هذي الطلول فقف بنا يا ساري
وانظر معالم سادة الاطهار
نزلوا هنا فأبت عليهم أنفس
من أن تحل منازل الاشرار
قوم إذا أرخى الظلام سدوله
فوجوههم فيه شموس نهار
يهدي السراة الى الوصول اليهم
وسط الظلام سواطع الانوار
ما ليلهم إلا القيام لربهم
فلهم دوي في دجى الأسحار
أنضاء من فرط العبادة خشع
لبسوا التقى وتجللوا بوقار
أبطال حرب عند مشتبك القنا
وتلين من فرق يد الجبار
قد طاب طعم الموت في أفواهم
وأتوه وراداً بلا اصدار
في مأزق ضنك تفرد هوله
لم يرو في التاريخ والأخبار
جاءت أمية تستحث جيوشها
لترد خيل الله في المضمار
لم ترضى هاشم أن تضام وسيفها
من ذي الفقار الصارم البتار
فسطت على الباغين أية سطوة
موروثة من حيدر الكرار
ضرباً بكل مهند لا يلتوي
طعناً بكل مثقف خطار
وجرت بهم تلك المذاكي ضحوة
فبنت سنابكها سماء غبار
حتى إذا نزل القضاء ولم يكن
إلا الورود لمنهل الأقدار
هوت البدور على الطفوف فيا لها
من صدمة في ملة المختار
لولا الظما لم تلق اساد الشرى
صرعى تسترهم ثياب فخار
وقف الحسين فيالها من وقفة
لا جازعاً حاشا ولا متواري
ظماَن ملتهب الحشى وفؤاده
من حسرة فيه كوخز غرار
يرنو الى تلك الخيام ومن بها
قد طالما حجبوا عن الأنظار
فرد تحيط به الأسنة والظبا
خلو من الأعوان والأنصار
الله أكبر أين هاشم قد غدت
وحسينها ملقى على الأعفار
منعت أمية هاشماً من شربة
حقداً لبدر رامياً بشرار
نهر الفرات ألا طفوت ملبياً
لندا الحسين واله الأطهار
جفت أصولك يا فرات لحر ما
لحق الحسين وانت ذاك الجاري
تعليق