تحكيم الحكمين
ظهور الشقاق بين الزوجين والعلاج الرباني له.
أسباب الشقاق.
حينما تظهر أمارات الخلاف وبوادر النشوز أو الشقاق فليس الطلاق أو التهديد به هو العلاج . إن من أهم ما يطلب في المعالجة الصبر والتحمل ومعرفة الاختلاف في المدارك والعقول والتفاوت في الطباع مع ضرورة التسامح والتغاضي عن كثير من الأمور ، ولا تكون المصلحة والخير دائماً فيما يحب ويشتهي بل قد يكون الخير فيما لا يحب ولا يشتهي :{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}.
لا تخلو الحياة الزوجية من وجود بعض الخلافات بين الزوجين في الغالب، لكنها تتفاوت من حيث الدرجة قوة وضعفا؛ فلكل من الزوجين رغبات وميول وآراء قد لا تتفق مع الطرف الآخر، وقد يكون في نزول أحدهما لرأي الآخر شيء من الصعوبة؛ مما يورث شيئاً من النزاع؛ إذ كل منهما ينتصر لرأيه.
ولا شك أن هذا النزاع إذا احتدم بين الزوجين وتكرر منهما أصبح داءً يهدد الحياة الزوجية إذا ما أسرع الزوجان أو أحدهما في علاجه بالطرق الشرعية، فما من داء إلا وقد أنزل الله له دواء.
وقد يكون سبب الشقاق بين الزوجين من الأمور التافهة التي إذا أهملت تعاظمت شيئاً فشيئاً حتى أصبحت من المشاكل التي يصعب حلها، وربما أدت في النهاية إلى الفرقة بين الزوجين. والمتتبع لكلام الله تعالى وسنة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - يجد فيها العلاج الناجع والدواء الشافي لهذه الخلافات التي تهدف إلى الفرقة وتشتيت الأسرة.
ويمكن أن نجمل أسباب الشقاق بين الزوجين في الأمور التالية:
1 - أسباب ترجع إلى الزوجة:
أ - إخلال الزوجة بواجباتها تجاه زوجها سواء الواجبات المنزلية أو الحقوق الخاصة. فالزوجة التي تنسى أو تتناسى واجبها كربة بيت، وأم أولاد، وزوجة، عليها حق التربية، وحق الطاعة لزوجها، يكون لذلك أثره على الزوج الذي يضيق ذرعاً من هذه الزوجة بسبب إهمالها لواجبها؛ لأن الزوج المثالي هو الذي يريد أن تكون الزوجة مثالية أيضاً في القيام بواجباتها الأسرية ولا يرضى بالتقصير مع القدرة على تلافيه.
ب - جهل الزوجة بحق الزوج في القوامة عليها، فالرجال قوامون على النساء فينبغي للزوجة أن تعي معنى هذه القوامة ولا تنازع زوجها في كل صغيرة وكبيرة بل يكون بأسلوب يشعر الزوج بحقه عليها، واحترامها له، فالزوجة التي ترفع صوتها في وجه زوجها لأي سبب من الأسباب تجعل الزوج يفقد صوابه بالرد بالمثل أو أشد منه فيدب النزاع بينهما؛ لأن الزوجة لم تراع حق القوامة.
ج - بعض النساء يصيب إحداهن شيء من الغرور فتتعالى على زوجها وتتطاول عليه؛ لأنها ترى أنها أفضل منه حسباً أو نسباً أو مالاً أو لأمر آخر فلا يحتمل الزوج هذا التصرف فيستشري الخلاف بينها فتتسبب الزوجة في هدم حياتها الزوجية.
د - تأثر الزوجة برفيقات السوء اللاتي همهن القيل والقال والسعي بالنميمة وهذا الأمر خطير جداً إذا أصغت الزوجة لما يقال عن زوجها وأسرته كذباً وبهتاناً، يرون من وراء ذلك أن تفارق هذه المسكينة زوجها لغرض في أنفسهن؛ فتذهب هذه الزوجة إلى زوجها فتوجه له أنواع التهم التي هو بريء منها فتتأجج المشكلة. فلتحذر الزوجة من سماع مثل هذه الأباطيل ولتحسن الظن بزوجها ما دام الزوج على قدر من الاستقامة وقائماً بحقوقها الزوجية.
