إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قطُوفٌ من يوسفَ البادِيّ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قطُوفٌ من يوسفَ البادِيّ

    [align=left]ذكرى إنتحار الياسمينة[/align]



    [align=center]السلام عليك أيتها الياسمينة ...
    هكذا صار قدرنا .. حين أكون جارك ويكون ( الحال من بعضه ) .. فأني أصبحتُ في عداد الأموات أيضاً . وقبل أن آتي إلى هنا أخبرت الجميع قبل موتي برغبتي أن أكون جارك في القبر .
    وهي فرصة طويلة أن نتكلم فيها عن الموت ... الذي تركت أهالي الحارة يحتفلون بمناسبته ، وقد أنقضى على ذكرى إنتحارك أكثر من أربعة فصول ، فودعت جيراني وأصدقائي في الحارة .. وأنتحرت .
    على الرغم من كل شيء .. إلا أنني أحييك على قرارك في الأنتحار .. أحسن لك !! .. ، وأظن أنه كان خير وسيلة للثبات ، وربما تكوني قد آمنتي بأن " بعض السقوط علو " كما قال صديقي " سليمان المعمري " .
    آآه .. يالثرثرتي ... نسيت أكليل الزهور !!!! .. فقبل أن آتي إلى هنا حـمّلني أهالي الحارة هذا الإكليل ، ويبلغونك السلام ويتمنون لك موتاً هانئاً .
    والكل هناك كان يسأل .. لماذا أنتحرت الياسمينة ؟!! .
    أليس من حقي أن أسأل أنا .. حتى وإن كلفني ذلك موتي لإعرف الجواب ؟! .

    * * * *
    " جاكوب " الذي يخاف الا تجدد له إقامته ... رأيته حينها منتحباً أمام صاحب الحديقة ويقسم أنه كان يسقيك بإنتظام .. وكان لا يحرمك الأسمدة . ثم شهد على ذلك شاهد من أهله حين تفحص المهندس الزراعي التربة وما حولها فوجد أن " جاكوب " كان وفياً .
    * * * *
    أتذكر أنه في يوم إنتحارك كان صديقي " نزار " قلقاً لمجيء مولودته الأولى ذلك اليوم .. فهو لم يكن يدري إن كانت مولودته التي جاءت بسببه .. هل ستكون حزينة بسببه أم سعيدة بسببه أيضاً !!! ، قال لي : حين لا أعرف أجوبة كثيرة في هذا العالم .. كيف سأجيب عليها لو سألتني أياها إبنتي ؟!! ، وواصل حديثه ليسأل : ترى هل ستواجه الموت .. أم ستواجه الحياة ؟!! .. هل تراني وضعت هذه الإنسانة في المكان المثالي ؟!! .. ثم راح يبحث في الأجوبة عنه .. ولم يجده .
    وأنتي يا ياسمينة .. أكـنتِ كـ " نزار " ؟ ... تبحثين عن المكان المثالي .. لتصعدتي للطابق الثالث ؟ ... أم أنه كان صعود للبحث عن المكان المناسب للموت ؟ .
    * * * *
    لا أخفيك شعوراً كان في نفسي .. حين يختلط الحسد والغيرة في قلبي ، عندما أشاهدك في المكان الذي كنتِ فيه !!! .. يكفي أن تكوني أول من يلامس الشمس أصابعها ، وأول ما تقطفك النواعم أناملها .. بينما أكون أول من يستيقظ على صرخات قلبي المنتحرة .. وأول من يلامس حذائي القديم ، وأول من يحاول تشغيل سيارتي .. ثم أحاول .. وأحاول .. ثم تتبرع بالإشتغال .. لتذكرني أن توصيلي لعملي هو مجرد تبرع منها أيضاً .
    ولكني وبالرغم من ذلك فأنا واثق بأن الحسد لا يسبب الإنتحار !! .
    * * * *
    وكنت أستبعد أن يكون إنتحارك من شدة الغيظ على إبنة الجيران التي تقاسمك الجمال .. تلك التي عندما سقطت إحدى ياسميناتك ذات مرة .. فأسرعت وأبدلتها بياسمينة من قلبها .
    إلا أنني توقعت .. وهذا ما أخبرت به أهالي الحارة أيضاً ... أن " الدشات " الراكزة في الطابق الثالث .. هي سبب إنتحارك ، فربما كانت ياسميناتك تلتقط في مسمعها " كوكتيلاً " من الأغاني اللي في بالي وبالك .. والأكاذيب الواضحة ........ .
    وقبل أن أسترسل في حديثي قاطعني أحدهم قائلاً :
    يا رجال شوه درا الياسمينة بالأغاني والكذب والأفلام !!! .
    قلت له : رآيك ؟!!! ..
    رد عليّ : أكيد يا أبو الشباب أكيد .
    سكت بعدها .. وأقسم أنني كنت أعتقد نفسي سأكتشف لغزاً خطيراً ، فقد كنت معداً لحديث سيقنع الأهالي .... لكني لم أجد من يسمعني .
    لم أجد ما أفعل .. فسكت فعلاً ... ورحنا جميعاً نتابع في التلفزيون حديثاً كان مع ناشطة سياسية عربية الأصل .. وأخبرت بأنها ذهبت لإسرائيل وقالت لهم " جئت إليكم لأعلن أنني أنا جئت أسامحكم على دم والدي وأطلب منكم المغفرة والسماح على الإرهاب والقتل من ناحيتنا " ، وشرحت بإن مثل هذا التسامح سيعطيهم الأمان ليأتوا للصلح معنا .
    أفففففففففف .. إسرائيل إسرائيل إسرائيل .. والياسمينة لماذا انتحرت .. الا يجيب التلفزيون أيضاً ؟!!!! .
    هكذا سألت نفسي .. ولم أجب على نفسي أيضاً !! .
    غير أني وقبل أن أنتحر .. أرسلت لجريدة " الوطن " ، وكتب مقالاً للناس أسألهم :
    - لماذا ينتحر الياسمين ؟! .
    [/align]
    أستاذي الفيلَسَوفْ
    ما بين الحرف حروفٌ
    للناسِ الحرفُ وأنتَ نصيبُكَ منهُ ألوف
    إبراهيم السالمي

