إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بي خوفٌ أن أدخل النار حال موتي فماذا أعمل كي أدخل الجنة؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بي خوفٌ أن أدخل النار حال موتي فماذا أعمل كي أدخل الجنة؟

    بسم الله الرحمن الرحيم

    بي خوفٌ أن أدخل النار حال موتي فماذا أعمل كي أدخل الجنة؟



    قرأت هذا السؤال في أحد مواقع الإفتاء ، ولقد أحببت أن تشاركوني القراءة فيه

    السؤال

    أشعر أني إذا مت على حالي هذا أخشى أن أدخل النار فماذا أعمل كي أدخل الجنة؟
    فالحمد لله منذ سنة وأنا أصوم كل اثنين وخميس، والأيام البيض من كل شهر عربي، وأقرأ كل صباح ما تيسر من القرآن الكريم، وأنصح أصحابي بالصلاة، والابتعاد عن سماع الأغاني هذا ما أفعله، فهل هذا كافٍ لدخولي الجنة؟ أعتقد أني من أهل النار، والله أكتب والدموع بعيني خوفاً من النار ومن اليوم الذي أوضع به في القبر، أريد الرد الذي يريحني مما أنا فيه، وأرجو وضع خطة لي لأعرف ماذا أفعل كي أدخل الجنة إن شاء الله

    الجواب : (جواب
    د. علي بن عمر بادحدح )

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
    الأخ السائل الكريم..
    إن خشية الله مطلوبة من العبد، بل هي منزلة عالية من منازل المؤمنين، وقد وعدهم الله عليها بالمغفرة والأجر الكبير، قال تعالى : "إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ" [الملك:12]، وهذه الخشية هي الخشية التي تثمر عملاً صالحاً والتزاماً بأمر الله تعالى، يقول الله سبحانه: "إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ" [المؤمنون:60-61]،

    لكن لا ينبغي أن تصل الخشية بالعبد إلى أن يقنط من رحمة الله، ويحكم على نفسه بأنه من أهل النار، لأن من عقيدة المسلم أن يتعبد الله تعالى بالخوف والرجاء والمحبة، فلقد مدح الله أنبياءه فقال: "إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ" [الأنبياء:90]، ووصف نفسه سبحانه بأنه غفور رحيم، وأنه شديد العقاب، "إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ" [الأعراف:167]، وقال في سورة أخرى: "نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ" [الحجر :49-50]، ودائما نجد المغفرة مقرونة بالوعيد، فيقول الحق سبحانه في كتابه الكريم في مواضع عدة: "يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ" وذلك حتى لا يطغى جانب الخوف على جانب الرجاء، ولذلك شبه العلماء إيمان العبد بطائر جناحاه الخوف والرجاء، ورأسه المحبة لله تعالى، ولقد حذر الحق سبحانه من اليأس من رحمته فقال سبحانه على لسان إبراهيم: "قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ" [الحجر:56] وقال على لسان يعقوب: "وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" [يوسف:87].

    كما أن الله سبحانه وتعالى فتح أبواب الرجاء في رحمته، وتقرب عباده بعموم مغفرته فقال: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" [الزمر:53]..
    وعن طلحة بن عبيد الله قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس، يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول حتى دنا فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "خمس صلوات في اليوم والليلة" فقال هل علي غيرها؟ قال "لا؛ إلا أن تطّوع"، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وصيام رمضان" قال هل علي غيره؟ قال صلى الله عليه وسلم: "لا، إلا أن تطوع" قال: وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة قال: هل علي غيرها؟ قال: "لا، إلا أن تطوع" قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفلح إن صدق" رواه البخاري ومسلم.

    فهذا الأعرابي وعد بالالتزام بما فرض الله عليه، ووعده النبي صلى الله عليه وسلم بالفلاح إن صدق في التزامه بما افترض الله عليه..

