلة ومكتنزة الصدر ( ذكر سعيد بعد ذلك أنه كان قد اصطحبها معه ذات مساء أدرد ، ونهل من نعيمها في تلك الليلة ورأى ما لم تره اللحية المخضبة باَيات الوقار ! ) . . كما أخبرني بأن فصول مأساة تلك السيارة البيضاء القديمة اكتملت عندما تطلب إصلاحها مبلغا كبيرا من المال لم يكن يملكه ، وبأنه لابد أن يصلحها بنفسه كون شركة التأمين لا تدفع لمن لا يحترم القانون ، وقد كان ياسر ، أخوه ، يقودها بسرعة oفي طريق مظلم ، بلا رخصة . . .


    القصة الفائزة بالمركز الاول

    أعلى

    انحناء لعد البلاطات هدى الجهوري
    ماذا يسعنا أن نقول حين تغدو الأشياء مستعدة لأن تكون مشارط تفتق جراحنا، وأمنيات ملتهبة في الحنجرة لا يعلو صوتها ، ولا يخضر الحنين في الأوراق إلا بدمع العين، هكذا ''مريم '' المتورطة بالحكايات لا تخرج منها سوى النميمة التي ترتطم بالصفحات، ومن ثم تبصق بها في أقرب سلة مهملات. . كانت تفترش السرير، وتحني مرفقيها على دفتر أوراق متوسط الحجم لتروي في سطوره الأولى حكاية ''علي'' الذي شاطرها الشقاوة، ومن ثم انحنى ، وترك رأسه مائلا لعد البلاطات : '' أريد أن أكون أبا ، وحكاية طويلة للأشواق . . . '' هكذا كان يردد ''علي'' وجسده ينتفض على وقع الأسئلة الملغومة من البشر العابرين. . .
    المكان كان معتما، لم ير أي شيء فيه يدعو للبهجة . . . كان ''علي'' صغيرا جدا، لا يمكنك أن تلمح في عينيه سوى دمعة لا تسقط. . .
    هنالك بوابة كبيرة، وحارس شرطة، وبيت كبير. . . ربما لن تحتمل اتساعه الفاره، قال ''علي'' إنه ذات يوم كتب على أحد جدرانه: هل علينا أن نحزن فوق ما نستطيع لنقص الحكاية من وجع ! ''علي'' هكذا كان اسمه، وكانت حكايته تعبا إضافيا. . . الزحليقة والأرجوحة كانا الشيئين الوحيدين الذين يجلبان الفرح لقلبه الصغير، لكن عيناه كانتا تقولان : هذه أشياء لا تكفي للعيش المبهج. . .
    يا إلهي . . من أين تفض بكارة انهزامك يا ''علي''، والبشر تنهشك حتى عظمك الطري بأسئلتها اللزجة، والملحة: - ماذا تريد أن تكون عندما تكبر . . . ! ! - أريد أن أكون أبا . . . . . ، وهكذا تخرج إجابته بهدوء موجع يفكر الاَخرون دوما بمنح الخيارات الأخرى، التي ربما تدله على طريق اقصر إلى إجابة يستطيعون هضم حزنها دون أن تكلفهم دفع دمعة واحدة . . .
    - هيا يا ''علي'' . . . عليك أن تركز . . . ماذا تريد أن تكون دكتورا، مهندسا ، معلما في مدرسة . . ! ! وجهه الأسمر الصغير يستدير، ونظرته تصطدم بالسقف وبالكراسي المتناثرة لترتطم بالأرض ، وترتفع مجددا : - أب . . أريد أن أكون أبا . . تتكور ''مريم'' على سريرها لتكمل الحكاية التي تدور، وتكبر كبالون يتحرش به الهواء، والغيم، وأصابع الأطفال المشاغبة، وهي مستمرة بالنزف: لا حزمة ضوء هنا، ولا أي شيء يشير إلى أن العالم بخير، كأن الفاجعة تتناسل، تتورم ، ليسري الوجع فيها ، أنا هنا يا ''علي'' اَكل الطعام الشهي في منزلي،وتعتني أسرتي جيدا بتدليلي. . بينما أنت هناك يهتم بك بشر مأجورون تدفع لهم الحكومة ليعتنوا بك ، وليحبوك ، تصور أن البشر يحبوك لأن الحكومة تدفع لهم جيدا. . . ! ! - ماذا يا ''علي '' ماذا تتمنى . . . . ! ! ما تزال عيناك تائهتين في المكان ، وأنت تردد أب . . . أب . . أب. . العالم المحيط مشوه، وأنت لا تستطيع أن تعقد حلما أكبر من هذا، عيناك الصغيرتان لا تخول الاَخرين إلا لتشعر باكتماله، وكأن أحدنا، لا ينضج ولا يكتمل إلا عندما يومض الحزن في تعابير وجهه، وفي انحنائه . . . الجدران تضيق عليك، ولاشيء يتسع بيننا ، على الجميع أن ينتظر طويلا إلى أن تنتهي من مراقبة العالم المحيط بك، وكأنك تهرب من الجدران الخانقة لتنفض أتربة الوقت التي تغبر وجهك، وعنقك، وتدفع شمعة قلبك للانطفاء. . . ترفع ''مريم'' رأسها قليلا، وهي تدور القلم بين إبهامها وسبابتها، تستعيد ''علي'' الذي بدأ يغدق في ذاكرتها ليتساقط كالمطر: ها قد كبرت يا ''علي''. . وما زلت غير قادر على التخلص من كل أشيائك السيئة دفعة واحدة، سيحدث ذات خريف أن تتساقط منك الأشياء لتفضحك، فالفضيحة أرملة تترصد الرجال لتوقع بهم ، وهم يكررون الحكايات . . . .
    ماذا كان سيحدث لو أنك مسحت اسمي من هاتفك، ماذا كان سيحدث لو أنك وزعت فتات ذكرياتك على الصراصير، والفئران، لكونها كائنات لا تجيد الوشاية بك، قبل أن تغسل أحلامك القديمة في بياض فستان العرس . . . . . يحصل أن تكتشف أن المرأة أكثر حرصا من الرجل، و أكثر مدارة، بينما أنت الأكثر بياضا من الداخل، وأقل قدرة على النسيان . . . .
    المرأة الأخرى التي دخلت حياتك دون أن تطرق قلبك جيدا، بعد أن تقاسمت معك نفس البيت الكبير والشرطة، والحب المأجور، كانت دائما تقول لك : - أنا متأكدة أنك بعد لم تقترف عادة النسيان. . . . وبقدر ما قد تمنحك الحياة من فرح سيظل الحزن ينغرس أكثر في قلبك . . . . .
    ترفع ''مريم'' رأسها من جديد عن الورق، ومن ثم تسرع في الكتابة قبل أن يفر الكلام منها: أنا مغروسة في صدرك كالغيب يا ''علي''، وكسحابة تمر ولا تمطر، فقط تجعلك تبحلق في السماء لتنتظر مروري ، لا تبرر أخطاءك بحب امرأة أخرى تضمها طويلا إلى صدرك لاعتقادك أني سأستيقظ فيها ، وسأخرج من ملامحها، لن تشعر أنها تشبه شفاهي التي كنت تأمل أن تتذوقها، وستكتشف أنها ليست الجسد والروح التي تتوق إلى أن تتمشى فيهما . . عليك أن تنتبه كثيرا عندما تمرغها بين يديك، عليك أن ترفع رأسك ، وتنظر طويلا في عينيها لتكتشف أنها ليست أنا يا ''علي'' . . . . ليست ''مريم'' التي تقدح في روحك منذ أن كنت صغيرا. . . .
    تشعر كم هو عنيف أن لا تحصل على أشيائك كاملة، وأنه لا توجد امرأة تعوض امرأة أخرى وأن النساء لا يتكررن . . .