    رحم اللهُ جبران خليل حين قال:

    "قد جمعنا الحب فمن يفرقنا.. و أخذنا الموت فمن يرجعنا؟"

    يا صديقي.. يا جبران .. رحمك الله..

    " أنـت دائما متميـز ... فلا يحزنـك هذا التميـز ... قد تختلف عـن غيرك ... ولكـن ثق أنـه ليس كـل الاختـلاف نقص ولكنـه غالبا ما يكـون تفرد ... وكمـا عرفتك فأنـت تستحق أن تكـون متفرد بذاتـك "
    خليفة الزيدي

  • #2
    [align=center]كان في بيتي فأر عزيز


    وحيداً وجد نفسه في هذا العالم ..
    آلمته أشياء كثيرة بقصد أو بدونه ..
    فصار لذلك محروماً من حياةٍ كان يفترض أن يعيشها كفأر في الدنيا ، كأن يجد قطعة جبن القيت في مكان ما .. حتى وإن إنتظر غفوة القط كثيراً ليأخذها فلا يراه .
    لكنها الصدفة شاءت أن نسكن معاً لنصبح روحين بألم واحد .. ووجدت نفسي وأنا أستمع لحكايات حزنه وألم جوعه .. أستقبل كل هذا في جوفي ، مع حرقة أخيرة أذرفها .. لم أتمنى أبداً أن تكون هي الخاتمة .. :
    - " ماباليد حيلة ياصديقي " .
    وشعرت أنه يعرف عني ذلك ، غير أنه يملك في قلبه حزن يريد أن يبكيه مع أحد .
    * * * *
    شوارع المدينة تعرفه ، وهي مسكنه طوال الليل ، ينتقل فيها بين الرصيف والآخر ، يتخيل نفسه مجنوناً فيفعل شيئاً يبدو أنه لم يفعله متعمداً .. فيقال أن ماحصل له كان بغير قصد .. فهو يتمنى أن يموت تحت عجلة أي سيارة .. لتكون موتته للعيان طبيعيه .. فلا يبدو انه قتل نفسه ، فتقول الفئران عنه انه انتحر ، فلا يترك من بعده سوى سمعة سيئة .
    " أووووووه ..... " . هذه هي كلمته التي قالها بعد أن أخبرني بهذا الأمر .. وواصل كلامه : وماذا عساني أن أترك من سمعه وأنا لا أجد حتى لقمة آكلها كأي فأر .. آمنت فعلا بعد هذا العمر ؛ أن الطعام لا يكفي لكل الفئران ، فهناك فئران تأكل كل شيء ، وأخرى لا تجد أي شيء .. هذا الذي أصبحت أعرفه كل يوم وأنا اعيش الواقع .
    ثم أكمل : ..... حتى هذا الموت لا يأتي في الشوارع التي كانت لي مكان أخترته أن يكون موتي فيها ... من يدري قد تكون إطارات السيارات أيضا .. لا تتشرف بقتل فأر لا شكل ولا شخصية له في وجود الفئران .. !!! ... أصبحت أتألم لموت الآخرين .. وأنا أنتظر متى سيتألمون عليّ .
    سكت لحظة وسألني :