2 - أسباب ترجع إلى الزوج:
أ - إخلال الزوج بواجباته الشرعية تجاه زوجته كحق النفقة والمبيت والسكنى أو غيرها من الحقوق المعتادة بين الزوجين. فالزوجة لا ترضى بهذا التقصير وتطالب بحقها كاملاً وهو حق شرعي وإذا لم يتفهم الزوج ذلك يشتد النزاع بينهما.
ب - قسوة الزوج في التعامل وعدم المعاشرة بالمعروف مما يجعل الزوجة تضيق ذرعاً من بقائها في عصمته فيحدث الخلاف بينهما لهذا السبب؛ لأن الزواج الناجح لابد أن يتسم بروح التفاهم الهادف والمجادلة بالحسنى فلكل من الزوجين حق على الآخر.
ج - ارتكاب الزوج بعض المحاذير الشرعية والمخالفات التي تخل بالأخلاق والزوجة الصالحة لا ترضى بذلك من زوجها فتنكر عليه ولا يعترف بخطئه فيشتد الخلاف بينهما.
العلاج.
ذكر الله سبحانه وتعالى أفضل الأسباب الكفيلة بعلاج ما قد يحصل بين الزوجين من طلاق وهو علاج يسلك به مسلك التدرج من الأخف. قال تعالى: {وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً}.
وقال تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} فهذا التوجيه الإلهي يتم على مراحل.
المرحلة الأولى: الوعظ.
وهو تذكير الزوجين بالله تعالى، وبيان ما يترتب على عصيان الزوج من الإثم إذا أمر بغير معصية، فقد جاءت امرأة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لها: أنت ذات زوج؟ قالت: نعم. قال: انظري أين أنت منه فإنما هو جنتك ونارك).
المرحلة الثانية: الهجر في المضجع.
إذا استمرت الزوجة على عنادها وعصيانها ولم ترتدع بالوعظ فللزوج الحق في هجرها في الكلام ثلاثة أيام وفي المضجع ما شاء حتى ترجع إلى رشدها.
المرحلة الثالثة: الضرب.
وهو ضرب تأديب غير مبرح إذا أصرت على نشوزها ولا يسلك به الزوج مسلك العقاب فله ضربها بشيء لا يؤثر على البدن وليتق الوجه ويكون الضرب بعود أو نحوه مما لا يخدش ولا يجرح، هذا إذا تبين خطأ الزوجة في نشوء الخلاف بينهما.
أما إذا تبين أن السبب خطأ الزوج فتسلك الزوجة في حل هذا النزاع أحد الأمور التالية:
1 - وعظ الزوج وتذكيره بالله، وما أوجب الله عليه من معاشرة زوجته بالمعروف. وأنها أمانة في يده وليقم بحق هذه الأمانة خير قيام.
2 - مصالحة الزوجة لزوجها كما قال تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}.
وهذا الصلح يحصل إما بأن تسقط الزوجة شيئاً من حقوقها كأن تضع عنه بعضاً من مهرها أو جزءاً من نفقتها.
لأن بقاءها في عصمة زوجها يعدل ذلك كله وهو خير لها من مفارقته، ولتحرص الزوجة على كسب ود زوجها ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً.
المرحلة الرابعة : تحكيم الحكمين
وإذا تمادى الخلاف بين الزوجين ولم تفد تلك الوسائل وكل منهما يرى أن الحق معه فالله جل وعلا أرشدهما إلى التحكيم، وهو أن يُختار حكم من أهل الزوج وحكم من أهلها ليصلحا بينهما بشرط أن يكونا مسلمين عاقلين بالغين، عدلين من أهل الخبرة والعلم بالحقوق الزوجية للسعي في الإصلاح بين الزوجين.
ولله الحكمة البالغة في هذا التشريع السماوي ومن أصدق من الله قيلا، ومن أصدق من الله حديثا.
وهذا يدل على حرص الإسلام على استمرار الحياة الزوجية فهو يدعو إلى كل ما فيه بقاء الزوجة في عصمة زوجها، ويحث على الاجتماع ولم شمل الأسرة وينهى عن الخلاف والفرقة.
للاستفاضة
كتاب تحكيم الحكمين في الشقاق بين الزوجين
لأبي العبادلة المويتي
ظهور الشقاق بين الزوجين والعلاج الرباني له.