    وقد منَّ الله على عباده بالتوبة والاستغفار، وجعلها سبباً لمحو الذنوب والآثام، فإن التوبة تجب ما قبلها، ومن سعة رحمة الله حبه للتائبين، فهم وإن كانوا مذنبين إلا أن توبتهم ورجوعهم لربهم، وخضوعهم له، وتضرعهم إليه، وطلبهم العفو منه من أعظم صور العبودية التي يحبها الله، ولذا قال: "إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ" [البقرة:222]، وقال صلى الله عليه وسلم: "قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي وَاللَّهِ لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ يَجِدُ ضَالَّتَهُ بِالْفَلَاةِ وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِذَا أَقْبَلَ إِلَيَّ يَمْشِي أَقْبَلْتُ إِلَيْهِ أُهَرْوِلُ" رواه مسلم.

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا وَرُبَّمَا قَالَ أَذْنَبَ ذَنْبًا فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ وَرُبَّمَا قَالَ أَصَبْتُ فَاغْفِرْ لِي فَقَالَ رَبُّهُ أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبًا فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ أَوْ أَصَبْتُ آخَرَ فَاغْفِرْهُ فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا وَرُبَّمَا قَالَ أَصَابَ ذَنْبًا قَالَ قَالَ: رَبِّ أَصَبْتُ أَوْ قَالَ أَذْنَبْتُ آخَرَ فَاغْفِرْهُ لِي فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلاثًا فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ" رواه البخاري ومسلم.

    وأذكر لك أخيراً الحديث الصحيح الذي قص فيه الرسول صلى الله عليه وسلم قصة رجل ممن كان قبلنا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كَانَ رَجُلٌ يُسْرِفُ عَلَى نَفْسِهِ فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ لِبَنِيهِ إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي ثُمَّ اطْحَنُونِي ثُمَّ ذَرُّونِي فِي الرِّيحِ فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي لَيُعَذِّبَنِّي عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ أَحَدًا فَلَمَّا مَاتَ فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ فَأَمَرَ اللَّهُ الأَرْضَ فَقَالَ اجْمَعِي مَا فِيكِ مِنْهُ فَفَعَلَتْ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ فَقَالَ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ قَالَ يَا رَبِّ خَشْيَتُكَ فَغَفَرَ لَهُ، وفي رواية مَخَافَتُكَ يَا رَبِّ" رواه البخاري ومسلم، قال ابن تيمية رحمه الله معلقاً على هذا الحديث: "فهذا رجل شك في قدرة الله وفي إعادته إذا ذري، بل اعتقد أنه لا يعاد، وهذا كفر باتفاق المسلمين، لكن كان جاهلا لا يعلم ذلك، وكان مؤمنا يخاف الله أن يعاقبه فغفر له بذلك".

    وأما الخطة التي نضعها لك فقد ذكرها لك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي عن الله عز وجل، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ".

    فأول الخطوات: حافظ على ما افترضه الله عليك بعد الشهادتين من الصلوات الخمس والصوم والزكاة والحج، ثم بعد ذلك تقرب إلى الله تعالى بما تستطيع من النوافل كالسنن الرواتب والوتر وركعات في قيام الليل وصلاة الضحى، وكما قال صلى الله عليه وسلم: "سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَاغْدُوا وَرُوحُوا وَشَيْءٌ مِنْ الدُّلْجَةِ وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا".
    قال ابن حجر في شرح الحديث: (سددوا): اِقْصِدُوا السَّدَاد أَيْ الصَّوَاب، الْعَمَل عَلامَة عَلَى وُجُود الرَّحْمَة الَّتِي تُدْخِل الْعَامِل الْجَنَّة فَاعْمَلُوا وَاقْصِدُوا بِعَمَلِكُمْ الصَّوَاب أَيْ اِتِّبَاع السُّنَّة مِنْ الإِخْلَاص وَغَيْره لِيَقْبَل عَمَلكُمْ فَيُنْزِل عَلَيْكُمْ الرَّحْمَة، (وَقَارِبُوا) أَيْ لا تُفْرِطُوا فَتُجْهِدُوا أَنْفُسكُمْ فِي الْعِبَادَة لِئَلا يُفْضِي بِكَمْ ذَلِكَ إِلَى الْمَلال فَتَتْرُكُوا الْعَمَل فَتُفَرِّطُوا، (القصد القصد) أَيْ اِلْزَمُوا الطَّرِيق الْوَسَط الْمُعْتَدِل.

