الحاج هاشم الكعبي ( 1 )
أما طلل يا سعد هذا فتسأل
نزال فهذي الدار أن كنت تنزل
أبعد نوى الهادين من ال هاشم
يروقك غزلان وتصيبك غزل
ولا يومهم وابن النبي بكربلا
وللنقع في جو السماكين قسطل
فظل وحيداً واحد العصر في الوغى
نصيره فيها سمهري ومنصل
فديتك كم من مشكل لك في الوغى
ألا كل معنى من معانيك مشكل
تُحيي القنا رحبا وقد ضاقت الفضا
وتوسعها رياً وقلبك مشعل
فتلك منايا أم أمان تنالها
وذاك حريق أم رحيق معسل
إلى أن أتاه في الحشا سهم مارق
فخر فقل في يذبل قل يذبل
وما زال يفري النحر والثغر سيفه
فيعقل ضرغاماً واخر يرسل
وأدبر ينحو المحصنات حصانه
يحن ومن عظم المصيبة يُعول
فأقبلن ربات الحجال وللأسى
تفاصيل لا يحصي لهن مُفصل
فواحدة تحنو عليه تضمه
وأخرى تفديه واخرى تقبل
وأخرى بفيض النحر تصبغ شعرها
وأخرى لما قد نالها ليس تعقل
وجأت لشمر زينب ابنة فاطم
تؤنبه عن أمره وتعذل
أيا شمرُ مهما كنت في الناس جاهلاً
فمثل حسين لست يا شمر تجهل
فمر يحز النحر غير مراقب
من الله لا يخشى ولا يتوجل
وراحت تنادي جدها حين لم تجد
كفيلاً فيحمي أو حميا فيكفل
أيا جدنا هذا الحسين على الثرى
طريحاً يُخلى عارياً لا يُغسل
( 1 ) الشاعر ركن من أركان الشعر الحسيني ؛ توفي سنة 1221.