إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

** (الغزل) فالشعر العماني (ماقبل النهضه)**

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ** (الغزل) فالشعر العماني (ماقبل النهضه)**

    السلام عليكم
    بعد ماطرحت موضوع الرثاء فالشعر العماني

    اعقبه بهذا الموضوع الذي يسلط الضوء ع الغزل فالشعر العماني في نفس الفتره(قبل النهضه)
    ارجو ان ينال اعجابكم
    --------------------------

    يشكل موضوع الغزل أحد الموضوعات الهامة في شعر هذه الفترة ، وشعر الغزل من الموضوعات الذاتية وهو على خلاف المديح الذي يعبر فيه الشاعر عن غيره وربما تكون فيه عواطفه ومشاعره زائفة وبالتالي تكون تعابيره تقليدية ، وعلى هذا فان شعر الغزل من المفترض أن يعبر فيه الشاعر عن مشاعره الخاصة .
    ---------------

    وفي شعر الغزل لهذه الفترة ينقسم إلى مستويين، غزل تقليدي ينقل صورة المرأة القديمة ويتحدث عن جسد المرأة والتشبيب بمحبوبة الشاعر ، وغزل يتخلص من المعاني التقليدية والعبارات ويقترب فيه الشعر من ذاتية الشاعر وعواطفه الداخلية .
    ----------------------

    ومن شعر المستوى الأول في الغزل التقليدي قول الشاعر أحمد بن حمدون:

    أذي الشمس قد لاحت وأشرق نورها أم البدر جلى ضوءه كل دامس

    وذا بلبل يشدو بالحان مطرب يرددها فوق الغصون الموائس

    أم الخرد البيض الكواعب أقبلت تهادى نشاوى بالعيون النواعس

    أأم غادة ميلاء منت بزورة على غير وعد في الحلى والطنافس

    تبدى محياها كصبح سناؤه وولى الدجى من حينه وجه عابس

    وهذا عبيق المسك ضوع طيبه فأحيا رمميات العقول الدوارس

    ونلاحظ تكرار صورة المرأة القديمة في هذه الأبيات في تلك التشبيهات التقليدية اليسيرة غير المركبة أو الجديدة ، نحو تشبيه المحبوبة بالشمس والبدر والغصون والصبح والمسك .

    ويقول في قصيدة أخرى متبعا الأسلوب التقليدي نفسه والتشبيهات اليسيرة المألوفة :

    تألق برق في ليال بهيمة وثغر حبيب باسم بالمسرة

    وبدر تمام أم عقود زبرجد بها غادة حسنا شموع تحلت

    وورق الضحى يشدو على غصن بأنة يردد بالألحان في سفح بركة

    ونسمة روض بالبشارة قد أتت تهني بوصل من حبيب وزورة

    وتأتي أكثر هذه الغزليات كمطالع لقصائد المدح ولذلك لا نكاد نجد فيها شيئاً من صدق المشاعر. وأغلب الغزل يأتي على هذا النحو الذي يشبهون فيه المرأة بالبدر والغزال وبالشمس وشعرها بالليل وقوامها بغصن البان وعيونها بعيون البقر الوحشي وهي صفات وردت كثيرا في الشعر العربي القديم .

    ويقول الشاعر سعيد بن مسلم المجيزي مكررا نفس المعاني القديمة :

    لذكر ليالي الوصل يستعذب الذكر ويحلو وإن طال التباعد والهجر

    فيا ذكر ليلى شنف السمع موقرا أحاديث من ليلى يذوب لها الصخر

    ويا سعد عللني بذكر أحبتي فعندك يا سعد الأحاديث والذكر

    ومن لي بأن ألقي جبينا إذا بدا لطلعته تخبو الكواكب والبدر

    تسلط في قلبي بسلطان حبه فبحت بما تخفي الجوانح والصدر

    كذلك سلطان الغرام وحكمه برغم جنود العشق يقضى له الأمر

    والأبيات نظم تختلط فيها العبارات النثرية بالاقتباس من مفردات الشعر العربي القديم دون أن يكون بينها شيء من الترابط ، وقد وردت هذه الأبيات مطلع لقصيدة يمدح فيها أحد سلاطين عمان ، ونلاحظ أن الشاعر يلجأ إلى ذكر أسماء ليلي وسعد وهي أسماء وردت كثيرا في شعر الغزل القديم وقد استخدمها الشعراء لما فيها من وزن موسيقي ، فهي أسماء لم يكن لها وجود حقيقي في حياة الشاعر ، وربما تكون استخدمت كأسماء رمزية ترمز لمحبوبات الشاعر .