    - لا تغلق الضوء يا ''علي'' . . . . أنا أخاف الظلمة . . . . هكذا ستخبرك المرأة الأخرى، وهي تتمدد على السرير، لكنك ستغلق الضوء كعادتك لتشعل الذاكرة ، ولتتحسسني فيها . . . .
    لا شيء يأتي يا ''علي'' على مقاسات رغباتنا، فالسماء مثقوبة ، ولا تخر سوى فضلات تثقل رأسك بالدوار . . . . وأنت لا تسقط إلا على تكورك الغريب، لا شيء يؤنسك في هذا القيظ . . تتاَكل، وتقع ، وتموت، ولا احد يعتني بك . . . .
    لا أدري إلى الاَن ما هو سر اختفائك يا ''علي'' . . خلف أي نجمة يا ترى تدخن وتشرب مشروبك الخاص ! ! وكم امرأة تكاثرت في المسافة التي تمد عنقها بيننا كمظلات شتوية ! ! وكم سيلزمك لتتصالح مع الحياة، ومع الرسائل المتراكمة في الأدراج ، والذاكرة التي يتحرش بها إثم الوقت . . ! ! .
    تحدق ''مريم'' في الستائر البيضاء المنتصبة أمامها، وكأنه سيخرج بدهشته المعتادة من خلفها، وتعاود رص الحروف : ما زلت تبدو لي كما كنت وأنت صغير ممسكا بدمعتك لتضحك . . . . أنت مخبأ في الغيم يا ''علي''، أو غارق في الحكايات التي تقرض أظافرك، وتزور ملامح الحياة بغبائك الطويل، وتنطفئ. . . الحديقة التي تشاطرنا فيها ''شندويشات الشاورما''، وعلب المشروبات الغازية، والنميمة والضحكات التي قطفها الهواء منا، والدمع الذي أيقظته فخاخ غربتك،و ما دونه الأصدقاء في أمخاخهم عن طفولتك المقطوعة، والفرح الذي تبادلته سريعا معي دون أن تنتبه إلى أن قرنفلة جميلة ستنمو في قلبي ، ولن تستطيع تزييفها ، أو تغيير لونها . . . هكذا خرجت أنا من سرة ذاكرتك المخرومة، و لم تجد بعدها أحدا ليعتني بك، وكأنك سقطت من الغيب، وكل من حولك بدأوا بشم رائحتك ، هكذا انحنيت بعدها يا ''علي'' لتعد البلاطات، ولم أعد أحفظ ملامح وجهك جيدا . . . . . لم تكن تستطيع أن تقول لي من أين يأتي عذابك، وكيف يتسلل إلى روحك. . . . ! ! لم تكن تستطيع أن تفتح مظلة الكلام عن حضوري الذي ينتصب في الذاكرة كما التماثيل ، وكما اللعنة . . . .
    تتركني مصابة بالهبل من هذا العالم المهووس بالنهش ،كل ما كان بوسعك فعله هو التعطل عن الكلام . . . .
    هكذا تحتفظ بعينيك الضيقتين، وبشرتك الداكنة، وتحني رأسك لعد البلاطات ، وتتسع أمنيتك الصغيرة في صدرك بأن تصبح أبا حقيقيا للكثير من العيال الصالحين . . . ربما لتختبئ خلفهم من عار يلتصق بك دون أن تقترفه . . .
    أفكر أيضا يا ''علي'' لماذا أصبحت أنا فجأة أمنية إضافية. . يركض الوقت ولا يعود هنالك ما تقوله لي . . لا تستطيع أن ترفع رأسك قليلا لتطلب من الوقت أن يترفق بك ، فقط تسترق النظرات، لتراقب عبوري الهزيل . . . لم تعد قادرا على تدارك الفوضى حدثت في أمنيتك اليتيمة، والمتعزلة في ذلك البيت الفاره بالمحبة المأجورة هل كنت تفكر كثيرا وأنت ترقبني عن بعد أن البقعة الواحدة التي تجمعنا غير اَمنة، لذا اكتفيت بعد البلاطات التي تنتصب بيننا،رغم أني كنت أنتشي كلما تقلصت بيننا بلاطة ! ! هل كنت تفكر أن ذلك الفعل فعل غير اَمن ، ولن يجلب سوى انحناء مؤذي لعضلة عنقك. . . ! ! .
