قمر أميركي تجاري يلتقط صورا للرياض وجدة من ارتفاع 680 كيلومترا عن سطح الأرض



: كمال قبيسي
حصلت «الشرق الأوسط» أمس على أول صور فضائية للحرمين الشريفين في مكة والمدينة، وصور عدة لمدينتي جدة والرياض، التقطها قمر «إيكونوس» التجاري الأميركي من حيث يسلك في مدار غير ثابت في الفضاء، يصل أقصاه ارتفاعا عن الأرض الى ما يزيد على 680 كيلومترا.
وتبدو الكعبة المشرفة بمكة المكرمة في احدى الصور التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مؤسسة «سبيس إميجينغ» المالكة لقمر «إيكونوس» التجاري، وقد حفها عدد من الطائفين حول البيت العتيق، يقدر عددهم لحظة التقاط الصورة صباح 9 الجاري، أي قبل انتهاء شهر الصيام بأسبوع، بأكثر من 6 آلاف و500 طائف وراكع وساجد.
كما يبدو في أعلى الصورة، التي تم تكبيرها بحيث بدا أن التقاطها تم من ارتفاع 4 كيلومترات، بدلا من 680 كيلومترا، قسم من سفح جبل أبو قبيس، ومعه بدا من المدينة بعض عمرانها الحديث وهو يحف بالحرم المكي الشريف، في حين بدت عند الأسفل فجوة نصف دائرية .. إنها الصورة الأولى للبيت العتيق من الفضاء، وهي تنشر لأول مرة الآن.
وتكشف صورة ثانية من بين الصور التي التقطتها 6 كاميرات حساسة في قمر «ايكونوس» الناشط منذ تم اطلاقه في أواخر 1999، التقاط صور من الفضاء لمدن ومواقع جغرافية على الأرض، لمن يرغب في اقتنائها من «سبيبس إيميجينغ» لقاء طلب تجاري، ولموقع الحرم النبوي الشريف في المدينة المنورة، حيث يبدو وسط المدينة كمستطيل ناصع البياض، تحف به طريق رئيسية دائرية، ومن بعدها يبدو عمران المدينة تتخلله الشوارع ومناطق الزرع والسكن في الوسط والضواحي.
كما تبدو مدينة جدة ومرفؤها الشهير على البحر الأحمر في صورة ثالثة من «إيكونوس» تم تكبيرها بحيث بدت وكأنها من ارتفاع لا يزيد على 9 كيلومترات. أما الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية، فبدت في صورتين تم التقاطهما صباح 7 سبتمبر (أيلول) الماضي، واحداهما تكبير لقسمها الأعلى، وكأنها واحة من العمران المترابط بالشوارع والطرق الرئيسية وسط المملكة التي كانت حتى نصف قرن من الزمان أكبر تجمع للرمال والبادية الخالية من أي عمران بعد الصحراء الكبرى في أفريقيا. =