    وأكثر من العمل الصالح، فإن الله لا يضيع عمل المؤمن بل يكتبه له ، يقول سبحانه: "فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ" [الأنبياء:94].
    وعليك بمصاحبة الصالحين ومجالسة العلماء والإكثار من قراءة القرآن وتدبره فإنه غذاء الروح وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين، وواظب على الاستغفار وتجديد التوبة، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يستغفر الله ويتوب إليه في كل يوم وليلة سبعين مرة.
    نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    (( بي نزوع إلى الكمال ، ولا أعرف معنى الكمال والإنتهاء ، كلما أنتهي إلى غاية أرفع منها دعامة الإبتداء ، لست أدري متى وإلى أين أشيد البناء فوق البناء ، فحياة الوجود رهن حياتي ، وفناء الوجود قيد فنائي "لطفي جعفر" ))


  • #2
    بارك الله فيك .. في ميزان حسناتك
    ((( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء )))


    سبحــــان الله وبحمده ,,, سبحــــان الله العظيم
    لاإٍلَـهَ إٍلاَّ أَنْتْ سُبْحَآنَكَ إٍنَّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّالِمِينْ

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك أخي ناقد الأقلام

      موضوع قيم

      وفقك الله...وجزيت الجنة

      تعليق


      • #4
        أخي الكريم " نداء الواجب " ، أختي الكريمة " درة الماس "

        جزيتم الجنة لمروركما العَطِر ، سائلين الله أن يجعلنا وأياكم من المغمورين بخشيته ورجائه .

        وفقكم ربي للخير وسدد خطاك

        (( بي نزوع إلى الكمال ، ولا أعرف معنى الكمال والإنتهاء ، كلما أنتهي إلى غاية أرفع منها دعامة الإبتداء ، لست أدري متى وإلى أين أشيد البناء فوق البناء ، فحياة الوجود رهن حياتي ، وفناء الوجود قيد فنائي "لطفي جعفر" ))

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيك على هذا الموضوع القيم
          http://www.omania2.net/avb/attachmen...1&d=1215115483

          تعليق


          • #6
            بارك الله فيك
            وجعلنا من اهل الجنة

            تعليق


            • #7
              حديث قدسي: ولاية علي بن أبي طالب حصني فمن دخل حصني أمن عذابي

              المشاركة الأصلية بواسطة ناقد الأقلام مشاهدة المشاركة
              بسم الله الرحمن الرحيم


              بي خوفٌ أن أدخل النار حال موتي فماذا أعمل كي أدخل الجنة؟


              قرأت هذا السؤال في أحد مواقع الإفتاء ، ولقد أحببت أن تشاركوني القراءة فيه

              السؤال


              أشعر أني إذا مت على حالي هذا أخشى أن أدخل النار فماذا أعمل كي أدخل الجنة؟
              فالحمد لله منذ سنة وأنا أصوم كل اثنين وخميس، والأيام البيض من كل شهر عربي، وأقرأ كل صباح ما تيسر من القرآن الكريم، وأنصح أصحابي بالصلاة، والابتعاد عن سماع الأغاني هذا ما أفعله، فهل هذا كافٍ لدخولي الجنة؟ أعتقد أني من أهل النار، والله أكتب والدموع بعيني خوفاً من النار ومن اليوم الذي أوضع به في القبر، أريد الرد الذي يريحني مما أنا فيه، وأرجو وضع خطة لي لأعرف ماذا أفعل كي أدخل الجنة إن شاء الله


              الجواب : (جواب
              د. علي بن عمر بادحدح )

              الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
              الأخ السائل الكريم..
              إن خشية الله مطلوبة من العبد، بل هي منزلة عالية من منازل المؤمنين، وقد وعدهم الله عليها بالمغفرة والأجر الكبير، قال تعالى : "إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ" [الملك:12]، وهذه الخشية هي الخشية التي تثمر عملاً صالحاً والتزاماً بأمر الله تعالى، يقول الله سبحانه: "إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ" [المؤمنون:60-61]،


              لكن لا ينبغي أن تصل الخشية بالعبد إلى أن يقنط من رحمة الله، ويحكم على نفسه بأنه من أهل النار، لأن من عقيدة المسلم أن يتعبد الله تعالى بالخوف والرجاء والمحبة، فلقد مدح الله أنبياءه فقال: "إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ" [الأنبياء:90]، ووصف نفسه سبحانه بأنه غفور رحيم، وأنه شديد العقاب، "إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ" [الأعراف:167]، وقال في سورة أخرى: "نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ" [الحجر :49-50]، ودائما نجد المغفرة مقرونة بالوعيد، فيقول الحق سبحانه في كتابه الكريم في مواضع عدة: "يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ" وذلك حتى لا يطغى جانب الخوف على جانب الرجاء، ولذلك شبه العلماء إيمان العبد بطائر جناحاه الخوف والرجاء، ورأسه المحبة لله تعالى، ولقد حذر الحق سبحانه من اليأس من رحمته فقال سبحانه على لسان إبراهيم: "قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ" [الحجر:56] وقال على لسان يعقوب: "وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" [يوسف:87].

              كما أن الله سبحانه وتعالى فتح أبواب الرجاء في رحمته، وتقرب عباده بعموم مغفرته فقال: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" [الزمر:53]..
              وعن طلحة بن عبيد الله قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس، يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول حتى دنا فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "خمس صلوات في اليوم والليلة" فقال هل علي غيرها؟ قال "لا؛ إلا أن تطّوع"، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وصيام رمضان" قال هل علي غيره؟ قال صلى الله عليه وسلم: "لا، إلا أن تطوع" قال: وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة قال: هل علي غيرها؟ قال: "لا، إلا أن تطوع" قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفلح إن صدق" رواه البخاري ومسلم.

              فهذا الأعرابي وعد بالالتزام بما فرض الله عليه، ووعده النبي صلى الله عليه وسلم بالفلاح إن صدق في التزامه بما افترض الله عليه..

              وقد منَّ الله على عباده بالتوبة والاستغفار، وجعلها سبباً لمحو الذنوب والآثام، فإن التوبة تجب ما قبلها، ومن سعة رحمة الله حبه للتائبين، فهم وإن كانوا مذنبين إلا أن توبتهم ورجوعهم لربهم، وخضوعهم له، وتضرعهم إليه، وطلبهم العفو منه من أعظم صور العبودية التي يحبها الله، ولذا قال: "إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ" [البقرة:222]، وقال صلى الله عليه وسلم: "قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي وَاللَّهِ لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ يَجِدُ ضَالَّتَهُ بِالْفَلَاةِ وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِذَا أَقْبَلَ إِلَيَّ يَمْشِي أَقْبَلْتُ إِلَيْهِ أُهَرْوِلُ" رواه مسلم.

              وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا وَرُبَّمَا قَالَ أَذْنَبَ ذَنْبًا فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ وَرُبَّمَا قَالَ أَصَبْتُ فَاغْفِرْ لِي فَقَالَ رَبُّهُ أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبًا فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ أَوْ أَصَبْتُ آخَرَ فَاغْفِرْهُ فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا وَرُبَّمَا قَالَ أَصَابَ ذَنْبًا قَالَ قَالَ: رَبِّ أَصَبْتُ أَوْ قَالَ أَذْنَبْتُ آخَرَ فَاغْفِرْهُ لِي فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلاثًا فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ" رواه البخاري ومسلم.