    هل تفكر أن الكرة الأرضية لا تدور فقط بل نحن من نتحرك في اتجاهات لا نريدها، نجد أصابعنا تنزلق عن بعضها ، ولا يعود شيء يربطنا بالاَخرين سوى اشتعال الذاكرة ، وإيقاظ الكثير من الأشياء التي نعتقد أنها تخص حبيب بعيد لم يعد في متناول أيدينا سوى أشياءه الشحيحة ! ! علينا أن نلمس القمصان، ونلمع قناني العطور ، ونعقد الشرائط على أعناقنا لنلمس البشر المبتعدة عنا ، علينا أن ننحني في اتجاه الذاكرة عندما يخذلنا الوقت والأصدقاء والأمكنة ، وعندما يتنصل منا الفرح ويفر باتجاه نوارس تسقط في الماء ولا تفيق ليخضر جناحيها بالتحليق . . . .
    ''علي'' هل تقع الاَن . . . ! ! كما وقعت أنا على عينيك الضيقتين ذات صدفة حين كنت أتقد كمدفأة شتوية ، وأنت ما تزال الرجل الذي يدفن رأسه تحت قبعة ليفتح عالما من الحكايات الشيقة . . . هل تفكر أيضا بضرورة أن تتخلص مني، لتتركني أنزلق بمرونة فائقة من ذاكرتك، وعينيك، اللتين بدأت تغذيتهما بالنسيان الكثير . . . . . ! ! أنت هناك يا ''علي'' تغلق الستائر والضوء جيدا لتتسلق جسد المرأة الأخرى لعلني أنا المقدودة من فل وفرح أخرج من ملامحها، وأضيء لك الكون بطعم السكر. . . . ''مريم'' ترتجف، ودمعة مالحة تنزلق من عينيها لترطب شفاهها المنفرجة برغبة البكاء: المرأة الأخرى ستسألك بضيق وأنت تشعل الضوء وتدير لها ظهرك: ألا تريد أن تكون أبا . . كما كنت تقول . . . أليست هذه أمنيتك. . ! ! _ وأنت ربما ستلتفت إليها نصف التفاته ومن ثم ستنسحب بهدوء إلى الخارج، إلى حيث يأكلك البرد، والوحدة وتشعر أن هذه المرأة الأخرى ليست إلا تذكرة أخرى إلى ذاكرة تدفعه للنزف والتعب، ستتذكر كل الأمهات اللواتي عبرن عليك، كلما تعلقت بواحدة منهن اضطرت إلى أن تتخلى عنك لأن الأجرة التي تدفعها الحكومة غير كافية أو لأنها تسعى لأن تتفرغ لأبنائها عوضا عنك ، وتأتي أخرى وأخرى وأخرى . . . . . .
    . .
    صوت بكاء ''مريم'' يرتفع ، ودمعها يخترق الشرشف الوردي: لم يأت ذات يوم أي أب ليأخذك من جحيمك، لذلك تمنيت أن تكون أبا . . . أتذكر حين أخبرتني أنك اعتقدت وأنت صغير أن لقلقا حملك في منقاره، وعندما شعر بالتعب ألقاك في مكان كبير وواسع إلى حد مخيف. . .
    في المدرسة انفتح عالمك الصغير، لكنك سرعان ما أغلقته بأن أحنيت رأسك لعد البلاطات . . . . تعلمت الكثير من الأشياء، الكثير من الثرثرة التي تقودك للهرب من الأسئلة المعتادة والغبية . . . .
    وعندما كبرت، اكتشفت أن أمنياتك تتفاقم كما الفقاعات، وأن رأسك يرتفع إلى أعلى ، وأن ثرثرتك ترتب الوقت والأصدقاء والعالم . . .
    . . لملمت ''مريم'' نفسها من على السرير، وهي تخط السطر الأخير : أعرف الاَن جيدا يا ''علي'' أن دخولي عالمك لم يكن أكثر من وجع يثقل عمودك الفقري ، ويدفعك للانحناء

