إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرحـــلة‏ .....

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرحـــلة‏ .....

    من يعرف عمان الحالمة مثلي... لا أشك بأنه يحبها ...

    كل مكان في الدنيا تطلّ عليه شمس واحدة ...

    إلا عمّان المتوجة على سبعِ جبال تنبلج منها سبعة إشراقات كلّ شروق....

    فيتلاقح الضياء بالمطر بألوان الطيف والوجوة الجميلة...

    وكأين من صباحاتها العطرة ابدأه بالإفطار الشامي في مطعم شعبي أعلى شارع السلط،

    ثم استوي بعد ذلك باتجاه... زينب... وسط البلد. ..

    تلتقط عيناي ابتسامتها المتقافزة من بعيد فوق كل الوجوه... تشق الازدحامات

    والأرصفة... لتحط على خدي كقبلة الصباح...

    فيرتد إليها بصري يخترق الجدران... والأجسام... والمتاجر الأنيقة

    إلى أن أصل كُلي إليها...

    أجدها قد حضرت لي مؤونة اليوم من سجائري وعلب الكبريت وفي كلّ مرة تصّر

    على تزويدي بحبّات (الملبس) مجاناً والذي تبيعه أيضاً على عربة صغيرة

    زينتها بأعلام الوطن، وصور النخيل، ودجلة... وقد استغربتُ منها أنها ذات مرة أهدتني ملعقة...؟!

    وقالت: هذه ملعقتك...؟

    وفي كل مرة تودعني مثلما تستقبلني وذلك بمناداتي باسمي المجرد دون الإضافات والديباجات المتداولة ( أخ. أستاذ. سيد... وغيرها )... و كانت قد سمعت اسمي

    بالصدفة حينما ناداني أحد الاصدقاء وانا أبتاع السجائر منها ...

    ذات يوم ..
    وبينما كنت أقف عندها رأيت الباعة المتجولين ( الذين لم يحصلوا على تراخيص للبيع العشوائي ) جميعهم يحملون (بسطاتهم) أو يدفعون عرباتهم

    ويركضون في كل اتجاة ويتنادون : بلدية .. بلدية ...! والشرطة تهرول خلفهم.

    ارتبكت زينب وشحب وجهها... التفتت بخوف ذات اليمين وذات الشمال، ثم شبكت يديها

    على رأسها.

    تأوهت..... وقد أسندت ظهرها للحائط منكسرة ومستسلمة، يعلوها الرعب

    والحزن، وتخنقها العبرات ورجفات الشفاه

    سألتها مذهولاً مالذي يجري... ؟!

    قالت : سيصادرون عربتي وهي كل ماأملك...

    نظرت إلى يديها الناعمتين وعمرها الذي لم يتجاوز الثانية عشرة أو أكثر بقليل...

    ثم دون وعي أوشعور مني... وجدت نفسي أخطف العربة وأركض مندفعاً بكلّ قوتي

    على غيرهدى...

    وهي تركض خلفي ضحكتها كأجراس الكنائس تملئ المدينة طفولة وبراءة وتوجهني

    من خلفي... يمين... يسرة... من هنا... من هناك، حتى وصلنا الى مكان آمن

    وتوقفنا... جلسنا على سفح المدرج الروماني نشحذ انفاسنا ونضحك إلى أن هدأ روعنا،

    ثم و بعد دقائق عدة جاءني صوتها متهدجا: أتدري لمَ اناديك باسمك دون ألقاب؟

    (أومأتُ غير مباليا) وقلت: لا أهتم لذلك... تعرفين أن أي زيادة على الاسم تفقده معناه

    ولاتنقصة حرفاً، أو تزيدة قدراً...

    قالت: لم أعنِ هذا ولكني أردتُ أن أقول لك بأن أخي الكبير كان اسمه مثل اسمك

    وفي عمرك ويشبهك أيضاً...! وأحب مناداتك كما أناديه. كان يحبني كثيراً وأحبه كثيراً

    يحملني على متنيه ويجوب بيّ شوارع بغداد يشتري لي حلوى وثياباً جميلةً...

    سألتها ( وبدون مبالاة أوتحفظ ) وأين أخوك هذا ...؟

    غير أني خجلتُ من نفسي حينما أطرقت ، وبلعت ريقها، وحدقت بعينين من ماء
    قائلة:... مات...

    قلت وفي النفس حرقة : كيف... أقصد متى...؟

    نهضت إلى العربة واخرجت من درجها الصغير حقيبة جلدية صغيرة فيها صور

    راحت تعرضها عليَّ... وتعرفني على أصحابها...

    هذه أمي... هذا أبي .. هذة أختي الكبرى (اسيل) وهذه (منى) وهذا أخي أحمد

    وهذا أنت ! ...

    تملكني إحساس بالوجع قبل أن أسالها وأين هم الآن ..؟

    قالت: لاأدري... كل ما أذكره أننا اجتمعنا على مائدة العشاء، ثم طلبت مني أمي

    أن أحضر الملاعق من المطبخ، فقد نَسِيَّت ذلك...

    والمطبخ في الطرف الآخر من بيتنا العربي الفسيح... وبينما أنا فيه أغسل الملاعق

    سمعت انفجاراً مدوّياً كأي انفجار نسمعة مما تخلفة الطائرات الاجنبية أثناء قصفها

    للناس في كل مساء...

