إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مختارات من نداءات للأمة المحمدية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مختارات من نداءات للأمة المحمدية

    مختارات من محاضرة نداء لشباب محمد صلى الله عليه وسلم
    للشيخ عبدالله بن سعيد القنوبي
    إخوة الإسلام :
    والأمة الإسلامية تمر هذه الأيام بما تشاهدون وتسمعون، ويترامى إليكم من أخبارجسام ، حلت بواقع هذه الأمة ، فإن الأحداث تبين لنا حقيقة واحدة ، ينبغي أن لا تغيب عن ذهن المسلمين ، وعن ذهن الدعاة والصالحين ، وهي أن الكفر مهما تعددت صورُه ، وتعاظمت دُولـُـه ، فإن الكفر ملة واحدة ، يجمعهم حربهم على الإسلام، وعداوتهم لأمة الإسلام ، وضغائنهم على أمة الإسلام ، وأحقادهم على المسلمين ، والطمع في خيراتهم ، وابتزاز ثرواتهم ، واجتياح أراضيهم ، وتضليل أفكارهم ، وتمييع شبابهم ، وإبعادهم عن معاني الإسلام الحنيف ، وسحب العزة التي يعتزون بها ، حتى ينشأوا جيلا مهدر الطاقات ، مضيع الامكانيات ، يخبط يمينا وشمالا ، نائما خاملا ، لا يصنع شيئا ، وإنما يذل نفسه بنفسه ، ويقضي على عزته قضاء مبرما من تلقاء نفسه .
    إن الأمة أشد ما تعاني هذه الأيام من المنتمين إليها ، من أدعيائها، من حملة لوائها ، من أتباعها ، فإن عدوها لم ينل منها ما يطمح ، ولم يصل إلى ما يريد إلا من خلال أفعالها ، وترديها وانحطاطها ، وانغماسها في حب الدنيا والشهوات إلى الأذقان .
    إذن لماذا يخافون هؤلاء الأعراب الجفاة - كما يزعمون- وانهم جاءوا من قلب الجزيرة العربية، ولم يعرفوا حضارة الرافدين، ولا حضارة النيل، ولا حضارة الروم وفارس، لماذا يخافونهم اذن ؟ انه الاسلام العظيم، انه القرآن الكريم، هو الذي صنع منهم رجالا وابطالا ذابين عن دين الله .
    عندما كان يسارع احدهم الى المعركة، يقال له : بأن هذه الحرب خاسرة لا تربح منها شيئا، فيقول: انني لم اخرج للربح انما خرجت للجنة، لم اخرج للنصر وانما خرجت للجنة، النصر بيد الله ينصر من يشاء، اما انا فخرجت للجنة، لماذا؟ لأن الاسلام اعزهم، وتجسدت هذه المعاني في نفوسهم .
    فلما درس أعداء الإسلام هذا السر، وهذا العزة وهذه القوة الكامنة في المسلمين الذين يقدمون ولا يحجمون، والذي يهجمون و لا يرجعون، والذين ينتصرون ولا ينهزمون ، والذين يعتزون بعزة الله رأوا بأن الأمر جدّ خطير، ولا بد أن تحاك المؤامرات، وتحاك الدسائس، وأن تعبث الأيدي الخفية، وأن يأتي طغام الناس لكي يلوثوا هذه العقيدة الشريفة، ويُحرِّفوا هذا القرآن المجيد، ويأبى الله ورسوله والمؤمنون إلا أن يظهر الله دينه، ويعلي كلمته .
    ولكن ضياع الإسلام بضياع المسلمين، فلما لم يستطيعوا أن يحرفوا تعاليمه، وأن يدنسوا شرائعه، وأن يشوهوا منهجه، حاولوا أن يضعضعوا كيان المسلمين، أن يضربوهم في القلب ، وأن يضيّعوا كيانهم، وأن يهدّوا قواهم بما أحدثوه في واقع الأمة الإسلامية، فأغرقوا شبابها وأفرادها في طغيان الشهوات، وفي الموبقات والأهواء وفي الخمور والمسكرات ، والفواحش والمحرمات، كل ذلك من أجل أن ينشأ جيل هش، جيل ضعيف لا يحمل عزة الإسلام، ولا يتمنى الجهاد في سبيل الله، ولا يحلم بالشهادة في الدفاع عن دين الله، وإنما همه كأس وغانية، وراحة ونوم، وكسل وخمول ودعة.
    أخوة الإيمان هل تغير القرآن ؟ لا . هل تبدلت سنة رسول صلى الله عليه وسلم ؟ لا . هل ضاع تأريخ سلفنا الصالح الذي أبلى بلاء حسنا ؟ لا . ألا يوجد غيورون على دينهم ؟ موجودون . فلماذا هذا الضعف وهذه الاستكانة ؟ إنه ضياع معاني الإسلام في نفوس الناس، إنها حرب شعواء شنها أعداء الإسلام من ذلك العصر إلى هذا العصر وهم مستمرون في ذلك .
    انظروا إن شئتم أي مثال ، خذوا ما شئتم نحن الآن تمر علينا الأحداث سراعا يوما بعد يوم وننتقل من مضحكات إلى مبكيات، من مضحكات إلى مبكيات، توافه يشارك فيها الكبير الصغير وينزل فيها العزيز إلى الذليل وتختلط فيها الأفهام، من ألعاب ملئت بها الأسواق، من إقبال على كل ما يأتي به أعداء الإسلام من الافتخار بأعداء الإسلام، لهذا باع المسلم دينه، شهادته التي يحملها إن كانت من دولة إسلامية لا لا يعتز بها إن كانت هناك من دولة كافرة هي التي يفخر بها، ان كان الموديل الذي يلبسه أو الموضة أو السيارة من أعدائه هو الذي يفخر به .
    هذه هي اقوال اعداء الاسلام وبعض شباب الامة كان في نفس الأيام التي وقعت فيها الاحداث يرسل رسائل النساء العاريات ، افبمثل هذه التصرفات سيترجع شباب الإسلام عزتهم وهكذا سيسترجعون مقدساتهم؟!
    أخوتنا يا شبيبة محمد صلى الله عليه وسلم، إذا كانت هذه أمراضنا فما علاجها؟ الخيرة في هذه الأمة إلى يوم القيامة ونحن واثقون بثقة الله بأن الله سينصر، دينه ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، هذه قاعدة لن تتغير ولن تتبدل، وهم يعلمون أن الإسلام سينتصر سينتصر، لكن ليس عن هذا نسأل وليس في هذا نفكر، وإنما الذي نفكر فيه بأن الله يهيئ الأسباب ، ومن ضمن الأسباب التي هيأها الله لنصرة دينه نحن .. الله سائلنا يوم القيامة، أما دينه فسينصره إن عاجلا أو آجلا ولكن نحن سنسأل يوم القيامة فما نحن قائلون؟
    إذا اشتد سواد الليل فارتقب الفجر

    ومهما طال العمر فلابد من دخول القبر

    من شعارتي : لا للنقل ... نعم لإعمال العقل
يعمل...
X