    ومن شعر الغزل التقليدي والوقوف عند أماكن الذكريات القديمة وتذكر الأحبة قول الشاعر صالح بن عيس الحارثي :

    دعاني الهوى والشوق نحو الأحبة وزادني التذكار مخفي علتي

    وذكرني عهد الوصال الذي مضى فهيج ما بي من غرام ولوعة

    وفي طي أحشائي لظى الهجر أضرمت فلا تنطفي إلا بوصل الأحبة

    أبيت ونار الشوق بين جوانحي لها زفرات بين قلبي ومهجتي

    لقد ذبت من هجر الحبيب وصده وإعراضه عني على غير زلة

    ويقول عن لقاءه بمحبوبته :

    بروحي من قد زارني بعد بعده بليل حذارا من رقيب فممقت

    فوسدته زندي وبات مضاجعي إلى أن جلا نور الضيا كل ظلمة

    فبتنا وكأس الأنس قد دار بيننا ونحن نشاوي بين ضم وقبلة

    لهوت به والليل مرخ سدوله علينا بأنواع الهنا والمسرة

    -------------------------------


    ومن المستوى الثاني في شعر الغزل تأتي قصائد كل من الشاعر هلال بن بدر البوسعيدي وعبد الله الطائي اللذان توافرت لهما أسباب الحياة العصرية والإطلاع على مصادر الثقافة العربية المعاصرة ربما أكثر من الشعراء الذين ذكرناهم سابقا ، لذلك جاءت قصائدهما الغزلية أفضل من القصائد السابقة حيث تخلصت من المعاني القديمة لشعر الغزل وعباراته التقليدية.

    ونلاحظ ملامح الاختلاف هذه في بعض قصائد هلال بن بدر البوسعيدي ففي قصيدة ثمرة الأشواق، نلاحظ سيطرة النبرة الذاتية على هذه القصيدة وغناء الشاعر الحزين واقتراب ألفاظها من ألفاظ الرومانسيين ، فيقول :

    أغني ولكن الغناء أنين وأحدو ولكن الحداء حنين

    وإن قلت شعرا فهو جمر صبابتي على أنه وسط الضلوع دفين

    فمن لفؤاد وهو ولهان خافق ومن لجفون دمعهن هتون

    لواعج أحزان وآلام فرقة قد أعتورا قلبي فكيف يكون

    أخلاي قد ذقت الأمريّن بعدكم وكل شجا غير الفراق يهون

    كتمت هواكم برهة جهد طاقتي وإني به حتى الممات ضنين

    فلا عتب إن باحت دموعي بسره وإني لأسرار الحبيب مصون

    وعلى الرغم من وجود بعض الصيغ التقليدية إلا أن عبارات الشاعر الشعرية تتسم بيسر العبارة وسلاسة البناء، وخفوت الإيقاع ، لكنه مع ذلك يدور في فلك تلك الفترة التي كانت تقع في برزخ بين الكلاسيكية المطلقة وبدايات التجديد ، والشاعر في هذه القصيدة يمزج بين التجربة العاطفية وتجربة الاغتراب الداخلي وتبدو في القصيدة روح الشكوى التي سماها الدكتور نزار العاني " السمة التوجعية" وتسأل عن مصدرها في حياة الشاعر ، " من أين تجيء هذه المشاعر والأحاسيس المغلفة تماما بسمة توجعية واضحة عند رجل عهدناه معتدا بفكره متعاليا على ما هو مدفون وسط الضلوع ، جـوّابـاً في ميادين الحياة الشاسعة ؟ " .