    القصة الفائزة بالمركز الثاني

    أعلى


    قيود محكمة في الوجود
    خليل بن خلفان الجابري
    فكي قيودي ودوري في مخيلتي وعانقي زمزمات خلف أوردتيوألبسيني على أطراف قافيتي من سندس وحرير يا مسافرتيغدا أرى زورقي في البحر يأخذني حيث المسافات تخفي حبل أمنيتيحزن شرود تخاويف تلاحقني تسوقها الريح ردفا فوق أشرعتي أصابع الليل تغفوا إذ تداعبني وللأصابع أحلام كعاشقتيوحين تصرعني فرسان مملكتي ترى الدماء على أستار نافذتي أصارع الصمت أبغي حلم أغنية وفي النهارات يعلوا حبل مشنقتي هنا معارك أحلامي تداهمني تقودها ذبذبات ما بأجنحتييا فجر ماذا سأتلو هذه كتبي حروفها تمتمات حول أخيلتيماذا أغني على قيثارتي وكذا أوتارها لا تحاكي لحن أغنيتيسأقرأ الفجر في قاموس ذاكرتي إن كان فجري خيالات صدى لغتيعزفت لحني وصار الموج يتبعني بين الرمال توارى نغم ألسنتي حكاية الغاب اتلوها على قلمي ترنم الفجر منها فوق محبرتيسقيت من أرق الصحراء قافيتي ومن دموعي سقيت الرمل سيدتيإن سافر البحر في تيار أمنيتي غدا أنام على أمواج مقبرتي
    القصيدة الفائزة بالمركز الثاني فى الشعر الفصيح

    أعلى

    للحنين ألف دربٍ من حنين
    طاهر بن خميس بن سعيد العميري

    إلى اطفال اوجع فى لبنان
    ما مرتك تسألك هذي الجراح ما مرتك ؟! ! . . ينسكب فيك الحنين ما مرتك ؟! ! . . يندهش وجه الصباح من الألم و الأسى يهذي : حزين يا حزنها و المدى ينثر نواح و الريح تركض و يصفعها الأنينما حدثتك النوافذ عن لي راح ما سولفت لك حديث الطيبينياللي على بابهم ناحت رياح يا للي على حزنهم نامت سنينما فصلوا للسهر فيهم وشاح ما واطأوا للقلق فيهم جبين أحلامهم غصن أخضر من سماح واَلامهم حقل يثمر ضحكتينكانوا احتفال الفرح لو يوم فاح كانوا احتباس الألم و الدمعتين هم علموا النزف وش معنى الكفاح هم علموا الأرض هالحب الدفين يا كيف تكبر حناجرهم صياح يا كيف تصرخ ماَذنهم : حسين ! !ياذا وطن صار لاحزانه جناح ياذا حزن صار للمنفى يدين طارت وهم سرب احلامك وطاح من الألم الف دفتر من حنين ! !
    القصيدة الفائزة بالمركز الثاني فى الشعر الشعبي



    وداعية لغة تعتنق البوح

    مريم بنت حمد الساعدية


    للشمس أزمنة من الأرق المخبأ في دمي
    ليل من السفر المكدس في الدروب الشاحبة
    حلم حميمي الرؤى
    متخثر الخطوات مسكون بأضغاث العبث
    متاَكل
    كالريح تمضغها المسافة مرغمة
    وتلوكها في البئر أغنية الحزن
    ظمأى كموال فراتي الهوى
    كلف بأسراب من اللاءات يمخرها معي
    للشمس أحراج من الجيف التي صبأت هنا
    أهرام أسئلة تقد القافلة
    فيعاقر الشرفات موبوء الحمى
    وتضج أمتعة الغبش
    كقيامة أدت شعائر ثأرها
    في وجه لهفتنا الخؤون الباغية
    للنصل يسكن قلب قنديل هرم
    للضوء يعبث في ضباب الأروقة
    لنوارسي المبثوثة المتزندقة
    للرعشة الخجلى وأغنية تلوذ الأرصفة
    للشاعر المصلوب في سفر من القطران قرب الصومعة
    للسيد المهزوم يقتات الوهن
    تستوطن الكلمات روح ملائكي
    وتبثها شيئا من الوله المزمل بالنوى
    أسفا عليك تشيخ فاتحة القصص
    تخبو يراودها الحداد عن الغسق
    يا أيها المضنى كأطلال بوال مسهدة
    عد حيث تغزلك الحقيقة لامتداد مهجري
    عد حيث لا إياك يعبده الجوى
    عد حيث يسكنك الوجع
    لتذود بالدفء الذي أبغيه لك
    عد أول الرؤيا لتغفو الأشرعة


