×
بَسَـم الله الّرحَمَنْ الرَحِيمْ
×
نَبَذهْ عَنْ سَيدَناَ دَاؤوَدْ عَليَــه السَـلامْ :
آتَاهْ الله العَلمْ والحَكَمـهْ وسَخرْ لَـه الجَبَال والطَيرْ يَسَبَحنْ معَـهْ ،
وألانْ لـَه الحَدِيدْ ، كَانْ عَبَدا خَالصَا لله شَكُورا يَصُومْ يَومـَا ويَفَطرْ يَوما ،
أنَزلْ الله عَليهْ " الزَبـُورْ " ، وقَدْ أُوتَى مُلكَا عَظيمًا و أمَره الله أنْ يحَكمْ بالعَدلْ .
×
مَدَخَلْ القَصَـةْ :
لنَعُودْ قَليَلا لنتَعرفْ الأوْضَاعْ التَيْ عاشُهَا بَنَو إسَرَائيلْ ..
أنَفَصَلْ الحُكَمْ عَنْ الدَينْ ، كَانُوا يَقَتَلونْ الأنَبَيَـاء ، وأضَأعَوا التَابَوتْ الذَيْ بَـهْ
بقَية ممَا تَركْ آل مُوسَـىْ و هَـارونْ " عَليَهَمَا السَـلام " .. والذّيْ كَانَوا يأخَذونهْ
مَعَهُمْ فَيْ المَعَاركْ لتَحلْ عَليَهَمْ السَكيَـنهْ ويحَققَوا النَصَرْ .
قَالْ تعَالىْ :
{وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ
آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } البقرة248
غَيرْ ذَلكْ فَقَدْ كَثَرتْ فَيهُمْ المَعَاصَيْ ، وفشَا فيهُمْ الفسَقْ ، وأضَاعُوا الشَريَعَـهْ ،
ودَخَلتْ فَيْ صَفُوفَهُمْ الوَثَنِـة . وسَأءتْ أحَوالهُمْ وَقتَها .
×
فَقَدْ سَلطْ الله عَليَهُمْ الأمَمْ ، فـ كَانتْ قَبَائِلَهُمْ عَرضَـهْ لغَزوَاتْ الأمَمْ القَريبـةْ مَنهُمْ ،
وكَأنوا غَالبَا مَا يخَسَرُونْ النَصَرْ مَنْ أعَداءهُمْ ، وكَثِيرا مَا كَانْ خُصَومَهُمْ يَخرجَونهُمْ مَنْ
ديَارهُمْ و أمْوالهُمْ و أبنَائهُم .
وبَعَدهَا طَلبْ بنَو إسَرائِيلْ مَنْ نَبيْ لهُمْ ، أنْ يَجَعَلْ عَليهُمْ مَلكـًا يجتَمعُونْ علَيه ،
و يقَاتلونْ فَيْ سَبيلْ الله بَقَيادتَـه ، ويسَتعِيدْونْ أرضَنهُمْ و مَجدَهُمْ .
قَالْ تعَالى :
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا
مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ } البقرة 246
قَالْ نَبيَهُمْ : هَلْ أنتُمْ وأثقِينْ مَنْ القَتالْ لو كتَبْ عَليَكُمْ القتَالْ .
قالُوا : ولِمَاذا لا نَقاَتلْ فيْ سَبيلْ الله ، وقَدْ طُردَنا مَنْ دِيارنَا و شُردوأ أبَناءنَا و سأءتْ أحوالنَا .؟
قالْ نَبيَهُمْ : الله أختَار طَالوتْ مَلكَا عَليَكُمْ .
قَالوا : كَيفْ يَكونْ عَلينَأ مَلكَا وهو لَيسْ مَنْ أبنَاء الأسَرهْ التَيْ يخَرجْ منهَا المُلوكْ ، وليَسْ مَنْ الأغنَياء ؟
قَالْ نَبيهُمْ : أنْ الله فَضلهُ عَليكُمْ بعَلمَهْ و قَوهْ جَسَمَهْ .
قَالوا : ومَا هِيْ آيــهْ مُلكـَه ؟
قَالْ نَبيَهُمْ : سَيرجعْ لكُمْ التابوتْ .
بَسَـم الله الّرحَمَنْ الرَحِيمْ
×
نَبَذهْ عَنْ سَيدَناَ دَاؤوَدْ عَليَــه السَـلامْ :
آتَاهْ الله العَلمْ والحَكَمـهْ وسَخرْ لَـه الجَبَال والطَيرْ يَسَبَحنْ معَـهْ ،
وألانْ لـَه الحَدِيدْ ، كَانْ عَبَدا خَالصَا لله شَكُورا يَصُومْ يَومـَا ويَفَطرْ يَوما ،
أنَزلْ الله عَليهْ " الزَبـُورْ " ، وقَدْ أُوتَى مُلكَا عَظيمًا و أمَره الله أنْ يحَكمْ بالعَدلْ .