    - هل تظن أن هناك من سيتألم عليّ .
    فأجاب على نفسه .. لن يتألم أحد ، الموت أصبح أكثر من الحياة ، وسيكون أمر موتي عاااااادي ..
    *.. القطط تأتي إلى الفئران فتأكل ما تجده منها .
    * الكلاب تنتظرها على جحرها .. تريد أكلها ، يموت الكثيرين ويصاب فئران كثيرين .
    * قطط تصطاد فئران جائعة بصنارة الجبن .
    أووووووووووووه ... كم يزعجني هذا الموت ... أجعلوا هؤلاء الجياع يموتون بأنفسهم ، هم سيموتون .. سيرمون أنفسهم امام عجلات السيارات لو أرادوا .
    * * * *
    كل مايقوله صديقي من قصصه أكتبها ، واعلقها على باب أحد المجمعات التجارية ، كنت أشعر بأني لست وحدي من يريد أن يعرف مثل قصته .. فهناك قلوب ماتزال تنبض خيراً .. تبحث عن من يحتاجها .
    أذهب كل يوم لأرى القصة مكتوبة ومعلقة في لوحة الإعلانات ، فقد كنت أرغب في رؤية قلبٍ يقرأها ليعرف ، ثم يخطو خطوة للخير فأساعده على خطوها .. أو أواسي وجها أرتسم الحزن على وجهه ، لكنه لم يملك غيره .. فحزن .
    " مجرد فأر ضعيف وفاشل ... ويتحدث عن الحزن !!! "
    كنت أتوقع أحياناً أن ثمة من يقرأ تلك القصص .. فيحدث نفسه بمثل هذه العبارة ...!! .
    ولكن .. هل هذا يعني أننا يجب أن نكون فئرانا أقوياء وكباراً ، لنتحدث عن الحزن ؟!! .
    * * * *
    أعود لغرفتي .. لأسمع قصة أخرى من صديقي ..
    وجدته نائماً هذه الليله .. وقد وضع لي وردة بيضاء ، وبجانبها ورقه كتب فيها " أنا لا أمتلك غير الحزن ، لم أعد أحتمل أن أراك حزينا كل يوم " ... وكتب في ورقة أخرى وهي قصاصة من جريدة بها عنوان .. بإن قططا أكلت فئرانا كانوا يزرعون حقلا من الورد ، وأبادت كل الورود التي كانوا يزرعونها .. وكتب لي بخط صغير تحت الخبر " ولكن لا تحزن .. صدقني سينمو الورد من جديد ذات يوم .. " .
    لم تكن عيناه المغمضتين كأي ليلة من الليالي .. يبدو أن نوماً عميقاً جاءه بعد كل هذا الحزن الطويل ..
    نم ياصديقي سيسأل عنك الكثيرون في أحلامك .. وأنا سأنتظر على الباب ، وسأسقي وردتك البيضاء ونصنع بستانا من الورد ..
    أعلم أن في قلبك من الحب ما هو كثير ...
    وأنك لا تملك كسرة خبز ..
    ولكن !! ................ لا أدري ..... !! .
    ........
    إذن .. فلتنم ياصديقي .