    القصيدة الفائزة بالمركز الثالث فى الشعر الفصيح





    أحلام الطين
    سالم بن سيف بن عبدالله الريسي
    يا أول من عبر جرحي لحد الحين أمان الله (عليش ) ان طول غيابيتردين السلام وتقبلي تكفين من اللي سيرته مجنون عزابييا أطهر قلب علمني أصول الدين مسا العصفور والتصويت في بابيمسا أبعد من التبذير والتلوين وطعم الاَه يا أول واَخر أحبابييوجه يفز من شوفه حمام البين ويفزع له بدو الاعراف والرابيهديت الشعر لعيونه سواد العين وكحلت الهدب باسماء عرابي وجيت أحمل على كتفي سلال التين أقول انتي وبح الصوت بكتابييا أمي وضحكتي وعيوني الثنتين على أمرك تقوم وتنبت أعشابي يا أمي يا بعد عمر الحكي واللين علي أزرع بياض العشق بترابييا أمي دونك أحلامي غبار سنين مدن تحكي عن التاريخ باهدابيأنا العطار وانتي الغالية تدرين وريح العطر تصرخ من على ثيابيأنا ضحكة صباحٍ ما عرف تشرين ولا أيلول يحي داخل أنسابي أنا دمي سجد لك يالحنان سنين وقام الملح والسكر بمحرابيولو عمري(عطيتش )ماوفالى دين أنا المديون (لش ) يماااه بحسابي! ! يا أول من عبر جرحي لحد الحين أمان الله (عليش ) ان طول غيابيتردين السلام وتقبلي تكفين من اللي سيرته مجنون عزابي
    القصيدة الفائزة بالمركز الثالث فى الشعر الشعبي


    زوجي دوت كوم
    لمياء الحراصي

    في ليلة من ليالي أيار الصيفية ابتسمت عذاري بخبث ثم كتبت لمحدثها على الطرف الاَخر في المحادثة الفورية ''اشحن لي جوالي ثم سأعطيك رقم هاتفي''. . سرعان ما أتاها الرد يقول ''عيوني تفديك، فكيف برصيد مكالمات؟؟! ! سأعاود الاتصال بالمسنجر بعد نصف ساعة اذهب خلالها لابتاع لي ولك رصيداً. . اهتمي بنفسك! ''. كادت عذاري أن تصرخ فرحاً لكنها كبتت فرحها الشديد كي لا ينتبه لها احد أفراد عائلتها النائمين بعمق فالساعة قد تجاوزت الثانية عشرة ليلاً. . ومن عادة أهلها النوم مبكراً إلا شقيقيها اللذين غالباً ما يصلان عند الفجر.
    نهضت عذاري لتتأكد من أن باب غرفتها موصد بإحكام وعادت إلى سريرها وسارعت إلى الاتصال بابنة عمها سحر لتقول لها بابتسامة: - صباح الخير. . بشريني هل وجدت صيداً؟ سبقها الغرور والتبجح إلى صوتها: - بالطبع. . وجدت واحداً مغفلاً ! - هل أمورك تسير على خير ما يرام؟ - نعم. . وأنت؟ - ممتازة. . تتدفق علي بطاقات الحياك والنورس من كل حدب وصوب فضحاياي كثر! ! أطلقت عذاري ضحكة شيطانية خافتة ثم أضافت: - حمداً لله أن الجهد الذي بذلته لتعليمك لم يذهب سدى. . دائماً كوني متيقظة واقتنصي الفرص فكل هولاء سفلة ويستحقون أن تنصبي عليهم. . .
    أتى وخز الضمير متأخراً في صوتها حين قالت: - أحياناً اشعر بالذنب! ! - أي ذنب يا حمقاء؟؟ هولاء الرجال أثرياء ويحبون بعثرة أموالهم يمينا وشمالا. . نحن أولى بذلك صدقيني ! ! دعيهم يصرفونها على الفقيرات مثيلاتنا! - في هذا أنت محقة رغم انك لست فقيرة. . لقد تحسنت حالتي المادية بشكل ملحوظ فقد بات راتبي محفوظا للإكسسوارات والملابس والماكياج! ! - أرأيت؟؟ نستخدم الجوال مجاناً. . فلدينا دائماً من يدفع الفاتورة للجوال الرسمي ومن يشحن لنا جوال المكالمات الليلية! - هناك شيء أود أن أطلعك عليه. . إن سمير يريد رؤيتي! ! صرخت بها عذاري بحدة بعد أن اتسعت حدقتاها فزعاً: - إياك ! ! ! ! سارعت سحر إلى الدفاع عن نفسها بنبرة هجومية: - لم اقل إني موافقة على ذلك! ! - امرحي واعبثي كما شئت لكن لا تلتقي احد. . - الم تلتقي احدهم؟ - طبعاً لا. . هذه النوعية لا أثق بها. . اكتفي فقط بالمحادثات الليلية والعلاقات الحميمة الهاتفية لا أكثر. . - وما الفرق؟ بغرور وعجرفة: - هناك فرق. . في كل هذا أنا بريئة ! ! رددت سحر الكلمة الأخيرة وهي تكاد تنفجر ضاحكة : - بريئة؟؟؟ لا أظن ذلك! - اسمعيني يا سحر. . ابعدي نفسك عن طريق المشاكل والفضائح. . لم يطلب رؤيتك إلا ليرتكب فيك إثماً أو جريمة. . بدا الفزع في ارتجاف صوت سحر التي أوشكت على البكاء: - ماذا افعل الاَن ؟؟ أنت ورطتني في هذا؟ - لا تكوني غبية! ! إذا أصر على رؤيتك وبات يضايقك، غيري رقم هاتفك على الفور! - فكرة رائعة. . تأففت عذاري بقرف ثم قالت وهي تلوي شفتيها بقرف في حركتها المعتادة: - متى ستكونين ذكية مثلي ؟؟! !