×
مَدَخَلْ القَصَـةْ :
لنَعُودْ قَليَلا لنتَعرفْ الأوْضَاعْ التَيْ عاشُهَا بَنَو إسَرَائيلْ ..
أنَفَصَلْ الحُكَمْ عَنْ الدَينْ ، كَانُوا يَقَتَلونْ الأنَبَيَـاء ، وأضَأعَوا التَابَوتْ الذَيْ بَـهْ
بقَية ممَا تَركْ آل مُوسَـىْ و هَـارونْ " عَليَهَمَا السَـلام " .. والذّيْ كَانَوا يأخَذونهْ
مَعَهُمْ فَيْ المَعَاركْ لتَحلْ عَليَهَمْ السَكيَـنهْ ويحَققَوا النَصَرْ .
قَالْ تعَالىْ :
{وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ
آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } البقرة248
غَيرْ ذَلكْ فَقَدْ كَثَرتْ فَيهُمْ المَعَاصَيْ ، وفشَا فيهُمْ الفسَقْ ، وأضَاعُوا الشَريَعَـهْ ،
ودَخَلتْ فَيْ صَفُوفَهُمْ الوَثَنِـة . وسَأءتْ أحَوالهُمْ وَقتَها .
×
فَقَدْ سَلطْ الله عَليَهُمْ الأمَمْ ، فـ كَانتْ قَبَائِلَهُمْ عَرضَـهْ لغَزوَاتْ الأمَمْ القَريبـةْ مَنهُمْ ،
وكَأنوا غَالبَا مَا يخَسَرُونْ النَصَرْ مَنْ أعَداءهُمْ ، وكَثِيرا مَا كَانْ خُصَومَهُمْ يَخرجَونهُمْ مَنْ
ديَارهُمْ و أمْوالهُمْ و أبنَائهُم .
وبَعَدهَا طَلبْ بنَو إسَرائِيلْ مَنْ نَبيْ لهُمْ ، أنْ يَجَعَلْ عَليهُمْ مَلكـًا يجتَمعُونْ علَيه ،
و يقَاتلونْ فَيْ سَبيلْ الله بَقَيادتَـه ، ويسَتعِيدْونْ أرضَنهُمْ و مَجدَهُمْ .
قَالْ تعَالى :
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا
مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ } البقرة 246
قَالْ نَبيَهُمْ : هَلْ أنتُمْ وأثقِينْ مَنْ القَتالْ لو كتَبْ عَليَكُمْ القتَالْ .
قالُوا : ولِمَاذا لا نَقاَتلْ فيْ سَبيلْ الله ، وقَدْ طُردَنا مَنْ دِيارنَا و شُردوأ أبَناءنَا و سأءتْ أحوالنَا .؟
قالْ نَبيَهُمْ : الله أختَار طَالوتْ مَلكَا عَليَكُمْ .
قَالوا : كَيفْ يَكونْ عَلينَأ مَلكَا وهو لَيسْ مَنْ أبنَاء الأسَرهْ التَيْ يخَرجْ منهَا المُلوكْ ، وليَسْ مَنْ الأغنَياء ؟
قَالْ نَبيهُمْ : أنْ الله فَضلهُ عَليكُمْ بعَلمَهْ و قَوهْ جَسَمَهْ .
قَالوا : ومَا هِيْ آيــهْ مُلكـَه ؟
قَالْ نَبيَهُمْ : سَيرجعْ لكُمْ التابوتْ .
×
وبالفَعَلْ حدَثْ المُعَجزةْ ورجَعْ لهُمْ التابوتْ
ومَنْ هُنا نَسْتَكَمَلْ قَصَتنَا بَـ أخَتيَارْ طَالوتْ مَلكَا لبَنوْ إسَرائِيلْ ..
تجَهزْ جيشْ طالوت ، وهَيأهُمْ لمَحارَبهْ أعَداءهُمْ وثُمْ خَرجْ بهُمْ .. وبعَدمَا طَالْ
الطَريقْ وأحَسْ الجُنودْ بالعَطشْ قالْ المَلكْ طَالوتْ لجَنُودهْ : سنَصَادفْ نهَرا فيْ الطَريقْ ؛
فَمنْ يَشربْ مَنهْ فلِيخَرجْ مَنْ الجيِشْ ، ومَنْ لمْ يَذقُهْ وأنَما بَلْ ريَقهَ فَقطْ فاليَبقَىْ معَيْ فالجيشْ .