    يوسف البادي *[/align]
    أستاذي الفيلَسَوفْ
    ما بين الحرف حروفٌ
    للناسِ الحرفُ وأنتَ نصيبُكَ منهُ ألوف
    إبراهيم السالمي

    رحم اللهُ جبران خليل حين قال:

    "قد جمعنا الحب فمن يفرقنا.. و أخذنا الموت فمن يرجعنا؟"

    يا صديقي.. يا جبران .. رحمك الله..

    " أنـت دائما متميـز ... فلا يحزنـك هذا التميـز ... قد تختلف عـن غيرك ... ولكـن ثق أنـه ليس كـل الاختـلاف نقص ولكنـه غالبا ما يكـون تفرد ... وكمـا عرفتك فأنـت تستحق أن تكـون متفرد بذاتـك "
    خليفة الزيدي

    تعليق


    • #3
      [align=center][align=center]لو كنتُ لوناً ... سأكون أصفر !![/align]

      [align=left]يوسف البادي *[/align]

      صباح الخير عليكم جميعاً ..
      وصباح الخير .. كانت تحية صباحية لإلواني قبل أن أبدأ معها رسم لوحة جديدة ، حين رد علي كل لون منها بأجمل ما يعنيه في دنيا البشر من معنى ...
      صباح السلام ... كان رد الأبيض .
      وصباح النقاء .. أجاب الأزرق .
      ودمت كل صباح حكيما ... رد عليّ اللون البنفسجي . وهكذا بادلني كل لون بما فيه من معان يعتقدها بني البشر عنه أو يستدلون عليها في أمور إيجابية .
      بعد التحية والإبتسام .. جلست كعادتي .. أرتشف كوباً من " الزعتر " الذي كان لونه الأصفر يبدو جميلاً مع الكوب الزجاجي الشفاف ، و " الزعتر " .. وبالمناسبة .. مفيد في تنشيط الذاكرة وأسترجاع المعلومات وسرعة الإستيعاب .. ولإن ذاكرتي وإستيعابي أفقدهما بين غمضة العين وإنتباهتها ، فقد أصبحت أشرب الزعتر هذه الأيام لعل الله يغير من حالٍ إلى حالِ .
      واللون الوردي قال حينها لصديقه الأصفر تبدو رائعاً وأنت في الكوب الزجاجي .. رد عليه الأصفر بتواضع : شكراً ياصديقي .
      وقبل أن انسى وبمناسبة ذكر الذاكرة والإستيعاب فقد أُجريت بحوث عديدة في مختلف دول العالم عن الألوان فكان اللون الأصفر هو الأكثر انسجامًا مع البيئة وخصوصًا للطلبة ووجودهم في جو يتتطلب الإنتباه والإستيعاب لهذا تدهن حوائط الفصول الدراسية بالأصفر الفاتح .
      * * * *
      وما يعجبني في هذا اللون – على الأقل في وجوده في مرسمي – تواضعه ، فهذا أشعره في حديثه مع أصدقائه الألوان حتى تلك التي توصف بأنها تتنافر معه ، فهو معروف مع الكثيرين بأنه لون الغرور والتكبر ، لكنه حين يرد هنا – وكما عهدته قبلها – بذلك التواضع الذي رأيته .. فأنني أحييه عليه ، ذلك لأن اللون الأصفر من أقوى الألوان .. ودائماً يستخدم للتنبيه ، كما أنه يرمز به للشروق والأمل والحياة الجديدة المشرقة بهذا اللون ، وإستيقاظ الشمس وقوتها يعرفه الكثيرين بالأصفر ، والأشياء عندما يراد لها أن تبدو أكثر وضوحاً وقوة فإنه يكون الحاضر فيها .. وهو لون العظمة في وجوده .. لذلك فأني أرى تواضعه هذا هو ما يعطيه هذه القوة والزهو بين الناس .. وبين الألوان طبعاً .
      * * * *
      وبدأ الحوار يتسع أكثر بين الألوان حين بدأ اللون الأحمر حديثه مع الأصفر واصفا له أستياءه الكثير من إدراج الناس للون الأصفر في أمور تسيء لمكانة اللون وقوته ، فهناك من يسمي عناوين الصحف التي تخلو من موضوع وفكرة بأنها " عناوين صفراء " ، كما أنهم يسمون أبتسامة المنافق " أبتسامة صفراء " ....!! .
