إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

طيور اليحيائي في النَّادي الثَّقافي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    [align=center]تكوين النَّص ومشاركة القارئ
    بقلم: رفيعة الطالعيَّة[/align]



    [align=justify]نشرت جريدة الشَّبيبة بتاريخ 5/9/2007 مايلي:
    "حيث ذكرت ( رفيعة ) في ورقتها كثر ما يلفتُ الانتباه في مجموعة محمد اليحيائي الأحدث إصدارًا ( طيور بيضاء.. طيور سوداء ) أداتان مهمَّتان مِن أدوات السَّرد وهما:
    الشَّخصيات واللُّغة، هاتان الأداتان هما ما يجعل تورُّط القارئ في النُّصوص عميقًا، فيتحوَّل ( القارئ ) المُتلقِّي السَّلبي، ربَّما إلى قارئ مُشارِك ومُنْفَعِل، فالشَّخصيات قريبة وتكادُ تكون مرئيَّة بالنِّسبة له، واللُّغة هي حدثٌ في ذاتها ودافِعٌ لمتابعة القصّ والقراءة.
    بدت الشَّخصيات في هذا الإصدار أكثر عناية بنفسها، وبدأت تلتفتُ إلى تكوينها و تشكُّلها مِن خلال الحدث القصصي، نلاحظ أن الشَّخصيات هنا تُهمِّشُ الكاتب/المؤلف، وتجعل التَّركيز عليها، فهي منذ اليوم الذي ( نفضت خزينة التَّرابَ عن مناماتِها 1998 ) ثارت لنفسها، وهي بالتَّأكيد أكثر تطورًا و تعقيدًا من شخصيات الإصدار القصصي الأوَّل ( خرزة المشي ) ....
    [S]يتبع[/S]
    [/align]
    كان المُقاتِل مات/ جاءَه رجلٌ وقال: "لا تمت فأنا أحبُّك كثيرًا!!"/
    ولكن الجُثْمان؛ ياللخسارة، واصلَ الموت/.
    ثم جاءَه...(كلُّ أحبابه)/ أحاطوا به؛ رآهم الجُثْمان الحزين "هزَّه التَّأثر/
    نهضَ ببطء/ احتضنَ أوَّلَ شخصٍ، وبدأ يسير"!!!.
    مِن أطياف
    "رواية" لـ/رضوى عاشور

    تعليق


    • #17
      [align=justify]الَّتي لم تكن سوى أفكار تحركها لغةُ الكاتب أكثر مِن لغةُ السَّارد الذي تبهتُ ملامحه أيضًا أمام لغة اليحيائي الشِّعريَّة المُكثَّفَة بحدَّة.
      اللغة الَّتي لم تترك للقارئ مُتسعًا للتَّعاطف مع الشَّخصيَّة،أو متسعًا لتفريغ مشاعره تجاه الحدث و الشَّخصيَّة.
      في الطيور بلونيها؛ السَّارد يأخذ مكانه، ونكاد نعرف ملامحه وشخصيته، نعرف مدى شهادته، و مدى مشاركته في الحدث القصصَّي، هو في الأغلب إحدى الشَّصيات. وتتوارى شخصية الكاتب المؤلف خلفه، ويصل إلى درجة الصِّفر في بعض القصص، حتَّّى في "سلطان الرماح" عندما يتحدَّث اليحيائي عن مبتكر الشَّخصيّة "وهو محمد اليحيائي"، نشعر كقراء رغم ذلك انه يراوغنا، وأن تأكيده على مبتكر الشَّخصيَّة إلا لعبة ذكيَّة القصد منها إخفاء ملامح الشَّخصيَّة الأخرى، الشَّخصيَّة المَحْكي عنها.[/align]
      كان المُقاتِل مات/ جاءَه رجلٌ وقال: "لا تمت فأنا أحبُّك كثيرًا!!"/
      ولكن الجُثْمان؛ ياللخسارة، واصلَ الموت/.
      ثم جاءَه...(كلُّ أحبابه)/ أحاطوا به؛ رآهم الجُثْمان الحزين "هزَّه التَّأثر/
      نهضَ ببطء/ احتضنَ أوَّلَ شخصٍ، وبدأ يسير"!!!.
      مِن أطياف
      "رواية" لـ/رضوى عاشور