فجَاء النهَرْ وشَربْ مُعَظَمْ الجنُودْ منَهْ فخَرجَوا مَنْ الجَيشْ ، وكأنْ طالوتْ قَدْم هَذا الأمتحَانْ
ليَعرفْ مَنْ يطِيعَـهْ مَنْ الجنَودْ ومَنْ يعَصيهْ . ولمْ يتَبقىْ ف الجَيشْ الأ القَليلْ وهُمْ مَنْ الشَجعَانْ بيَنهُمْ .
قالْ تعَالى :
وبالفَعَلْ حدَثْ المُعَجزةْ ورجَعْ لهُمْ التابوتْ
ومَنْ هُنا نَسْتَكَمَلْ قَصَتنَا بَـ أخَتيَارْ طَالوتْ مَلكَا لبَنوْ إسَرائِيلْ ..
تجَهزْ جيشْ طالوت ، وهَيأهُمْ لمَحارَبهْ أعَداءهُمْ وثُمْ خَرجْ بهُمْ .. وبعَدمَا طَالْ
الطَريقْ وأحَسْ الجُنودْ بالعَطشْ قالْ المَلكْ طَالوتْ لجَنُودهْ : سنَصَادفْ نهَرا فيْ الطَريقْ ؛
فَمنْ يَشربْ مَنهْ فلِيخَرجْ مَنْ الجيِشْ ، ومَنْ لمْ يَذقُهْ وأنَما بَلْ ريَقهَ فَقطْ فاليَبقَىْ معَيْ فالجيشْ .
فجَاء النهَرْ وشَربْ مُعَظَمْ الجنُودْ منَهْ فخَرجَوا مَنْ الجَيشْ ، وكأنْ طالوتْ قَدْم هَذا الأمتحَانْ
ليَعرفْ مَنْ يطِيعَـهْ مَنْ الجنَودْ ومَنْ يعَصيهْ . ولمْ يتَبقىْ ف الجَيشْ الأ القَليلْ وهُمْ مَنْ الشَجعَانْ بيَنهُمْ .
قالْ تعَالى :
{ فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي
وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ
فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ
أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} البقره 249
وكُما ورَدْ فيْ الأيـَه الكَريَمَهْ السَابَقـةْ .. عَنَدمـَا وجَدْ الجَيشْ بأنهُمْ قَلهْ العَددْ ، قَالوا لَنْ
نستَطيعْ هَزيَمهْ جالوتْ وجيشَهْ لعَددهُمْ الكبَيرْ و قوتَهُمْ .
وفي الآيـه باللونْ المخَتلفْ ..
هَيْ ما قَالـهْ المؤمنِيينْ بأنْ النَصرْ مَنْ عنَدْ الله ، وثَبتوهُمْ لقَتالْ جالوتْ .
×
وقَتْ القَتالْ ..
بَرزْ جَالوتْ فَيْ دروُعَـه الحَديدَهْ وسَلاحَـهْ .. وهُو يَطلبْ أحَدْ يُبأرزُهْ ، وخَافْ منَهْ
جنَودْ طَالوتْ جميعَا ، وهُنَا برزْ منْ جنَودْ طَالوتْ رَاعِيْ غَنْمْ صغَيرْ هُو سَيدنَا داؤود " عليه السَلامْ "
كَانْ سَيدنَا داؤود " عَليه السَلامْ " مَؤمنا بالله، وكَانْ يَعَلمْ أنْ الإيَمَانْ بالله هُو القوَة الحَقيقية
فِيْ هَذا الكَونْ،وأنَ العَبرَةْ ليَسَتْ بَكثَرةْ السَلاحْ، ولا ضَخاَمَة الجَسَمْ والمَظَهرْ البَاطَلْ
و تقَدَمْ سَيدَنا داؤود " عَليه السَلامْ " بَعَصَاهْ وخمَسَة أحَجَارْ ومَقلاعَهْ (وهو نبَلةْ يسَتخدَمَهَا الرُعَاة) ..
تقَدَمْ جَالوُتْ المُدجَجْ بالسَلاحْ والدَرُوعْ .. و سَخِرْ جالوت مَنْ سَيدنا داؤود " عَليه السَلامْ " وأهَانَهْ وضَحَكْ مَنَه ،
ووضَعْ سَيدنا داؤود " عَليه السَلامْ "حَجَرا قوَيا فِيْ مَقلاعَهْ وَطَوحْ بَه فِيْ الهَواء وأطَلقْ الحَجَرْ .