أسباب الشقاق.
حينما تظهر أمارات الخلاف وبوادر النشوز أو الشقاق فليس الطلاق أو التهديد به هو العلاج . إن من أهم ما يطلب في المعالجة الصبر والتحمل ومعرفة الاختلاف في المدارك والعقول والتفاوت في الطباع مع ضرورة التسامح والتغاضي عن كثير من الأمور ، ولا تكون المصلحة والخير دائماً فيما يحب ويشتهي بل قد يكون الخير فيما لا يحب ولا يشتهي :{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}.
لا تخلو الحياة الزوجية من وجود بعض الخلافات بين الزوجين في الغالب، لكنها تتفاوت من حيث الدرجة قوة وضعفا؛ فلكل من الزوجين رغبات وميول وآراء قد لا تتفق مع الطرف الآخر، وقد يكون في نزول أحدهما لرأي الآخر شيء من الصعوبة؛ مما يورث شيئاً من النزاع؛ إذ كل منهما ينتصر لرأيه.
ولا شك أن هذا النزاع إذا احتدم بين الزوجين وتكرر منهما أصبح داءً يهدد الحياة الزوجية إذا ما أسرع الزوجان أو أحدهما في علاجه بالطرق الشرعية، فما من داء إلا وقد أنزل الله له دواء.
وقد يكون سبب الشقاق بين الزوجين من الأمور التافهة التي إذا أهملت تعاظمت شيئاً فشيئاً حتى أصبحت من المشاكل التي يصعب حلها، وربما أدت في النهاية إلى الفرقة بين الزوجين. والمتتبع لكلام الله تعالى وسنة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - يجد فيها العلاج الناجع والدواء الشافي لهذه الخلافات التي تهدف إلى الفرقة وتشتيت الأسرة.
ويمكن أن نجمل أسباب الشقاق بين الزوجين في الأمور التالية:
1 - أسباب ترجع إلى الزوجة:
أ - إخلال الزوجة بواجباتها تجاه زوجها سواء الواجبات المنزلية أو الحقوق الخاصة. فالزوجة التي تنسى أو تتناسى واجبها كربة بيت، وأم أولاد، وزوجة، عليها حق التربية، وحق الطاعة لزوجها، يكون لذلك أثره على الزوج الذي يضيق ذرعاً من هذه الزوجة بسبب إهمالها لواجبها؛ لأن الزوج المثالي هو الذي يريد أن تكون الزوجة مثالية أيضاً في القيام بواجباتها الأسرية ولا يرضى بالتقصير مع القدرة على تلافيه.
ب - جهل الزوجة بحق الزوج في القوامة عليها، فالرجال قوامون على النساء فينبغي للزوجة أن تعي معنى هذه القوامة ولا تنازع زوجها في كل صغيرة وكبيرة بل يكون بأسلوب يشعر الزوج بحقه عليها، واحترامها له، فالزوجة التي ترفع صوتها في وجه زوجها لأي سبب من الأسباب تجعل الزوج يفقد صوابه بالرد بالمثل أو أشد منه فيدب النزاع بينهما؛ لأن الزوجة لم تراع حق القوامة.
ج - بعض النساء يصيب إحداهن شيء من الغرور فتتعالى على زوجها وتتطاول عليه؛ لأنها ترى أنها أفضل منه حسباً أو نسباً أو مالاً أو لأمر آخر فلا يحتمل الزوج هذا التصرف فيستشري الخلاف بينها فتتسبب الزوجة في هدم حياتها الزوجية.
د - تأثر الزوجة برفيقات السوء اللاتي همهن القيل والقال والسعي بالنميمة وهذا الأمر خطير جداً إذا أصغت الزوجة لما يقال عن زوجها وأسرته كذباً وبهتاناً، يرون من وراء ذلك أن تفارق هذه المسكينة زوجها لغرض في أنفسهن؛ فتذهب هذه الزوجة إلى زوجها فتوجه له أنواع التهم التي هو بريء منها فتتأجج المشكلة. فلتحذر الزوجة من سماع مثل هذه الأباطيل ولتحسن الظن بزوجها ما دام الزوج على قدر من الاستقامة وقائماً بحقوقها الزوجية.
