إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح حديث ( ذهب أهل الدثور بالأجور ) من كتاب الأربعين النووية.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح حديث ( ذهب أهل الدثور بالأجور ) من كتاب الأربعين النووية.

    الحديث الخامس والعشرون

    عن أبي ذر ( أن ناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ! ذهب أهل الدثور بالأجور ، يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ، ويتصـدقون بفضول أموالهــم ، قال : أوَ ليس قد جعل الله لكم ما تصَّدَّقون ؟ إن لكم بكل تسبيحــة صدقــة وكل تكبيرة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن منكر صدقة ، وفي بضع أحدكم صدقة . قالوا : يا رسول الله ، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال : أرأيتــم لو وضعها في حرام ، أكان عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر ) رواه مسلم .

    -----------------------------------------

    معاني الكلمات :
    الدثور : الأموال .
    بفضول أموالهم : أي أموالهم الزائدة عن كفايتهم وحاجتهم .
    بضع : البضع الجماع .

    الفوائد :
    1- رغبة الصحابة رضي الله عنهم الشديدة في الخير ، وتنافسهــم بالأعمال الصالحــة ، ففي هذا الحديث أن الفقراء جاءوا إلى النبي e وبينوا له أن إخوانهــم الأغنياء قد سبقوهــم ببعض الأعمال الصالحـة ، وذلك أن عندهم فضل من مال ، فيحجون ويعتمــرون ويتصدقون ويجاهـــدون ، وهم لا يستطيعون ذلك ، فما السبيل للحاق بهم ؟
    وهذا هو التنافس الشريف .
    قال تعالى } وفي ذلك فليتنافس المتنافسون { .
    وقال تعالى } لمثل هذا فليعمل العاملـــون { .
    قال ابن القيم : ...... كما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتنافســــون في الخير ويفرح بعضهم ببعض باشتراكهــم فيه ، بل يحض بعضهم بعضاً ، وهي نوع من المسابقــة ، وقد قال تعالى : ] سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض[ .

    2- الحزن على ما فات من الأعمال الصالحـة ، وهذا كان دأب الصحابة رضوان الله عليهم .

    أمثلة تدل على ذلك :
    أولاً : ما جاء في حديث الباب : حيث كان الفقراء يحزنــــون على ما يتعذر عليهم فعله من الخير مما يقدر عليه غيرهــم .
    ثانياً : الحزن على التخلف عن الخروج في الجهاد لعدم القدرة على آلته .
    كما قال تعالى ] ولا على الذين إذا ما أتــــــوك لتحملهــم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهــم تفيض من الدمع حزناً ألا يجدوا ما ينفقــون [ .
    ثالثاً : التأسف على فعل الطاعة .
    فإن ابن عمر لما بلغـه حديث ( من شــهد الجنـازة حتى تدفن فله قيـراط ، ومن شــهدها حتى يصلى عليها فله قيراطان ) قال : لقد فرطنــا في قراريــط كثيرة .

    3- ينبغي على المسلم المسارعة إلى الخيرات والأعمال الصالحات .
    كما قال تعالى } وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض { .
    وقال تعالى } فاستبقــوا الخيرات { .
    وقال تعالى } يسارعون في الخيرات وهم لها سابقـــون { .
    وقالصلى الله عليه وسلم ( إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسهــا ) رواه أحمد .

    4- الحث على علــو الهمـــة .
    قال صلى الله عليه وسلم( إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها ) رواه الطبراني .
    وقال صلى الله عليه وسلم ( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهمــوا عليه لاستهموا ) متفق عليه .
    وقال صلى الله عليه وسلم ( إذا سأل أحدكم فليكثر ، فإنما يسأل ربــه ) رواه ابن حبان .
    وقال صلى الله عليه وسلم ( إذا سألتم الله فاسألــوه الفردوس الأعلى ) رواه البخاري .
    وقال صلى الله عليه وسلم ( لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، يفتح الله على يديه ، قال عمر : ما أحببت الإمارة إلا يومئذ ) رواه البخاري .
    وعن ربيعة بن كعب قال ( كنت أبيت مع رسول الله e فأتيتــه بوضوئه وحاجته ، فقال لي : سلني ، فقلت : أسألك مرافقتك في الجنــة ، قال : فأعني على نفسك بكثرة السجود ) رواه مسلم .