      رد عليه زميله الأسود : لكن هذا لا يعيب الأصفر ، فاللون بالنسبة للبشر كالعادة .. يمكن أن يختلف معناه وأستخدامه من مكان إلى آخر فهناك من يستخدم الأسود كلونٍ للحداد وفي مكان آخر كأهل الصين .. يستخدمون الأبيض لهذا الغرض !! ، إن الناس هم من يصنعون الأشياء والسيئآت ويسمونها بمسمياتهم .. أنا مثلاً .. الا يقولون للظالم والحاسد بأن قلبه أسود ، وفي المقابل فإن حكم مباريات كرة القدم يكون لباسه أسود والمحامي يلبس الأسود ، وفي كثير من الدول يلبس قاضي العدل لباس باللون الأسود وأنا دنيا السكون الذي ينتظر الناس قدومي مع الليل .
      على العموم يكفيك ياصديقي بوصفك لونا للحكمة – هذا ماقاله اللون الأزرق للأصفر – ثم واصل حديثه ..... بل أن البشر يقولون عنك أن من يفضلك من الناس هم أشخاص مثاليون ، متفائلون وسعداء ، وحكماء ، إذ تتناغم صفاتهم مع صفاتك التي تكون رمزاً للضوء والثراء .. ولأنك قادر على شحن محبك بالحيوية ، والقدرة على الإبداع .
      * * * *
      نسيت أن أذكر لكم في البداية أن هذا اللون هو لون الحياة على هذه الأرض ، كما كان في زمن حضارة " الإنكا " ، هذه الحضارة التي احتفت بقرص الشمس وحبات الطلع الصغيرة بوصفها شكلها المنتظم ، في عالم تتفتح فيه الطبيعة إلى مدياتها الرحبة ، إن هذا الإشراق وهذا الإيمان هو الذي أعطى هذه الحضارة عظمتها و أعطى للوحات فنانها " كارلوس جاكانا ميخوي " بهجتها المتجددة بأستخدامه المتفائل والزاهي لهذا اللون .
      الأصفر .. ومع فرحته بما يقال عنه ، ذكر أنه كان سعيداً لتفضيل الفنان الهولندي " فان جوخ " له ، وإستخدامه له بكثرة ، وراح يعني به في لوحاته بأنه رمز للإنطلاق والحرية والسعادة ، وحين أستقبل صديقه في بيته ، دهن حوائط البيت باللون الأصفر تعبيراً عن فرحته بقدوم صديقه .
      وبمناسبة ذكر دهان البيوت .. فأنا لا أنصح بفرش أو دهن الأرضيات باللون الأصفر ، لكنه يكون رائعا عند إستخدامه في السقف لأنه يعطي أنطباعا من الحرية والنور .
      وعلى كل حال .. وقبل أن أنتهي من الرشفات الأخيرة من شربي للزعتر ، سمعت اللون الرمادي يذكر بين أصدقائه بأن الأصفر هو اللون الثمين الذي يظهر في أكثر المعادن أهمية عند الناس وهما " الذهب ، والنفط " ثم أستدرك .. و لون القمح .. وأضاف أيضاً بأنه إذا حاولنا أن نصف الألوان وفقاً لطاقة كل منها والذبذبات التي يحملها وارتباط ذلك بفصول السنة ، نجد أن الأصفر هو الذي يمثل التراب وهي مرحلة بداية هبوط الطاقة .
      * * * *
      الحمد لله .. هكذا قلت عند أنتهائي من شربي للزعتر ، وبدأت في الرسم .. وكل ما قيل عن الأصفر راح يأخذني الى آفاق بعيده تمنيت أن تكون في لوحتي ، فلعلها ستكون هذه المرة " فان جوخية " الروح والمذهب .. لأدخل تاريخ الفن وعظمته مع اللون الأصفر ، ولذلك فأول ما قمت بحمله في فرشاة رسمي كان اللون الأصفر ... سألني هو : في أي مكان سأكون في اللوحة ؟ ، فأجبته : بل ستكون في قلبي .
      [/align]
      أستاذي الفيلَسَوفْ
      ما بين الحرف حروفٌ
      للناسِ الحرفُ وأنتَ نصيبُكَ منهُ ألوف
      إبراهيم السالمي