              وأذكر لك أخيراً الحديث الصحيح الذي قص فيه الرسول صلى الله عليه وسلم قصة رجل ممن كان قبلنا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كَانَ رَجُلٌ يُسْرِفُ عَلَى نَفْسِهِ فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ لِبَنِيهِ إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي ثُمَّ اطْحَنُونِي ثُمَّ ذَرُّونِي فِي الرِّيحِ فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي لَيُعَذِّبَنِّي عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ أَحَدًا فَلَمَّا مَاتَ فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ فَأَمَرَ اللَّهُ الأَرْضَ فَقَالَ اجْمَعِي مَا فِيكِ مِنْهُ فَفَعَلَتْ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ فَقَالَ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ قَالَ يَا رَبِّ خَشْيَتُكَ فَغَفَرَ لَهُ، وفي رواية مَخَافَتُكَ يَا رَبِّ" رواه البخاري ومسلم، قال ابن تيمية رحمه الله معلقاً على هذا الحديث: "فهذا رجل شك في قدرة الله وفي إعادته إذا ذري، بل اعتقد أنه لا يعاد، وهذا كفر باتفاق المسلمين، لكن كان جاهلا لا يعلم ذلك، وكان مؤمنا يخاف الله أن يعاقبه فغفر له بذلك".

              وأما الخطة التي نضعها لك فقد ذكرها لك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي عن الله عز وجل، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ".

              فأول الخطوات: حافظ على ما افترضه الله عليك بعد الشهادتين من الصلوات الخمس والصوم والزكاة والحج، ثم بعد ذلك تقرب إلى الله تعالى بما تستطيع من النوافل كالسنن الرواتب والوتر وركعات في قيام الليل وصلاة الضحى، وكما قال صلى الله عليه وسلم: "سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَاغْدُوا وَرُوحُوا وَشَيْءٌ مِنْ الدُّلْجَةِ وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا".
              قال ابن حجر في شرح الحديث: (سددوا): اِقْصِدُوا السَّدَاد أَيْ الصَّوَاب، الْعَمَل عَلامَة عَلَى وُجُود الرَّحْمَة الَّتِي تُدْخِل الْعَامِل الْجَنَّة فَاعْمَلُوا وَاقْصِدُوا بِعَمَلِكُمْ الصَّوَاب أَيْ اِتِّبَاع السُّنَّة مِنْ الإِخْلَاص وَغَيْره لِيَقْبَل عَمَلكُمْ فَيُنْزِل عَلَيْكُمْ الرَّحْمَة، (وَقَارِبُوا) أَيْ لا تُفْرِطُوا فَتُجْهِدُوا أَنْفُسكُمْ فِي الْعِبَادَة لِئَلا يُفْضِي بِكَمْ ذَلِكَ إِلَى الْمَلال فَتَتْرُكُوا الْعَمَل فَتُفَرِّطُوا، (القصد القصد) أَيْ اِلْزَمُوا الطَّرِيق الْوَسَط الْمُعْتَدِل.

              وأكثر من العمل الصالح، فإن الله لا يضيع عمل المؤمن بل يكتبه له ، يقول سبحانه: "فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ" [الأنبياء:94].
              وعليك بمصاحبة الصالحين ومجالسة العلماء والإكثار من قراءة القرآن وتدبره فإنه غذاء الروح وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين، وواظب على الاستغفار وتجديد التوبة، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يستغفر الله ويتوب إليه في كل يوم وليلة سبعين مرة.
              نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.



              ---------------------------------------------------

              هذا منبري و منبري لا تحرقه النار بل مكانه الجنة

              --------------------------------------------------------------------------------




              بسم الله الرحمن الرحيم

              أهداني هذه القصة صديقي العزيز السيد / سيد شريف الجابري أطال الله عمره في خدمة المنبر الحسيني.


              نقل عن المرحوم الملا أحمد بن رمل خطيب البحرين و المحمرة في زمان رضا خان الشاه المخلوع.

              قال: منع رضا خان المجالس الحسينية و مجالس التعزية بمصاب سيد الشهداء الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام منعا باتا وأيضا كان زمان كشف الحجاب للنساء.

