السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وبعد :
فإن هطول الأمطار رحمة من والله وبركة على خلقه ، وإن إنزال المطر من الله يعلمنا
العطاء لمن أساء إليك ، فأسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى كما
أحيا الأرض بوابل خيره ومطره ورزقه أن يحي قلوبنا بالإيمان .
ففي فصل الشتاء يكثر هطول الإمطار وسماع الرعد ورؤية والبرق ولربما نزل الَبَرَد
وهبت الرياح , وهناك آداب وأحكام كثيرة تتعلق بالمطر والرعد والبرق والبَرَدَ والريح
يجهلها البعض ويتغافل عنها البعض الآخر ..
الشتاء :
من أحكام الطهارة في [ الشتاء ]
إسباغ الوضوء في البرد كفارة للذنوب والخطايا:
والإسباغ مأمور به شرعاً عند كل وضوء.
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام :
( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ؟
وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذالكم الرباط ) قالوا بلى يا رسول الله . قال : إسباغ الوضوء على المكاره ،
(رواه مسلم)
قال القاضي عياض : وإسباغ الوضوء: تمامه ، والمكاره :
تكون بشدة البرد وألم الجسم ونحوه .
قال ابن رجب : فإن شدة البرد لدينا يذكر بزمهرير جهنم
فملاحظة هذا الألم الموعود يهوّن الإحساس بألم برد الماء.
من مخالفات الطهارة في [ الشتاء ]:
عدم إسباغ الوضوء لشدة البرد, بل إن بعض الناس لا يأتي بالقدر
الواجب حتى إنه يكاد يمسح مسحاً. وهذا لا يجوز ولا ينبغي.
بعدم الكشف عن موضع الغسل كشفاً تاماً - فالبعض لا يفسرون
أكمامهم عند غسل اليدين فسراً كاملاً – وهذا يؤدي إلى أن يتركوا
شيئاً من الذراع بلا غسل، والوضوء معه غير صحيح.
التحرج من تسخين الماء للوضوء, وليس لذلك أدنى دليل شرعي على ذلك.
يكثر في الشتاء لبس الناس للجوارب والخفاف ومن رحمة الله بعبادة
أن أجاز المسح عليهما.. وسنشير إلى بعض ضوابط المسح
شروط المسح:
1- إدخالهما بعد تمام طهارة الوضوء
2- أن يكونا طاهرين من النجاسة, ومباحين, وساترين لمحل الفرض
3- أن يكون المسح عليهما في الحدث الأصغر لا الأكبر كالجنابة
أو ما يوجب الغسل
4- أن يكون المسح في الوقت المحدد شرعًا وهو يوم وليلة للمقيم
وثلاثة أيام بلياليها للمسافر
وصايا شتـــوية :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة )
( حسنه الألباني – سلسلة الأحاديث الصحيحة)
قال الخطابي : الغنيمة الباردة أي السهلة, ولأن حرة العطش لاتنال الصائم فيه .
قال ابن رجب : معنى أنها غنيمة باردة أنها حصلت بغير قتال ولا تعب
ولا مشقة ، فصاحبها يحوز هذه الغنيمة عفوا صفوا بغير كلفة .
وصية عمر الشتوية :
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا حضر الشتاء تعاهدهم
وكتب لهم بالوصية : إن الشتاء قد حضر وهو عدو فتأهبوا له أهبته
من الصوف والخفاف والجوارب ، واتخذوا الصوف شعارًا
( وهي ما يلي البدن ) ودثارًا ( الملابس الخارجية )
فإن البرد عدو سريع دخوله بعيد خروجه .
فرح السلف [ بالشتاء ] :
قال عمر رضي الله عنه: ( الشتاء غنيمة العابدين )
وقال ابن مسعود: ( مرحباً بالشتاء تتنزل فيه البركة ويطول
فيه الليل للقيام، ويقصر فيه النهار للصيام )
وقال الحسن: ( نعم زمان المؤمن الشتاء ليله طويل يقومه
ونهاره قصير يصومه )
ولذا بكى المجتهدون على التفريط - إن فرطوا -
في ليالي الشتاء بعدم القيام، وفي نهاره بعدم الصيام.
طين الشوارع :
يكثر في فصل الشتاء الوحل والطين بسبب المطر ..
وقد يُصيب الثوب منه فهل هذا الطين طاهر.؟
ج/ هو طاهر ولا يجب غسل ما أصاب الثوب من هذا الطين
( فالأصل الطهارة ) , لكن لو غسله لكمال الزينة كان أفضل .
وجاء عن عدة من التابعين ( أنهم كانوا يخوضون الماء والطين في المطر
ثم يدخلون المسجد فيصلون) أخرجه عبد الرزاق .
الدعاء [ لطلب ] نزول المطر :
قال أنس رضي الله عنه : دخل رجل المسجد يوم الجمعة
ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فقال :
يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا
فرفع رسول الله يديه ثم قال :" اللهم أغثنا اللهم أغثنا " .
عند رؤية السحاب ونزول [ المطر ] :
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان إذا رأى ناشئا في أفق
السماء ترك العمل وإن كان في صلاة ثم يقول (اللهم إني أعوذ بك من شرها) .
فإن مطر قال اللهم صيبا هنيئا )، (أخرجه أبو داود و صححه: الألباني)
وعند البخاري في الأدب المفرد ( اللهم صيبًا نافعًا ) وعند البخاري ومسلم
( مطرنا بفضل الله ورحمته)
الناشئ : السحاب الذي لم يتكامل اجتماعه
الصيب : هو المطر الذي يجيء ماؤه
الدعاء لا يرد وقت نزول [ المطر ] :
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( اثنتان لا تردان :
الدعاء عند النداء وتحت المطر ) (حسنه الألباني- صحيح الجامع)
قال المناوي : أي لا يرد أو قلما يرد, فإنه وقت نزول الرحمة.
الدعاء والذكر [ حال ] نزول المطر :
روى الإمام البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم :
صلى صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل فلما انصرف
أقبل على الناس فقال (هل تدرون ماذا قال ربكم) قالوا الله ورسوله
أعلم قال: (قال الله أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال
مطرنا بفضل الله وبرحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب وأما من قال
مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ) .
روى الإمام البخاري عن عائشة قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان إذا رأى المطر قال ( اللهم صيبا نافعا ) .
( اللهم سقيا رحمة ولا سقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق )
فكل ذلك صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم .
أو أي دعاء وذكر فيه شكر الله على نزول المطر .
الدعاء إذا [ اشتد نزول المطر ] وخشي من الضرر :
في الصحيحين عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: ( اللهم حوالينا ولا علينا ) ، ( رواه البخاري)
منقول للإفادة
تعليق