الحديث الرابع
تحريم التبرك بالأشجار ونحوها
عن أبي واقد الليثي – رضي الله عنه – قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر ، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط ، فمررنا بسدرة ، فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط ، كما لهم ذات أنواط فقال رسول اللهr :
« الله أكبر إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده ، كما قالت بنو إسرائيل لموسى : ] اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون [ لتركبن سنن من كان قبلكم ».
( أخرجه أحمد([1]) والترمذي([2]) وصححه ، وعبد الرزاق([3]) وابن جرير([4]) وابن المنذر([5]) وابن أبي حاتم والطبراني([6]) بنحوه ).
راوي الحديث :
هو أبو واقد الليثي نسبة إلى ليث بن عبد مناف ، قيل : اسمه الحارث بن مالك ، وقيل : ابن عوف ، خرج له الجماعة وله في الصحيحين حديثان ، قيل إنه شهد بدراً ، وقيل من مسلمة الفتح مات سنة 68 وهو ابن 85 سنة.
تفسير المفردات :
حـنـيـن : موضع قريب من مكة.
حدثاء عهد بكفر : أي قريبٌ عهدهم بالكفر.
ســـــدرة : نوع من الشجر.
يعكفون عندهـا : العكوف هو الإقامة على الشيء في مكانه.
ينــوطــون : يعلقون بها أسلحتهم تبركاً.
الســنـــن : الطرق والمناهج.
المعنى الإجمالي :
كان في جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين من دخل في الإسلام جديداً لم ترسخ قدمه في الإسلام ولم يتمكن من فهم الدعوة الإسلامية وفهم عقائدها ومبادئها لقرب عهده بالجاهلية والشرك ، فمروا على قوم من المشركين يعكفون حول شجرة تبركاً بها وتعظيماً لها فما إن رآهم هؤلاء المسلمون الجدد يفعلون هذا حتى طلبوا من رسول الله أن يجعل لهم شجرة ينوطون بها أسلحتهم تبركاً بها لا عبادة لها – ظناً منهم أن الإسلام يسمح بهذا النوع من التبرك وأنهم بمثله يحرزون النصر على أعدائهم.
أدهش رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الطلب الغريب العجيب فقال كلمته العظيمة التي ينبغي أن تكون درساً لأمته إلى يوم القيامة : « الله أكبر قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجعل لنا آلهاً كما لهم آلهة. قال إنكم قوم تجهلون ».
ما أحرى المسلمين بأن يعوا هذا الدرس وما أحرى العلماء بالأخص أن يصرخوا بهذه الكلمة قوية مدوية في وجه العوام وأشباههم الذين يتبركون بالأحياء والأموات والأشجار والأحجار ظناً منهم أن هذا من الإسلام ، ويزين لهم ذلك من لا يخشى الله ولا يرجو الله واليوم الآخر من عباد المال والجاه ويستغل عواطف الجهال والسذج فيثبتهم على الباطل ويدفعهم إلى محاربة الحق والتوحيد.
ما يستفاد من الحديث :
1- النهي عن التشبه بأهل الجاهلية.
2- تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم طلبهم بطلب بني إسرائيل.
3- أن الفعل الذي يذم فيه بنو إسرائيل تذم فيه هذه الأمة إذا فعلته.
4- في الحديث تنبيه على قاعدة سدّ الذرائع.
5- وفيه علم من أعلام النبوة لكونه وقع كما أخبر النبيr.
6- وفيه الخوف من الشرك وأن الإنسان قد يستحسن شيئاً يظن أنه يقربه إلى الله وهو أشد ما يبعده من رحمته ويقربه من سخطه.
هذه السلسله المباركه من مذكرة الحديث النبوي في العقيدة والاتباع للشيخنا ربيع بن هادي المدخلي امد الله في عمره على التوحيد والسنه ونصرتها في جميع الميادين
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) (5/228).
([2]) كتاب الفتن : حديث رقم (2180) ، (4/475).
([3]) (11/369) حديث رقم (20763).
([4]) (9/45-46).
([5]) انظر الدر المنثور (3/533).
([6]) (3/275) حديث رقم (3290-3294).