      تعليق


      • #18
        [align=justify]و كلَّما تورَّطنا في القراءة نكتشفُ أكثر أن "المُبْتَكر" مُختفٍ أيضًا خلفَ شخصيات نطاردها لنعرف ما يريد "اليحيائي" أن يقولَه لنا أو يخفيه عنا.
        وفي الأخير فإن "سلطان الرماح" الشَّخصيَّة ذات التَّاريخ المُشترك مع القارئ، تستقلُّ وتتلاعب بالمُبْتَكِر الأوَّل الذي أظهرها في الإصدار الثَّاني "يوم نفضت خزينة التَّرابَ عن مناماتِها" وبالمؤلِف الحالي للقصَّة في "طيور بيضاء...".
        لن أقول أن أدوات "اليحيائي" القصصيَّة في هذه المجموعة أكثر تطورًا، عن شخصيات الإصدار الثَّاني " يوم نفضت..." بل هي أكثر حرية، و أكثر إنفلاتًا مِن قبضة المؤلِف، ومِن تأكيده أنه - كأغلب الكتَّاب و المؤلفين - يمتلك أدواته. وهذا ما يوقِع كثر منهم في مأزق عدم القدَّرة على الاستفادة مِن هذه الأدوات ومِن فهمهم لدورها الهام في دفع الحدث و استمرار السَّرد.
        السَّّبب في ذلك أنها تكون أدوات أسيرة و مُتَحَكَّم بها لأن الكاتب " يمتلكها".
        [S]يتبع[/S][/align]
        كان المُقاتِل مات/ جاءَه رجلٌ وقال: "لا تمت فأنا أحبُّك كثيرًا!!"/
        ولكن الجُثْمان؛ ياللخسارة، واصلَ الموت/.
        ثم جاءَه...(كلُّ أحبابه)/ أحاطوا به؛ رآهم الجُثْمان الحزين "هزَّه التَّأثر/
        نهضَ ببطء/ احتضنَ أوَّلَ شخصٍ، وبدأ يسير"!!!.
        مِن أطياف
        "رواية" لـ/رضوى عاشور

        تعليق


        • #19
          [align=justify]فضاء الكتابة في هذا الإصدار الثَّاني ( طيور بيضاء.... ) أكثر اتساعًا أطلق اليحيائي فيه أدواته، وتحرَّرَ هو. ولعلَّ عنوان الإصدار الذي يحمل عنواني القصَّة الأولى والأخيرة هو إشارة أخرى تشي بعامل الحريَّة، والانعتاق الذي أطلق في سماء تلتقي عندها الفضاءات والأمكنة، وتتشابك الأزمنة وتتداخل.
          في الإصدار السَّابق ( يوم نفضت.... ) كان اليحيائي مهجوسًا إلى حدٍّ كبير بالتَّأكيد على جغرافيا القصَّة، على "المكان" وهذا هاجسٌ قديم يمتدّث إلى ما قبل إصداره الأوَّل ( خرزة المشي - 1995 ) وكانت تفاصيل المكان ولغته، والأسماء وصفاتها، والأحداث وتكوينها الجغرافي الخاص، والشَّخصيات وأبعادها، كلُّها تشي بمكان القصَّة، و أين، وكيف يرى الكاتب شخصياته، ورغم ذلك فقد نجحت ( الطيور ) أكثر مِن غيرها في إلصاقنا بالمكان رغم أجنحتها الَّتي ما انفكت تنقلنا بين اكثر مِن فضاء سواء كان فضاءً زمنيًا أو مكانيًا.
          [S]يتبع[/S][/align]
          كان المُقاتِل مات/ جاءَه رجلٌ وقال: "لا تمت فأنا أحبُّك كثيرًا!!"/
          ولكن الجُثْمان؛ ياللخسارة، واصلَ الموت/.
          ثم جاءَه...(كلُّ أحبابه)/ أحاطوا به؛ رآهم الجُثْمان الحزين "هزَّه التَّأثر/
          نهضَ ببطء/ احتضنَ أوَّلَ شخصٍ، وبدأ يسير"!!!.
          مِن أطياف
          "رواية" لـ/رضوى عاشور

