هذه القصة حقيقية وحدثت منذ وقت بعيد...
ولكنني سمعتها أكثر من مرة و كل مرة وكأنها أول مرة

...المهم....

تحكي القصة عن ولد بعمر ثمانية أو سبع سنوات... توفيت أمّه


قبل يومين... و والده....ككل الآباء... لم يحتمل نفسه عند فقدان

أعز الناس عنده..... كان الولد يحب الرسم كثيراً وقد انتهت جميع

دفاتره وكراساته.... وكان أبوه فالخارج... فأمسك بالفرشاة...

وبدأ يخرطش على الجدران... يرسم أمّه... ودمائها تسيل على الأرض.....

يرسم أبوه والدموع في عينيه.....

وعندما رجع الأب المرهق من العزاء....إذ هو يفاجأ برؤية الجدران

فمن فرط غضبه أمسك بسوط (قد كان يعمل في ميادين الخيول)

و أغرق إبنه بالضرب في ظهره.... لم يبال بصراخه....

ولكنه لم يتوقف عند ذلك.... فقد ربط حبلاً بيديه...

ودفعه إلى غرفة مظلمة....... طــــوال الــــلـــيل والطفل يئن و

ينادي أباه.... ولكن الأب لم يبال...

وفالصباح...عندما خرج الأب للعمل.... فتحت الجارة الباب للصبي

ووجدت يداه متورمتان وسوداوتان و دموعه قد ملأت الأرض....

هرعوا به الى المستشفى ولكن.... لم يكن هنالك حل....

فبتروها...

و أول جملة نطقها الإبن عند استيقاظه....

" بس خلاص يا أبوي... ما رح أرسم عالجدران مرة ثانية....

بس أرجوك رجع لي يديني "

والوالد... كلما يجي يسجد لربه أو يركع.... يحس بالسوط يضرب بظهره....

إنا لله وإنا إليه لراجعون