      رحم اللهُ جبران خليل حين قال:

      "قد جمعنا الحب فمن يفرقنا.. و أخذنا الموت فمن يرجعنا؟"

      يا صديقي.. يا جبران .. رحمك الله..

      " أنـت دائما متميـز ... فلا يحزنـك هذا التميـز ... قد تختلف عـن غيرك ... ولكـن ثق أنـه ليس كـل الاختـلاف نقص ولكنـه غالبا ما يكـون تفرد ... وكمـا عرفتك فأنـت تستحق أن تكـون متفرد بذاتـك "
      خليفة الزيدي

      تعليق


      • #4
        [align=center]وإذا العراق فرحت

        [align=right]يوسف البادي *[/align]


        لم أكن أعلم بأن النوم سيكون أقوى بكثير من أن أشاهد مباراة أستطيع وصفها بالتاريخية بين ( السعودية والعراق ) في نهائيات كأس آسيا . لكنني علمت أن النوم كان أقوى .. وانتهى الأمر !! .
        وعلمت أن الأمر الذي أشاهده كان حدثاً أكثر من مجرد حدث لنهاية مباراة ، لكنه حمل معه معانٍ عديدة ومهمة فهذا الحدث الذي لم أشاهده ، كانت قناة الجزيرة قد عرضته في شاشتها كـ ( خبر عاجل ) ، أما العربية فكانت تبث أغنية بمناسبته قد زادني تأسفاً على أن فاتني هذا الحدث الذي غنت له العربية وعجلت به الجزيرة !! .
        كل ما وسعني أن أشاهده هو الفرحة بعد تسجيل هدف التتويج ( يونس محمود ) ، هذا الاسم الذي لو سئلت عنه يوماً .. فلا ريب أنني سأتوقع أنه مطرب جديد ، أو ملك جمال عربي ، أو عارض أزياء .. كالعادة التي صرت أسمع ما يأتي من تعريف للأسماء الجديدة . لكنني قد لا أتوقع أن يونس هذا هو بطل عربي من العراق استطاع أن يرفع اسم بلاده للقمة.

        * * * *
        يحق للعراقيين إذن .. أن يعبروا عن فرحهم بمسيرات في الشوارع ، فالحدث ليس مجرد فوز فريق للكرة على آخر ، ولا كأس حاز عليه هذا الفريق في نهاية البطولة وحسب هو فوز يعني أنه رسم بسمة اجتمع وتوحد على الاحتفال بها ولأجلها كل العراقيين .
        فوز يعني أن العراق وإن كان جريحاً فله من يداويه .. ولكن بأيدٍ ليست دخيلة تدعي بأنها مُخلصة من الكدر والحزن ، بل بقلوب أبنائه الذين عرفتهم الحضارة والعالم الحديث مبدعين في كل المجالات .
        فالجرح الذي تأبى السياسة والإرهاب إلا أن تزيده شرخاً .. أنساه الألم ولو لحظة أبناؤه الذين يعانون من ألمه ويبقى للعراق من يلملم وجوده دائما لنجده حاضرا في فرشاة فنان .. وقلم كاتب ... أو قدم لاعب لم يتمكن من ممارسة تمارينه الرياضية ... لكنه مدرك بأنه يفوز لتبقى العراق .