تحريم التبرك بالأشجار ونحوها
عن أبي واقد الليثي – رضي الله عنه – قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر ، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط ، فمررنا بسدرة ، فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط ، كما لهم ذات أنواط فقال رسول اللهr :
« الله أكبر إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده ، كما قالت بنو إسرائيل لموسى : ] اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون [ لتركبن سنن من كان قبلكم ».
( أخرجه أحمد([1]) والترمذي([2]) وصححه ، وعبد الرزاق([3]) وابن جرير([4]) وابن المنذر([5]) وابن أبي حاتم والطبراني([6]) بنحوه ).
راوي الحديث :
هو أبو واقد الليثي نسبة إلى ليث بن عبد مناف ، قيل : اسمه الحارث بن مالك ، وقيل : ابن عوف ، خرج له الجماعة وله في الصحيحين حديثان ، قيل إنه شهد بدراً ، وقيل من مسلمة الفتح مات سنة 68 وهو ابن 85 سنة.
تفسير المفردات :
حـنـيـن : موضع قريب من مكة.
حدثاء عهد بكفر : أي قريبٌ عهدهم بالكفر.
ســـــدرة : نوع من الشجر.
يعكفون عندهـا : العكوف هو الإقامة على الشيء في مكانه.
ينــوطــون : يعلقون بها أسلحتهم تبركاً.
الســنـــن : الطرق والمناهج.
المعنى الإجمالي :
كان في جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين من دخل في الإسلام جديداً لم ترسخ قدمه في الإسلام ولم يتمكن من فهم الدعوة الإسلامية وفهم عقائدها ومبادئها لقرب عهده بالجاهلية والشرك ، فمروا على قوم من المشركين يعكفون حول شجرة تبركاً بها وتعظيماً لها فما إن رآهم هؤلاء المسلمون الجدد يفعلون هذا حتى طلبوا من رسول الله أن يجعل لهم شجرة ينوطون بها أسلحتهم تبركاً بها لا عبادة لها – ظناً منهم أن الإسلام يسمح بهذا النوع من التبرك وأنهم بمثله يحرزون النصر على أعدائهم.
أدهش رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الطلب الغريب العجيب فقال كلمته العظيمة التي ينبغي أن تكون درساً لأمته إلى يوم القيامة : « الله أكبر قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجعل لنا آلهاً كما لهم آلهة. قال إنكم قوم تجهلون ».
ما أحرى المسلمين بأن يعوا هذا الدرس وما أحرى العلماء بالأخص أن يصرخوا بهذه الكلمة قوية مدوية في وجه العوام وأشباههم الذين يتبركون بالأحياء والأموات والأشجار والأحجار ظناً منهم أن هذا من الإسلام ، ويزين لهم ذلك من لا يخشى الله ولا يرجو الله واليوم الآخر من عباد المال والجاه ويستغل عواطف الجهال والسذج فيثبتهم على الباطل ويدفعهم إلى محاربة الحق والتوحيد.
ما يستفاد من الحديث :
1- النهي عن التشبه بأهل الجاهلية.
2- تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم طلبهم بطلب بني إسرائيل.
3- أن الفعل الذي يذم فيه بنو إسرائيل تذم فيه هذه الأمة إذا فعلته.
4- في الحديث تنبيه على قاعدة سدّ الذرائع.
5- وفيه علم من أعلام النبوة لكونه وقع كما أخبر النبيr.
6- وفيه الخوف من الشرك وأن الإنسان قد يستحسن شيئاً يظن أنه يقربه إلى الله وهو أشد ما يبعده من رحمته ويقربه من سخطه.
هذه السلسله المباركه من مذكرة الحديث النبوي في العقيدة والاتباع للشيخنا ربيع بن هادي المدخلي امد الله في عمره على التوحيد والسنه ونصرتها في جميع الميادين
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) (5/228).
([2]) كتاب الفتن : حديث رقم (2180) ، (4/475).
([3]) (11/369) حديث رقم (20763).
([4]) (9/45-46).
([5]) انظر الدر المنثور (3/533).
([6]) (3/275) حديث رقم (3290-3294).