السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
يقول ربنا سبحانه وتعالى في الآية السادسة عشر من سورة البقرة : ( " أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ " (البقرة، 16) )
جاء في تفسير ابن السعدي رحمه الله :
أن الله سبحانه يكشف حقيقة أحوال المنافقين ، فيصفهم بأنهم رغبوا في الضلالة ، رغبة المشتري في السلعة ، التي - من رغبته فيها - يبذل فيها الأموال النفيسة ، وهذا من أحسن الأمثلة ، فانه جعل الضلالة ، التي هي غاية الشر ، كالسلعة ، وجعل الهدى ، الذي هو غاية الصلاح ، بمنزلة الثمن ، فبذلوا الهدى ، رغبة عنه في الضلالة ، رغبة فيها ، فهذه تجارتهم ، فبئس التجارة ، وهذه صفقتهم فبئست الصفقة .
وان كان من يبذل دينارا في مقابلة درهم خاسرا ، كيف من بذل جوهرة أخذ عنها درهما ؟!! فكيف من بذل الهدى ، في مقابلة الضلالة ، وختار الشقاء على السعادة ، ورغب في سافل الأمور وترك عاليها؟! فما ربحت تجارته بل خسر فيها أعظم الخسارة. ( " قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ " (الزمر، 15) )
وقوله : ( " وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ " (البقرة، 16) ) تحقيق لضلالهم ، وأنهم لم يحصل لهم من الهداية شيء ، فهذه أوصافهم القبيحة .
حفظكم الله ورعاكم ...
نقله أخيكم / المتيم بحب الله .
تعليق