        * * * *
        وفي مطعم لا ينسني أبداً صديقي العراقي ( نزار ) الذي جعلني أسأل نفسي بجدية لم أرحم بها نفسي ومصارحتها بالحقيقة .. إن كنت أعرف شيئاً من أمر الثقافة ... ، رأيت طفلاً يحمل العلم العراقي في اليوم الثاني لفوز فريق بلاده ، وكان يلوح به جميلاً وهو في راحة يدين جميلتين ، ولم يعنه شكل العلم الذي كان رجال السياسة قد تصارعوا وتنازعوا على شكله ، فمنهم من أصر على استبداله وآخرون أرادوا تغيير بعض أجزائه . غير أن الطفل لم يعنه كل هذا ، وكأن لسان حاله يقول : لا تعنيني الأشكال .. أنا سعيد بفوز بلدي .
        وفي نفس المكان كانت أكثر من طفلة مختلفات أعمارهن جئن وقد علقن على أعناقهن علم العراق ، تلك الأعناق التي حُكم عليها بالموت عند البعض . أطلقوا هم تلك الأحكام .. ، ثم جاء فريق كرة القدم هذا فائزاً بأرفع البطولات .. فنسف كل حكمهم وأرداه مخذولاً ، وعلقت الطفلات على أعناقهن علم العراق فرحاً وسعادة وأماناً ، الذي بدا كقطعة من أجسادهن التي لا تتمنى فراقه .
        أخيراً .. فحين يثبت الرصاص والسياسة بأنهما لم يخلقا السعادة ، وجب أن نبعث أجمل الحب للكرة التي وحدت بالأفراح شعب العراق.[/align]
        أستاذي الفيلَسَوفْ
        ما بين الحرف حروفٌ
        للناسِ الحرفُ وأنتَ نصيبُكَ منهُ ألوف
        إبراهيم السالمي

        رحم اللهُ جبران خليل حين قال:

        "قد جمعنا الحب فمن يفرقنا.. و أخذنا الموت فمن يرجعنا؟"

        يا صديقي.. يا جبران .. رحمك الله..

        " أنـت دائما متميـز ... فلا يحزنـك هذا التميـز ... قد تختلف عـن غيرك ... ولكـن ثق أنـه ليس كـل الاختـلاف نقص ولكنـه غالبا ما يكـون تفرد ... وكمـا عرفتك فأنـت تستحق أن تكـون متفرد بذاتـك "
        خليفة الزيدي

        تعليق


        • #5
          [align=center] عندما أغضب ... أرقص !!


