ايها المحزون !!!
هل تملك من امر نفسك شيئاً ؟
هل تملك انفاساً تخرج وتعود؟
هل تحصي ارزاقاً باعثها موجود ؟
هل تملك قلباً خالقه سبحانه يقلبه كيف يشاء ؟
إن كان امرك ليس بيدك ؛ وإن كان عمرك ليس بيدك ؛
وإن كانت حياتك ليست بيدك ؛ وإن كان رزقك ليس بيدك ؛ فلماذا تحزن ؟؟
هل تخشى فوات الرزق فأحزنك ؟
تمهل فرزقك في السماء مكتوب وعند الله معلوم
{ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ *
فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ } [ الذاريات: 22-23 ] .
فلا تحزن إذا فاتك شيء فلن يفوتك رزق مكتوب ؛
ولاتحزن إلا إذا ضاعت من عمرك ساعة ليس لله فيها نصيب فأمرك بين
يدي مولاك
وحالك على الله معروض
ولله در بن قيم الجوزيه حين قال :
ماذا يملك من أمره من ناصيته بيد الله ونفسه بيده وقلبه بين أصبعين
من أصابعه يقلبه كيف يشاء وحياته بيده وموته بيده وسعادته بيده وشقاوته بيده
وحركاته وسكناته وأقواله وأفعاله بأذنه ومشيئته فلا يتحرك
الا باذنه ولا يفعل الا بمشيئته ان وكله الى نفسه وكله الي عجز وضيعه وتفريط وذنب وخطيئة
وان وكله الى غيره وكله الى من لا يملك له ضرا ولا نفعا
ولا موتا ولا حياة ولا نشورا وان تخلى عنه استولى عليه عدوه وجعله
اسيرا له فهو لا غنى له عنه طرفة عين بل هو مضطر اليه علي مدى الأنفاس
فى كل ذرة من ذراته باطنا وظاهرا فاقته تامة اليه
ومع ذلك فهو متخلف عنه معرض عنه يتبغض اليه بمعصيته
مع شدة الضرورة اليه من كل وجه قد صار لذكره نسيا
واتخذه وراءه ظهريا هذا واليه مرجعه وبين يديه موقفه
[الفوائد - ص51 الإمام شمس الدين محمد بن أبي بكر بن قيم الجوزيــه :
منقول للأنتفاع منه
تعليق