    غير اني حينما عدت لم اجد الحجرة التي كان بها اهلي حول مائدة الطعام ينتظرون الملاعق ...

    وجدت أطرافاً متناثرة ومتفحمة، ولكن هؤلاء ليسوا أهلي ... ؟

    لازالت الملاعق معي ...ماعدا التي أعطيتك إياها .

    أشحتُ بوجهي عن زينب... وقمت متثاقلا... امشي ببطئ حينما لحقت بي بسرعة

    وامسكت يدي ثم رمت برأسها على صدري يختلط نشيجها مع صوت الذكريات ...

    طلبتُ منها جميع الملاعق التي تحتفظ بها ...

    أفترت عن ثغرها الوردي ابتسامه متلئلئه حينما أدركت بذكائها الفطري بأني نويت أن أكون لها كل هؤلاء الذين مازالوا ينتظرون الملاعق .




    كبرت زينب وحينما أصبحت صبية كما القمر تزوجت من شاب عربي يقيم في
    إحدى دول المغرب العربي

    أنجبت زينب طفلاً واختارت له اسم أخيها الكبير



  • #2
    الرحـــلة‏ .....

    في يوم من الأيام
    كان هناك رجلا مسافرا في رحلة مع زوجته وأولاده
    وفى الطريق قابل شخصا واقفا في الطريق فسأله
    من أنت"؟
    قال
    أنا المال
    فسأل الرجل زوجته وأولاده
    هل ندعه يركب معنا ؟
    فقالوا جميعا
    نعم بالطبع فبالمال يمكننا إن نفعل اى شيء
    وان نمتلك اى شيء نريده
    فركب معهم المال
    وسارت السيارة حتى قابل شخصا آخر
    فسأله الأب : من أنت؟
    فقال
    إنا السلطة والمنصب
    فسأل الأب زوجته وأولاده
    هل ندعه يركب معنا ؟
    فأجابوا جميعا بصوت واحد
    نعم بالطبع فبالسلطة والمنصب نستطيع إن نفعل اى شيء
    وان نمتلك اى شيء نريده
    فركب معهم السلطة والمنصب
    وسارت السيارة تكمل رحلتها
    وهكذا قابل أشخاص كثيرين بكل شهوات وملذات ومتع الدنيا
    حتى قابلوا شخصا
    فسأله الأب
    من أنت ؟
    قال
    إنا الدين
    فقال الأب والزوجة والأولاد في صوت واحد
    ليس هذا وقته
    نحن نريد الدنيا ومتاعها
    والدين سيحرمنا منها وسيقيدنا
    و سنتعب في الالتزام بتعاليمه
    و حلال وحرام وصلاة وحجاب وصيام
    و و و وسيشق ذلك علينا
    ولكن من الممكن إن نرجع إليك بعد إن نستمتع بالدنيا وما فيها
    فتركوه وسارت السيارة تكمل رحلتها
    وفجأة وجدوا على الطريق
    نقطة تفتيش
    وكلمة قف
    ووجدوا رجلا يشير للأب إن ينزل ويترك السيارة
    فقال الرجل للأب
    انتهت الرحلة بالنسبة لك
    وعليك إن تنزل وتذهب معى
    فوجم الاب في ذهول ولم ينطق
    فقال له الرجل
    أنا افتش عن الدين......هل معك الدين؟
    فقال الأب
    لا
    لقد تركته على بعد مسافة قليلة
    فدعنى أرجع وآتى به
    فقال له الرجل
    انك لن تستطيع فعل هذا فالرحلة انتهت والرجوع مستحيل
    فقال الاب
    ولكننى معى في السيارة المال والسلطة والمنصب والزوجة
    والاولاد
    و..و..و..و
    فقال له الرجل
    انهم لن يغنوا عنك من الله شيئا
    وستترك كل هذا
    وما كان لينفعك الا الدين الذى تركته في الطريق
    فسأله الاب
    من انت ؟
    قال الرجل
    انا الموت
    الذى كنت غافل عنه ولم تعمل حسابه
    ونظر الاب للسيارة
    فوجد زوجته تقود السيارة بدلا منه
    وبدأت السيارة تتحرك لتكمل رحلتها وفيها الاولاد والمال والسلطة
    ولم ينزل معه أحد
    قال تعالى
    قل إن كان آبآؤكم و أبنآؤكم و اخوانكم و أزواجكم و عشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله و جهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لايهدى القوم الفاسقين
    وقال الله تعالى
    كل نفس ذآئقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور

    ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب

    تعليق


    • #3
      أهلا بك أخي عمر

      بعد إذنك أخي الكريم فقد قمت بدمج الموضوعين في موضوع واحد لأنك قمت بطرحها في وقت واحد ... كما إنها تحمل نفس المضمون تقريبا ... فهي عبارة عن قصص تحمل بعض العبر المستفادة من مواقف الحياة .

      أيضا اتمنى أن تشير إلى مصدر هذه القصص إذا كانت منقولة ... وذلك للأمانة العلمية .

      شكرا لك ولحضورك الراقي

      دمت بود
      أعطيتك الكثير .. لأنك تسكن روحي ، وتسافر معها .. فماذا أعطيتني !!؟
      فقط هو الشقـاء
      ..
      الــروح .. سفر آخر !!

      تعليق

      يعمل...
      X