تويت
أسعد الله أوقاتكم بكل خير .. وتقبل الله طاعتكم .. ورزقنا الهداية وأعاننا على نصرة الدين الحنيف " دين الإنسانية " ..
راج سوق الفتوى في عصر الفضائيات والإذاعيات والتي جعلت العالم كله كأنه قريةٌ صغيرة ، وقد تصدَّر في بعض الفضائيات ومحطات الإذاعة جمعٌ كثير ممن اشتغل بالعلوم الشرعية وأخذوا على عاتقهم مهمة الإفتاء وإبلاغ الناس دين الله ولا ينكر أحدٌ هذه النعمة الكبيرة إذا يتابع المسلمون اليوم المحاضرات الدينية وخطب الجمعة وهم قاعدون في بيوتهم ومع أطفالهم يتشارك في هذا الكبير والصغير والرجل والمرأة .. ويتابعون الكثير من البرامج المفيدة لحياة المسلم والإنسان بوجه عام ..
ولكن المستغرب .. أن تُستعمل هذه الأداة وهذه النعمة لجلب النقمة على الأمة الإسلامية فكم ممن تصدر للفتوى هو أبعدُ ما يكون عن شرع الله يكفِّر هذا ويفسقُ ذاك .. يوقِع على فتواه باسم الله وهو يخالف أمر الله وشرعه في فتواه !!
فكم طالعتنا الفضائيات ومحطات الإذاعة لـ(مشائخ) قد شاخ عقلهم وخرف وقاموا بهدم هذا الدين بمعاول من روايات سياسية نُسبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاول لأسلافهم ورثوها عنهم ولم يكلفوا أنفسهم عناء البحث والدقيق والتمحيص عما ورثوه عنهم من حقد وكره وبغض وربما ورثوا وثيقة خفية عاهدوا فيها أنفسهم بنصرة اليهود ومن شايعهم ومن يريد النيل من الإسلام في كل مكان وزمان ..
تابع الكثير منا حلقتي سؤال أهل الذكر والذي كان الموضوع فيها عن " الفتوى في عصر الفضائيات " وقد أجاب سماحة الشيخ أحمد الخليلي حفظه الله وأجاد .. نفعنا الله بعلمه ..
وسبب هذه الحلقتين فتوى سُمعت في " إذاعة صوت الخليج " حيث سأل السائل المفتي عن حكم صلاته خلف الإباضية وقد أجابه أنهم خوارج وحكم على صلاته بالبطلان وألزمه إعادة الصلاة !!!!
صوت الخليج ؟؟ وهل عمان والإباضية إلا جزء من هذا الخليج ؟؟
طبعاً لمشاهدة الحلقتين من سؤال أهل الذكر عليكم بتنزيل الحلقتين من موقع بصيرة وهذه روابط الحلقات ..
الحلقة الاولى : http://baseera.net/uploadvedio/24-rmzan-1431.flv
الحلقة الثانية : http://baseera.net/uploadvedio/25-rmzan-1431.flv
لازلنا غارقين في ظلمات التكفير والتفسيق والتبديع .. وبما أننا سنتحدث عن الفتوى ومكانتها في المجتمع من حيث القبول والرفض وأن للمفتي مكانة خاصة في قلوب الناس لأنهم جعلوا فيه الثقة أنه مُبلِّغٌ عن الله .. لا بأس بذكر بعض الطرائف المبكيات المضحكات ..
تعلمون جميعكم عن الفتاوي المهلكة والتي تتحدث عن إرضاع الكبير والتي صدرت ممن ينتسبون لأهل العلم والعارفين بعلوم الشرع !! فتوى كهذه هل تناسب هذا الزمان ؟؟!!
أدت هذه الفتوى لإحداث شرخ كبير في بعض العوائل .. حيث يقول زوج لزوجته " أريدك أن تُرضعي صديقي حتى يستطيع أن يعيش معنا في رمضان ! " وحيث رفضت هددها بالطلاق وكانت تسأل وهي تبكي .. أعانها الله على هذا الزوج وعلى هذا النوع من المشائخ ..
مما حدا ببعض النساء في أحد البلدان العربية والتي لا يُسمح فيها للمرأة بامتلاك رخصة للقيادة وعدم جواز هذا الأمر في مقابل جواز إرضاع الأجنبي إلى تشويش في عقولهن وقمن بإطلاق حملة عنوانها " إما أن نرضع السائقين أو يُسمح لنا بالقيادة " طبعاً هذا الأمر لا يصدر إلا عن نساءٍ إما أنهن يعانين من مرضٍ عقلي وأخلاقي أو هو من الكبت الجائر الذي يتعرضن له .. وربما كان هذا التهديد إعلاماً للجهات المسؤولة أن راجعوا أمركم ولا تطلقوا كل من هب ودب وكل طالبٍ تعلم شيئاً من العلوم الشرعية للفتيا حتى لا يُفسدوا في الأرض بقصد أو بدون قصد ..
هذه أمثلة فقط لما يقدمع بعض المنتسبين للدين والذين يمتلكون حق الفتوى وكيف يطلقون مثل هذه الاحكام السلبية والتي تهدم المجتمع والدين .. وتدعوا كل حاقد وناقم للإسلام أن يضحك من هكذا فتاوى ..
فلتتق الله هذه الفضائيات وهذه الإذاعيات ..
وقد صدر بعد ذلك من أحد المنتسبين لتلك الجماعة التي تكيد للإسلام وأهله بجواز تقبيل الطالب لزميله .. لماذا يا شيخ ؟؟ وما هو هدفك من هكذا فتوى ؟؟ تراه يجيب .. درءاً لمفسدة أكبر وهي الوقوع في الزنا !!!
علق بعض الشباب ولا أدري هل هو ناقم على مثل هذا النوع من الفتاوى أم هو تائه فعلاً .. يقول بلهجته " ما ترسوا على بر يا جماعة .. نبوسش وما نرضعش ؟؟ أو نرضع وما نبوسش ؟؟ " ..
ولكن كما ذكرنا أنها كشفت سوء أخلاق البعض فإنها أيضاً تكشف لنا الجانب الآخر من الإيجابيات فقد تعرفت أخيراً على شيعي معتدل هو سماحة العلامة علي الامين والذي يحاور في قناة المستقلة اخوانه الشيعة ويبين لهم سوء معتقداتهم ..
كم هي جميلة هذه النعمة .. نعمة الإعلام والفضائيات .. وشكرها إنما يكون برأب الصدع في الأمة الإسلامية ونشر تعاليم دين الإنسانية إلى العالم كله .. لا أن يوظف في توسيع رقعة الخلاف بين الناس .. وهذا لا يكون إلا إذا توجهت الجهات المسؤولة عن الإعلام في العالم الإسلامي وتبنت أجندة دينية معتدلة تنشر الوعي الثقافي في المجتمع .. بدل صرف الآلاف من الأموال في تضييع الشباب ..
هذه أمانة .. فهلاَّ أديتم الأمانة ؟؟
تعليق