إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الجزء الثاني من "مشاركة جريئة"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الجزء الثاني من "مشاركة جريئة"

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم.
    أرجو أن تكون المشاركة من الشباب فقط:
    إخواني الشباب، ترددت قبل الكتابة في هذا الموضوع، لكنني دفعت إليه دفعا فقررت أن أكتب:

    إذا كان وضع صورة رمزية فاتنة لامرأة سلوك خطأ، فاعتقد أن وضع صورة شاب جميل هو أيضا سلوك خطأ. اقرأوا معي هذه القصة إن شئتم
    ذكر ابن الجوزي في كتاب تلقيح فهوم الأدباء:
    بينما كان عمر بن الخطاب يطوف ذات ليلة في سكك المدينة إذ سمع امرأة تقول:
    هل من سبيلٍ إلى خمرٍ فأشربها ... أم من سبيلٍ إلى نصر بن حجاج
    إلى فتىً ماجدِ الأعراق مقتبلٍ ... سهل المحيَّا كريمٍ غير ملجاج
    تنميه أعراق صدقٍ حين تنسبه ... أخي وفاءٍ عن المكروب فرّاج



    فقال عمر رضي الله تعالى عنه: " لا أرى معي بالمدينة رجلا تهتف به العواتق في خدورهن. عَلَيّ بنصر بن حجاج ".
    فلما أصبح أُتِيَ بنصر بن حجاج؛ فإذا هو من أحسن الناس وجهاً، وأحسنهم شَعْراً،
    فقال عمر: " عزيمة -أمرا جازما- من أمير المؤمنين، لتأخذنَّ من شعرك " ،
    فأخذ من شعره، فخرج من عنده وله وجنتان، كأنهما شقتا قمر.
    فقال له: "اعتم". فاعتم، فافتتن الناس بعينيه، فقال له عمر: "والله لا تساكنني في بلدة أنا فيها".
    فقال: يا أمير المؤمنين ما ذنبي ؟! قال: هو ما أقول لك؛ ثم سيره إلى البصرة،
    وخشيت المرأة التي سمع منها عمر ما سمع، أن يبدو من عمر إليها شيء؛ فدست إليه أبياتاً وهي:
    قل للإمام الذي تُخشى بوادره ... مالي وللخمر أو نصر بن حجاج

    لا تجعل الظّنّ حقاً أن تبِّيته ... إنَّ السبيل سبيل الخائف الراجي
    إنَّ الهوى زُمَّ بالتقوى لتحجبه ... حتى يقرَّ بألجام وإسراج
    فبكى عمر رضي الله تعالى عنه، وقال: " الحمد لله الذي زم الهوى بالتقوى ".


    وطال مكث نصر بن حجاج بالبصرة، فخرجت أمه يوماً بين الأذان والإقامة متعرضة لعمر؛ فإذا هو قد خرج في إزار ورداء وبيده الدرة، فقالت: يا أمير المؤمنين ! والله لأقفنَّ أنا وأنت، بين يدي الله تعالى، وليحاسبنَّك الله. أيبيتن عبد الله وعاصم -اِبْنَي عمر- إلى جنبيك ؟! وبيني وبين ابني الفيافي والأودية ؟!
    فقال لها: إنَّ ابنيَّ لم تهتف بهما العواتق في خدورهن. ثم أرسل عمر إلى البصرة بريداً إلى عتبة، فقال عتبة: من أراد أن يكتب إلى أمير المؤمنين فليكتب؛ فإن البريد خارج، فكتب نصر بن حجاج: " بسم الله الرحمن الرحيم سلام عليك يا أمير المؤمنين أما بعد فاسمع مني هذه الأبيات:
    لعمري لئن سيَّرتني أو حرمتني ... وما نلت من عرضي عليك حرامُ
    فأصبحت منفيّاً ملوماً بمنيةٍ ... وبعض أمانّي النساء غرامُ
    ظننت بي الظن الذي ليس بعده ... بقاء ومالي جرمة فَأُلامُ
    فيمنعني ممَّا تقول تكرُّمي ... وآباء صدقٍ سالفون كرام
    ويمنعها مّما تقول صلاتها ... وحالٍ لها في قومها وصيام
    فهاتان حالانا فهل أنت راجعي ... فقد جُبّ مني كاهلٌ وسنام





    قال فلما قرأ عمر رضي الله تعالى عنه هذه الأبيات، قال: أمّا وليُّ السلطان فلا، وأقطعه داراً بالبصرة في سوقها؛ فلما مات عمر ركب راحلته وتوجه إلى المدينة.
    قال عمر بن عبد العزيز: يا رجاء إن لي نفساً تواقة؛ تاقت إلى فاطمة بنت عبد الملك فتزوجتها، وتاقت إلى الإمارة فوليتها، وتاقت إلى الخلافة فأدركتها، وقد تاقت إلى الجنة فأرجو أن أدركها إن شاء الله عز وجل.
يعمل...
X