بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم،
يقول الدكتور يوسف القرضاوي في كتابه القيم ثقافة الداعية:(...وعلى الداعية أن يحذر من سوء الفهم للأحاديث الصحاح والحسان،
التي حرفها بعض الناس عن مواضعها، وبعدوا بها عما أراد الله ورسوله..
ومن ذلك الأحاديث التي وردت فيما سماه العلماء
بأحاديث "الفتن" وفساد آخر الزمان،
فبعضهم يفهم منها –أو يضعها موضعا يفهم منها-
أن الشر قد عم، وأن سيل الفساد قد طم،
وأن لا سبيل إلى الخلاص، ولا أمل في إصلاح،
وأن الأمور لا بد أن تسير من سيء إلى أسوأ،
ومن أسوأ إلى الأسوأ، إلى أن تقوم الساعة..
ولعل أقرب مثال يذكرونه هنا
حديث بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ "فطوبى للغرباء" وهو حديث صحيح.
فمن الناس من يتخذ من هذا الحديث سندا وحجة له
في القعود عن واجب الدعوة إلى الله، وترك فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر !!
فهل يتصور أن الرسول الكريم قال هذا الحديث،
ليثبط عزائم أمته عن الدعوة والعمل لدينهم، وليطفئ جمرة الأمل في قلوبهم ؟!
لا ثم لا، لم يرد الحديث أبدا أن يغلق باب الأمل، أو طريق العمل على أهل الخير..
كيف ! وقد قال في آخر الحديث "فطوبى للغرباء" قيل ومن الغرباء يا رسول الله ؟ قال: الذين يصلحون عند فساد الناس"
وفي رواية: " الذين يصلحون ما أفسد الناس بعدي من سنتي"
...ففي هذا دعوة صريحة إلى إصلاح ما أفسد الناس من منهج النبوة،
والعمل الجاد لرد الشاردين إلى الطريق المستقيم...) انتهى المراد منه.
قال "طموح" بعد تأمل وبفهم قاصر:
ثم إن الحديث حين قال بدأ "الإسلام غريبا وسيعود غريبا".
لم يقل ثم ينتهي الأمر وتقوم الساعة
بل قال: "فطوبى للغرباء"،
والغرباء هم الذين يصلحون ما أفسد الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم..
أنا أفهم من جملة: "يصلحون ما أفسد..."
أنه سيكون هناك مصلحون، يصلحون ما ضيعه الناس من أمر الدين،
ومعنى إصلاح ما أفسده الناس إرجاع الحال إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه،
لنكن إيجابيين فيمكن أن يكون معنى الحديث:
أن الإسلام بدأ غريبا بالنبي صلى الله عليه وسلم وأوائل أصحابه،
ثم ازدهر واكتمل جماله،
ثم سيعود غريبا ويعيده الغرباء بعد ذلك كما كان في آخر عصر النبي الكريم أو قريبا منه..
ولنكن نحن أولئك الغرباء المصلحون، لنكن إيجابيين جادين طموحين..
لتكن عودة الدين على أيدينا، فهذا هو الفخر لمن أراد الفخار..
والله أعلم..ولي عودة مع حديث آخر فهمه الناس خطأ،
كما سأذكر لاحقا مجموعة من الأحاديث فيها بشارات عظمى للمسلمين،
فقط علينا أن نسعى وندعوا الله أن تتحقق على أيدينا..
ودمتم سالمين..
تعليق