إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

جهاد المنحرفين عن هدي الأنبياء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جهاد المنحرفين عن هدي الأنبياء

    الحديث الثاني عشر
    جهاد المنحرفين عن هدي الأنبياء
    عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
    « ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده ، فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل »
    ( أخرجه مسلم([1][1]) وأحمد([1][2]) ).
    راوي الحديث :
    عبد الله بن مسعود تقدمت ترجمته في شرح الحديث رقم (5).
    المفــردات :
    الحواريون : هم خلصاء الأنبياء وأصفياؤهم، وقيل: الأنصار، وقيل: المجاهدون.
    تخلـف : تحدث.
    الخُلـوف : جمع خَلْف بإسكان اللام وهو الخالِف بِشرٍّ.


    المعنى الإجمالي :
    هذا الحديث فيه أخبار عن أحوال الأنبياء وأحوال أممهم وأن أصحابهم وحوارييهم الذي استضاؤا بنور نبوتهم وشاهدوا نـزول الوحي عليهم يظلون أوفياء مخلصين لربهم ومتمسكين بَهَدْي أنبيائهم في الظاهر والباطن تطابق أقوالهم أفعالهم ، ثم تخلفهم أجيال يحيد بهم الشيطان عن مناهج الأنبياء يدعون بأقوالهم أنهم على نهج الأنبياء ، ويخترعون من البدع والمناهج الباطلة ويرتكبون من المنكرات والمعاصي ما يجعلهم أبعد الناس عن أديان أنبيائهم ويعيشون في تناقضات بين أقوالهم وأعمالهم.
    ويبقى في كل أمة علماء مخلصون أوفياء لدينهم يجاهدون ويناضلون عن تعاليم أنبيائهم ، كل على حسب طاقته ومنـزلته من الإيمان ؛ فمجاهد بلسانه ومجاهد بيده ومجاهد بقلبه وذلك أضعف الإيمان. وليس وراءه شيء من الإيمان.
    وأمة محمدصلى الله عليه وسلم وقع فيها ما وقع في الأمم السابقة وخلفت بعد القرون المفضلة خلوف تفرقت بهم السبل وشتتتهم الأهواء وصدق فيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لتتعبن سنن من كان قبلكم حذوة القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ». « ستفترق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ».
    وبقي في هذه الأمة الطائفة المنصورة التي أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة »([1][3]). هذه الطائفة لا زالت وستبقى كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم تدعو إلى الحق والخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتدحض البدع والشبهات المضللة بالحجج والبراهين وتجاهد الباطل حسب إستطاعتها باليد واللسان والقلب ، فعلى المؤمن الثبات على ما جاء به الرسول في عقيدته وعبادته وأخلاقه وعليه الأخذ بسنة نبيه والاقتداء بأمره ومجانبة الأهواء والمعاصي والبدع ثم الدعوة إلى الحق وبذل ما يستطيعه في نصرة دينه.
    ما يستفاد من الحديث :
    1- فيه أن الأنبياء قد جاؤا بشرائع وسنن لهداية الناس.
    2- وفيه فضيلة ومزية أصحاب الأنبياء باتباعهم سنن أنبيائهم.
    3- وفيه ذم من خالف منهجهم بأنه خلوف وهم الذين يخلفون أنباءهم بِشرٍّ وما كنوا أشراراً إلا بمخالفة الأنبياء.
    4- وفيه ذم من تخالف أقوالُه أفعالَه. ] كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون [ (الصف 3).
    5- وفيه ذم البدع وما هي إلا فعل ما لا يأمر به الله على ألْسنة أنبيائه.
    6- وفي مدح التابعين للأنبياء الثابتين على سنتهم والمتمسكين بالاقتداء بهم.
    7- وفيه مدح هؤلاء الأتباع بصبرهم وجهادهم لمن خالف منهج الأنبياء.
    8- وفيه بيان مراتب الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأنه على حسب طاقة أصناف المجاهدين فمن يستطيع الجهاد وإزالة المنكر بيده فعليه أن يقوم بهذا الواجب ، ومن عجز عن هذه المرتبة واستطاع أن يقول كلمة الحق فعليه أن يقولها ، ومن عجز عن ذلك فعليه أن يقوم بما يستطيعه وهو الجهاد بالقلب وإنكار الباطل بقلبه ، فإن فاته هذا فليس بمؤمن وقد مات قلبه.
    9- وفيه أن الإيمان يتفاوت ويزيد وينقص « وليس وراء ذلك حبة خردل من إيمان ».


    هذه السلسله المباركه من مذكرة الحديث النبوي في العقيدة والاتباع للشيخنا ربيع بن هادي المدخلي امد الله في عمره على التوحيد والسنه ونصرتها في جميع الميادين
    ([1][1]) كتاب الإيمان : حديث رقم (80) ، (1/69،70).
    ([1][2]) (1/458،461).
    ([1][3]) أخرجه مسلم 33- كتاب الإمارة حديث (170-176). من حديث ثوبان والمغيرة بن شعبة وجابر بن سمرة وجابر بن عبد الله ومعاوية وعقبة بن عامر وهو حديث متواتر رواه ستة عشر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
يعمل...
X