    مقطع من الرواية الفائزة بجائزة افضل إصدار اول



    عالقان بالمنتصف
    نوف الحراصي

    أليمة تلك اللحظات التي نرى فيها حال شباب اليوم الذي يتدهور يوما بعد يوم. . كانت هذه الجملة استهلالاً لموضوع المحاضرة التي ستلقيها الأخصائية الإجتماعية بأحد مدارس صحار وهي مدرسة بلقيس للتعليم العام. . الخاصة بالحلقة الثانية من فئات الدراسة. . والتي تعمل فيها نهاد الهنائية كأخصائية إجتماعية. .
    أود أن أستهل حديثي معكن طالبات العلم في محاضرة اليوم والتي تحمل عنوان '' إنحراف الشباب والإدمان بأنواعه ''. . بالحمد لله والصلاة والسلام على نبيه خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اَله وصحبه أجمعين. . بعد استهلال نهاد محاضرتها بالحمد والثناء لله ورسوله. . قلبت بصرها يميناً وشمالاً تنظر لمجموعة الطالبات اللاتي قدمن لقاعة المحاضرات بالمدرسة لحضور المحاضرة والاستفادة. . والعامل المشجع الأساسي الذي دفعهن للقدوم هو إن المحاضرة تحضرها الاخصائية نهاد. . بعدها استكملت حديثها قائلة: - أليمة تلك اللحظات التي نرى فيها حال شباب اليوم الذي يتدهور يوما بعد يوم. . فكثير من الشباب يتجهون لمهاوي الانحراف بسبب عدم الطمأنينة النفسية. . و هم يتجهون لهذه الخبائث تصديقا منهم بأنها هروباً لهم من واقعهم الأليم. . وهي الحل الوحيد لهمومهم. . وتمنحهم النشوة وتجلب لهم السعادة التي افتقدوها. . و لكن كل هذه خرافات راسخة في أذهانهم لا أساس لها من الصحة. . يفبركها الشيطان لهم. . فهذا لا يعدو كونه جرم يقترفونه بحق أنفسهم. . حيث هذه الخبائث التي تنهش لحمهم وتلغ من دمهم كالوحش المفترس هي سبب المشاكل. . من لديه مداخلة على ما أسلفت ؟ رفعت طالبة يدها. . فسمحت لها نهاد بالحديث قائلة لها: - تفضلي! - تعقيباً على قولك بأن انعدام الراحة النفسية هي الأساس الذي يؤدي بالشباب إلى الانحراف. . أود أن أطلع الطالبات على إن هذا هو حال الأجانب. . فهم وبالرغم من إنهم ينعمون بحياة مترفة وثورة تكنولوجيا متطورة على عكسنا. . فهم يفتقرون للراحة النفسية وشعوبهم أكثر الشعوب اكتئابا. . وهذا هو السبب الوجيه للانحراف. .
    حيث أن حياتهم تطغى عليها المادة. . في حين لا قيمة للتربية الروحية لديهم والتي لطالما عكف إسلامنا الحنيف على الحث عليها. .
