إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اثار المعاصي‏ لابن القيم رحمه الله ( الجزء الأول ) ...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اثار المعاصي‏ لابن القيم رحمه الله ( الجزء الأول ) ...

    بسم الله الرحمن الرحيم



    جاء في كتاب (( الجواب الكافي )) لابن القيم الجوزية رحمه اللَّه ما مختصره :
    وللمعاصي من الآثار القبـيحة المذمومة ، المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا اللَّه .

    1- فمنهـــا : حرمان العـلم ، فإن العلم نور يقذفه اللَّه في القلب ، والمعصية تطفئ ذلك النور ،
    ولما جلس الإمام الشافعي بـين يدي الإمام مالك ، وقرأ عليه أعجبه ما رأى من وفور فطنته ، وتوقد ذكائه ، وكمال فهمه ، فقال : إني أرى اللَّه قد ألقى على قلبك نورًا ، فلا تطفئه بظلمة المعصية ، وقال الشافعي :
    شكوت إلى وكـيــع ســــوء حفظي
    وقـال : اعلم بـأن العــــلم فـــضل
    فـــأرشدني إلى تـــــرك المعــاصي
    وفضـل اللَّــه لا يـؤتـــاه عـاصـــي

    2- ومنهـــا : وحشة يجدها العاصي في قلبه بـينه و بـين اللَّه
    لا يوازنها ولا يقارنها لذة أصلاً ، ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لم تف بتلك الوحشة ، وهذا أمر لا يحس به إلا من في قلبه حياة ، وما لجرح بميت إيلام ، فلو لم يكن ترك الذنوب إلا حذرًا من وقوع تلك الوحشة ، لكان العاقل حريًّا بتركها ، وشكا رجل إلى بعض العارفين وحشة يجدها في نفسه ، فقال له : إذا كنت قد أوحشتك الذنوب ، فدعها إذا شئت واستأنس .
    وليس على القلب أمرّ من وحشة الذنب على الذنب ، فاللَّه المستعان .

    3- ومنهــا: الوحشة التي تحصل بـينه وبـين الناس ، ولا سيما أهل الخير منهم ، فإنه يجد وحشة بـينه وبـينهم ، وكلما قويت تلك الوحشة بَعُـدَ منهم ومن مجالستهم ، وحرم بركة الانتفاع بهم ، وقرب من حزب الشيطان بقدر ما بعد من حزب الرحمن ، وتقوى هذه الوحشة حتى تستحكم فتقع بـينه وبـين امرأته وولده وأقاربه وبـينه وبـين نفسه ، فتراه مستوحشًا من نفسه .
    وقال بعض السلف : إني لأعصي اللَّه فأرى ذلك في خـُـلـُق دابتي وامرأتي .

    4- ومنهــا : تعسير أموره ، فلا يتوجه إلى أمر إلا ويجده مغلقًا دونه ، أو متعسرًا عليه ، وهذا كما أن من اتقى اللَّه جعل له من أمره يسرًا ، فمن عطل التقوى جعل اللَّه له من أمره عسرًا ،
    ويا للعجب ؟ كيف يجد العبد أبواب الخير والمصالح مسدودة عنه متعسرة عليه ، وهو لا يعلم من أين أُتي ؟

    5- ومنهــا : ظلمة يجدها في قلبه حقيقة يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم إذا ادلهمّ ، فتصير ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره ، فإن الطاعة نور ، والمعصية ظلمة ، وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته ، حتى يقع في البدع والضلالات والأمور المهلكة وهو لا يشعر ، كأعمى خرج في ظلمة الليل يمشي وحده ، وتقوى هذه الظلمة حتى تظهر في العين ، ثم تقوى حتى تعلو الوجه ، وتصير سوادًا حتى يراه كل أحد .

    6- ومنهــا : أن المعاصي توهن القلب و البدن :
    أما وهنها للقلب : فأمر ظاهر ، بل لا تزال توهنه حتى تزيل حياته بالكلية .
    وأما وهنها للبدن : فإن المؤمن قوته من قلبه ، وكلما قوي قلبه قوي بدنه ، وأما الفاجر فإنه - وإن كان قوي البدن - فهو أضعف شيء عند الحاجة ، فتخونه قوته أحوج ما يكون إلى نفسه ، فتأمل قوة أبدان فارس والروم كيف خانتهم أحوج ما كانوا إليها ، وقهرهم أهل الإيمان بقوة أبدانهم وقلوبهم ؟

    7- ومنهــا : حرمان الطاعة : فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا أنه يصد عن طاعة تكون بدله ، ويقطع طريق طاعة أخرى فينقطع عليه طريق ثالثة ، ثم رابعة وهلم جرا ،
    فينقطع عليه بالذنب طاعات كثيرة ، كل واحدة منها خير له من الدنيا وما عليها ، وهذا كرجل أكل أكلة أوجبت له مرضة طويلة منعته من عدة أكلات أطيـب منها ، واللَّه المستعان .

    8-أن المعاصي تقصر العمر ، وتمحق بركته ولا بد ، فإن البر كما يزيد في العمر فالفجور ينقصه ، وسر المسألة : أن عمر الإنسان مدة حياته ، ولا حياة له إلا بإقباله على ربه ، والتنعم بحبه وذكره ، وإيثار مرضاته .

    9- ومنهــا : أن المعاصي تزرع أمثالها ، ويولد بعضُها بعضًا ، حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها ،
    كما قال بعض السلف * إن من عقوبة السيئة : السيئة بعدها ،
    * إن من ثواب الحسنة : الحسنة بعدها .

    10- ومنهـا : وهو من أخوفها على العبد ، أنها تضعف القلب عن إرادته
    فتقوى فيه إرادة المعصية ، وتضعف إرادة التوبة شيئًا فشيئًا ، إلى أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية ، فلو مات نصفه لما تاب إلى اللَّه ،
    فيأتي بالاستغفار وتوبة الكاذبـين باللسان بشيء كثير ، وقلبه معقود بالمعصية مصرّ عليها ، عازم على مواقعتها متى أمكنه ، وهذا من أعظم الأمراض وأقربها إلى الهلاك .

  • #2
    جزاك الله الف خير .......

    لا تأسفن على غدر الزمان لطالما
    رقصت على جثث الأسود كلابا
    لا تحسبن برقصها تعلو على اسيادها
    تبقى الأسود اسود و الكلاب كلابا

    تعليق


    • #3
      لله يعطيك العافيه
      لا تخفي ما صنعت بك الاشواق
      وأشرح هواك فكلنا عشاق

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك أخي الفاضل...

        الكتاب جدااااااا ممتع وشيق وننصج بقرآئته...
        دورة جافا مجانيه + مشروع لأنتاج البرامج الدعوية

        حملة أهل القرآن

        حلقة تحفيظ القرآن النسوية

        تعليق


        • #5

          شكراً لك أخي المتيم بحب الله على طرح هذا الموضوع الهادف وعلى الإختيار الصائب.

          للمعاصي آثار على من يفعلها. فيجب على المسلم التوبة قبل الموت والرحيل عن هذه الدنيا. فنسأل الله سبحانه وتعالى الهداية لنا ولسائر المسلمين وللناس أجمعين.

          بارك الله فيك وجعل هذا في ميزان حسناتك.
          ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك


          زورونا في سلسلة ( إقرأ معي )

          الكتاب الأول

          تعليق

          يعمل...
          X