          تعليق


          • #20
            [align=justify]علىمستوى اللُّغة يلفتُ النَّظر تداخل مستويات السَّرد، وتعددُ السّارد في نفس النَّص، و انتقالُ السَّرد مِن الضمير الأوَّل "الفاعل الأوّل" إلى الضَّمير الثَّالث "الفاعل الثَّالث"، بيدَ أننا لا نلحظ فرْقًا بين السَّارديْن في قصة مثل "طيور سوداء" اللَّذيْن يواصلان السَّرد ويتناوبانه في لغةٍ مُتشَابِهة أحيانًا وشهادةٍ واحدة وزاويةِ رؤية مُشْتَرَكَة.
            في الإصدار قصص وقع في حبِّها القارئ، وعلى الرُّغم مِن قتامة المشهد في أغلب القصص، غير أن قصة مثل "حوار غير مُكْتَمِل مع علي بابا" الَّتي وقعت ثالثًا مِن حيث التَّرتيب، جاءت لتكون استراحة نفسيَّة للقارئ، وهي تقتربُ بشكلٍّ حميم مِن القارئ؛ خاصَّة القارئ العماني الذي يعرف الشَّخصيَّة الرئيسة في القصَّة، وهو الكاتب علي المعمري الذي يهديه القصَّة قصدًا.
            عندما قرأتُ القصَّة لأوَّل مرّة قبل نشرها، توقَّعتُ أن يكونَ لها وقعٌ خاصّ لأمرين، الأوَّل معرفتنا كقُرَّاء بالشَّخصيَّة على وجه التَّحديد، وهي في الواقع شخصيَّة فنتازيَّة في حدِّ ذاتها، جاءت القصَّة لتؤكِّد على هذا الجانب الذي حَيَّرَ وأرْبَكَ الأصدقاء لكنَّه جَمَعَ القُرَّاء وأطْلَقَ ضحكاتِهم. باستسلام.
            الأمر الثَّاني وهو ما يميِّز القصَّة أكثر مِن غيرها هو أن اللُّغة في الحدث نفسه، أو في اقلّ تقدير هي العامل الذي يدفع الحدث للأمام، الحوار كان أداة الحَكْي أو القَصّ، وهو يتصاعد بوتيرةٍ يصعبُ معها توقُّف القراءة قبل إنهاء القصَّة، الحدث يتكوَّن بنمو اللُّغة، وهو يتكوَّن عبرها، وهي "اللُّغة تضعنا في حالة مِن التَّرقب و التَّوقع، اللُّغة كأداة في هذه القصَّة هي الأبرز والأقوى.
            يتبع[/align]
            كان المُقاتِل مات/ جاءَه رجلٌ وقال: "لا تمت فأنا أحبُّك كثيرًا!!"/
            ولكن الجُثْمان؛ ياللخسارة، واصلَ الموت/.
            ثم جاءَه...(كلُّ أحبابه)/ أحاطوا به؛ رآهم الجُثْمان الحزين "هزَّه التَّأثر/
            نهضَ ببطء/ احتضنَ أوَّلَ شخصٍ، وبدأ يسير"!!!.
            مِن أطياف
            "رواية" لـ/رضوى عاشور