              فكنت في المحمرة آخر شهر محرم في ليلة كان عندي مجلس للقراءة خفية في بيت أحد المؤمنين في المحمرة وبعد الحراسة الشديدة من قبل المؤمنين في باب المنزل وعلى رأس الشارع خفية من جلاوزة رضا خان .

              قرأت المجلس ومضيت الساعة الواحدة من منتصف الليل و أنا أمشي بالشارع وإذا برجل خمار و الخمرة أخذت منه مأخذها منه حتى أنه لم يتمكن من الوقوف إلا بتمايل إلى اليمين و اليسار و رآني ماشي الى بيتي ، و بيده الكأس و الثانية سكينة فخفت منه و إذا به سلم علي و قال ااين كنت قلت كنت في منزل أحد الأصدقاء قال ماذا فعلت هناك قلت قرأت مجلس تعزية قال أنت ملا ؟(خطيب)؟

              قلت نعم

              قال أذن أقرأ لي مجلسا الآن

              قلت له أخاف لأن الحكومة ورضا خان منعوا المجالس؟

              قال ومن يكون رضا خان؟ وحكومته؟

              أنا أقول أقرأ و إذا يتعرضلك أحد أنا أضربه في هذه السكينة ، ومن حيث أنه سكران و السكران يرى أنه في عالم غير العالم الذي هو فيه و يتصور أنه مقتدر و شجاع و أن كان قبل ذلك في صحوته جبانا فعليه قال أقرأ مجلس لي فكنت أتعذر و أقدم الأعذار كلما قلت له عذر
              كان يصر على أن أقرأ له، قلت له نحن في الشارع أين المستمعين؟

              قال لا حاجة للمستمعين ألستم تقولون أي الخطباء و الملالي تقولون أن الأنبياء و الملائكة يتواجدون في مجلس الحسين ع ؟

              أذن الآن موجودون أيضا !

              رأيت العجب من كلامه هذا سكران و يتكلم هكذا فقلت لا يوجد منبر حتى أصعد عليه قال أنا أجلس و أصعد على ظهري فأكون شبهه المنبر!

              يقول الملا سد الطرق علي من كل صوب لكي اعتذر فعليه جلس الرجل السكران بالشارع وجلست على متنيه فقرأت مجلس كامل و الحمد لله ، ولم يمر بنا أي أحد من جلاوزة رضا خان ،

              فأصر السكران أن يعطيني مبلغا من المال وكان المبلغ كبير فقلت له هذا كثير فقال :لا هذا قليل في حب الحسين عليه السلام !

              فمظيت للمنزل و أنا في غلق من أخذ المال و في بيتي وعلى الفراش اتقلب يمينا و يسارا حتى الصباح وإذا بطارق يطرق الباب و إذا به السكران ففرحت لكي أرجع له المال،

              عندها قال لي رأيت البارحة في منامي طيفا كأن القيامة قامت و الإمام الحسين عليه الصلاة و السلام واقف بلا رأس ولكن نور عظيم مشرق في محل رأسه الشريف ومن الناس يضعونه في النار ومنهم من يسيرون إلى الجنة فجاء دوري و أرادوا بي إلى النار فمنعهم الإمام الحسين عليه الصلاة و السلام و قال هذا منبري و منبري لا تحرقه النار بل مكانه الجنة.

              فأستيقظت من نومي وأغتسلت و جئت أتوب على يديك قولا لا أعود للمشروب ( الخمر)) و أتمسك بالدين و بولاية النبي و أهل بيته الطيبين الطاهرين و محبتي لمولاي سيد الشهداء الحسين عليه الصلاة و السلام .

              رحم الله من يهدي ثواب الفاتحة تسبقها الصلاة على محمد و آل محمد لروح سيدي و مولاي أبي عبدالله الحسين عليه الصلاة و السلام و أبناءه وأخوته و أهل بيته و العقيلة زينب و أخيه أبي الفضل العباس وشهداءه الأطهار.

              اللهم صل على محمد و آل محمد



              اليوم عمل بلا حساب و غدا حساب بلا عمل

              تعليق

              يعمل...
              X