          يحلو لي الرقص عند الغضب ...
          هذا ما تقوله عن نفسها ، وها هم جميعاً يلتفون حولها طلبا للدفئ !!! .. وهي ترقص فوق الورق .. لا تبالي بأن تتوهج الأرض لتصل درجة الحرارة تحت أرجلها حتى ( 451 فرنهايت ) ، .. ما يهمها أن ترقص رقصة كالغضب ، ربما ليعرف البعض أيضاً أن الحبر والورق لهما فوائد أخرى غير التي يعتقدونها ، كإذابة أجساد الراقصات ، وبالذات عندما يكون تحت الأقدام .. وبالتحديد عند الغضب .
          وهناك حولها من لا يجيدون غير أن يكونوا متفرجين على أوراقٍ تحت أرجلها ، ربما ليحلمون بالدفء ، بعد أن صار واقع أوراقهم تحت قدميها .
          غير أن هذا الأرق الذي أراه في أعينهم يجعلني أعتقد أيضاً أنهم يحسدون الورق ، ويتمنون أن يكونوا مكانه ؟ ، وأرجع أحياناً لأظن أنهم يشفقون عليه .. لأنه تحت أقدام ، حتى ولو كانت أقدام راقصة .. وحتى وإن كان يشعر بالدفئ ؟ .
          * * * *
          لا أخفيكم .. أن أكثر ما يخيفني من أشكال الرقص هو رقصة العقرب ، ربما لأني أخاف العقارب أولاً ، ولكن الأهم هو ما سمعته من خطورة هذه الرقصة وأنها قاتلة ، فما يدريني لعلها ترقصها أمامنا ونحن لا ندري !! ، ففي معهد الرقص يتعلم طلابه أشياء كثيره .. حتى رقص العقارب .
          ولكن لو كانت عقرباً وترقص رقصتها .. فماذا تعني تلك الإبتسامة التي لا تفارق وجهها .. أم أن للعقارب إبتسامة أيضاً ؟ !! ، لا أظن .. لهذا فأنا أحياناً تدعوني أفكاري ، لإنهض بفكرة لتسألني : ماذا لو غازلت أنت الراقصة !! أتراها ستغضب ؟!! أم ستراك ستصبح ورقة مغضوب عليها ؟ .. فتجيب على نفسها : أو ربما ستكون خلخالاً في قدميها يُطّربُ لسماعه من حولها ، فلعلهم يسمعون رنة حليها وترسم الأعين رشاقة عودها فينسون البرد وأوجاع الصقيع .
          * * * *
          حقاً .. ماذا لو أعلنت الحب عليها ...
          حتى لو لم تكن لي ( تجربة في الحب ) ...
          لكني ربما سأصنع زورق ...
          على شاطئ الثلج ، وسيأتيني الدفئ بعدها لا محالة .
          فمن سيتجرئ حينها أن يسألني عن ثلث الثلاثة كم !!!! ؟ من ؟! ، ومن سيحاسبني حينها متى أفتح أعيني وأغلقها .. في الليل أو في النهار ؟ .
          وماذا سيعيبني لو كان مهرها الف كتاب بألف ورقة ترقص فوقها كل ليلة ... اليست حبيبتي ؟!!!! ، الا أتمنى لها السعادة إذا كان الغضب فوق الأوراق يسعدها ، الم تُعلمني – وللراقصات في تعليمهن شؤون - قداسة الحرية لترقص في كل الأحوال .. حتى عند الغضب !! .
          وحين نعلن الحُـب .. سأعلن الحرية على نفسي وأضل طليقاً .. حتى وإن كنت خلخالاً تحركه رقصات ساقيها .. ، لكني سأكون أفضل ممن يتمنون أن يكونوا أوراق ً تحت قدميها .. فأنا على الأقل سأصبح أعلى من الأرض ، ومعلقاً في قدميها ، ولن يضير مكاني في سبيل الحب شيء .. إنها ستكون حرية شخصية ، أبدل بين الحينة والأخرى مكاني من ساقها الأيسر إلى الأيمن وأضع نفسي حيث أشاء .. وأرقص حين أشاء ، وحتى عندما أغضب سأرقص
          .


          يوسف البادي *[/align]
          أستاذي الفيلَسَوفْ
          ما بين الحرف حروفٌ
          للناسِ الحرفُ وأنتَ نصيبُكَ منهُ ألوف
          إبراهيم السالمي

          رحم اللهُ جبران خليل حين قال:

          "قد جمعنا الحب فمن يفرقنا.. و أخذنا الموت فمن يرجعنا؟"

          يا صديقي.. يا جبران .. رحمك الله..

          " أنـت دائما متميـز ... فلا يحزنـك هذا التميـز ... قد تختلف عـن غيرك ... ولكـن ثق أنـه ليس كـل الاختـلاف نقص ولكنـه غالبا ما يكـون تفرد ... وكمـا عرفتك فأنـت تستحق أن تكـون متفرد بذاتـك "
          خليفة الزيدي

          تعليق


          • #6
            أرتشفت كل كلمة كتبت هنا ،،


            قراءتي عميقة لأول مرة !!!


            يوسف .. رائع !!!


            دوتش :: شكرا لـ قلبك ..



            مو حزن ... لكن حزين

            تعليق

            يعمل...
            X