2 - أسباب ترجع إلى الزوج:
أ - إخلال الزوج بواجباته الشرعية تجاه زوجته كحق النفقة والمبيت والسكنى أو غيرها من الحقوق المعتادة بين الزوجين. فالزوجة لا ترضى بهذا التقصير وتطالب بحقها كاملاً وهو حق شرعي وإذا لم يتفهم الزوج ذلك يشتد النزاع بينهما.
ب - قسوة الزوج في التعامل وعدم المعاشرة بالمعروف مما يجعل الزوجة تضيق ذرعاً من بقائها في عصمته فيحدث الخلاف بينهما لهذا السبب؛ لأن الزواج الناجح لابد أن يتسم بروح التفاهم الهادف والمجادلة بالحسنى فلكل من الزوجين حق على الآخر.
ج - ارتكاب الزوج بعض المحاذير الشرعية والمخالفات التي تخل بالأخلاق والزوجة الصالحة لا ترضى بذلك من زوجها فتنكر عليه ولا يعترف بخطئه فيشتد الخلاف بينهما.
العلاج.
ذكر الله سبحانه وتعالى أفضل الأسباب الكفيلة بعلاج ما قد يحصل بين الزوجين من طلاق وهو علاج يسلك به مسلك التدرج من الأخف. قال تعالى: {وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً}.
وقال تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} فهذا التوجيه الإلهي يتم على مراحل.
المرحلة الأولى: الوعظ.
وهو تذكير الزوجين بالله تعالى، وبيان ما يترتب على عصيان الزوج من الإثم إذا أمر بغير معصية، فقد جاءت امرأة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لها: أنت ذات زوج؟ قالت: نعم. قال: انظري أين أنت منه فإنما هو جنتك ونارك).
المرحلة الثانية: الهجر في المضجع.
إذا استمرت الزوجة على عنادها وعصيانها ولم ترتدع بالوعظ فللزوج الحق في هجرها في الكلام ثلاثة أيام وفي المضجع ما شاء حتى ترجع إلى رشدها.
المرحلة الثالثة: الضرب.
وهو ضرب تأديب غير مبرح إذا أصرت على نشوزها ولا يسلك به الزوج مسلك العقاب فله ضربها بشيء لا يؤثر على البدن وليتق الوجه ويكون الضرب بعود أو نحوه مما لا يخدش ولا يجرح، هذا إذا تبين خطأ الزوجة في نشوء الخلاف بينهما.
أما إذا تبين أن السبب خطأ الزوج فتسلك الزوجة في حل هذا النزاع أحد الأمور التالية:
1 - وعظ الزوج وتذكيره بالله، وما أوجب الله عليه من معاشرة زوجته بالمعروف. وأنها أمانة في يده وليقم بحق هذه الأمانة خير قيام.
2 - مصالحة الزوجة لزوجها كما قال تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}.
وهذا الصلح يحصل إما بأن تسقط الزوجة شيئاً من حقوقها كأن تضع عنه بعضاً من مهرها أو جزءاً من نفقتها.
لأن بقاءها في عصمة زوجها يعدل ذلك كله وهو خير لها من مفارقته، ولتحرص الزوجة على كسب ود زوجها ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً.
المرحلة الرابعة : تحكيم الحكمين
وإذا تمادى الخلاف بين الزوجين ولم تفد تلك الوسائل وكل منهما يرى أن الحق معه فالله جل وعلا أرشدهما إلى التحكيم، وهو أن يُختار حكم من أهل الزوج وحكم من أهلها ليصلحا بينهما بشرط أن يكونا مسلمين عاقلين بالغين، عدلين من أهل الخبرة والعلم بالحقوق الزوجية للسعي في الإصلاح بين الزوجين.
ولله الحكمة البالغة في هذا التشريع السماوي ومن أصدق من الله قيلا، ومن أصدق من الله حديثا.
وهذا يدل على حرص الإسلام على استمرار الحياة الزوجية فهو يدعو إلى كل ما فيه بقاء الزوجة في عصمة زوجها، ويحث على الاجتماع ولم شمل الأسرة وينهى عن الخلاف والفرقة.
للاستفاضة
كتاب تحكيم الحكمين في الشقاق بين الزوجين
لأبي العبادلة المويتي
تعليق