    نظرت لها نهاد بافتخار. . فالطالبات على مستوى من الثقافة. . والوعي المهمين. . فشكرتها بابتسام قائلة: - أشكر لك مداخلتك. . وما أردت التنويه عنه هو صحيح. . و لكن الذي يثير حميتنا هو إن كل هذه الخبائث والمخدرات هي من وسائل الكفار للنيل من المسلمين. . فهم يتربصون في الخفاء وينشرون هذه المخدرات نكاية فالمسلمين. . ليقعدوا عن الجهاد وأداء دورهم. . وواجباتهم تجاه ربهم. . وغالباً ما ينتهي بهم الحال إلى ظاهرة بشعة بدأت تسود مجتمعنا الإسلامي. .
    هل تعرفنها؟ رفعت إحدى الطالبات يدها لتأذن لها نهاد بالكلام. . فأشارت لها نهاد وأذنت لها لتتكلم. . لتقول : - ظاهرة الانتحار ؟! - أحسنت. . فظاهرة الإنتحار هي من أبشع الظواهر التي بدأت تتفشى وتستفحل بين الناس . . ويعود إقبال الشباب لهذه الظاهرة كما أسلفت هو اليأس من الحياة. . والبداية هي تناول تلك المخدرات. . والتي تفقدهم القدرة على التفكير. . وترهق أذهانهم. . لتسوق بهم إلى درك الهاوية. . فما إن تعتم الدنيا فوجههم فجأة. . فيلجأون لهذه المخاطر فرارا من المصاعب التي تهاجمهم وتحاصرهم بلا رحمة. . من تستطيع ذكر بعض طرق الانتحار لي ؟ أذنت لطالبة كانت متخذة مقعدا بالخلف كانت قد رفعت يديها لتفضي بما عندها قائلة : - قطع الوريد. . و الشنق. . وأخذ جرعات زائدة من الأدوية وهذا ما يعمد إليه غالبية الشباب الخليجي. . والعربي والأجنبي بشكل عام. . - ممتاز. . وظاهرة الإنتحار هي محرمة شرعاً. . وأيضاً من السلوكيات المرفوضة اجتماعياً. . ويجب إرشاد الشباب ونصحهم بالابتعاد عن هذه السلوكيات المرفوضة. . كالإنتحار وظاهرة تعاطي المخدرات. . ومن الواضح للعيان أن إتجاه معظم الشباب لهذه الأمور يُعزى إلى التأثر بوسائل الإعلام التي تعمد على نشر القنوات الهابطة. . والتي لا تعرف للنصيحة سبيلاً. . ولا تكلف نفسها عناء منع استفحال هذا الداء الوبيل. . وهو تعاطي المخدرات المحفوف بالأخطار. . والذي لطالما يعتبر من أخطر اَفات ومفاسد الدنيا. . حيث هو نقطة البداية للانزلاق في هاوية الجرائم المرتكبة جراء تعاطيه. . بغية الحصول على ثمن تلك الخبائث. . وبذلك يعرضون أنفسهم لاستبقاء حياتهم في دهاليز السجون. . وفي غضون الحديث عن الإعلام. . كيف للإعلام أهمية في منع استفحال هذه الخبائث عوضاً عن كونه من أسباب استفحالها؟


    مقطع من الرواية الفائزة بجائزة أفضل إصدار ثان


    منقول من جريدة الوطن
    التعديل الأخير تم بواسطة ملهم الأبيات; الساعة 28-11-2006, 09:29 AM.
يعمل...
X