    5- استدل بحديث الباب من قال إن الغني الشاكر أفضل من الفقير الصابر ، وهذه مسألة اختلف فيها العلماء على قولين :
    القول الأول : أن الغني الشاكر أفضل من الفقير الصابر .
    لحديث الباب حيث قال ( ذلك فضل الله يؤتيــه من يشاء ) .
    القول الثاني : الفقير الصابر .
    لقوله صلى الله عليه وسلم ( يدخل الفقراء قبل الأغنياء بخمسمائة عام ) .
    ولقولهصلى الله عليه وسلم( اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء ) رواه مسلم .
    واختار شيخ الإسلام ابن تيمية أن من كان تقياً فهــو أفضل .

    يتبع...

  • #2

    6- سعة فضل الله ورحمتــه حيث جعل أبواب الخير كثيرة .

    7- فضل الصدقــة بالمــال .

    8- أن العمل الصالح صدقة ، وقد قال صلى الله عليه وسلم ( كل معروف صدقــة ) .
    وجاء في روايات للحديث ( تبسمك في وجه أخيك صدقــة ، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة ، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة ، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة ، وإفراغك من دلو أخيك لك صدقــة ) .
    وعند ابن حبان ( ليس من نفس ابن آدم إلا عليها صدقة ، في كل يوم طلعت فيه الشمس ، قيل : يا رسول الله : ومن أين لنا صدقة نتصدق بها ؟ قال : إن أبواب الجنــة لكثيرة ، التسبيح والتحميد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتميط الأذى عن الطريق ، وتسمع الأصم ، وتهدي الأعمى ، وتدل المستدل على حاجته ، وتسعى بشدة ساقيك مع اللهفــان المستغيث ، وتحمل بشدة ذراعيك مع الضعيف ، فهذا كله صدقة منك على نفسك ) .

    قال ابن رجب رحمه الله : والصدقــة بغير المال نــوعان :
    أحدهما : ما فيه تعدية الإحسان إلى الخلق فتكون صدقة عليهم ، وربما كان أفضل من الصدقة بالمال .
    وهذا كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فإنه دعا إلى طاعة الله ، وكف عن معاصيـــه ، وذلك خير من النفــع بالمــال ، وكذلك تعليم العلم النافع ، وإقراء القرآن ، وإزالة الأذى عن الطريق ، والسعي في جلب النفع للناس ، ودفع الأذى عنهم .
    الثاني : من الصدقة التي ليست مالية ما نفعــه قاصر على فاعله ، كأنواع الذكر من التكبير والتحميد والتهليل والاستغفار .

    9- فضل ذكر الله وأنه صدقة على النفس .

    10- فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

    11- تحريم الزنا .

    12- أن إتيان الحلال استغناء عن الحرام يجعل الحلال قربة وصدقة .

    قال النووي رحمه الله : وفي هذا دليل على أن المباحات تصير طاعات بالنيات الصادقات ، فالجماع يكون عبادة إذا نوى به قضاء حق الزوجـــة ومعاشرتها بالمعروف الذي أمر الله به ، أو طلب ولد صالح ، أو إعفاف نفسه ، أو إعفاف الزوجة ومنعهما جميعاً من النظر إلى الحرام أو الفكر فيه ، أو الهم به أو غير ذلك من المقاصد الصالحة .

    13- جواز القياس .

    14- الحث على السؤال عما ينتفع به المسلم ويترقى به في مراتب الكمـــال .

    تعليق


    • #3
      بورك فيك
      وجعل رزقي تحت ظل رمحي

      تعليق

      يعمل...
      X