فأصَابْ جَالوتْ فقتلهْ ،و بدَأتْ المَعَركَةْ وانتصَرْ جَيشْ طَالوَتْ عَلىْ جَيشْ جَالوَتْ .
بَعَدْ فتَرةَ أصَبحْ سَيدنا داؤود " عَليه السَلامْ " مَلكا لبنَيْ إسَرائيلْ ، فجَمَعْ الله عَلىْ يَديَه النبَوَة والمَلكْ مَرَة أخُرىْ .
×
وفاتهَ عَليـهْ السَلامْ :
عَأدْ سَيدنَا داؤود " عليه السَلامْ "
يعَبدْ الله ويسَبحَـهْ حَتىْ مَاتْ ، كأنْ عليه السَلامْ
يصُومْ يَوما و يَفطَر يَوما ، وكأنْ يقَراء الزَبورْ بسَبعَينْ صَوتْ . ومَاتْ سَيدنا داؤود
عَليه السَلام وعُمَرهْ مئَهْ عَامْ .
×
~ تَ وَ هُـ مْ حَ رَ فْ ~
وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ
فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ
أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} البقره 249
وكُما ورَدْ فيْ الأيـَه الكَريَمَهْ السَابَقـةْ .. عَنَدمـَا وجَدْ الجَيشْ بأنهُمْ قَلهْ العَددْ ، قَالوا لَنْ
نستَطيعْ هَزيَمهْ جالوتْ وجيشَهْ لعَددهُمْ الكبَيرْ و قوتَهُمْ .
وفي الآيـه باللونْ المخَتلفْ ..
هَيْ ما قَالـهْ المؤمنِيينْ بأنْ النَصرْ مَنْ عنَدْ الله ، وثَبتوهُمْ لقَتالْ جالوتْ .
×
وقَتْ القَتالْ ..
بَرزْ جَالوتْ فَيْ دروُعَـه الحَديدَهْ وسَلاحَـهْ .. وهُو يَطلبْ أحَدْ يُبأرزُهْ ، وخَافْ منَهْ
جنَودْ طَالوتْ جميعَا ، وهُنَا برزْ منْ جنَودْ طَالوتْ رَاعِيْ غَنْمْ صغَيرْ هُو سَيدنَا داؤود " عليه السَلامْ "
كَانْ سَيدنَا داؤود " عَليه السَلامْ " مَؤمنا بالله، وكَانْ يَعَلمْ أنْ الإيَمَانْ بالله هُو القوَة الحَقيقية
فِيْ هَذا الكَونْ،وأنَ العَبرَةْ ليَسَتْ بَكثَرةْ السَلاحْ، ولا ضَخاَمَة الجَسَمْ والمَظَهرْ البَاطَلْ
و تقَدَمْ سَيدَنا داؤود " عَليه السَلامْ " بَعَصَاهْ وخمَسَة أحَجَارْ ومَقلاعَهْ (وهو نبَلةْ يسَتخدَمَهَا الرُعَاة) ..
تقَدَمْ جَالوُتْ المُدجَجْ بالسَلاحْ والدَرُوعْ .. و سَخِرْ جالوت مَنْ سَيدنا داؤود " عَليه السَلامْ " وأهَانَهْ وضَحَكْ مَنَه ،
ووضَعْ سَيدنا داؤود " عَليه السَلامْ "حَجَرا قوَيا فِيْ مَقلاعَهْ وَطَوحْ بَه فِيْ الهَواء وأطَلقْ الحَجَرْ .
فأصَابْ جَالوتْ فقتلهْ ،و بدَأتْ المَعَركَةْ وانتصَرْ جَيشْ طَالوَتْ عَلىْ جَيشْ جَالوَتْ .
بَعَدْ فتَرةَ أصَبحْ سَيدنا داؤود " عَليه السَلامْ " مَلكا لبنَيْ إسَرائيلْ ، فجَمَعْ الله عَلىْ يَديَه النبَوَة والمَلكْ مَرَة أخُرىْ .
×
وفاتهَ عَليـهْ السَلامْ :
عَأدْ سَيدنَا داؤود " عليه السَلامْ "
يعَبدْ الله ويسَبحَـهْ حَتىْ مَاتْ ، كأنْ عليه السَلامْ
يصُومْ يَوما و يَفطَر يَوما ، وكأنْ يقَراء الزَبورْ بسَبعَينْ صَوتْ . ومَاتْ سَيدنا داؤود
عَليه السَلام وعُمَرهْ مئَهْ عَامْ .
×
~ تَ وَ هُـ مْ حَ رَ فْ ~