الحمد لله الذي خلقنا من عدم ،وكبّرنا من صغر ،وقوّانا من ضعف ،وأسمعنا من صمم ،وأغنانا من فقر، وعلّمنا من جهل، وأمّننا من خوف ، وهدانا من ضلالة ، أحمده سبحانه وأشكره وبالشكر تنال الزيادة وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم..و بعد:
إن للباطل في هذا العصر صولة وجولة، وكلمة وموقف، فله خطط وبرامج وقنوات ، وما انتفش الباطل وارتفعت كلمته إلا لتخاذل أهل الحق، ونكوصهم عن المواجهة، وإظهار محاسن الحق الذي يحملونه وينتسبون إليه.
إن أهل الباطل يدافعون عن باطلهم، ويبذلون في سبيل نشره وإقناع الناس به كل غال ونفيس.
وليس الأمر مقتصرا على الدعوة فقط، بل إنهم يبثون أتباعهم في صفوف الجماهير لتثبيتهم على الوفاء لهذا المبدأ الخبيث، والهدف القبيح، والغاية الخاسرة.
هل تذكرت أخي أن دينك هذا الذي تدين الله به مستهدف بعداء مرير وكيد طويل ؟ ! .
واقرأ إن شئت كتاب "قادة الغرب يقولون دمروا الإسلام أبيدوا أهله " و لتقف على طرف من هذا العـداء! ! .
أخي: هل آلمتك مجازر المسلمين ورخص دمائهم فإذا هي أرخص من ماء البحر ومدن المسلمين تُباد ودولهم تُبتلع ؟! !
أخي الحبيب: ماذا قدمت لدين الله ؟
سؤال يجب ألا نمل طرحه، وألا نسأم تكراره؛ لنحيي في القلوب قضية العمل لهذا الدين، هذا الدين الذي تعب من أجله آدم وناح لأجله نوح ورُمى في النار الخليل وأُضجع للذبح إسماعيل وبيع يوسف بثمن بخس ولبث في السجن بضع سنين ونُشر بالمنشار زكريا وذُبح السيد الحصور يحيى وقاسى الضُّر أيوب وزاد على المقدار بكاء داود وسار مع الوحش عيسي وعالج الفقر وأنواع الأذى محمد صلى الله عليه وسلم ».
يقول تعالى( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ)) آل عمران110
وقال تعالى: ((انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }التوبة41
أخي الحبيب:
هل فتشتُ في أنفسنا وتساءلنا كم تبلغ مساحة الإسلام من خارطة اهتمامنا؟! !
كـم نبـذل ونتعب ونهتم للدنيا ؟! !وفي المقابل كم نبذل ونتعب ونهتم للدين ؟
ويحضرني قصة تلك المرأة النصرانية التي حضرت أحد المؤتمرات التي أقيمت للتعريف بالدين الإسلامي وبعد سماعها لتعريف مختصر لخصائص هذا الدين ومميزاته قالت : لئن كان ما ذكرتموه عن دينكم صحيحا أنكم لظالمون !! فقيل لها : ولماذا ؟ قالت : إنكم لم تعملوا على نشره بين الناس والدعوة إليه !!
بل ذكر أحد الدعاة أنه كان في بعض دول أفريقيا في رحلة شاقة إلى قرية من القرى وكانت السيارة تسير وسط غابة كثيفة وكان الطريق وعراً وعورة يستحيل معها أن تسرع السيارة اكثر من 20كم في الساعة وقد بلغ منا الإرهاق مبلغه وكأن البعض قد ضاق صدره من طول الرحلة ،وبدأ يتأفف من شدة الحر وكثرة الذباب والغبار الذي ملأ جو السيارة وفجأة يقول شاهدنا على قارعة الطريق امرأة أوربية قد امتطت حماراً وعلّقت صليباً كبيراً على صدرها وبيدها منظار، وعند سؤالها عن سبب وجودها في هذه الغابة تبين أنها تدعو للصليب في كنيسة داخل القرية ولها سنتان قال صاحبي : فقلنا : ( اللهم إنا نعوذ بك من جلد الفاجر وعجز الثقة ) .
أخي ... هل بذلت جُهدا في خدمة دينك ولو كان قليلا ؟؟.
هل أهديت لقريب أو زميل شريطا بعد أن سمعته أو كتيبا بعد أن قرأته ؟؟.
هذه المنكرات التي في مجتمعاتنا لم تنتشر في يوم وليله، ولكن انتشرت لأن واحدا فعل وواحد سكت وهما شريكان في الإثم ،ولا ينجو إلا من نهى عن المنكر وأمر بالمعروف بمعروف. .
فهل استشعرت وجوب مشاركتك في إزالة المنكر؟ !
أخي المسلم : إن في مجالسنـا ومجتمعنا من يشوش على الناس مفاهيمهم ويُلّبس عليهم دينهم وينتقص أهل الصلاح منهم ! ! .
فهل وقفت مُنافحا ومُدافعا بالتي هي أحسن ؟! .
تعليق