    ويجيب قائلا " إن البوسعيدي في لحظة مراجعة صوفية مع الذات ، يقرأ بعض علامات القهر الدفين داخل تضاريس روحه الشاعرة والتي تبدو غالبا متعافية وغير مأزومة ، هناك لا شك في ثنايـا شعره وتلافيف قصائده سمة توجعية مستترة ، وهناك سوداوية خفية تشكل منطلقا لنداء القصيدة الجمالي والفني والمعنوي"

    وللدكتور العاني الحق في هذا التساؤل لان الشاعر كان يعيش في وسط أجواء السلطة والترف ، وتسرب هذه الروح الحزينة وسمات التوجع إلى عالمه وشعره مدعاة للتساؤل ، وربما تعكس هذه السمة التوجعية رومانسية البوسعيدي ،كما يمكن أن تكون صدى لحالة من حالات التمرد على الواقع الذي يعيشه ويحاول تغييره .

    وللشاعر عبد الله الطائي قصائد ذات توجه عاطفي ، ولكنها تجيء في مقطوعات صغيرة مرتبطة بموضوع الحنين والتذكر لزوجته ولعمان ولأهله في عمان، وربما يرجع ذلك إلى انشغال الشاعر بهموم وطنه أكثر من انشغاله بمشاعره وعواطفه القلبية ، وحتى قصائد الحنين والتذكر فإنه يوظفها للحديث عن وطنه ومـا أصابه من تخلف وتأخر ، وربما نجد في قصيدة أو قصيدتين هذا التوجه العاطفي الواضح فيقول في إحدى قصيدتيه التي يصور فيها حالة انقطاع الحب :

    انتهينا لا الهوى يحنو علينا قد مــحوناه كــلانا بـيـديــنا

    انتهينا لا لــقــاءٌ ممـكـن يكشف الأعذار عما قد جنينا

    يـا لسـر القلب هـل يظهره ليس مثل القلب إشفاقا علينا

    إنـه الحــب الذي جمــّـعنا وأرانـا من صفاء الدهــر لـونـا

    يا حبيبي انقطاعاً بعد أن أزهـر العمـر غرامـا فازدهينا

    ------------------------

    وقد يختلط الغزل عند بعض هؤلاء الشعراء بتجارب شخصية كالفقد أو الغربة أو الحنين للوطن ، ولهذا تمتزج تجربة الفقد الرومانسي العام بالفقد العاطفي في بعض مقطوعات عبد الله الطائي الذي يتحدث بضمير يعود إلى بعض المحبين أو كلاهما ولا يتحدث عن نفسه مفردا ولا عن محبوبته وحدها كما في الأبيات الماضية .

    و يصور الشاعر في قصيدة أخرى أمسية من أمـاسيه الرومانسية على ضفاف الخليج ، فتبدو في مفرداته وأبنيته الأسلوبية رقة رومانسية غير معهودة عند شعراء هذه المرحلة ويمزج الشاعر فيها بين مشاعره وبعض لحظات الطبيعة ومشاهدها المألوفة في الشعر الرومانسي العربي ، ولعل بعض أبياتها يذكرنا بنظائر لها عند على محمود طه ، والقصيدة بعنوان أمسية على الخليج ( وهي من القصائد التي كتبها في سنوات حياته الأخيرة ) :

    سألت هل لك في سهرتنا هذى قصيدة

    أنظر الليل وقـد رصع بالأنــجم جيدة

    وارمـق الجو وقـد لحـن بالصمت نشيده

    أفما حرك في القلب أحاسيس جديدة ؟

    قلت والإغراء من حـولي قـد فاق حدوده

    صوت حسناء بجنح الليل يستجلي وجوده

    وحديث يجبر العازف أن يلقي عـوده

    هاهنا تحلو الأمـاسي ويصب الكون جـوده

    وضياء البـدر أغناه بألـوانٍ جديده

    فبدا الشاطئ روضا نثر الأفق وروده

    ويبدو تأثر الشاعر برواد الاتجاه الرومانسي في العالم العربي و بالخصوص علي محمود طه في قصيدته كليوباترا ، ويعبر الشاعر عن عواطفه تعبيرا صريحا . وهو ما ليس مألوفا في شعره الذي انشغل فيه بالتعبير عن همومه الوطنية والإنسانية .

    ****************
    --------
    ملامح الشعر العماني قبل النهضة

  • #2
    موضوع شاامل

    سلمت يداك
    ........طبع نمر وغزال تجمعت فيك.....
    ......سبحان اللي جمع رقة بشراسة .......

    تعليق


    • #3
      موضوع جميل


      تسلم


      دمت بود

      تعليق

      يعمل...
      X