            تعليق


            • #21
              [align=justify]ثم وبعد قصتيْن أخرييْن، تُحيلان القارئ على أجواء مُعَقَّدة ومُبْهَمَة وقَلِقَة، تَظْهِر "سمكة صالح" وهي قصَّة تُذكرنا بموت "المواطِن الصَّالح"، في إصدار سابق لليحيائي، "سمكة صالح " هي استِراحة أخرى يُفْرِغ فيها القارئ شحناتٍ مِنن الحنق و الإحباط بسبب الواقع المؤلم لموظفٍ مُخْلِص، الذي تتماثَل معه القاعدة الأوسع مِن القُرَّاء، ورغم ذلك فإن لغة السَّرد هي ما تجعل القارئ يشعر بالانتقام مِن هذا الواقع، هي تختال وتراوغ بين "المحترم" و"الموقَر".
              اللُّغة هنا أيضًا لعِبت دورًا في دفع الحدث، وقامت بدور تطهيري للقارئ قبل الشَّخصيَّّة.
              كانت شخصيات " محمد اليحيائي " الأولى في قصصه القديمة، هي مجرد شخصياتٍ تستكمل عناصرَ السَّرد ، شخصيات قد لا نتعاطَف معها، ورغم معرفتنا بواقعها غير أنَّها تظلُّ بعيدةً وبلا روح، هي فكرة واسْتُخدِمَت الشَّخصية لإبرازها.
              ثم في الإصدار الثَّاني اقتربت وأصبحت ملامحُها أكثر وضوحًا، لها لغتها ولها بعدها المكاني الواضحيْن، وابتعدت عن شخصيات الخطّ المستقيم الَّتي يمكن التنبؤ بأفعالها، هي شخصيات أكثر تعقيدًا وتركيبًا مِن سابِقاتِها.[/align][S]يتبع[/S]
              كان المُقاتِل مات/ جاءَه رجلٌ وقال: "لا تمت فأنا أحبُّك كثيرًا!!"/
              ولكن الجُثْمان؛ ياللخسارة، واصلَ الموت/.
              ثم جاءَه...(كلُّ أحبابه)/ أحاطوا به؛ رآهم الجُثْمان الحزين "هزَّه التَّأثر/
              نهضَ ببطء/ احتضنَ أوَّلَ شخصٍ، وبدأ يسير"!!!.
              مِن أطياف
              "رواية" لـ/رضوى عاشور

              تعليق


              • #22
                [align=justify]ومِن ثم في الإصدار الثَّالث "ليس الأخير كما أتمنَّى" هناك التَّماثل والإسقاط والمشارَكَة وهي أعلى درجات الاقتراب مِن القارئ؛ الذي جعل الشَّخصيَّة جزءً مِن القارئ جزءً مِن واقعه اليومي، جزءً يراه في حياتِه ربَّما كل يوم، أو هو يبْصِرُه بِشَكلٍ مَا، وهناك لغةٌ جعلتنا نُبْصِرَ مَا لَمْ نَكن نُبْصِرُه، هناك في الزَّوايا الضَّيقة والمُظلِمَة في أنفسنا وواقِعِنا الذي نرْفُضُ رأفةً بنا أن نُصَدِّقَه أو نتعامَلَ معه، لم تترُك قصص ( طيور بيضاء، طيور سوداء ) مجالاً للهرب.
                ما يُميِّزُ معظم الشَّخصيات في إصدار الطيور هذا هو أنها شخصيات ذات تاريخ لدى القارئ، لأنَّه لم يكنْ ظهورها الأوَّل، هذه شخصيات لم تكتمِل دورتها القصصيَّة والنَّفسيَّة في الإصداريْن الأوَّل والثَّاني، شخصيات كافحت وعبَّرت عن نفسها بِشَكلٍ أفضل، وأتمّ مُقارنَةً بمَا سَبَق، لأنَّها أصبحت أكثر حريَّة وقوة.
                كلُّنا نتواطأ مع ( اليحيائي ) ونشعرُ بالفرَح أو الذَّنب لأننا فكَّرنا هكذا مثله، وربَّما لكتبنا بشيءٍ مِن الاخْتلاف عن وقائعه وأفكاره إذا ما شئنا الكتابة.
                نشعرُ أننا شركاء مع سَبْقِ الأصرار في فعل الكتابة، وفي إثبات أحداثه، لم يكتبْ ( اليحيائي ) نصوصه وحيدًا، هذه المرَّة مُنْتَشيًا بشخصياته ومُحْتَكمًا بها، كنَّا هناك، لعلَّه أدرك ذلك، ونحن أدركناه لاحقًا.
                طيوره البضاء طيورنا، والطيور السَّوداء تحومُ فوقنا جميعًا."
                ـــــــــــــ[/align]
                كان المُقاتِل مات/ جاءَه رجلٌ وقال: "لا تمت فأنا أحبُّك كثيرًا!!"/
                ولكن الجُثْمان؛ ياللخسارة، واصلَ الموت/.
                ثم جاءَه...(كلُّ أحبابه)/ أحاطوا به؛ رآهم الجُثْمان الحزين "هزَّه التَّأثر/
                نهضَ ببطء/ احتضنَ أوَّلَ شخصٍ، وبدأ يسير"!!!.
                مِن أطياف
                "رواية" لـ/رضوى عاشور

                تعليق

                يعمل...
                X