مظاهر الاتفاق أو التوافق بين الكلمة واسم السورة

وهذا الاتفاق له صورة متعددة : ـ


الحرف المشترك

1) ـ وجود ( حرف مشترك ) بين الكلمة واسم السورة ,
وذلك بأن يكون هذا الحرف الموجود

في الكلمة موجوداً في اسم السورة .

وذلك مثل قوله تعالى في سورة النساء الآية رقم (135 ) :

(يا أيها الذين آمنوا كونوا قوَّامين بالقسط شهداء لله ... )

ويقول الله عز وجل في سورة المائدة رقم ( 8 ) :

( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوَّامين لله شهداء بالقسط .... )

فإذا نظرنا إلى كلمات هاتين الآيتين نجدهما واحدة ولكن الاختلاف بينهما يتمثل في كلمة ( القسط )

حيث جاءت متقدمة في سورة النساء ومتأخرة في سورة المائدة , والذي يضبظ تقدم كلمة

( بالقسط ) في سورة النساء مرجعه أنه هناك حرفاً مشتركاً بينهما حيث توجد السين في كلمة ( بالقسط ) كما توجد السين أيضاً في اسم السورة ( النساء ) .

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

ولنضرب لذلك مثالاً آخر , يقول الله تعالى في سورة فاطر الآية ( 12 ) :

( وترى الفلك فيه مواخر ) , ويقول عز وجل في سورة النحل الآية رقم

( 14 ) : ( وترى الفلك مواخر فيه )

فالآيتان كلماتهما واحدة والخلاف بينهما يتمثل في كلمة ( فيه ) حيث جاءت متقدمة في سورة

( فاطر ) وجاءت متأخرة في سورة ( النحل ) .


وسر تقدمها في سورة ( فاطر ) يرجع إلى أن هناك حرفاً مشتركاً بينهما وهو ( الفاء )

فهذا الحرف يوجد في كلمة ( فيه ) كما توجد في اسم السورة ( فاطر ) , ويلاحظ أن

( الفاء ) جاءت في أول كلمة ( فيه ) كما جاءت في اسم السورة ( فاطر ) ,

ولذلك جاءت متقدمة في هذه السورة .

أداة التعريف

2 ) وقد يكون الاشتراك بين الكلمة واسم السورة ( أداة التعريف ) ( أل ) ,

يقول الله تعالى في سورة ( الحجر ) الآية رقم ( 35 ) : ـ

( وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين )


وفي سورة ( ص ) يقول عز وجل الآية رقم ( 78 ) :

( وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين )

فإذا نظرنا إلى الآيتين نجد كلماتهما واحدة ولكن الخلاف يتمثل في الكلمتين :

( اللعنة ـ لعنتي ) حيث جاءت كلمة ( اللعنة ) معرفة بالألف في سورة ( الحجر ) وجاءت من

غير الألف واللام في سورة ( ص ) .

ويرجع ذلك إلى أن أداة التعريف حرف مشترك بين ( اللعنة ) واسم السورة ( الحجر ) .

أما اسم السورة ( ص ) فلا يوجد فيه الألف واللام , ولذلك جاءت كلمة ( لعنتي ) في سورة ( ص ) .

الحركات

4) وقد يكون الاتفاق بين الكلمة واسم بسبب ( الحركات ) التي على

الحروف وذلك بأن تكون الحركات التي على حروف الكلمة مثل الحركات

التي على اسم السورة .

يقول الله تعالى في سورة ( البقرة ) الآية رقم ( 35 ) : ( وَكُلا مِنْهَا رَغَداً

حَيْثُ شِئتما ) , ويقول عز وجل في سورة الأعراف الآية رقم (19 ) :

) فكلا من حيث شئتما ) فقد جاءت كلمة ( غداً ) في سورة ( البقرة ) ولم تأت

في سورة الأعراف . ويرجع ذلك إلى أن الحركات التي على حروف الكلمة

( غداً ) هي الفتح على الحروف الثلاثة الأولى , وكذلك اسم السورة

( البقرة ) , الحركات التي على الحروف الثلاثة الأولى هي الفتح , وذلك

باستثناء أداة التعريف ( ال ) .

التضعيف

5 ) وقد يكون التوافق الذي بين الكلمة واسم السورة بسبب ( التضعيف )

, وذلك بأن يكون في الكلمة حرف مكرر .

يقول تعالى في سورة ( القصص ) الآية رقم ( 32 ) : ( اسْلُكْ يَدَكَ

في جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ )

ويقول عز وجل في سورة ( النمل ) الآية رقم (12 ) : ( وَأَدْخِلْ يَدَكَ

في جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ .... )

الخلاف بين الآيتين يتمثل في الكلمتين : ( واضمم ) التي جاءت في سورة

( القصص ) ، ( في تسع ) التي جاءت في سورة النمل .

وقد جاءت كلمة ( واضمم ) في سورة ( القصص ) بسبب التضعيف ,

وذلك لأن كلمة ( واضمم ) فيها حرف مكرر وهو ( الميم ) , وكذلك اسم

السورة ( القصص ) فيه حرف مكرر وهو ( الصاد ) .